في دائرة الظلام
09-10-2013, 12:24 PM
في دائرة الظلام

في دائرة الضوء طلعت علينا اصوات مفكرين مفترين من خارج الوطن تريد من الجزائر ان تستغل معطياتها في التدخل في شؤون المغبونين لتزيد في معاناتهم واضطهادهم ويقدمون لها نموذج قطر لتحتذي به!
لنرى ماذا يقول اسعد ابو خليل والمفكرين في الورم القطرى: انتهى الحلم القطري المحكوم بالتناقضات ولم يكتب له الاستمرار دون الرعاية الغربية، ارادت قطر ان تقفز عل التاريخ والجغرافية لتشتري عبقرية مكان غير موجود... كان الحلم يتورم بصيغة غير مدروسة كان همه هو منافسة الاخت الكبرى على النفوذ في المنطقة العربية... لم يكن في حساب النفطيّ والغازيّ ان كل الشعارات التي رفعها عن الأمة العربيّة وعن شعب فلسطين كانت دخاناً... ولم يكن إنشاء محطة «الجزيرة» ال سلاحا للتسلق عل اشلاء الامة ومبدؤها الاصيل الذى هو عنوان وجودها ( القدس) ... لم يكن ذلك ناتجاً من رؤية قوميّة عربيّة صافية، كما خُيّل للبعض. كان الهدف إزعاج الاخت الكبرى، والتأثير على مصالحها في المنطقة العربيّة ومحاولة قلب الانظمة العربية...
لقد اسضافت قطر أكبر قاعدة عسكريّة عالمية وأنفقت من مال شعبها المغلوب على أمره مليارات الدولارات للقيام بواجب الضيافة للمعتدي في منطقتنا العربية، وأصبح بمستطاع الغازي أن يقصف ويحتلّ ويدمّر انطلاقاً من قواعد عسكريّة في قطر. وحتم الغرب علي قطر فتح أبواب التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي من دون مقدّمات .واستضافت ليفنى دون حياء؟ وتجرات على القول بان الدور سيكون على الجزائر بعد سوريا! وليس على قطر لأنها محمية بأكبر قوة ولم يدر ان هذه القوة لا تقدّم أي حليف عربي على الحليف الإسرائيلي الأقرب والأوثق والأعزّ...
ها هو الغرب اليوم يضيق ذرعا بإدارة قطر للمعارضة السوريّة المُسلّحة والفندقيّة في الخارج... فعملت على طرد قطر من موقع الصدارة وهي التى حصلت على تفويض امريكى في هذا الشأن... وسقطت الجزيرة - عنصر قوة قطر الذى كان اقوى من الغاز والنفط - لان الحماسة القطرية الشديدة لإحداث تغييرات منشودة في أكثر من بلد عربي أدّت إلى إهمال وإهانة كل معايير الحدّ الأدنى من المهنيّة وانقرض العلو القطري! لان القناة لم تكن مثل «صوت العرب» مرتبطة بمشروع يعبّر عن تطلّعات جمهور عربي عريض.
نكتفى ولا نزيد أكثر... لنرد على المفكرين الذين ارادوا لقطر ان تكون نموذجا للجزائر تسير على دربها... اليس من الخير للجزائر ان تتبع سياستها الابداعية من ان تتبع سياسة الاتباع وفتح أبواب التطبيع مع العدوّ من دون مقدّمات؟ ونقول للذين يريدون من الجزائر ان تتدخل في شؤون الغير، من الخير لكم ان تتركوا الجزائر ومشاكلها الاستعمارية التى لا زالت عالقة بأذهان بعض مواطنيها ، وتشتغلوا بنكبة الفلسطينيين الذين لا زالوا يعانون ويتعرضون للإبادة وسلب الاراضى ؟ ولو تهتموا بماسي الامة التى تتعرض لها يوميا لكان لكم اجر غير ممنون...
ان الجزائر بالتزامها بمبادئ نوفمبر وعدم تدخلها في شون الغير تريد ان ترفض تدخل الغير في شؤونها... من اجل ذلك تريد ان تقوي ركبتها اولا لان الذى لا يستطيع ان يحمي شعبه فلن يستطيع ان يحمي غيره... الجزائر لها مشاكل اكبر في الصحارى وفي الجبال وفي البطالة ... انها تعمل على توفير السكن للجزائريين وتسهل الطرقات وتساعد المحتاجين الذين ورثوا الفقر عن الاستدمار وتكافح المشاكل الاجتماعية والتعليمية ومشاكل الاكتظاظ في الاقسام... اتركوها وشانها فهي ليست في حاجة الى من ينصحها بالدخول في دائر الظلام.
zoulikha
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا