أبناءنا ضحايانا
24-04-2014, 08:26 PM
أبناءنا ضحايانا

أبناءنا ضحايانا بين الشد و المد. في خضم معركة الحياة و الكفاح من اجل البقاء و في دوار الانقلابات و التقلبات السريعة التي تعرفها الحياة "المعاصرة" ضاع أبناءنا بين تشديد بعض الآباء و مد بعضهم الآخر.
كلنا نود و نتمنى ان يحبنا الآخرون بطريقتنا نحن و كما نريد نحن لكن من خوف الآباء الزائد على أبنائهم يشدون الحبل و يضلون يسحبون حتى يخنقونهم. فمن كثرة الضغط على الأبناء ينقلبون و تكون النتيجة عكس ما كان يتمناه الآباء و يتعبون أنفسهم من اجله.
الضغط على الطفل و- اعتباره لا يعرف شيئا عن الحياة خطا فادح يقع فيه معظم الآباء و المربون مهما كان سنه الطفل كائن مستقل بذاته و شخصيته و عقله و قلبه – و مقابلة كل طلباته او معظمها بالرفض دون شرح الأسباب يعرضه للإحباط و الانطواء على نفسه أحيانا أو التمرد و الانحراف.
اما النوع الثاني من الآباء يدللون أبناءهم فيلبون كل طلباتهم و رغباتهم دون نقاش من باب اللين و "التفتح" كي يشعروهم بالحرية و الأهمية غير أن ترك الحبل للأطفال كذلك له عواقب وخيمة
و ان كانت النوايا حسنة فهي طريقة للهروب من المسئولية فتنعكس الامور و يصبح الطفل هو من يضغط على الأبوين.
فعلا تربية الاطفال اصعب مسئوليات الآباء خاصة في ايامنا هذه بسبب التحديات و الاخطار التي تترصد بالطفل مع اول زلة له او غفلة من طرف الآباء...
اذن في كلتا الحالتين الطفل هو الضحية فالاخذ بالوسطية هو الحل الامثل لهذه المشكلة .
علينا ان نعامل ابناءنا على اساس انهم أشخاص لهم عقول و يعيشون في مجتمع يتاثرون به و وسط يتخذونه مثلا اعلى او نموذجا مصغرا من مجتمعهم الكبير.
الاخذ بالعصا من الوسط و استعمال الشد في مواضعه و كذا المد كلما تطلبت الضرورة ذلك.
ابناءنا امانة في اعناقنا و كل راع مسئول عن رعيته شرعا و قانونا زيادة على انهم نعمة من انعم الله الكثيرة التي يجب ان نحافظ عليها حفاظنا على حياتنا.