أصول الحرب النفسية و العقائدية و الحقيقية - الفصل 2 - 3
24-01-2009, 10:30 AM
المبحث الثالث
العملية الاجتماعية المحتومة
لم يكن يخطر ببال الطبقة الخائنة، الذين كانوا مثل مواطنيهم متمسكين بالقيم الروحية للشعب الجزائري، أن الثروة الهائلة التي جمعوها بدماء وعرق الجزائريين المقهورين سوف تحول أبناءهم إلى طبقة اجتماعية فريدة مخالفة ومعادية لنمط حياة الشعب الجزائري· ذلك لأن ما كان يجول بخاطرهم حين كلفوا بثروتهم الملطخة بالدماء تعليما فرنسيا لأبنائهم أن يروا هؤلاء الأبناء وقد أصبحوا موظفين إداريين ومترجمين في الجيش الفرنسي· وليسوا تلاميذ مخلصين لفكتور هيغو VICTOR HUGO ولامارتين LAMARTINE وراسين RACINE و··· معني هذا كله أن أسلاف الجزائريين المتغربين الحاليين لم يأخذوا في اعتبارهم قضية"رسالة التمدين"، التي تهدف بنوع خالص إلى تكوين طبقة اجتماعية جزائرية ذات طابع غربي، مهمتها هدم قيم الشعب الجزائري، هذه القيم التي كانت عقبة كؤودا في سبيل اندماج هذا الشعب اندماجا كليا في "الأسر الفرنسية الكبيرة"·
ولكي ندرك جوهر التخطيط الشيطاني الذي أضمره أنصار رسالة التمدينضد نمط الحياة التقليدية للشعب الجزائري ينبغي لنا أن نمحص بعض الاقتراحات التي قدمها الكاثوليك والليبراليون الفرنسيون بشأن أساليب غسل الدماغالتي ينبغي اتباعها لإنشاء طبقة جزائرية غربية الطابع·
كتب بيليسييه PELLISSIER: "أعد الجنرال كلوزيل CLAUZEL (ولم يكن ليبراليا بالمعنى الصحيح)·· في 18 ديسمبر1830 مشروعا لإرسال أبناء أرقى الأسر الجزائرية إلى فرنسا لغرضين: تزويدهم بتعليم أوروبي، والاحتفاظ بهم كرهائن[1]· ونسب "شارل تايار"CHARLES TAILLIART إلى الدكتور"أدوار " DR AUDOUARD أنه قدم الاقتراح الجريء الآتي :لنأخذ عددا كبيرا من الأطفال الجزائريين ونسلخهم من مجتمعهم الريفي ونرحلهم خارج بلادهم، ونرسلهم لعدة سنوات إلى مدارس في فرنسا تنشأ خصيصا لهم، فلا ينشأ الأطفال تحت رعاية آبائهم، ولا يتشبعون بعقائدهم وتقاليدهم[2]· ولا تقل آراء "شارل روسل" CHARLES ROUSSEL جرأة عن هذا الرأي إذ يقول يمكن تفسير مشكلة الاندماج نظريا، على صعوبة تطبيقها في العمل، بعبارات بسيطة للغاية: يجب تحطيم النزعة القبائلية، إن اعتناق النزعة تدفعهم إلى التعصب الديني، ومن ثم ينفرون من مجتمعنا، وبعبارة أخرى يجب تحرير العربي من روح الترابط الاجتماعي السائدة، وخلق الشعور بالشخصية في نفسه، وتنمية هذا الشعور، وحقنه بأفكار المذهب الفردي الذي يقوم على أساسه، ذلك هو الهدف الذي نتوخاه، أما الوسائل فينبغي البحث عنها عن طريق المؤسسات الاجتماعية المختلفة، وأولها المدرسة···" [3]·
وآخرون مثل الكاتب الفرنسي الذي يوقع اسمه بالحروف C de B يعتقدون أن الطريقة العملية لصهر وتذويب الشعب تكون عن طريق التزاوج·· من شأن زيجات أعد لها سلفا أن تنتهي بمزج شعبين [4]وعرض الجنرال "دوفيفييه" DUVIVIER ""من ناحيته الفكرة التالية" لننشئ محطات عسكرية داخل القبائل نقدم فيها ضروبا من الثقافة تكون مثالا يحتذي به الأهالي ونترجم كتبنا إلى اللغة العربية، وننشرها بين رعايانا، ونلقنهم مقاصدنا، ونعرفهم بغاياتنا حتى نخلق نوعا من التبعية تحقق أغراضنا"[5]
ولم يكن الأسلوب الذي اقترحه الجنرال "دوفيفيه" DUVIVIER أسلوبا مبتكرا، إذا قورن بالاقتراحات السابقة عليه، والتي يعرضها كاتب فرنسي مجهول، لعله كان من أعضاء الحملات الصليبية في القرن الحادي عشر ![6] ،
