لحومهن أرخص من لحم الدجاج!!؟
18-12-2017, 11:37 AM
لحومهن أرخص من لحم الدجاج!!؟
سمية سعادة

بينما تلبس الأم حجابا فضفاضا باهت اللون وتخفي وجهها خلف ستار أسود، تبدو ابنتها وهي تمشي بجانبها كأنها أنهت لتوها دورا في فيلم عنوانه "لحم رخيص"!.
وهما تسيران في نفس الطريق والاتجاه، تشعر الابنة بالحرج من أمها التي خذلتها بثيابها البسيطة التي لم ترق إلى مستوى "انحناءاتها" لأنها تمشي في خط "مستقيم"، بينما تكتم الأم استياءها وتخفي استحياءها من ابنتها التي جلبت لها اللعنات ووضعتها في موقف سخيف، وعندما تعودان إلى البيت، تكرر الابنة على أمها عبارتها الحارقة " بهدلتي بي"، وترد عليها الأم بين شفتيها "أنت اللي بهدلت بي"!.
يحدث هذا، عندما تعوِد الأم ابنتها على ارتداء ملابس قصيرة وضيقة في سن الطفولة لأنها "ملايكة" بالتعبير العامي، وتتساهل معها في سن المراهقة لأنها في فترة حرجة سرعان ما تمر لتحكم قبضتها عليها، لتتعود الفتاة على العري وتزدري الستر ويصبح من الصعب إقناعها بارتداء الحجاب أو على الأقل الالتزام بلباس محتشم، من جهتها، تقوم الفتاة بإبراز "قرنيها" الحادين اللذين تعهدتهما بالرعاية والاهتمام طيلة سنوات التدليل والتدليع إلى أن صارا قادرين على "نطح" كل من يقف أمام رغبتها في التمتع بشبابها، حتى وإن كان الأب الذي يكون قد شارك في صنع هذا التمرد بسكوته وتساهله.
وإذا كان الندم سينال من هؤلاء الآباء الذين غفلوا عن تربية بناتهم بالطريقة التي يتمنون أن يكن عليها في شبابهن، فإن آباء آخرين تركوا الحبل على الغارب لبناتهم وتواطؤا معهن على الدين والأخلاق حينما سمحوا لهن، بل شجعوهن على ارتداء ملابس فاضحة لا تليق ببنات العائلات المحترمة وفق عقلية "منهم من جيلهم" التي صاروا يبررون بها كل سلوك منحرف أو تصرف غير لائق، فكيف تستقيم الفتاة المراهقة ووالدها الذي من المفترض أن يحافظ على عرضها هو من يشجعها على أن تجرب سروالا يكون أضيق من السروال الذي وجدته واسعا قليلا في أحد المحلات لبيع الألبسة النسائية، والكلام لصاحب المحل الذي استغرب من هذا التصرف، ولكنه امتثل لرغبة الأب قبل الفتاة وأعطاها سروالا يكشف تفاصيل جسدها، وكيف تشعر البنت بقيمة الحياء في حياة المرأة وأمها تساعدها في كل صباح على ارتداء جينز ضيق، أو تحضر لها علبة الماكياج لتبدو جميلة في عيون الرجال الذي تقابلهم في الشارع.
مشكلة هؤلاء الآباء أنهم يحاولون أن يكرروا حياتهم من خلال بناتهم، أو يعوضوا ما فاتهم في شبابهم، غافلين على أن زمنهم لا يشبه زمن بناتهم، وأن تبرج أمهاتهن لم يكن بالسفور والابتذال الذي نراه اليوم، وأنهم سيحاسبون أمام الله على بناتهم اللواتي نزعوا عنهن غطاء الستر والحشمة.
بسبب كل هذا، عمت مظاهر الانحلال والانحراف، وفقد المجتمع الكثير من قيمه ومبادئه التي كان يباهي بها، وصار لحم البنات المكشوف أرخص اللحوم على الإطلاق حتى من لحم الدجاج!.