امراة اجتماعية.
13-03-2007, 10:37 AM
جميعنا يحتاج إلى مهارات التواصل الاجتماعي .. بغض النظر عن المستوى التعليمي أو مستوى الدخل أو المهنة أو السن؛ فنحن نحتاج إلى المهارات التي تمنحنا الثقة بالنفس والقدرة على التخفيف من قلق الآخرين عند التعرض لمواقف حرجة. كلنا نذكر تلك التوجيهات التي كنا نتلقاها في طفولتنا : "لا تتكلم مع الغرباء" ، "السلامة خير من الندامة" .. وغيرها مما قد تشكل عندنا في فترة لاحقة حواجز من شأنها أن تحدّ من مهاراتنا الاجتماعية في التواصل مع الآخرين..
إن الانتقال إلى دور قيادي على مستوى العلاقات الاجتماعية؛ من تعريف الآخرين بالنفس، وتعريف الآخرين ببعضهم، والمبادرة في فتح الحوار في جلسة ما (ببساطة "كسر جمود الجو العام")، قد يحمل معه جانباً من المجازفة. ورغم أن الالتقاء بأناس جدد يسبب لمعظمنا شعوراً بالحرج، إلا أنه باستطاعتنا تجاوز ذلك بسهولة من خلال تطوير المهارات التالية :
· التعريف بالنفس

أول خطوة في الوصول إلى الثقة بالنفس تكمن في قدرتك على تقديم أو تعريف الأخريات بنفسك عند لقائك بهن لأول مرة . والمسألة غاية في البساطة ولا تتطلب منك سوى أن تمشي باتجاه إحداهن مبتسمةً وتنظري إليها، ثم تقولين : "مرحباً، أنا (فلانة)". فإذا اتبعت ذلك سواء في مناسبات رسمية أو غير رسمية - وبغض النظر عن المرحلة العمرية التي تنتمين إليها - ستكونين قادرةً على تشكيل صداقات بشكل سريع.
مدي يدك وأظهري مودتك.. وبالطبع هذا لا يعني مطلقاً أنه يمكنك تجاوز حدود اللياقة وإبداء الكثير من الحميمية ؛ فمن شأن ذلك أن يثير اللغط والشائعات في لمح البصر. ومن الضروري أيضاً أن تكوني واثقةً من رغبتك في لقاء الطرف الآخر.
· التعريف بالآخرين
بعدما تنتهين من التعريف بنفسك، سيكون عليك تقديم صديقتك الجديدة إلى الأخريات.. وهنا، لابد من مراعاة القواعد الآتية:

· عند التعريف بشخصين يجب الانتباه إلى ذكر اسم الشخص الأهم أولاً ؛ أي ذكر اسم الشخص الذي يفترض أن يلقى الاهتمام الأكبر من المجموعة.

· يتم تقديم الشخص الأصغر سناً إلى الأشخاص الأكبر منه سنا ً.

· يتم تقديم الموظفات إلى المديرات .. وهكذا
· مهارات المحادثة
بعد الانتهاء من التعارف ننتقل إلى كيفية البدء في حوارات مع الأخريات.. فبعد بضعة تعليقات مختصرة يحين وقت الحوار الحقيقي .. لكن كيف ؟!
اعلمي أن الناس يحبون - عادةً - التحدث عن أنفسهم ، وكل ما تحتاجينه هو طرح بعض الأسئلة على الأخريات في الوقت المناسب كي تدفعينهن إلى الحديث ، مع مراعاة أن تتناسب الأسئلة المطروحة مع طبيعة اللقاء، والابتعاد - قدر الإمكان - عن طرح قضايا حساسة (مثل السياسة، الدين، الصحة، المال ... الخ).

إن اطلاعك على آخر التطورات في مختلف الميادين - من خلال الجرائد والصحف وغيرها من وسائل الإعلام – يمكن أن يمدك بموضوعات جيدة لحوارات متنوعة ، فالقارئ الجيد والمطلع بإمكانه محاورة أي شخص في أية مناسبة. ولكن الأمر يحتاج إلى بعض الجرأة .
والآن، بعد أن تمكنت من فتح الحوار، من المهم معرفة كيف تنهينه.. وفي هذه الحالة كل ما عليك فعله هو أن تقولي : "عذراً، سررت جداً بلقائك.." ويمكن إضافة "أظنني أرى - أو أسمع - ( زوجي ، صديقتي ، مديرتي ...الخ)".
· الانتقال من حالة "الضيف" إلى حالة "المضيف":
إذا كنت مدعوةً إلى حفل استقبال أو اجتماع عمل ، تكونين أنت الضيفة، لكن أن تتمكني من القيام بدور المضيفة فهذا شيء رائع حقاً !
اعلمي أن "المضيف" (سواء كان شخصاً أو أكثر) يكون متفائلاً وحماسياً، بحيث يقوم بتعريف الآخرين بنفسه، يعرِّف الآخرين ببعضهم ويستخدم مهارات الحديث ويدير اللقاء بشكل جيد.. إضافة إلى ذلك، فإنه يعكس ثقته بنفسه وطبيعته القيادية من خلال مهاراته الاجتماعية. ورغم أنها قد لا تكون من طبيعته، لكن باستطاعته أن يجعل سلوكه الرفيع ودماثته يبدوان حقيقيين عندما يفضِّل الآخرين على نفسه. أما "الضيف" فيكون متردداً في الاختلاط مع الآخرين، ينتظر جانباً كي يقدمه المضيف إلى باقي الضيوف. إنه ينتظر المبادرة من الآخرين، ويفتقر بشكل عام إلى الجرأة والمبادرة. ويمكن أن يفسر الآخرون تصرفه هذا على أنه تكبُّر أو انطوائية.
التصرف "كمضيف" يتطلب منا الخروج من دائرة راحتنا الخاصة، ومحاولة تقديم الراحة للآخرين بعيداً عن الأنانية بحيث ينظر الجميع إلى أولئك " المضيفين" على أنهم قياديين وواثقين بأنفسهم، ويتمنون ضمناً أن تكون لديهم القدرة مثلهم على نشر السرور والراحة في تلك الملتقيات.
إن اتباع تلك الخطوات يمكّننا من "كسر جمود" مثل هذه الملتقيات- سواء كان هدفها العمل أو الترفيه. والقدرة على التواصل مع الآخرين ببعض المرح والانطلاق هو مظهر من مظاهر السلوك الجيد الذي يتمثل في تحقيق الراحة للآخرين بتفضيلهم على أنفسنا.
ربما يتطلب التحول من سلوك "الضيف" إلى سلوك "المضيف" أو المبادرة بتعريف الآخرين بأنفسنا جهداً خاصاً، إلا أننا بالتمرين ومع مرور الوقت سنمتلك الثقة بأنفسنا ويصبح الأمر طبيعيا بعد أن كنا نحاول تصنّعه أمام الآخرين.