ويبدو أن النتيجة الإجمالية التي حصل عليها أنصار "رسالة التمدين"خلال العشر سنوات الأولى من الاحتلال الفرنسي للجزائر كانت مشجعة، لدرجة أنها حملت ضابطا فرنسيا كبيرا أن يلاحظ برضا عام 1838 قائلا: "نشأ بالفعل جيل جديد، تربى تحت رعايتنا، وتكيف مع عاداتنا، بحيث يتيح لنا أن نستشرف العصر الذي سوف يؤدي فيه التحام الغزاة والمحتلين إلى تكوين كتلة شاملة متماسكة، هي الشعب الفرنسي، يدين لها بالولاء عناصرها المختلفة"..[7]
لا حاجة لنا إلى القول بأن أنصار "رسالة التمدين"كان بإمكانهم أن يحرزوا نجاحا أكبر في مهمتهم، مهمة تمدين الآخرين لو لم يكونوا منقسمين انقساما شديدا إلى معسكرين متنافرين: الكاثوليك، والليبراليون، وقد بلغ النزاع بين أتباع "القديس بولس" SAINT PAUL،و"آدم سميث" ADAM SMITH بشأن مسألة ما إذا كان من الأدق تمدين الشعب الجزائري، أو بالأصح أبناء سلالة "أرقى الأسر"عن طريق الإنجيل أو مذهب الحرية" LAISSEZ FAIRE "درجة حادة في بعض النقاط، لحد أنه أثار احتجاجا عنيفا، حتى من جانب رجل ليبرالي غير متطرف مثل الجنرال "كافانياك" CAVAIGNAC"لا تمسوا الدين".[8] ·
ويبدو أن معارضة الليبراليين التقليدية لأنشطة المبشرين الحماسية التي تبشر بالمسيحية إنما زادت روح هؤلاء المبشرين اتقادا وحماسة، والواقع أن الكاثوليك كانوا شديدي الثقة بقضيتهم لدرجة أنهم اقترحوا في أحد مشروعاتهم الطموحة تحويل الشعب الجزائري بشكل جماعي إلى الدين المسيحي، غير أن هذاالمشروع الطموح الذي أعده الأب "بافي" PAVY أسقف الجزائر، والذي حظي ـ فيما بعد ـ بالموافقة الضمنية للحكومة الفرنسية، لم ير النور بسبب المعارضة العنيفة التي أبداها الليبراليون في الجمعية الوطنية الفرنسية [9]الذين لم يترددوا في التماس تأييد نواب المستوطنين الذين لا يحبذون بطبيعة الحال فكرة رسالة التمدينبالصورة التي يدعو إليها كل من الليبراليين والكاثوليك·
ومع ذلك فإن المستوطنين الفرنسيين ـ رغم معارضتهم القوية لرسالة التمدين ـ كانوا في هذه المرحلة من الاحتلال الفرنسي للجزائر يجهلون ـ كما يجهل الشعب الجزائري ـ الطبيعة الحقيقية للنتائج الاجتماعية التي يتمخض عنها تطبيق نظرية "رسالة التمدين"ويؤيد ذلك أنهم لم يوجهوا كراهيتهم هذه ضد الجزائريين المتغربين
ومؤيديهم الليبراليين والكاثوليك، وإنما وجهوها ضد الجيش الفرنسي وأتباعه المدللين الجزائريين· ولعلنا نتساءل عن السبب الذي دفع المستوطنين إلى كراهية الجيش المذكور الذي كان علة وجوده حمايتهم من انتقام الشعب الجزائري·
إن الإجابة على هذا السؤال إنما تكمن في قرار السلطة العسكرية بأن تضع تحت إدارتها المباشرة أو الأصح تحت سياط عملائها من الجزائريين المدللين في مناطق واسعةتعيش فيها القبائل بمعزل عن الإدارة المدنية، أو بعبارة أخرى إن المستوطنين الذين وفدوا إلى الجزائر كانوا متأثرين بنظرية داروين DARWIN عن أصل الأنواع عن طريق الاختيار الطبيعي والبقاء للأصلح· تلك النظرية تبدو ملائمة كل الملاءمة لنظرية الاستعمار الصريح· فكانوا يريدون من قادة الجيش الفرنسي أن يتركوا الأمور تسير في مجراها الطبيعي حتى يمكنهم معاملة الفلاحين الجزائريين كما يحلو لهم وأن يلجئوا بالتالي إلى إتباع سياسة "التدمير والقسوة مثل المستوطنين الإنجليز الأوائل في "تازمنيا "Tassmania" باستراليا الذين كانوا يطلقون الرصاص علي كل من يرونه من الأهالي من سلالة العصر الحجري، ويتركون لهم في الطريق لحما مسموما ليأكلوه"[10]
ولقد استطاع المستوطنون بالفعل أن ينظموا حملة تشهير خبيثة وإن كانت تقوم على أسس صحيحة ـ ضد الجيش الفرنسي بقصد الكشف عن البواعث الحقيقية وراء سياسته في الجزائر· كما كانت تبدو لهم· قال دو بوديكوDE BOUDICOURساخرا: "لقد أرادوا أن يهزموا العرب غير أن لعبة القنص الملكية بدت لهم طيبة بشكل يستدعي المحافظة على الفريسة"[11] وكان "هنري سنهو Henri Senhaux" أكثر وضوحا وفي صميم الموضوع، إذ كتب يقول: "كيف تسعى السلطة العسكرية إلى إقامة سلام دائم، وتشجيع الاستيطان؟ إن السلام ونجاح الاستيطان يعنيان نهاية هذه السلطة، في حين أن الحرب هي حياتها· إن الاعتراف باستتباب الأمن في الجزائر يعني زوال النظام العسكري"[12] بل إن صحافة المستوطنين قد ذهبت إلى حد اتهام الجيش الفرنسي "بتحريض أولاد سيدي الشيخ على الثورة حتى ينسب لنفسه الفضل في القضاء عليها"[13] ولم يكن الجيش الفرنسي بطبيعة الحال ليترك هذه الاتهامات الحادة تمر دون أن يرد عليها· غير أنه وجد في النهاية أن سمعته قد تشوهت بوساطة بعض رجاله، مثل "الكونت ديريزون" Comte D'herrison الذي كتب يقول: "إن القبض على عبد القادر قد يبدد الكثير من الآمال ويهدم الكثير من المطامح، فبأسر الأمير، وإخضاع زعيم الثورة، تنتهي الحرب، كيف يمكن إذن الترقي إلى رتبة جنرال أو حتى مارشال؟ ليس في الإمكان الحصول على الرتب دون قيام حرب"[14]
وكأن المستوطنين لم يكونوا قد قاسوا الأمرين من رفض الجيش الفرنسي وضع الشعب الجزائري تحت سيطرتهم المباشرة، حيث وجدوا أنفسهم من جديد يقاسون من سياسة لويس نابليون Louis Napoleon الغريبة في الجزائر ابتداء من سنة 1848·.
وقد خشي البعض –حتى من دعاة رسالة التمدين أنفسهم -من أن يكون نابليون الثالث Napoleon III بعبارته المشهورة :أنا إمبراطور العرب كما أنني إمبراطور الفرنسيين" Je suis aussi bien l’empereur des Arabes que l’empereur des Français "[15] قد تولى السلطة وفي عزمه أن يفرض على الجزائر أسرة مالكة كورسيكية، بمعنى أن ينصب ابنه ملكا على الجزائر مثلما حاول عمه الشهير أن يجلس إخوته على مختلف العروش الأوروبية على أن فكرة نابليون في أن يولي الجزائر حكاما كورسيكيين، قياسا على ما قامت به ألبانيا التي أعطت مصر لمحمد علي، لم تبد في نظر بعض المراقبين السياسيين غريبة بقدر غرابة فكرة تغيير ملامح الجزائر البشرية والاجتماعية والدينية تغييرا جذريا· وقد أكد أشيل فيلياس Achille Fillias أن السياسة الإمبريالية لها هدفان: "خلق وإيجاد عناصر بشرية مختلطة في إفريقيا، وتفويض السلطة العسكرية مهمة إجراء هذا التحول"[16]
وقد عبر "لويس نابليون" Louis Napoleon نفسه عن فكرة تحويل الجنس العربي في الجزائر إلى "جنس جديد قوي"تعبيرا بليغا في الخطبة التي ألقاها في 5 ماي 1865 عند وصوله إلى الجزائر في أول زيارة له لهذا البلد[17]
" قاوم أجدادنا ببسالة مثلكم حملة أجنبية منذ عشرين قرنا، ومع ذلك سجلت هزيمتهم تاريخ بعثهم؛ ذلك أن الغاليين "les Gaulois" المهزومين قد انصهروا في الغزاة ترى هل سيأتي اليوم الذي يمتزج فيه الجنس العربي بعد بعثه بالجنس الفرنسي، فيحصل على شخصية ذاتية قوية شبيهة بالشخصية التي جعلته لقرون طويلة سيدا على الضفاف الجنوبية للبحر المتوسط "[18]
ومع ذلك يجب التنويه بأنه رغم أن "لويس نابليون" Louis Napoleon كان بالفعل طموحا، فإنه لم يكن ذلك الذي قد نسميه بالشخصية التاريخية الفذة القادرة على أن تدبر بنفسها تلك السياسة الشيطانية المحددة المعالم، تلك الفكرة الشاذة التي تتمثل في بث روح جديدة في الجنس العربي قد تصورها أحد مستشاري نابليون ويدعى توماس أوربان Thomas Urbanالمعروف بإسماعيل، وهو ابن غير شرعي، خلاسى (من أب فرنسي وأم من المارتينيك) يتمتع بكل الصفات الضرورية التي يستطيع بها، كما كان يأمل، خداع العرب، والعالم الإسلامي، من ذلك مثلا أنه أقدم على تجربة طموح تتمثل في اعتناق الديانة الإسلامية، وتزوج حسب قواعدهذه الديانة فتاة عربية من مصر، وشغل عدة مناصب في السلك الدبلوماسي الفرنسي تتعلق بشؤون العالم العربي والإسلامي، وقد جعلته هذه الخبرات الوفيرة الواسعة. [19] كما جاء في عبارة " روبرت أرون" "Robert Aron""الرجل ذا الفكرة الواحدة والسياسة الواحدة: أن رسالة فرنسا هي أن تطور المسلمين الجزائريين حتى تستميلهم نهائيا إلى رحابها"·[20]
إن المضمون الفكاهي الواضح، الذي يستخلص من خطاب نابليون Napoleon هو أن الشعب الجزائري يجب عليه أن يتذرع بالصبر، ويتحمل لبعض الوقت الحراب الفرنسية، لأنه لن يمر زمن طويل حتى تضرب هذه الحراب ضربتها السحرية فتذويبهم في الجنس الفرنسي العظيممثلما اندمج آهالي بلاد الغال المهزومين في غزاتهم الفرنجة· ويبدو أن إمبراطور العرب والفرنسيينلم يسمع عن الحكمة التي صاغها عمه العظيم، والتي تقول: "تستطيع أن تصنع بالحربة كل شيء، إلا أن تقعد عليها"، و إلا لكان حريا به ألا يتوقع بسذاجة أن يتحمل الجزائريون بسرور حراب الجيش الفرنسي·
كان هذا هو المطمح الكبير الذي يدور بخلد إمبراطور فرنسا المتقلب الأهواء، والذي استطاع أفراد أرقى الأسربالجزائر في عهده أن يصبحوا من الوجهة الاقتصادية في مثل بدانة خنازير المستوطنين التي تلقى كل رعاية، وأن يوفروا لأبنائهم تعليما فرنسيا، غير أن المزايا الاقتصادية والحماية التي يوفرها الجيش الفرنسي وإمبراطوره للفئة الخائنة من الجزائريين وذريتهم المتغربين، كان لابد لها ـ عاجلا أم آجلا ـ أن تزول ككل شيء في الحياة· وقد آلت هذه المزايا في الواقع إلى الزوال .ولقد انتهت الحياة الناعمة (كما ظن المستوطنين خطأ )التي كان تتمتع بها الطبقة المتغربة في عهد نابليون الثالث حينما ارتكب هذا الأخير حماقة سياسية وأعلن الحرب على "بروسيا"في جويلية 1870 محاولاً بذلك أن يرجع مجد عمه نابليون بونابرت.
فالهزيمة الساحقة المخزية التي نزلت بالجيش الفرنسي في معارك ويرث جريفيلوت Grevelotte Worth،وبالأخص في معركة سيدان Sedan (أول سبتمبر 1870) والتي انتهت باستسلام لويس نابليون Louis Napoleon نفسه وأسره· هذه الهزيمة أنهت الإمبراطورية الفرنسية الثانية، ومع ذلك فبينما ألقى هذا الحدث ظلا تاريخيا قاتما على الشعب الفرنسي في فرنسا، إلا أنه من سخرية القدر أنه جعل المستوطنين الأوروبيين في الجزائر يرقصون فرحا!! ذلك لأن هذه الهزيمة تعني بالنسبة إليهم انتهاء الحكم العسكري في الجزائر· ولكي يظهر المستوطنون ، مثلا، احتقارهم لهذا النظام، نظموا ما أسموه لجان الأمن العام، وزحفوا علي قصر الحاكم العام في (15 جانفي 1871) وطردوا الجنرال فالسان استرازي" Walsin Esterhazy الحاكم العام بالنيابة، إذ اتهموه بأنه ليبرالي أكثر من اللازم[21]·


[1]بيليسييه دو رينو PELLISSIER DE REYNAUD،المرجع السابق، الجزء الأول، صفحة 156·

[2]شارل تايارCHARLES TAILLIART،المرجع السابق، صفحة 139

[3](المرجع السابق، صفحة 141)·

[4]المرجع السابق، صفحة 139

[5]المرجع السابق

[6]لم تنجح سياسة الحياد التي تتبعها الحكومة في اجتذاب الأهالي إلينا، لذلك فهي مدانة، يجب محاربة الإسلام وإقامة ديننا على أنقاضه، وسوف تتمخض عملية الردة عن وقوع انقسام بين الأهالي، وتقع اللعنات على رؤوس المرتدين، ومن ثم يرتبطون بنا أكثر من ذي قبل، ويصبحون أتباعا مخلصين موثوقا بهم في الجيش وعمليات الاستيطان الاستعماري ويزداد عددهم باطراد، وسوف تنعقد زيجات بينهم وبين الأوروبيين، والنجاح بهذه الطريقة مؤكد، لذلك لا تترددوا في تكليف رجال الدين بهذه المهمة وليأت الكثير من المبشرين، تحت حماية جيشنا يدعون إلى الدين المسيحي في إفريقيا، وليظهروا في الميادين العامة ووسط الأسواق وفي النجوع والقرى والمداشر، وسوف يكون هناك ضحايا، ولن يتراجع رجال الدين في إفريقيا أمام أكاليل الاستشهاد كما لا يتراجع جنودنا أمام أكاليل النصر" (ذكرها شارل تايار CHARLES TAILLIART، المرجع السابق، صفحة 136)·

[7]وردها شارل تايار CHARLES TAILLIART،المرجع السابق، صفحة 135

[8]أوردها شارل تايارCHARLES TAILLIART،المرجع السابق، صفحة 136· ويرى هذا المؤلف الأخير ولعل لرأيه هذا ما يبرره، أن السياسة التي اتبعها الليبراليون بشأن الدين الإسلامي في الجزائر قد استوحت الرغبة في أن تلعب فرنسا دورا هاما في العالم العربي والإسلامي

