إسرائيل تحول غزة مسرحا للأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا
12-01-2009, 04:24 PM
الطفل لؤي صبح متحدثا للجزيرة


يقدم الطفل الفلسطيني لؤي صبح الذي فقد بصره ومواطنته جميلة هياش التي فقدت ساقيها، دليلا دامغا على استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلحة أميركية جديدة ومحرمة دوليا في عدوانها المتواصل على قطاع غزة.

فقد أكد الأطباء الفلسطينيون الذي باتوا خبراء بالآثار التي تخلفها الآلة العسكرية الإسرائيلية، مشاهداتهم لحالات غريبة لم يسبق أن شاهدوا مثيلا لها في الإصابات الناجمة عن ذخائر ومتفجرات منها ما يعرف باسم "ذخائر المعدن الكثيف الخامل وقنابل الفوسفور الأبيض".

ولا يقف الأمر عند روايات شهود عيان من أرض الميدان وحسب، بل إن منظمة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) وفقا لمجلة فايننشال تايمز الأميركية، اتهمت إسرائيل صراحة باستخدام قنابل الفوسفور الأبيض الممنوع استخدامها بالمناطق الآهلة بالسكان.

الطفلة جميلة هياش قطعت رجلاها في قصف إسرائيلي على حي التفاح (الجزيرة)
كما نقل مراسلا نيويورك تايمز في غزة عن أطباء فلسطينيين مشاهدتهم حالات صعبة من الحروق بسبب التعرض لهذا النوع من الذخائر التي يسمح القانون الدولي باستخدامها فقط في عمليات التغطية والتمويه أو عمليات إخلاء القتلى والمصابين من ميدان القتال.
المعدن الخامل
وقد لا يكون الفوسفور أمرا جديدا فقد سبق لإسرائيل أن استخدمته في غزة عام 2006 وجنوب لبنان في العام نفسه، فضلا عن أن الولايات المتحدة نفسها سبق واستخدمته في العراق وأفغانستان وفي حرب فيتنام.

لكن اللافت أن الطائرات الإسرائيلية وربما المدفعية أيضا استخدمت متفجرات المعدن الكثيف الخامل التي لا تزال قيد التجريب، وهي تندرج تحت "الأسلحة شديدة القتل" ولها نماذج متعددة منها سبيكة الألومنيوم واليورانيوم المنضب اللذان استخدمتهما واشنطن بالعراق مرتين عام 1991 ثم الفلوجة 2004.

مع الإشارة إلى أن جريدة هآرتس الإسرائيلية نشرت أكثر من تقرير أكدت فيه استخدام نماذج أولية من هذه الذخائر في عدوان تموز/ يوليو 2006 على غزة.

ويقول الأطباء الفلسطينيون في غزة إن نوعية الإصابات الناجمة عن هذه المتفجرات تتراوح ما بين الحروق العميقة التي تصل العظم وبتر الأطراف كما حدث مع الشابة جميلة، وتهتك الشرايين والأوردة التي لا تظهر حتى في صور الأشعة السينية مما يؤدي لحدوث حالات نزف شديد تفضي إلى الموت.
أشكال غريبة من المتفجرات والقنابل في سماء غزة (رويترز)

التفسيرات العسكرية

الخبير العسكري والإستراتيجي المصري العميد الزيات ذكر أن أنواعا أخرى من الأسلحة شوهدت تستخدم في غزة منها ما يعرف باسم انفجار الوقود الهوائي الذي يخلف سحابة من ذرات الوقود التي تحترق، وتؤدي إلى تفحم الهدف الذي يتم تعريضه لهذا النوع من الذخائر.
واعتبر الزيات في تصريح للجزيرة نت أن هذا النوع من الأسلحة التي لا تزال قيد التطوير والتجريب، يأتي في إطار ما يسمى عسكريا الذخائر عالية الدقة والقتل الأكيد والتي تحدث أضرارا جانبية مدمرة لا تستطيع عدسات الإعلام التقاطها وعرضها على الرأي العام.

ولم يستبعد الخبير العسكري أن يكون اللجوء إلى هذه الأسلحة مدفوعا بحالة الصدمة الإسرائيلية من حجم ردود الفعل الشعبي عالميا على فظاعة الصور المنقولة عبر الشاشات حول ما يجري في غزة، علاوة على أنه يدل على حالة الفوضى والارتباك وعدم الانضباط التي تعاني منها قوات الاحتلال بسبب صعوبة موقفها على أرض الميدان.