سحـــــــــــــــــــــــــــــــــر اللّســــــــــــــــــــــــــــــان
21-02-2017, 08:08 PM

صعد على المنبر ثم قال :

أيها المواطن الحبيب ، أشعر بعمق معاناتك و فظاعة آلامك ، فأنت مني كالروح من الجسد ، بل القلب الذي أسمع نبضاته بين أضلعي ، تؤنسني سعادتك و يطربني سرورك ، و تتعسني أحزانك و ما يقذفك به الزّمان ليمحي حبورك ( فرحتك )

بدأ الحاضرون بالتّصفيق الحار ، و هتافهم باسم المرشّح قد ضجّ به المكان و بلغ الآفاق .

المرشّح : سأكون لك أيها المواطن قارب النجاة ، و الطّبيب الذي يضمّد جراحك ، و يُزيح عنك المعاناة ، و يذبح في هيكلك كل مأساة ، و ينسج بتسبيحك كل صلاة .

قال بعض الحضور : هذا الرجل الذي كنا نبحث عنه طيلة سنوات .
و قال آخرون : فليكن هو الفائز ليحقق مشيئة مواطنيه الذين يحبهم و يحبونه .

همس أحدهم لصديقه : الرجل لم يشرح لنا برنامجه السياسي لنصوّت له أو ضده .
ردّ عليه صاحبه : لا لا حسمت أمري على أن يكون هذا الرجل زعيمي دون منازع ، أنظر إلى حلاوة كلماته و عذوبة عباراته ، هذا الرجل هبة السماء و لا أرتاب في ذلك قيد أنملة .


المرشّح : أيها المواطن الحبيب سأسقي من ثروات بلادك أحلامك ، و أخلع الليالي الحالكات من أيّامك ، فلا ترى إلا النّور و الرّبيع يُزهر أمامك .

ارتفع الهتاف باسمه من جديد مع التصفيق المتتالي ، و عبارات الثناء التي لا تنقطع .نزل من على المنبر فاستقبله البعض بالأحضان و العناق و التقبيل ، انتهت الحملة بفوزه السّاحق في الانتخابات .

ـ نظر إلى صور و فيديوهات حملته الانتخابية و هو يقهقه و يقول : أيها المواطن الغبيّ كنت لي الحمار الذي اجتزت به المستنقع حتىّ بلغت الضّفة دون أن يتلطّخ ثوبي أو يصيبني تعب ، بل أنت الحذاء الذي حماني من الأشواك و نتوء الحجارة و حرّ الرّمضاء و ستبقى كذلك .

ـ و استمرّ المواطن المغفّل يعيش على الأماني و الأوهام التي تصنعها فصاحة اللّسان و سحر البيان ، و بات السياسي الكذّاب يتمتّع بالعرش في السّنوات السّمان ، و قد مسح من قاموسه اسم المواطن بممحاة النّسيان .

السعيد محرش
الطارف ـ الجزائر ـ