الديانة عند الكنعانيين
31-05-2020, 02:38 PM
الديانة عند الكنعانيين

الكنعانيون عرب قدموا من الجزيرة العربية، وتوطنوا في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وهم نفسهم الفينيقيون الذين ارتحلوا بعد أن غزت بلادهم أقوام أخرى الى شمال إفريقيا، وأسسوا مدن مثل طرابلس الغرب وطنجة وغيرها... ويؤكد هيردوت المؤرخ الشهير أن موطنهم الأصلي هو سواحل البحر الأحمر، وأن زلزالاً شديداً أجبرهم على الرحيل الى سواحل المتوسط الشرقية.

وتذكر الكتابات اليهودية قصصاً في مواضع عديدة بالتوراة أن الكنعانيين هم من أولاد حام بن نوح عليهما السلام، وهو تخريص وكذب الغرض منه إبعادهم عن أصلهم السامي.

وعلى أي حال، نحن في صدد الكتابة عن الديانة عند الكنعانيين، فالألوهية أو التأليه عندهم تعني عبادة قوى الطبيعة، ورغم أنهم عبدوا آلهة مختلفة، إلا أن هناك إله أكبر هو (إيل) وهو (رب الأرباب) وهو رب الشعب المختار أي الكنعانيين، ولنلاحظ هنا أن استعمال هذا المصطلح الديني قد سبق إسقاط هذا المصطلح من قبل اليهود، الذين كانوا يكرهوت الكنعانيين، وقد أطلقوا عليهم (الجبارين) فتنافسوا معهم على مصطلح (الشعب المختار).

والديانة الكنعانية ترينا غزارة الآلهة عندهم كما هي الحال عند العراقيين القدماء والمصريين، واعتبار إيل (رب الأرباب) فإن (بعل) إله الخصوبة، والمسؤول عن الأمطار والزراعة، ولا يزال شعب شرق المتوسط يطلق على الزراعة غير المروية اسم زراعة (بعلية) أي التي تعتمد على رحمة بعل.

في فترة لاحقة، اندمج الكنعانيون مع شعب (الآراميين)، والذين كانوا أكثر ميلاً للتوحيد من الكنعانيين، ولغتهم أكثر قبولاً من لغة الكنعانيين، رغم أن أول أبجدية في العالم وضعت من قبل الكنعانيين ووجدت في مدينة (جبيل) اللبنانية، فقد اندمجت اللغة والديانة بين الشعبين، وقد ظهر ثالوث ديني مكوّن من (بعل هودو واثرغامنس وسيميوس) والذي يعني (الأب والإبن والأم) والذي شكّل الأرضية الأساسية التي قام عليها الأقنوم المسيحي فيما بعد (الأب والإبن والروح القدس) حيث استبدلت الأم بالروح القدس، وهو أقنوم توحيدي في النهاية.

والأصنام عند الكنعانيين لم تكن من حجارة ولم تكن كبيرة فكانت من الرصاص وأحيانا من الفضة وبأحجام صغيرة جدا (بضعة بوصات).

وحياة ما بعد الموت عندهم كانت واردة، لكنها لم تكن واضحة، فهم يعتبرون المقابر تجمع عِظاماً لا غير، أما الأرواح فإنها تنزل للأسفل وتكون طبقة معتمة كالظلال.

كان الكنعانيون يتطهرون يومياً بالماء، وكانوا يغسلون موتاهم . وكانت صلاتهم تتم برفع قاماتهم وأعينهم للسماء ثم يركعون ويرتمون في سجودهم على الأرض.

الأساطير الكنعانية

حسب التوراة، فإن كنعان ابن حام ابن نوح، وحسب الإخباريين العرب فإن كنعان ابن سام، ويؤكد المؤرخون اليونانيون انتماء الكنعانيين للعرق السامي. وحسب التوراة فإن (فينيق) هو ابن كنعان. وأن (صيدا) هي الابنة الكبرى لكنعان ومن اسمها أخذت مدينة صيدا الاسم وكانت أول عاصمة لهم. والتوراة تعتبر (صيدون) ذكر وهو الابن الأكبر لكنعان، وقد عُثر في قرطاجة على تمثال لصيدا وهي (إلهة) الصيد عند الكنعانيين، و (صور) هي البنت الكبرى لصيدا.

ومن المدن المهمة للكنعانيين (بعلبك: أي أرض الإله بعل)، و(جبيل) التي وجد فيها أكثر آثار الكنعانيين و(شكيم) التي هي (نابلس) وقد أخذ الرومان حجارة (شكيم) وبنوا على بعد 1كم من مكانها الأصلي مدينة (نيو بولس: نابلس).

وقد ورد ذكر بعل والكنعانيين في سورة الصافات وذكر نبي ظهر في أيامهم (الياس)