تربية الأولاد لأم عبد الله الوادعية - حفظها الله - الأخـــــــير
28-04-2009, 08:20 PM
11-علمي طفلك العقيدة الصحيحة،وقولي له بمثل ما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعبد الله بن عباس :"إنّي أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تَجده تُجاهك،إذا سألت فاسأل الله،وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ،رُفعت الأقلام وجفت الصُّحف".
12-
أوصي ولدك بما أوصى لقمان ولده،قال تعالى:(وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إنّ الشرك لظلم عظيم_إلى قوله_واقصد في مشيك واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير) (لقمان:13-19).
13-
علميه أن يستأذن إذا أراد أن يدخل:
قال الله تعالى :(يا أيها الذّين آمنوا ليستأذن الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحُلم منكم ثلاث مرّات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاثُعورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهنّ طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم) (النور:5
14-
علّميه الأمور المنهية ليجتنبها ،ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال :أخذ الحسن بن عليّ –رضي الله عنهما- تمرة من تمر الصدقة ،فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((كِخْ كِخْ (*) ارمِ بها أما علمت أنّا لا نأكل الصّدقة )).
15-
اشرحي له معنى الآية أو الحديث الذي تقرئينه عليه.
16-
علّقي قلبه بالله عزّ وجل.
وبعض الأطفال تُعلّق قلوبهم بالدنيا ،وبالشهادات ويملأ قلبه بالأوهام فربما يخاف من ظله.
17-
اهتمي بحفظ القرآن ، وحفّظي ولدك كل يوم شيئا يسيرا ولو آية واحدة.
فإن المشتغلين بالقرآن هم خير الناس كما في صحيح البخاري من حديث عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه))،وفي رواية للبخاري : ((إنّ أفضلكم)) ، بدل خير.
وقد أوصى النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمّته بالاهتمام بشأن القرآن.
قال الإمام البخاري (9رقم:5022): حدّثنا محمد بن يوسف ، حدّثنا مالك بن مغولٍ، حدّثنا طلحة قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى ، أوصى النّبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ فقال : لا ، فقلت : كيف كتب على النّاس الوصيّة ، أمروا بها ولم يوص ؟ قال : أوصى بكتاب الله.
قال الحافظ : المراد بالوصية بكتاب الله حفظه ، ويتبع فيه فيعمل بأوامره ، ويجتنب نواهيه ويداوم على تلاوته وتعليمه ونحو ذلك .اهـوالقرآن يشفع لصحابه ، قال الإمام مسلم (1/553): حدّثني الحسن بن عليّ الحلوانيُّ ، حدّثنا أبو توبة – وهو الرّبيع بن نافع – جدّثنا معاوية –يعني ابن سلاّم –عن زيد : أنّه سمع أبا سلاّم يقول :حدّثني أبو أمامة الباهليُّ قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه".وقال رحمه الله(1/554) : حدّثنا إسحاق بن منصور ، أخبرنا يزيد بن عبد ربّه ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن محمد بن مهاجر ،عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ، عن جبير بن نفير قال : سمعت النّواس بن سمعان الكلابّي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول :" يُؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به تَقدُمُهُ سورة البقرة وآل عمران تُحاجّان عن صاحبِهِما ".
ـــــــــــــــــــــــ
*/
كلمة تقال لزجر الصبي.(ص78...80 )
18-لا تتركي أطفالك يخالطون الأولاد السفهاء، فإنه بذلك سيأخذ أقوالهم وأفعالهم القبيحة، ويُهَدَّمُ ما عُلِّم.
والشاعر يقول:
والطفل يحفظ ما يُلقى إليه ولا *** ينساه إِذ قلبُهُ كالجوهرِ الصافيفانقُش على قلبهِ ما شئت مِنْ خَبَرٍ** فسوف يأتي بهِ من حِفظِهِ وَافيفالطفل باله فارغ ، قابل لكل شيء.وكما يقال:( العلم في الصغر كالنقش في الحجر).
