كونوا من أحب الخلق إلى الله
13-05-2017, 11:46 AM
كونوا من أحب الخلق إلى الله.
أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم، بالإحسان إلى الناس، وتقديم الخدمة والعون لهم بما يُستطاع، فالخلق عيالُ الله، وأحبُّ الخَلق إلى الله أنفعُهم لعياله. وقد تساءل أصحاب الجنة ، عن سبب دخول المجرمين الجحيم في قوله تعالى: " مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (*) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (*) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (*) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (*) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (*) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (*)" ــ سورة المدثر ( 42 ــ47). يجب أن يشعر المؤمن، أَّن للفقر والعوز لَوْعَةً و حُرْقَةً، فكم هي مُرَّة تلك الآلام والحسرات، التي يعيشها الفقراء والمحتاجين والأيتام ، في بيوتهم المتواضعة ، وهم جِياع لا يَجدون ما يَسدُّ رمقهم، أومَرضى لا يجدون المال لعلاجهم ، وكم من فقير ضاقَت به الدنيا وانسدَّت في وجهه أبواب الرزق، لولا بقيَّة باقية من الأمل والرجاء فيما عند الله. وأمام هذه الحالات المزرية في مجتمعنا ، تَجِبُ المسارعة إلى أعمال الخير والبر والاحسان والتكافل، في كل الأوقات والظروف.
قال الله تعالى:" لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حتى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم" ــ آل عمران(92).
أسوق إليكم هذه القصة لما تحمل من عِبَر: " دخل رجل أحد المطاعم الفاخرة ، لتناول الغذاء ، وبعد تقديم الوجبة ، لاحظ (طفلاً وطفلة) من الفقراء ينظران إليه من الخارج عبر الزجاج ..فلوّح لهما بيديه ، ودعاهما للدخول ، وأجلسهما على مائدته، وخَيَّرَهُمَا في الطعام الذي يحبانه ، فاختارا أشهى الطعام. أحس الرجل بفرحهما وأسعد بهما. وبعد انصرافهما، تقدم لدفع الحساب، فتفاجأ ! لأن صاحب المطعم سدد الفاتورة
".
" نحن لا نمتلك آلة حسابية تستطيع حساب ثمن الإنسانية ".
اعلموا أحبتي الكرام :
أنه كلما زادت الصدقة زاد الرزق .
• وكلما زاد الخشوع في الصلاة زادت الطمأنينة والسعادة.
• وكلما زاد بر الوالدين زاد التوفيق في الحياة.
قال الله تعالى :"... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (*) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (*)" ــ سورة الطلاق(2ــ3).
" ومن يتق الله " : هذا شرط .
" يجعل له مخرجاً " : هذا وعد من الله.
" ويرزقه من حيث لا يحتسب " : هذه مكافأة من الله.
فحققوا الشرط .. لتستحقوا الوعد.. وتنالوا المكافأة .