[9]أثار السيد اميل بارو EMILE BARRAUT،نائب المستوطنين مناقشة ساخنة في المجلس الوطني الفرنسي في 19 من ديسمبر 1850، إذ اندفع يقول: "أيها السادة، هل تريدون سماع آخر دليل على استقرار السلام في الجزائر؟ منذ بضعة شهور عرض السيد أسقف الجزائر وهو مثال للتقوى والصلاح، والحماسة الدينية المتقدة، عرض على الحكومة الفرنسية اقتراحا كان يتردد في ذهنه زمنا طويلا، ولم تسمح له الظروف بالتصريح به، وإليكم هذا الاقتراح: إنه يدعو إلى العمل على تحويل العرب إلي دين الإنجيل (مقاطعات شتى)، إنني أذكر لكم واقعة صحيحة، ولقد رأيت الخطاب··· فهل تظنون أن اليسوعيين، والأسقف الذكي يمكن أن يحلموا بتحويل القبائل العربية إلى دين الإنجيل إذا لم يكونوا واثقين تمام الثقة من أنه يمكن في الوقت الحاضر الشروع في هذا التحويل دون التعرض لأية خطورة
إنني اعتقد أن هذا المشروع مبالغ فيه، وقد رفضه الرأي العام في الجزائر رفضا تاما (أوردها العقيد تروميلية. في "بوفاريك"، صفحتي 314، 315، bou - Farik، Colonel Trumelet. Trumelet·

[10]هـ· جـ· ويلز H.G .Wells،المرجع السابق، صفحة 776·

[11]و بوديكور De Boudicour: "حرب الجزائر وحكومتها La Guerre Et Le Gouvernement De L'Algerie 1853، 1853" ذكرها شارل تايار Charles Tailliart،المرجع السابق، صفحتي 89 ـ 90، والمعنى هنا أن الملك فيليب يفضل جيشه على المستوطينين·

[12]هنري سنهو henri senhaux: " فرنسا والجزائر La France Et L'Algerie 1871" 1871 ذكرها شارل تايار Charles Tailliart،المرجع السابق، صفحة 89

[13]أشيل فيلياس Achille Fillias: "ثورة أولاد سيدي شيخ، L'insurrection Des Oulad Sidi Cheikh 1864 1864،صفحة 17، ويشير هنا إلى التهم التي وجهتها صحيفة "رسالة الجزائر "Le Courrier De L'Algerie في 17 من أفريل 1864 إلى الجيش الفرنسي، وقد حكم على محرر هذه الصحيفة بالحبس 15 يوما وغرامة مائة فرنك وأوقف تنفيذ الحكم في محكمة استئناف الجزائر

[14]الكونت ديريزون Comte D'Herrison،المرجع السابق، صفحة 72

[15]أشيل فلياس Achille Fillias،المرجع السابق صفحة 19، وقد ظهرت الجملة المشار إليها في رسالة وجهها نابليون الثالث في 6 من فبراير 1863، إلى المريشال بيليسييه سفاح قبائل أولاد رياح Jeans Jacques Pellisier الذي كان حينئذ برتبة "Marechal De France" وحاكما على الجزائر في نفس الوقت.

[16]المرجع السابق، صفحتي 43 ـ 44·

[17]" (المرجع السابق، صفحة 43)، صفحة 44)

[18]

[19] " Robert Aron ((Les Origines De La Guerre D'algerieصفحة 44)

[20] المرجع السابق نفس الصفحة.

[21] روبير أرون ROBERT ARON،المرجع السابق، صفحة 49
ليست لديك وثيقة تثبت بأن الجزائر ملك لأبيك حتى تحرمني من الكلام ، لم أجبرك على المسؤولية ، و لك أن تجيب عن حالي السيء بأفعالك ، و إن قمعتني سأنتقم منك أو من أولادك أو من أحفادك ، المهم أن تدفع الثمن لأنك معتدي .icon31icon31icon31