19-
لا تتركي أطفالك خارج البيت عند المساء؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ، وربما يحصل ضرر على ولدك منهم.
قال الإمام البخاري رحمه الله: حدّثنا إسحاق، أخبرنا روحٌ، أخبرني ابن جُريجٍ قال: أخبرني عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان جُنْحُ اللّيلِ أو أمسيتم فكٌفوا صبيانكم؛ فإنَّ الشياطين تنتشر حينئذٍ، فإذا ذهبت ساعةٌ من الليل فخلُّوهُمْ وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛فإن الشيطان لا يفتح بابًا مُغلقاً)) وأخرجه مسلم.
20-
يترك الطفل أحياناً ليُرَفّهَ عن نفسه، فإنه إذا مُنع من اللعب دائما ربما يبطل ذكاؤه، ويحصل له سآمة وملل.
فإذا أراد الأبوان رفعة أولادهما: فليجتهدا في تربية أبنائهما تربية إسلامية، وتعليمهما الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.ومن أسباب رفعة درجات الأبوين في الآخرة إذا كانا مسلمين دعوة ولدهما الصالح لهما، كما ثبت في "صحيح مسلم" من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( إذا مات الإِنسانُ انقطعَ عملُهُ إلاَّ من ثلاثٍ: صدقةٌ جاريَةٌ، وعلمٌ يُنتفعُ بِهِ، وولدٌ صالحٌ يدعو لَهُ)).وجاء من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:(( إنَّ الله عزَّ وجلَّ لَيَرفعُ الدّرَجةَ للعبد الصَّالح في الجنَّةِ، فيقول: يا رَبِّ ! أنَّى لي هذِهِ؟ ! فيقولُ: باستغفار ولدكَ لَكَ )).والحديث في "الصحيح المسند" برقم (1403).( ص 82،81)
- احرصي على أن يجالس ولدك الصالحين، فهذه الأم الصالحة أم سليم أتت بولدها أنس إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت : أنس خادمك يا رسول الله، فقال : (( اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه ))وأم حذيفة سألت ولدها حذيفة بن اليمان ، فقالت له: متى عهدك؟ تعني بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقلت : ما لي به عهد منذ كذا وكذا ،فنالت مني فقلت لها: دعيني آتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصليت معه المغرب ، فصلى حتى صلى العشاء، ثم انتفل فتبعته فسمع صوتي، فقال: (( من هذا؟ حذيفةُ)) ، قلت: نعم، قال: (( ما حاجتك غفر الله لك ولأمك؟)) قال: (( إنَّ هذا مَلَكٌ لم يَنْزِل الأَرضَ قطُّ قبل هذه الليلةِ، استأذنَ رَبّهُ أن يُسَلِّمَ عليَّ ويُبَشِّرَنِي بأنَّ فَاطمةَ سيّدة نِسَاءِ أَهلِ الجَنَّةِ )).أخرجه الترمذي، وذكره الوالد في الصحيح المسند (214/1).
وعلى الأبوين أن يبذلا جهدهما في تربية أولادهما والهداية بيد الله، فالإنسان لا يستطيع أن يهدي نفسه فضلا عن أن يهدي غيره. وهذا نوح عليه السلام نبي من أنبياء الله لم يستطع أن يهدي ولده، يُلحُّ على ولده أن يكون معهم ولا يكن مع الكافرين. كما قال تعالى: ((وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ)){ هود:42} فأجاب الولد: (( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ )) {هود: 43} و هذا إبراهيم عليه السلام يعظ والده أن يترك الشرك في غير ما سورة ولم يُذعن لنصائح ولده بل قال: ((لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً )) {مريم: 46}
وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يلح على عمه أبي طالب أن يسلم ، فأبى ومات على الشرك، وغير ذلك كثير.
منـــــــــــقول
الموضوع منقول من منتديات التصفية والتربية السلفية