لغة التهديد والعودة إلى ''حادثة المروحة''
مصطفى بن عطا اللهنائب برلماني
التصرف الذي قامت به السفارة الفرنسية بالجزائر تجاه الصحافي القدير والكاتب الألمعي ''سي احميدة عياشي'' يدل دلالة قاطعة على أن ''فافا'' ما زالت تفكر بعقلية المستعمر الذي يحق له ''معاقبة'' كل من يشم فيه رائحة الوطنية، والتوجه العروبي، والتشبع بالإسلام·· والأكيد أن السفارة المذكورة ما كانت قادرة على رفع عصا ''التهديد والوعيد'' ضد ''سي احميدة'' لو لم تكن متأكدة من أن كلمتها ستمر على بساط من حرير دونما احتجاج من قبل الرسميين على تجاوزها الخطير في التعامل البروتوكولي المألوف بين الدول·· وأجزم أن التحجج الذي أوردته السفارة في ''تهديدها الصريح'' ما هو إلا صورة من صور ''المروحة''·· ونحمد الله أن جزائر 2008 ليست هي جزائر1830 وإلا لغزتنا فرنسا بجيوشها لتأديب ''سي احميدة'' ومن خلاله الشعب الجزائري، لأنه تجرأ وكتب في صحيفته، وفي وطنه ''قصة خيالية'' فهمت السفارة أنها تمثل ''تهديدا وإهانة'' لموظفيها ومن خلالهم الشعب الفرنسي·· وبالمناسبة، ألا يحق لنا التساؤل·· هل من باب الصدفة أن ''تهدد'' السفارة الفرنسية في الجزائر صحافيا وكاتبا باللغة العربية في الوقت الذي دعا فيه حزب جبهة التحرير الوطني، وهو من هو، إلى نفض الغبار عن اللغة العربية وإعادة الاعتبار للغة الوطنية·
هذا البلاط لنا
يــــــا من طلبتَ الاعتـــذارَ لأنّني حلَّى الخيالُ قَريــــــــحتي بتَمَكُّن
حتى تُراكَ جزعتَ من عدَدَينِ لي صدرَا تِبــاعــــاً،فارتأيتَ ترُجَّني
مُت في وعيـــدك،إنّني في خُلوتي تجري القداسةُ في الوريدِ لتُحيِني
كن في بلاطك آمـراً أو نـــــــاهياً··· هذا البلاط لنا، و إسمه ''موطني''
حسبُ ''الملائــكةِ'' الّتي تشقى لها تنأى - لِطُهرٍ- عن حصـائدِ ألسُن
لم نعهدِ ''الشّيطانَ'' إلا مـــــــاكراً و الله أمكرُ - لو دريتَ- بِشـــــائِن
يــــــا مُدَّعٍ ''حرّيّةَ التّعبـــــير'' لا تخلع ثيــابك في العَراءِ، تَأنسَنِ···
لستُ المنـــافقَ في كتــــابةِ أسطرٍ أُبقي الذي ترضاه، أحذِف أحسَني
لا عيبَ ســــاءَ روايتي -لا مرية- العيبُ في المُقَل اللّواتي قـــرأنَني
لم يلتـــفــت بالزَّجر ذو حــقٍّ بـِه هـــذا التّحضُّرُ مِن سُــــراة سَرَّني
فإِذا ''ابنُ آوي'' بالعرينِ مُشاكساً ليثاً، شعاره في حماه أنِ: ''انحنِ''
أبلغ حضارتك العقيــــــــــمةَ أنّنا نسلُ الحَضارةِ، عزمُنــــا لا ينثنِي
ثقِّف قِراءَتك البلِيــــــدة لائِــــمي وافقَه فوارق مبدع و معــــــــاين
وإذا بليتَ مناهلاً من علمنــــــــا لا بـــــــابَ نُـوصده بوجه ''اللَّيّن''
فالجودُ منَّا، و الكرامة عندنـــــــا أغلى و أنقى من نفــــــائسِ معدنِ
نبيل نوي رئيس اتحاد كتّاب مدينة سيدي بلعباس
PH/ DjazairNews
عبد الرحمان شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
إن ما صدر عن السفارة الفرنسية لا يمكن أن يُقرأ إلا على أنه امتداد للعدوانية التي كانت في الفترة الاستعمارية، وإنهم بذلك التهديد يسعون إلى المزيد من العدوان ولكنهم لا يرتدعون، ولهذا يجب أن يكون الجزائريون أكثر حذرا من الأمور التي تصدر عن هكذا جهات، وأظن أن التهديدات التي أطلقتها السفارة الفرنسية ليس لها أي مبرر، والغرابة في الأمر أن يُترك صاحب حق الرد على التهديد دون أن يطالب به وعلى هذا يجب أن يكون نوع من التضامن مع المتضررين كلحمة واحدة·
