شجون العاشقين.
13-03-2013, 08:37 AM
شجون العاشقين
بقلم : طرواية عمر بتاريخ : 11/03/2013
يعتبر كتاب " عاشق" للدكتور ( عائض القرني ) من أجمل الكتب التي قرأتها في حياتي ، من خلاله يحبب إليك القراءة والكتابة ، وماينجرّ عنها من فوائد جمّة في حقول العلم والمعرفة . ففي الكتاب – كما يقول في االمقدمة – هو مخاطبة المشاعر وإثراء البصائر ، يشحذ الهمة لطلب العلم والقراءة الواعية الرشيدة ،أوردت فيه الآية الكريمة ، والحديث الشريف ، وذكرت فيه تجارب لأهل العلم ، وعشاق القراءة ، ورصّعته بقصائد وأشعار ، وأثريته بخبرات وتجارب.
وفي الحقيقة ، الكتاب كله من ذهب ، ولكن ما استوقفني كثيرا في حسن الإنتقاء والتنسيق بين العبارات ، هي تلك الفقرة الزمردية المرصعّة بعناوين أمهات الكتب – في مقدمة الفصل الخامس – لعلمائنا ومفكرينا العظماء ، جعلها كحكمة ينطلق منها كل طالب علم ، حينما قال : ( انتظر فتح الباري ، وعش في ظلال القرآن ، وانزل في رياض الصالحين ، لتنال بلوغ المرام ، فإنّ حادي الأرواح هو الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان ، ومن مبادئ اقتضاء الصراط المستقيم سلوك منهاج السنة ، لأنه مدارج السالكين . إذا حملوا زاد المعاد وكانوا على ميزان الاعتدال وساروا على سير أعلام النبلاء ، وما أجمل طالب العلم المحلّى بالأخلاق ، لأنه سيرته إحياء لعلوم الدّين ، ومن مراتب الصعود ، هبط الروض المربع إذا لم يخطئ منار السبيل ، والكافي له ربه من كل حاسد ، والمغنى له مولاه من كل جاحد، لأن الشّفاء هو البرهان ، وهو الحجة البالغة ، فبداية المجتهد ونهاية المقتصد هو دليلالطالب من الوحي ، وأضواء البيان في ذلك هي معالم الطريق ، فإذا عرف العبد ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، وصل إلى ربيع الأبرار ، وقرّة عين الأخيار ، فوجد حدائق ذات بهجة ، وهتف به لسان الحال : لا تحزن.)
وفي الأخير أنصح أخي وأختي إلى كل من صادف هذا الكتاب ، أو بحث عنه ووجده ، فلا يتوانى في الحصول عليه ، فإني اعتبره كنز من كنوز طلب العلم ، وتزكية روحية لكل ساعي إلى الحقيقة الربانية الخالدة. فهو يقول لنا في خاتمة كتابه : ( ... ما أريد أن أشق عليك في هذه الرحلة ، بل أحببت أن أقاسمك همومك برحلة على ضفاف نهر المعرفة ، وبجولة في بستان العلم ، مابين زهرة يفوح شذاها ، و ثمرة حلو مجتناها ، وينبوع عذب رقراق وخميلة مائسة، ونسيم بارد عليل ، لتقول لهواجر صيف الجهل ، ولوافح قيظ الغفلة ، الآن : " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " .


" من الممكن أن نضيف حياة لأيــــــا منا ولكــن من المستحيل أن نضيف أيــــامــا لحياتنــــا "