الحلم الضائع ... أولوية السياسي على العسكري .
20-08-2018, 11:28 PM
الحلم الضائع ... أولوية السياسي على العسكري .

°°°الثورات الناجحة هي الثورات التي تُقيّم جهدها النضالي لإدراك جوانب الإخفاق لتلافيها وجوانب القوة لتدعيمها .
°°°قام ثوارنا بوثبة جهادية نوعية لإثبات مقدرتهم الحربية في الهجوم القسنطيني بقياد زيغود يوسف في 20 جويلية 1955، وبعد سنة فقط قامت الثورة بوثبة ثانية أعمق تمثلت في عقد مؤتمر للثورة في ( إفري أوزلاقن) بعد سلسلة من التحضيرات والتغييرات لمكان المؤتمر بسبب التضييق الإستعماري، المؤتمر الذي حضرته قيادات الثورة في المناطق الأربعة ، وغاب عنه الوفد الخارجي وقادة الولاية المنطقة الأولى ( أوراس النمامشة ) بسبب حدوث خلافات بين قياداتها بعد استشهاد قائدها الكاريزمي مصطفى بن بولعيد الذي كان سابقا يُحقق الإجماع .
°°°مؤتمر ( إفري أوزلاقن ) الذي أصطلح على تسميته ب[مؤتمر الصومام ] انعقد في ظروف سرية للغاية بمساهمة جيدة لساكنة الجهة الذين عبروا عن نضج ثوري في غاية الأهمية . ترأسه الثوري العربي بن مهيدي و وهندس خطوطه[ عبان رمضان ]لبلوغ غايات الإستقلال التام للوطن ، ورسم الخطوط العريضة [ لمستقبل الدولة الجزائرية الحديثة ] ذات المؤسسات الديمقراطية السيادية ، التي تضمن الرفاه والتداول على السلطة، فقد سبق ( لعبان رمضان) أن قرّب المسافة بين الفرقاء ، وضمن التحاق ( جمعية العلماء ، و الشيوعيين، والإشتراكيين، والإندماجيين، ) بالنضال الوطني ، فالواجب هو الإجماع والإجتماع تحت سقف واحد وداخل خيمة واحدة من أجل تحقيق الإستقلال الوطني .

°°°تمخض مؤتمر الصومام على إنتاج هياكل تنظيمية للثورة ورسم خطوط دوامها ونمائها ، وتم الإتفاق بالإجماع على مبدأين هما (أولوية الداخل على الخارج ) ، و(أولوية السياسي على العسكري ) هذان المبدآن أحدثا تصدعات في ( الوفد الخارجي ) قد يكون مردها شعوره بسحب بساط القيادة منهم .

°°° فالقائدان استشهدا مبكرا ، ف(بن مهيدي عذبه الإستعمار حتى استشهد ) و (عبان اغتاله ذويه من الوفد الخارجي غدرا بالمغرب )بتهم ملفقة واهية ، وبنفس الطريقة أعدم قادة الولاية الأولى ، ( محمد العموري ، أحمد نواورة ، العقيد عواشرية وغيرهم ) .

°°°حاليا وبأثر رجعي تحاول مدرسة العبث ( البعث العروبي) و طابورها الخامس المتجذر عند الشاوية استحداث شقاق بين [جرجرة ] و[الأوراس] لكبح سيرورة الأمازيغية ، فقد استخدمت عدة أوصاف من قبلهم لتشويه مؤتمر الصومام إذ يصفونه بمؤتمر (الشرور) و (السموم ) ، ووصمه بن بلة بمؤتمر ( الردة ).

°°°سبب الهجمة على قادة الصومام وقراراته نابعة من طابع الجهوية العروشية الذي لم تتخلص منه الثورة ، والصراع على النفوذ والتسلط بين القادة الفاعلين ، واستصدار مبدأ أولوية الداخل على الخارج ، وأولوية السياسي على العسكري ، هذا الأخير الذي يُعد مبدأ أمميا عند الكثير من الدول ، كما أن الإديولوجية لعبت دورها في تدمير التآلف فحدث تصدع إديولوجي هوياتي بين حاملي فكرة جزائر الجزائرية ( هوية الأرض ) ، وجزائر مشرقية ( العربية الإسلامية ) .

°°°وإن نجحت الثورة في تحرير الأرض لكنها فشلت في تحرير الإنسان ، وأول الفشل هو ضرب قرارات ومباديء الصومام عرض الحائط بتأليب من جمال عبد الناصر ، فانقلب مبدأ الأولويات ليُصبح العسكري هو الحاكم الفعلي فهو صاحبُ السيف والقلم ، وصاحب القرار ، وفازت القوة العسكرية على السياسة ، فزحف جيش الحدود وسقطت الحكومة المدنية ، وعطلوا قرارات مفصلية لو طبقت بعد استقلالنا لأصبحنا في مصاف الدولة الحديثة الديمقراطية ، وها نحن بعد 62 سنة من الزيف الديمقراطي لا زلنا في قبضة العسكر .... ولا شيء غير العسكر ... فلا ديمقراطية سوى كلمات عابرة نقرأها في عناوين وسائل الإعلام وفي الإسم الرسمي لدولتنا و بنود دستورها .... لكنها ديمقراطية بمفهومنا السلبي لا بمفهوم من أسس لها .

التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 20-08-2018 الساعة 11:45 PM