ناصر مهلمدير وكالة الأنباء الجزائرية
إن القائم بالأعمال الفرنسي قد فوّت على نفسه فرصة ثمينة لاحترام المبادئ الأساسية لصحافة متعددة، وهذا باسم حرية التعبير·
وفضلا عن ذلك فإن اللجوء إلى التهديدات لا تضفي على صاحبها أية قيمة سامية، خاصة وأن الأمر يتعلق هنا بالأسلوب الساخر الذي هو فن من الفنون الصحفية، مستخدم في كل مكان وبالأخص في فرنسا· وعليه فإما أن صاحب الرسالة قد أخطأ البلد المقصود، أو اختلطت عليه الأمور، غير أن الأمر الثالث والثابت هو أن: احميدة العياشي يستحق التضامن الذي تفرضه الزمالة·
الهواري غـزاليشاعر جزائري مقيم ببوردو
أعتبر ما قامت به السفارة الفرنسية بالجزائر قمعا لحرية الخيال الأدبي وتدخُلاً سافراً لا حق لها منه في الإبداع الجزائري والمبدعين الذين أعطوا لبلدنا الحصة الكبيرة من أنفسهم، ثقافتهم وتضحياتهم· لذلك، فإنني أتضامن معكم كليَّةً ضد قرار السفارة، مثمناً روايتكم كقارئ وكمساهم من بعيد في الثقافة الجزائرية·
PH/ DjazairNews
اعتراف يتحول إلى مبدأ من مبادئ الدبلوماسية الفرنسية
سمير حميطوش
مرة أخرى تلجأ فرنسا إلى ''دبلوماسية العنجهية'' وترفض أن تخضع للواقع، حيث انتهجت السفارة الفرنسية في الجزائر منهجا أحمقا قائما على مبدأ ''إني أغمض عينيّ فلا أراك يا شجرة''، هذا المبدأ طبقته السفارة الفرنسية في الجزائر كمحاولة منها للخروج من الأزمة التي صنعتها مع ''الجزائر نيوز''، حين هددت مديرها وطالبته بالاعتذار عن قصة خيالية هو بصدد كتابتها وتنشر يوميا حلقات منها على صفحات ''الجزائر نيوز'' و''ألجيري نيوز''، لكن السفارة الفرنسية وبعد أن أدركت أنها ورطت نفسها في مشكلة لم تكن تتصورها، لجأت إلى محاولة إيجاد حل للورطة التي أدخلت نفسها فيها، فقررت الاتصال بصحف أخرى ونشر كلام تقول من خلاله أنها لا تستهدف احميدة عياشي ولا تهدده، وأن الرسالة كانت أمرا شخصيا، لهذا لم تعلم وزارة الخارجية بالموضوع···
وفي هذه المحاولة التبريرية، وقعت السفارة الفرنسية في خطأ آخر، هو أنها تحاول التنصل من ورطتها دون أن تقدم اعتذارا للجريدة والجزائريين، وهو المطلب الرئيس الذي ترفعه الجريدة الآن، بعد أن أصبح الأمر متعلقا بالرأي العام، ولا شك أن السفارة الفرنسية تعلم أن الأمر أصبح الآن قضية رأي عام، لهذا قررت نشر ''توضيحها'' عبر صحف أخرى، والسؤال المطروح، هو لماذا لم تلجأ السفارة الفرنسية إلى مراسلة مدير ''الجزائر نيوز'' كما فعلت في المرة الأولى·· علما أن الجريدة لم تغير عنوانها؟ وفي هذا ''التوضيح'' الذي نشر خارج ''الجزائر نيوز''، قال المكلف بالإعلام في السفارة الفرنسية، أن الإدارة التي ينتمي إليها لم تهدد احميدة عياشي وأن ما فهم من الجملة الأخيرة من الرسالة، إنما كان سوء تفاهم، ولكن كان جديرا بالسفارة - التي تمثل دولة ترفع شعار ''حرية ـ مساواة، إخاء'' - أن تراسل الجريدة على عنوانها العادي العلني وأن توضح وتزيل هذا الفهم الخاطئ، ولكن يبدو أن ثقافة اللا اعتراف واللا اعتذار أصبحت مبدأ من مبادئ الدبلوماسية الفرنسية، ربما لأن السفارة الفرنسية في الجزائر لا تفرق بين دور السفارة ودور الحاكم العام·
وفي سياق جديد، لمح المؤرخ الجزائري الدكتور محمد القورصو، إلى أن السفارة الفرنسية يمكن أن تكون تصرفت مع الجريدة على خلفية موقف المؤسسة من مبدأ الاعتذار والاعتراف، حيث أنه في ماي 2005 كانت يومية الجزائر نيوز، أول صحيفة جزائرية تتطرق إلى قانون 23 فيفري الممجد للاستعمار، والذي كادت السلطات الفرنسية أن تمرره خلسة وبعيدا عن أعين الناس، ولكن نشر الموضوع في الجزائر أجج نقاشا حادا حول العلاقات الثنائية بين البلدين وطرح موضوع الماضي التاريخي على الطاولة بجدية، وأرغم البرلمان الفرنسي على إلغاء بند من بنود القانون الذي سماه المؤرخون في الضفتين ''قانون العار''، وخلال النقاش الذي كان دائرا فتحت الجريدة صفحاتها للجميع بدون إقصاء، ولكن كل الذين تكلموا قالوا إنه ''عار'' على جمهورية شعارها ''إخاء ـ حرية ومساواة''، أن يوجد فيها من يحن إلى زمن كان ''ضد الإنسانية''·· بل قال المحامي جاك فرجاس، إن ''في السلطة الفرنسية رجال يحنون إلى الزمن الاستعماري''·
PH/ DjazairNews
الدكتور محمد القورصو(مؤرخ)
من الناحية المبدئية موقف السفارة الفرنسية هو تدخل سافر في أمور مقدسة تتبجح الدولة الفرنسية بالدفاع عنها، هذه الأمور هي حرية الرأي وحرية الصحافة·
ثم هناك ملاحظة هامة هو أنه كلما تعلق الأمر بموضوع بين الجزائر وفرنسا تطفو النظرة الكولونيالية بكل ما فيها من سلبيات، وينظر الفرنسيون إلى الجزائري على أنه ''الأنديجان المستعبد''، لذلك كانت حرية الرأي التي تدافع عنها المنظمات الحكومية وغير الحكومية بل حتى الدولة الفرنسية بكل مؤسساتها وتنظيماتها النقابية وغير النقابية·· هذه الحرية ديست عندما تعلق الأمر بما أوردته مخيلة الصحفي احميدة العياشي، نحن نتأسف لهذا الرأي بل نستغرب صدور هذا الموقف من دولة دافعت بشدة عن حرية التعبير قبل عامين حين شتم الرسول الكريم وأهين في رسومات كاريكاتورية دافعت عنها أصوات فرنسية وغير فرنسية، ولكن الكيل بمكيالين هي السياسة الفرنسية الرسمية·
في رسالة القائم بالأعمال التي نشرت على صفحات ''الجزائر نيوز'' هي مطالبة السفارة للجريدة بالاعتذار، وأنا أعتقد أن هذا المطلب له علاقة بمسألة أخرى، لها صلة بموقف الجزائر والجريدة من مبدأ الاعتذار عن الماضي الاستعماري، وفرنسا هذه الأيام تتحسس من كل كلام واقعي وموضوعي·· أنا شخصيا تعرضت لرقابة على القناة الفرنسية الثانية، حيث بعد الاعتذار الإيطالي لليبيا أجرى معي مندوب القناة حوارا دام ساعة، ولكن القناة لم تبث منه ولا تصريحا لأن كلامي لم يكن متناغما مع الخطاب الفرنسي·
PH/ DjazairNews
خالد بونجمة الأمين العام للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء
نحن في التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، نددنا بالموقف الغير المقبول للسفارة الفرنسية في الجزائر، في حق الكاتب الصحفي احميدة عياشي، وهو بمثابة استفزاز لكل الجزائريين، وقلنا بأن السفارة ليس من حقها استفزاز أي جزائري بهذا الشكل، ففرنسا مستعمر لا يعترف بجرائمه التي ارتكبها في الجزائر، ومازلنا نناضل من أجل أن تعترف بجرائمها في حقنا، ونحن في هذا المقام لا يسعنا إلا أن نقف مساندين لـ''الجزائر نيوز'' ولمديرها احميدة عياشي، ففرنسا لم تعتذر عن كل جرائمها، وتأتي إلى كاتب صحفي جزائري وتطلب منه الاعتذار عن كتاباته، فهذا الأمر غير مقبول بالمرة، فنحن في التنسيقية نقف إلى جانب الصحافة الجزائرية التي تحاول السفارة الفرنسية أن تستفزها بهذا الأسلوب، ونقف مع احميدة عياشي الذي تعرض لهذا الاستفزاز، ونحن ننوي تنظيم مسيرة بعد شهر رمضان نحو السفارة الفرنسية للمطالبة بالاعتذار عن جرائمها في الجزائر، فالصحفي له الحق في الحديث عن أي شخص وله الحرية في ذلك وهذه هي الديمقراطية والسفارة الفرنسية بهذا الأسلوب يريدون الضغط علينا، وأرادو تحويل الأنظار عن جرائمهم التي لم يعتذروا عنها بتهديد الصحافيين، فاحميدة هو واحد من الصحافيين الجزائريين وفرنسا لم تقف يوما مع الجزائريين ومصالحهم، وقد برهنت اليوم أنها مازالت تعاني من ثقافة الحقد التي لم تتخلص منها، فعقدة الكولون مازالت تلازمها، وهي تهدد الكتّاب الصحفيين بهذا الشكل·
محمد داديباحث في علم الاجتماع (سعيدة)
لقد أثارت دهشتي واغترابي الرسالة التي وردت من القائم بالأعمال بالسفارة الفرنسية بالجزائر، والتي يهدد فيها الأخ الروائي والصحفي احميدة عياشي· فالشيء المحيّر أن هذه الرسالة تصدر من مؤسسة بإمكانها أن تستعمل كل اللغات إلا لغة التهديد والوعيد· كما أنه لا يبدو أن هناك أي سبب يدعو إلى اللجوء إلى هذا السلوك، لأن الأشخاص الذين وردت أسماءهم في القصة حتى ولو كانت حقيقية فإن القصة خيالية، كما أنه ليس غريبا على دولة عريقة ولها تقاليد راسخة في الديموقراطية وحرية التعبير أن يثير ممثلها بالجزائر قصة خيالية بالغ في ادعائه أنها تعرّض حياة من ذكرت أسماءهم للخطر، لأن ظاهرة الإرهاب لم تعد محصورة في الجزائر وإنما أضحت ظاهرة عالمية· والقصة التي يكتبها احميدة عياشي شخوصها متعددون بأسماء حقيقية وهذا ليس بالجديد، فهذا النوع من الكتابة موجود خاصة بفرنسا· فإذا كانت قصة خيالية قضت مضجع ممثل الدولة التي كان شعار ثورتها ''حرية، إخاء ومساواة'' فما الذي يبقى من معنى لهذه الثورة التي ظل الفرنسيون يتغنون بها بمناسبة أو بغير مناسبة، أم أن للحرية معنيين معنى خاص بالفرنسيين وحدهم ومعنى خاص بالإنديجانا التي لم ترق لفهم وممارسة الحرية بالمعنى الفرنسي·
إن الجزائر دولة مستقلة بفضل تضحيات أبنائها، وإن لها ثورة عظيمة كانت سببا في تحرير شعبها من القهر والعبودية والوصاية· كما أن أحداث أكتوبر 1988 كانت السبب في ظهور التعددية السياسية وما صاحبها من حرية في التعبير، وربما كان هذا المكسب الوحيد الذي جنيناه من هذه التعددية· وفيما يخص الأخ احميدة عياشي، فأنا شخصيا أشجعه وأحيي فيه الجرأة والإقدام، حيث يحاول كسر الطابوهات والمحرمات وتكسير الأصنام، ولهذا فأنا أساند وأدعم الأخ احميدة، كما أنني أطالب بدوري ممثل الدبلوماسية الفرنسية أن يقدم اعتذاره للسيد احميدة عياشي·
PH/ DjazairNews
حملة ''ذات منفعة خاصة'' للسفارة الفرنسية
ما تزال ردود الفعل متواصلة على تهديدات القائم بأعمال السفارة الفرنسية بالجزائر لمدير نشر ''الجزائر نيوز'' على خلفية نشر الرواية ''الخيالية السياسية'' والتي تناول في بعض حلقاتها المنشورة على صحيفتي ''الجزائر نيوز'' و''ألجيري نيوز'' أسماء بعض الموظفين في السفارة الفرنسية، فالمواقف المنددة بالتهديد لم تنقطع من شخصيات سياسية وطنية وثقافية معروفة، ومن فئات واسعة من المجتمع المدني، وفي هذا السياق تعتزم بعض الشخصيات إطلاق حملة جمع مليون ونصف مليون توقيع مساندة لمدير نشر ''الجزائر نيوز'' ضد تهديدات السفارة الفرنسية، وهو الرقم الذي يرمز إلى عدد شهداء الثورة التحريرية، وثمن استقلال الجزائر الذي يرى أصحاب المبادرة أنه لا يجب التراجع عنه· ولم يتوقف الأمر عند الشخصيات الوطنية وأفراد المجتمع المدني بل تعداه إلى الموقف الرسمي للحكومة الجزائرية، ففي الندوة الإعلامية الأسبوعية لمجلس الحكومة الجزائرية قال وزير الاتصال، عبد الرشيد بوكرزازة، صراحة بخصوص مسألة تهديد السفارة الفرنسية: ''إن ما نؤكده ونكرره أن حرية التعبير والصحافة والنشر مكفولة ومضمونة ومصونة وبالتالي فهذا أمر لا نقبل المساس به''·
ولئن اعتزمت بعض الشخصيات الوطنية جمع مليون ونصف مليون توقيع من أجل دفع السفارة الفرنسية للاعتذار عن ذلك التهديد، فإن السفارة الفرنسية تحاول قطع الطريق على هذه الحملة بشتى الطرق، ومن آخر محاولاتها في هذا السياق، تقوم السفارة بحملة ''ذات منفعة خاصة'' من أجل شرح فحوى الرسالة بالطريقة التي يريدون بها إفهام الناس، بأن بدأوا الاتصال بوسائل الإعلام الجزائرية من أجل إقناع الجميع بأن ما ورد في رسالة القائم بأعمال السفارة الفرنسية ما هو إلا سوء تفاهم، مع أن ما كتب بلغة فرنسية واضحة يؤكد عكس ما تحاول السفارة الفرنسية ترويجه·
الخير· ش
PH/ DjazairNews
محي الدين عميمور (سيناتور ووزير سابق):
من الناحية المبدئية أنا متضامن مع الكاتب احميدة عياشي، ورد فعل السفارة الأول مرفوض تماما، فالسفارة -أي سفارة أجنبية- لا يحق لها توجيه أي رسالة لشخص أو احتجاج إلا عن طريق وزارة الخارجية، لكن للأسف فإن الكثير من الجزائريين هم الذين عوّدوا السفارة الفرنسية على التصرّف خارج الأعراف الدبلوماسية المعروفة· فمن جهة، نحن ضد تصرف السفارة الفرنسية بهذا الشكل، فهو مرفوض جملة وتفصيلا· ومن جهة أخرى، علينا كجزائريين أن نوجّه نقدا لأنفسنا فلا يحق لأي صحفي مثلا أو أي مسؤول أن يتصل بالسفارة إلا ويقدم عرضا للمسؤولين على المؤسسة التي يشتغل فيها، وفي كل الحالات فأنا ضد تصرّف السفارة الفرنسية·
PH/ DjazairNews
جيلالي خلاص (روائي):
أنا متضامن مع الكاتب احميدة عياشي أولا كزميل وثانيا كصديق· وقضية رد فعل السفارة الفرنسية، فأنا أعتقد أنه إذا كان في السفارة ديبلوماسيين رسميين وحقيقيين، فالقضية ستحل وديا بدون أي مشكل وسوف تزول المشكلة تلقائيا فور الجلوس إلى مائدة الحوار· أما إذا كانت لاحميدة عياشي معطيات أخرى وحقائق يمكن أن يحرج بها السفارة فأنا معه ليكتبها وله مطلق الحرية فيما يكتب، وأجدد تضامني مع الكاتب احميدة عياشي في كل ما كتب على شرط أن يكتب أشياء حقيقية وفق معطيات ملموسة·
PH/ DjazairNews
ردود الأفعال تتواصل منددة بتهديد السفارة الفرنسية لمدير ''الجزائر نيوز''
زهور ونيسيكاتبة ووزيرة سابقة
