الجمـال يتجلى في محــــراب الحيــاء !!
11-11-2018, 06:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم











الجمــال يتجلـــى فـــي محـــراب الحيــــاء !!
الشمس وحدها تملك الجرأة وتملك الإقدام .. وتملك التحدي بقوة الإشهار والإجهار .. تقول سيرتها حين تشرق وحين تعيش صورة الكبرياء حتى لحظة الترحال .. وقوة التحدي في الشمس تكمن في عزة الإحراق والاحتراق .. فهي ليست بتلك الواهية التي تخشى الأذية بالتملق والاقتراب .. وذلك التحدي سمة تتعاظم عند أهل الشغاف .. تلك القلوب التي تتوارى خلف سياج الحياء وقد تعودت الانزواء في أكناف الأحباء .. أحضان تمثل أصداف الوقاية من الدخلاء .. أفئدة كأسماك الظلال لا ترى إلا عبر الضباب والإعتام .. وتلك الأضواء تخيفها بالانبهار .. إذا قيل لها تعالى إلى ساحات الأنوار والضوضاء تتوسم خجلاَ من شدة الحياء .. ثم تهرب بعيدة نافـرة صوب أروقة الاختباء .. فهي تخاف من نظرات العيون لها كما تخاف من صدى الأصوات بالأرجاء .. ظباء رحيمة السجية تترفل في بساتين السلامة والهدوء برفقة الأمناء .. محاطة بأهل المحبة متى ما توجست خوفاَ ترتمي في أحضان الأصفياء والأقرباء .. وهي دائما وأبداَ بعيدة عن الأوحال وفي حل من الأسرار والأهواء .. لا تملك إلا لحظات التأمل والترفل في المروج الخضراء .. عزيزة عفيفة لا تخيفها كوابيس الأحلام ولا تطالها الذئاب بالعواء .. وقد اتخذت الحياء والاستحياء ستراً ووقاية تحجبها من مكائد الخبثاء .. لؤلؤة مكنونة تقبع في أصداف العفة التي تمنعها من طوارق الطامعين والسفهاء .. لا تبالي بصيت المحاسن رغم أنها تملك المحاسن عند السجال واللقاء .. ولكنها لا تلبي نداء المنادي حين ينادي بالإشهار فوق آفاق السماء .. والخوف في غفلة قد تسقط الحمامة الوديعة في شباك القنص أذا أغمضت الأعين بغباء .. كما أن الخوف في جرأة قد تخدع الصاحب إذا تخطى الصاحب سياج الحياء فيسقط من قمة العلياء .. ومتى ما توارت المحاسن خلف سياج الحياء فإنها تمثل جمالاً بندرة الألماس التي يفقدها الأغنياء والفقراء .. وصاحب الحياء يحمل ثقلاً بمنتهى النقاء والكبرياء .. ويظل الصيت مكنوناَ في خزانة الشرفاء والنبلاء فما أجمل ثياب الخيلاء !! .. ولو فتحت السانحة لقلمي وقلت له أكتب ما تشاء في الحياء لما توقف بحجة الانتهاء .. ولو حاولت إسكاته لقال دعني وشأني فإنني في رحاب الأنبياء .. فيا عجباً ويا عجباً من روعة الحياء .
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد