التفاهم و حل المشاكل الأسرية
16-09-2009, 08:13 PM
الاُسرة كما هي مستودَع الحبّ والتعاون ، فهي مؤسّسة للتربية والتعليم .. والتفاهم بين الأبناء والآباء مسألة ضروريّة للعلاقة بينهم ، وحلّ المشاكل التي تحدث ، أو لدراسة الآراء والمُقترحات التي يقترحها الأبناء ..
فالإبن لديه أفكار واقتراحات تخصّ دراسته أو عمله أو سفره ، أو علاقاته بأصدقائه وأقاربه ... إلخ . وتولد في نفسه مشاعر وتصوّرات ، ومن حقِّه على الأبوين والاُخوة الآخرين أن يفتحوا قلوبهم وعقولهم لسماع ما يدور في نفسه والإصغاء إليه ..
ومن حقّ الإبن أن يعرض ذلك على والديه ، أو بعض إخوته في الاُسرة ، ليستمع إلى آرائهم ، وتقييمهم لأفكاره واقتراحاته ، ووجهة نظره ، ومشاركتهم له في حلِّ المشاكل ، أو تحديد الموقف السّليم في تلك القضيّة التي تخصّه شخصيّاً ، أو تتعلّق بالاُسرة ، أو بأخوانه ، أو بعلاقته بالآخرين ، أو ربّما يعرض الموضوع على أحد الوالدين أو الاُخوة ، كمشكلة لحلّها وعلاجها ..
وتلك ظاهرة صحِّيّة في الاُسرة أن يتحاور أفرادها ، ويُفكِّروا في القضايا والمشاكل التي تهمّ أحد أفرادها ، لا سيّما الأبناء .. وهذا الاُسلوب يعزِّز احترام شخصيّة الأبناء ، والاهتمام
بآرائهم ومشاكلهم ومشاركتهم بصنع القرار المتعلِّق بمستقبلهم أو بسلوكهم ، أو بالمشاكل التي تواجههم ..
كما يؤكِّد الآباء احترام أبنائهم لهم ، وفسح المجال أمامهم للتوجيه والإرشاد والمشاركة في الرّأي ، أو الإعانة بالمال والجهد على تنفيذ المقترحات السّليمة ، أو حلّ المشاكل التي يواجهها أحد الأبناء .
وللحوار والمناقشة آداب خاصّة ، والإلتزام بها يُعبِّر عن سلامة الشخصية وقوّتها .. وعند مراعاة تلك الآداب يستطيع الجميع أن يتفاهموا ، ويصلوا إلى نتائج صحيحة ومرضية .
وعندما يبرز الجدل والإصرار على الرّأي وإن كان خاطئاً ، أو يظهر الغضب والإنفعال في الحوار ، فعندئذ لا يمكن التفاهم ، أو التوصّل إلى حلٍّ ناجح ، أو الاقتناع بالرأي المعروض للمناقشة ..
فالتفاهم يحتاج إلى توضيح القضيّة بشكل جيِّد ، والإصغاء إلى آراء الآخـرين ، والإسـتماع إليهم .. والقبـول بالرأي الآخر إذا كان صحيحاً .. أو التنازل عن الرأي لتحقيق المصلحة الأفضل .. وعندما يتوفّر الجوّ السّليم للتفاهم تُحلّ المشاكل ، أو يُتّضح ما هو صحيح وأفضل ، وما هو ضارّ وسيِّئ يجب تركه والابتعاد عنه .