لقد ذكّرني هذا الموقف بأيام الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله، فقد تعود على أن يجمعنا كصحفيين ومسؤولي وسائل الإعلام المختلفة من أجل أن نبلغه انشغالات المواطنين، وفي كل مرة كنا نتناقش نطرح عليه ردود الفعل السلبية من الصحافة الفرنسية تجاه ما كان يحدث في بلادنا، وأذكر أنه كان يجيب بقول بأنه طالما الصحافة الفرنسية غير راضية علينا فمعنى هذا أننا نسير في الطريق الصحيح، وقد تذكرت كل هذا وأنا أتابع رد فعل السفارة الفرنسية على الرواية المسلسلة للكاتب الصحفي احميدة عياشي، ووقفت على مدى تناقضات الاستعمار الجديد، فمن جهة تراهم يتباكون على الديمقراطية وحرية التعبير، ومن جهة أخرى يعملون على تكميم أفواه الأحرار حتى خارج بلادهم، ففرنسا لن ترضى علينا سواء أكانت فرنسا ساركوزي أو شيراك أو ميتران أو حتى دوغول، لأننا هزمناها، وقد هزمها أناس بسطاء، فما بالك اليوم بالجزائريين المسلحين بالعلم والمعرفة من أصحاب الأقلام الجريئة، ففرنسا تعاني عقدة تجاهنا ولن تسامحنا أبدا، وقد استطاع الكاتب الصحفي احميدة عياشي من خلال هذه القصة السياسية الخيالية أن يكشف مدى هذا التناقض الذي تعاني منه الإدارة الفرنسية التي مازالت تعاني من العقدة الاستعمارية إلى حد الآن· ·
PH/ DjazairNews
فاطمة الزهراء بن براهممحامية
فيما يخص التهديدات التي وجهها القائم بالأعمال على مستوى السفارة الفرنسية في الجزائر ضد مدير نشر ''الجزائر نيوز'' الأخ احميدة عياشي، بحجة أنه ذكر أسماء بعض الموظفين في السفارة، مما يعرض حياتهم للخطر، أولا أنا أعبر عن مساندتي المطلقة للأخ احميدة عياشي، وثانيا أود أن أوجه ندائي للفرنسيين وأقول لهم لا بد أن تفهموا جيدا وتدركوا أن الجزائر مستقلة منذ ,1962 ولدينا الحق أن نسير بلادنا كما نريد، وثانيا، فالقائم بالأعمال ما هو إلا دبلوماسي، وبالتالي فتهديداته غير مقبولة تماما، خصوصا وأنها موجهة ضد صحفي ومدير نشر وكاتب يمارس حقه المشروع في بلاده، وفي الحقيقة لماذا لا يقبلون بذلك، ما دامت الصحف الفرنسية تصورهم في أوضاع أكثر كارثية ومواضيع شائكة، لكن لا يهددونهم ولا يراسلونهم وذلك باسم حقوق الإنسان وحرية التعبير، لكن عندما يتعلق الأمر بالصحافة الجزائرية يختلف الأمر تماما، لأن هؤلاء المسؤولين لازالوا يفكرون بمنطق الأبوية الاستعمارية، وهذا لا يشرف مكانة القائم بالأعمال كدبلوماسي، الذي عليه أن يلتزم بالأعراف الدبلوماسية، ويحترم قواعد حسن الضيافة· ومن هنا أجدد مساندتي ودعمي الكامل للأخ احميدة عياشي مدير نشر جريدة ''الجزائر نيوز''، وأقول للقائم بالأعمال في السفارة الفرنسية أن الصحافة لا تباع ولا تشترى·
PH/ DjazairNews
حسين زهوانرئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان
في اتصال هاتفي لـ''الجزائر نيوز'' مع المحامي والنشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، بخصوص التهديدات التي تلقاها مدير نشر يومية ''الجزائر نيوز'' احميدة عياشي، أوضح حسين زهوان أن طريقة التهديد والعبارة المستعملة غامضة وغير لائقة بمقام دبلوماسي بحجم الدولة الفرنسية، وتكتسي الكثير من الغموض، وثانيا إن كانت كتابات احميدة عياشي لا تمس بالحياة الشخصية والخاصة للأشخاص المعنيين، فلماذا كل هذه الضجة، فهم كذلك يملكون في فرنسا وسائل إعلام أكثر فتكا واستهزاء بالشخصيات السياسية، لكن لم يحدث أبدا وأن وصل الأمر إلى تهديد وسائل الإعلام باتخاذ إجراءات غامضة، وأتساءل لماذا لا يقبلون يتم ذلك من طرف جزائري، أم أن حقوق الإنسان وحرية التعبير تطبق بمعايير مختلفة عندما يتعلق الأمر بفرنسا والجزائر؟·
رسالة تضامن من فيينا
لقد تلقينا باستغرب، وذهول خبر رسالة الوعد والوعيد والتهديد من السفارة الفرنسية لدى الجمهورية الجزائرية ضد الزميل الكاتب الصحفي والأديب احميدة عياشي مدير نشر جريدة ''الجزائر نيوز'' لا لذنب، ارتكبه بل استعمل حقه المشروع في حرية التعبير في سلسلته الروائية ''ملائكة وشياطين'' وهي رواية مستوحاة من الخيال الأدبي تتحدث بأسلوب خيالي للوقائع من خلال إطلاق العنان للمخيلة لنسج أحداث روائية من الخيال، وهو أسلوب روائي متعارف عليه ضمن العائلة الأدبية·
لقد كنا نعتقد أن لغة التهديد والترهيب، لقمع حرية التعبير وتسليط السيف على الرقاب أسلوب متأصل في الأنظمة الاستبدادية التي تخاف من الضوء الذي ينبلج من حرية التعبير، فإذا بنا نكتشف في هذه الواقعة أن لغة التهديد والوعيد سلعة رائجة حتى في الأنظمة التي تحمل لواء الدفاع عن حرية التعبير·· كنا نعتقد أنها تمقت تكميم الأفواه، وحرية التعبير، حرية واحدة لا تتجزأ·· لم نفهم هذا التحامل من الهيئة الدبلوماسية والتهديد المبطن تجاه الزميل احميدة عياشي الذي يعتبر قلما محترما في الفضاء الإعلامي· كنا نعتقد أن حالة شعار الثورة الفرنسية حرية عدالة مساواة في منأى من مثل هذه الهرطقات··؟
نحن الموقعون أسفله نعبّر من خلال هذه الرسالة عن تضامننا مع الزميل احميدة عياشي وجريدة ''الجزائر نيوز'' في هذه المرحلة، وإن طلب الاعتذار فليس مستساغا لأنه ليس هناك ما يدعو إلى تقديم هذا الاعتذار·· والتضامن لوأد أسلوب التهديد وقمع أفواه رجالات الثقافة التي من رحمها ينبزغ مفهوم حقوق الإنسان، وحرية الصحافة التي هي مبدأ مقدس من رحم الديمقراطية·
الموقعون:
عالم مدين/ معد ومقدم البرنامج العربي بإذاعة إفريقيا الدولية ـ فيينا ـ
ناصر الحايك/ كاتب صحفي من فلسطين مقيم في ـ فيينا ـ
PH/ DjazairNews
عبد السميع أحمد جبريلإعلامي تشادي
سلوك سفارة فرنسا تجاه صحيفة ''الجزائر نيوز'' الغراء ومديرها المحترم، إن دل على شيء فإنما يدل على أن عقلية استعلاء ووصاية فرنسا ساركوزي على مستعمراتها السابقة ما زالت راسخة في أذهان الساسة والدبلوماسيين الفرنسيين· الأجدر بهؤلاء التمسك بمبدأ حرية التعبير التي يتغنون بها صباح مساء بدل الدخول في سجالات إعلامو- سياسية ليست في حقيقة الأمر سوى زوبعة في فنجان·
PH/ DjazairNews
منبر الرأي
ملائكة القلم وشياطين الحرية
خليفة فهيم الجزائري صحفي بجريدة بيت العرب الدولية القاهرة
يبدو أن الأستاذ الزميل احميدة عياشي، بروايته ''ملائكة وشياطين'' والتي لم ننته من قراءتها بعد على صفحات ''الجزائر نيوز''، قد كشف للرأي العام الوجه القبيح لدولة طالما أوهمت الكثير لادعائها أنها دولة الديموقراطية والقانون وحرية التعبير، بعد أن ثار القائم بالأعمال لدى سفارتها المدعو كريستوف بوشار، وكأنه لازال يعيش في الجزائر المستعمرة حين تدخل وهدد مدير منبر إعلامي حرّ على خلفية كتاباته لقصص سياسية خيالية، ونسي أنه ضيف قد يصبح غير مرغوب فيه في الجزائر بلد المليون ونصف مليون شهيد الذين لقوا شهداء وهم ينظفون بلدهم الطاهرة من دنس أقدام بلده الاستعماري· المفارقة والتي ما بعدها مفارقة، وفي المفارقة طرفة، أن هذا التهديد والوعيد جاء على لسان ممثل أعلى هيئة دبلوماسية لدولة القانون وحرية التعبير، في وقت اعتذرت فيه الكثير من الدول الاستعمارية لما ألحقته بالشعوب التي كانت مستعمرة لها إلا دولة الثائر ضد الحرية كريستوف بوشار، التي رفضت رفضا قاطعا أن تعتذر لما ارتكبته في حق شعب طيلة قرن وما يقارب نصف القرن، ويأتي اليوم الثائر ضد الحرية كريستوف بوشار ليطلب من الكاتب الجزائري احميدة عياشي أن يعتذر لما ورد في روايته ''ملائكة وشياطين''، مدعيا أنه أساء لبعض موظفي سفارته ببعض الأقوال وليس للشعب الفرنسي، أليس في ذلك طرفة؟ أليس في ذلك نية في نفس يعقوب؟
إن ما قام به القائم بالأعمال لدى السفارة الفرنسية، وأقول دائما أعلى هيئة دبلوماسية تمثل بلاده ولسان حالها، من تصرف وفي هذا الزمن بالذات يثبت ويؤكد على أن هذا البلد الاستعماري لازال يكنّ لنا حقدا دفينا ولا يريد لنا خيرا· وإن كنا نحن والكثير من لهم رؤية ثاقبة ودراية نعلم كيد المستعمر البغيض، نقول لقصيري النظر بأن الذئب ليس أليفا أو دعوني أذكرهم بهذا المثل الشعبي الشائع عندنا الذي يقول ''من يضرب الطبل لا ينسى هز كتفيه''· فهذه هي الحقيقة التي غيّبها الواقع شقيق الخيال، وهذه هي حقيقة دعاة الحرية الشيطانية التي كشفتها أقلام الملائكة البريئة، فها هو الزميل احميدة عياشي قد كشف لكم عن وجه من وجوه شياطين الحرية في روايته هذه، التي يجب على كل الجزائريين الوطنيين بل وكل الجزائريين أن يقرأوها ويقرأوها ويحتفظوا بها في كل البيوت الجزائرية وأن يتوارثوها نكاية بالمستعمر البغيض، وصدق من قال ''القلم والبندقية فوهة واحدة''، وتحية وتقدير إلى إبننا وكاتبنا الأستاذ احميدة عياشي، ولا تفوتني الفرصة هنا أن أدعو كل الأوساط السياسية والإعلامية وإتحاد الكتاب الجزائريين والمثقفين التدخل لأن الأمر يعني الجميع ويعني سيادة الوطن ليس دفاعا عن إبننا احميدة عياشي، فهو بريء براءة الملائكة من كل ذنب، بل للضغط على السفارة الفرنسية الاعتذار لما صدر من القائم بأعمالها بتدخله السافر في حق منبر إعلامي جزائري حرّ، وهو تدخل مباشر في شأن داخلي لدولة مستقلة···
PH/ DjazairNews
ردود
سفارة فرنسا وعمارة ''الجزائر نيوز''
وهل أصبح نص أدبي يخيف سفارة قائمة بحجم فرنسا التاريخ وحرية الصحافة؟·· هل هو التجاهل الأدبي أم التطاول الدبلوماسي؟·· ألا يحق لنا أن نفتخر مع صاحبنا المعزز الصحفي الأديب احميدة عياشي بما أحدثه الصوت والصدى من تفاعلات في فضائنا الثقافي؟··
واجهتني وصافحتني هذه التساؤلات المشروعة، إثر مكالمة هاتفية، وبعد اطلاعي على الملف البنفسجي لما يسمى بقضية سفارة فرنسا وعمارة ''الجزائر نيوز''، وعدت من جديد إلى نفسي، لتجديد وتأكيد قناعتي، بضرورة تركيز الخط الافتتاحي لصحفنا الموقرة والمدللة، في مرحلتنا الراهنة، بأهمية مضاعفة تشبثنا بركائز ودعائم هويتنا الوطنية الحضارية العريقة والعميقة، مع تعزيز مكاسبنا العظيمة في مجالات حرية الصحافة التي أصبحت تزعج وتخيف من كانوا يدعون ويتبجحون بأنهم من أهلها وحماتها··
بلقاسم بن عبد اللهكاتب صحفي