كندا: كيبيك تنتخب حكومة يمينية مُناهضة للمهاجرين
02-10-2018, 05:37 AM



حمل الناخبون في مقاطعة كيبيك الكندية إلى السلطة للمرة الأولى "تحالف مستقبل كيبيك"، الحزب القومي الذي لا يؤيد الاستقلال والذي يريد الحد من تدخل الدولة ومن الهجرة، لتطوى بذلك صفحة حكم الليبراليين الذي استمر 15 عاماً بلا انقطاع تقريباً.

وقال رئيس الوزراء الجديد لمقاطعة كيبيك، فرنسوا لوغو: "اليوم دخل التاريخ، اليوم وضع عدد كبير من الكيبيكيين الجدل الذي تسبب في انقسامنا لخمسين عاماً"، في إشارة إلى انتماء كيبيك إلى كندا.


ووعد رجل الأعمال الثري ببث "روح توحيد لحكم كل الكيبيكيين"، مؤكداً أنه يريد "العمل من أجل كيبيك داخل كندا".


وسيتمتع "تحالف مستقبل كيبيك" الذي أسسه لوغو في 2011 بالأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية الكيبيكية ممثلاً بـ74 من أصل 125 نائباً، حسب نتائج أولية.

ولم يكن هذا الحزب يشغل سوى 21 مقعداً في البرلمان السابق.



واعترف رئيس الوزراء المنتهية ولايته الليبرالي فيليب كويار، بسرعة بهزيمته مساء الإثنين، وأعرب للوغو عن تمنياته "بالنجاح".


ضربة لترودو

ويُشكل ذلك ضربة قاسية لليبراليين، العائلة السياسية لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، التي خسرت في يونيو (حزيران) أونتاريو أغنى مقاطعات كندا وأكثرها اكتظاظا بالسكان، أمام حزب محافظ آخر.


وستنظم كندا خلال عام انتخابات تشريعية لا تبدو محسومة لمصلحة ترودو، في ظل صعود التيارات القومية.


ورحب ترودو بفوز لوغو. وقال في بيان: "سنواصل معاً الدفاع عن عمال كيبيك وصناعاتها، وإحداث الوظائف الجيدة للطبقة الوسطى، وبناء اقتصاد قوي قائم على الابتكار، إلى جانب حماية البيئة، ومكافحة التبدلات المناخية".


وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات مقاطعة كيبيك حوالى 67 %، مقابل 71 % في 2014، و74 % في 2012.


وللمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاماً، لم يشكل الاستقلال عن كندا قضية محورية في الحملة.



وحصلت الأحزاب المؤيدة للاتحاد الكندي مجتمعةً أكثر من 63 % من الأصوات.


ولوغو وزير سابق واستقلالي لكنه يؤكد أنه لم يعد يريد الانفصال عن أوتاوا. ودرس المحاسبة وصنع ثروة من تأسيسه شركة الطيران "اير ترانسات" في 1986.


ويعد "تحالف مستقبل كيبيك" الذي أسسه، الكيبيكيين "بالتغيير" وبوضع سياسة حازمة ضد الهجرة التي يريد خفضها للتمكن من استيعاب القادمين الجدد، وبإدارة أفضل للشؤون المالية.


وأعلن لوغو في حملته الانتخابية أنه يريد أن يخفض، اعتباراً من 2019، بأكثر من 20% عدد المهاجرين الذين يصلون سنوياً إلى كيبيك.


ودعته غرفة التجارة في مونتريال، كبرى مدن كيبيك التي يعيش فيها نصف سكان المقاطعة ومعظم المهاجرين، مساء الإثنين إلى أن "يأخذ في الاعتبار ضرورة زيادة اليد العاملة المؤهلة"، بينما ما زالت 100 ألف وظيفة شاغرة في المقاطعة الناطقة باللغة الفرنسية، بسبب نقص المرشحين المؤهلين.