واحد من كل 10 أطفال لديه "جهاز مناعي يصد الإيدز"
30-09-2016, 09:57 PM
جيمس غالاغر
محرر شؤون الصحة والعلوم




خلصت دراسة حديثة إلى أن طفلا من بين كل 10 أطفال لديه جهاز مناعة "مماثل لجهاز مناعة القرود" ،يمنع تطور إصابته بمرض الإيدز.
وقالت الدراسة التي نشرت في دورية "ساينس ترانسيشنال ميديسين" إن نظام المناعة لدى الأطفال "يظل هادئا" الأمر الذي يحول دون القضاء عليه.
ويقتل فيروس اتش آي في HIV الذي لا يتم علاجه 60 بالمئة من الأطفال في غضون عامين ونصف، ولكن العدوى لدى القرود ليست قاتلة.
وهذه النتائج قد تقود لعلاجات جديدة لعدوى "إتش آي في" مبنية على دراسة المناعة.
فالفيروس يؤدي في النهاية للقضاء على الجهاز المناعي تاركا الجسد عرضة للإصابة بعدوى الأمراض الأخرى، فيما يعرف بمرض فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز).
وقام الباحثون بتحليل دماء 170 طفلا مصابا بفيروس "اتش اي في" بجنوب إفريقيا ولم يتلقوا علاجا مضادا للفيروسات، ووجدوا أن المرض لم يتطور ليصل إلى الإصابة بالإيدز.
وأظهرت الاختبارات أن لديهم عشرات الآلاف من فيروسات نقص المناعة في كل مليمتر من دمائهم، وهو أمر يؤدي عادة إلى دفع جهاز المناعة لمحاولة محاربة العدوى، أو جعلهم ببساطة يعانون مرضا خطيرا ولكن أي من ذلك لم يحدث.
ابق هادئا وواصل
وقال البروفيسور فيليب غولدر، وهو أحد الباحثين من جامعة أوكسفورد، لبي بي سي:" بشكل أساسي، نظام المناعة لديهم يتجاهل الفيروس قدر المستطاع".
وأضاف قائلا " إن شن الحرب ضد الفيروس يكون التحرك الخطأ في أغلب الحالات".
ووجد العلماء أن 10 بالمئة من الأطفال تكيفوا مع الفيروس بشكل مماثل لتكيف أكثر من 40 نوعا بدائيا غير بشري لفيروسات نقص المناعة التي تطورت على مر مئات الآلاف من السنين.
وقال البروفيسور غولدر:" إن الانتقاء الطبيعي عمل في هذه الحالات، والآلية مماثلة كثيرا لما حدث لدى هؤلاء الأطفال."
حرب أم سلام؟
ويعد الدفاع ضد الإيدز فريد لدى الأطفال. فالنظام المناعي لدى البالغين يميل إلى شن هجوم للقضاء على الفيروس وهي الحملة التي تنتهي دائما بالفشل.
بينما الأطفال لديهم نظام مناعي متسامح نسبيا، ويصبح أكثر عدوانية في سن البلوغ، فالجدري على سبيل المثال يعاني منه البالغون أكثر بسبب ردة فعل جهاز المناعة لديهم.
ويقول الدكتور غويدو سيلفستري والدكتورة آن شاهرودي ، من جامعة إيموري بالولايات المتحدة، إن هذه الدراسة قد تكون توصلت إلى "مؤشرات مبكرة جدا على التطور المشترك لفيروس اتش آي في لدى البشر".
وأضافا في تعليق بهذا الشأن:" ليس من المعروف ما إذا كان إبقاء الطفل المصاب حديثا بإتش آي في بعيدا عن العلاج أمر آمن، وبأنه لن يتطور المرض لديه".
"وهذا التقييم أكثر تعقيدا مع حقيقة أن الوقاية من نقل عدوى اتش آي في إلى الشركاء الجنسيين يصبح نسبيا في سن المراهقة".
فقد يعيش المصابون بفيروس "اتش آي في" حياة طبيعية إذا استطاعوا الحصول على العقاقير المضادة للفيروسات.
ولكن نظامهم المناعي لا يعود لطبيعته أبدا، ويواجهون خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والخرف بدرجة أكبر.
ويعتقد البروفيسور غولدر أن هذه النتائج لدى الأطفال قد تؤدي في النهاية إلى المساعدة في إحداث توازن في النظام المناعي لكل مرضى إتش آي في.
وقال لبي بي سي:" قد نكون بهذه الدراسة قد توصلنا لطريق جديد، فعلى المدى الطويل يمكن ترجمة ذلك إلى علاجات جديدة لكل الناس المصابين بفيروس إتش آي في".