"الفينسيون" لتسمين الماشية وتجفيف جيوب الزوالية
15-08-2016, 08:06 PM


م. نور الدين / نورين عمارة


تشهد معظم المناطق الفلاحية الرعوية بولاية البيض، هذه الأيام حركة غير عادية من خلال توافد الكثير من مربي المواشي والتجار وسماسرة السوق من مختلف ولايات الوطن لشراء قطعان الماشية تحسبا لموعد عيد الأضحى المبارك، وذلك من خلال إطلاق عملية تسمين المواشي باستعمال "الفينسيون" وهو العلف المستعمل لتسمين الدجاج، حيث يكشف مجربون أن له مفعولا سريعا وجد فعال في نفخ الماشية وتغيير مظهرها خلال أسابيع فقط.
يقبل محترفو سوق الماشية على انتقاء الكثير من رؤوس الغنم ذات السلالات الرفيعة من حيث الوزن ووضعها بالإسطبلات لتسمينها تحضيرا لاكتساح الأسواق قبل حلول مناسبة العيد.
علما أن عملية التسمين التي تسبق عملية البيع في فترة تتراوح ما بين الشهر إلى الشهرين، تتم بوضع الماشية داخل الإسطبلات "الزرائب "وتوفير لها كل ضروريات التسمين السريع بإعداد علف محلي يعد بديلا لتغذية المواشي عن العشب الطبيعي الذي فقدته جل المراعي بمناطق الولايات السهبية أمام موجة الجفاف التي حلت بالجهة، وحسب المعطيات المتوفرة حسب السيد مولاي أحد كبار الموالين بالجهة، فإن عملية التسمين تساهم بقدر كبير في ارتفاع أسعار الأضاحي التي تعرف سنويا مستويات غير مسبوقة تشمل النعاج، الكباش، الحولي، الماعز.. فمثلا أسعار الكباش بدأت تتخطى عتبة 50 ألف دج.. لذا تتخوف الكثير من العائلات أن يتكرر سيناريو الغلاء خلال هذا الموسم .
من جهة أخرى، يرجع عدد من تجار الماشية هذا الغلاء إلى موجة الجفاف الذي قضى على جزء هام من القطعان من خلال بيع الماشية بالجملة، لأجل الإبقاء على الزمر الأخرى علاوة على غلاء الأعلاف التي تباع في الوقت الحالي بنحو 3000 دج للقنطار الواحد بالأسواق، وكذا جلب صهاريج المياه. ويتوقع سماسرة السوق الذي يتفننون في تلهيب الأسعار أن يصل سعر الكبش إلى 7 ملايين سنتيم والحولي إلى 35 ألف دج، والنعجة إلى 26 ألف دج.
وفي السياق ذاته، يعرف سوق بوقطب الذي يعد ثاني أكبر سوق ماشية في الجهة الغربية ككل حركة غير عادية سببها جشع الموالين الذين يريدون تعويض نفقات مصاريف العلف والماء والتلقيح والنقل برفعهم لأثمان ماشيتهم، من دون مراعاة ضوابط السوق ومشاعر المواطنين المقبلين على آداء هذه السنة النبوية الشريفة، بالإعتماد على عمليات بيع وشراء سريعة وظرفية في عين المكان، حيث يقوم السماسرة بشراء المواشي من عند الموالين ومربي الخراف بأثمان ويقومون ببيعها لسماسرة آخرين بأسعار أخرى.
وقد تستمر عملية السمسرة لتتجاوز ثلاثة إلى أربعة تعاملات لتصل إلى المستهلك غالية ومرتفعة مما يجعله عاجزا غير قادر على شرائها، بل والأغرب من ذلك أن هؤلاء البارونات ينتظرون أمام مدخل السوق يسترقون النظر علّ وعسى يعثرون على صفقة العمر من عند بعض الفلاحين ومربي الغنم الذين يجلبون مواشيهم بغرض تسويقها في هذا الفضاء التجاري الشهير فيشترونها منهم ليعيدوا تسويقها بثلاثة أضعاف ثمنها، وهو ما دفع بكبار التجار من ولايات المسيلة وتبسة وسطيف إلى التوجه مباشرة لشراء الماشية من عند الموالين مباشرة من دون واسطة.

"القراسة ".. مهنة تسمين الكباش تنطلق في أرياف الجلفة
بدأت تخرج الروتشات من طرف مربي المواشي في ولاية الجلفة تحضيرا لكباش عيد الأضحى المبارك الذي تفصلنا عنه نحو ثلاثين يوما حيث انطلقت عملية تسمين الكباش التي يطلق عليها محليا ''القراسة''.
القراسة هو مصطلح محلي يعني لدى مربي المواشي التسمين، حيث انطلقت هذه العملية منذ أيام قليلة فقط، ويقوم مربو المواشي هذه الأيام بإبعاد الكباش عن باقي القطيع قصد تسمينهم وتحضيرهم لبيعها في الأسواق على شكل الأضاحي، الشروق اليومي رافقت عددا من المربين في عملية ''القراسة "، حيث يقوم المربي بإبعاد الكباش عن باقي القطيع ويخصص لها راعي غنم يتكفل بها إلى غاية إنزالها للسوق.

"المجبار" لتسمين كباش العيد
يقول مربو المواشي المتخصصون في تسمين كباش العيد إن أحسن علف يقدم للكباش هذه الأيام هو عبارة عن خليط متكون في الغالب من مادة الشعير والذرة أو كما يسمى محليا "المجبار''، حيث يتم خلطهم بقليل من الماء وتقدم للكباش على شكل وجبتين في النهار، حيث يتحصل الكبش على نحو كيلوغرام ونصف الكيلوغرام في اليوم طيلة شهر كامل وهي العملية تسمى "القراسة" وهي آخر عملية تحضيرا لبيعها في الأسواق الكبرى، ويضيف مربو المواشي أن هناك من يطعم أيضا مادة ''النباقة'' وهي مادة تفرزها مطاحن القمح وتباع بنحو 3 آلاف دينار للقنطار أما الذرة فتباع بنفس السعر لكن الكثيرين يفضلون مادة الذرة والشعير نظرا لأهميتها في تسمين الكباش، ويؤكد المتخصصون في تسمين الكباش أن مدة شهر تكفي لأن تسمن الكبش وتجعل منه كبشا يبلغ سعره أكثر من أربعة ملايين سنتيم.
يوجد الكثير من مربي المواشي الذين حولوا مهنتهم من تربية المواشي إلى "القراسة" حيث يفضل الكثير من سكان المناطق الريفية في الجلفة خصوصا في الجهة الغربية لولاية الجلفة على غرار بلديات القديد والادريسية والشارف عملية "القراسة" كما أنها لا تستغرق سوى شهر قبل عيد الأضحى المبارك ويتحصل صاحبها على فائدة شبه مضمونه تتراوح ما بين مليون ومليون ونصف للرأس، ويشتري "القراسة" كباشا نحيفة من الأسواق، ويؤكد أحدهم أنه اشترى نحو 100 رأس قبل أيام من الأسواق الكبرى في الجلفة واشترى معها مادة العلف ووضعا في منطقة ريفية، وأكد ذات المتحدث عن هذه الكباش النحيفة قد اشتراها ما بين مليونين ونصف وثلاثة ملايين ويسمنها مدة شهر ويبيعها بأيام قليلة قبل عيد الأضحى المبارك وهي المهنة التي مارسها سنوات طويلة ولن ينقطع عنها حسب تصريحه بسبب الفوائد التي يجنيها في ذاك الشهر.