هل أنا منافق...!!!؟؟؟؟
11-05-2014, 07:35 PM
بسم الله وحده والصلاة والسلام على من نبيّ بعده
إخواني أخواتي، بعد موضوع الأخت مسلمة وتساؤلنا معها هل يحبنا الله خاصة ونحن ندعي حب الإله ونعصي أمرهُ رغم أن هذا في الجمعِ محــالُ .
ومن باب نسألُ عن الشر لا لشرِّ ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشرَّ من الخيرِ يقع فيه . وكما قال حذيفة بن اليمان: "إن الناس كانوا يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون..." قلت لما لا أتساءل ولعلكم معي ولا أضنّنا خيرا من الفاروق عمر رضي الله عنه كما جاء في مسند الإمام أحمد عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: فَقَالَ يَا أُمَّهْ، قَدْ خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالًا، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، فَأَنْفِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ " فَخَرَج
فَلَقِيَ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَجَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: بِاللهِ مِنْهُمْ أَنَا ؟ فَقَالَتْ: لَا، وَلَنْ أُبْلِيَ أَحَدًا بَعْدَكَ بل الأغرب من ذلك ما يذكره بعض التابعين: أدركت سبعين من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم كان يخشى النفاق على نفسه.
وصلى مرة أبو الدرداء في مسجد فأطال الصلاة وكان بجانبه جبير بن نفير المعروف، فلما أتى قبل السلام أكثر أبو الدرداء من الاستعاذة من النفاق؛ يسأل الله جل جلاله أن يعيذه من النفاق، فلما انصرف قال له جبير: يا أبا الدرداء أكثرت من الاستعاذة من النفاق، فمالك وللنفاق؛ يعني أن النفاق ليس لك وأنت صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى آخره، قال: دعنا منك، دعنا منك، دعنا منك، إن العبد المؤمن لا يأمن أن يقلب الله قلبه بطرفة عين.
والله إن الخطب لجلل فاللهم إحفضنا وأتمّ بالصالحات أعمالنا...
يا خادم الجسم كم تسعى لراحته *** أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
لأننا مطالبون بأن نعد لكلّ سؤالٍ جوابا ولكل جوابٍ صوابا كما إن من أبرز صفات المؤمنين دوام حسابهم أنفسهم في كل حين ، آخذين بما أوصاهم به الله عز وجل ، ورسوله صلى الله عليه و سلم ، وصحابته الكرام ، ومنهم عمر رضي الله عنه حين قال : حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا ، و زنوها قبل أن توزنوا و تهيؤا للعرض الأكبر
"فإذن هذا الموضوع مهم فقها في النصوص، وأيضا حذرا وخوفا ومن أن يكون العبد من أهل هذه الصفة وهو لا يشعر، ثم أيضا ليحذر مستقبلا وليكون على حجة من نفسه.
ثم أيضا من أوجه الاهتمام بهذا الموضوع أن معنى النفاق قد يكون ظاهرا بينا في عهده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ؛ ولكن يخفى بيانه وإيضاح صورته في الأزمنة المختلفة وخاصة في هذا الزمان.
ومن الناس من أدخلوا في المنافقين من ليس منهم.
ومنهم من جعلوا النفاق الأصغر أكبر.
ومنهم من لم يضبطوا الضوابط لحد النفاق الأكبر وحد النفاق الأصغر.
ولهذا العلم بهذه الأصول من أهم المهمات.
ثم أخيرا البحث في النفاق وما يتعلق به بحث عقدي، والعقيدة هي أول ما يهتم به المخلصون.
النفاق معناه أن يُظهر المرء شيئا ويُخفي شيئا في اللغة.
ثم جاء في الشريعة في أن يخفي الكفر ويظهر الإسلام، وهكذا عرف العلماء النفاق بأنه إظهار الإسلام وإبطان الكفر، أخذا من قول الله جل وعلا(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً)[البقرة:8-10]، وسورة البقرة ذكر الله جل وعلا فيها -وهي ثاني سورة في القرآن- ذكر في أولها صفات المؤمنين في آيات قليلة ثم صفات الكفار، ثم ذكر جل وعلا المنافقين وصفاتهم في آيات كثيرة، وهذا يدلك على أن العلم بهذا الأصل ومعرفة حدوده من العلم بكتاب الله جل وعلا ومن أهم المهمات.
فإذن النفاق في الشرع أن يُبْطِن الكفر ويظهر الإسلام يعني في قلبه في داخله ليس بمؤمن ولا يؤمن بالتوحيد، ولا يؤمن برسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يؤمن بالبعث بعد الموت؛ بل وأيضا يوالي الكفار ويحب انتصار غير دين الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحو ذلك، وفي الظاهر يظهر الإسلام وربما يصلي مع الناس أحيانا، وربما أظهر بعض الشعائر؛ لكنه منطوٍ في قلبه على الكفر بالله وبرسوله وباليوم الآخر.
قال بعض العلماء: إنه في الأصل مشتق من نافقاء اليربوع، اليربوع الذي هو الجربوع، هذا كما هو معروف بيته يكون له مخارج مختلفة؛ يعني أنه يخدع من يأتيه، إذا أتاه من هنا خرج من هناك؛ يعني أظهر أشياء وأخفى الحقيقة.
وهذا ليس مختصا بعهده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ؛ بل كان بعد ذلك هناك منافقون، وسموا في أزمنة من أزمنة الإسلام سموا زنادقة، ففي بعض الأزمنة ذهب اسم النفاق ما يقال منافق، وإنما يقال زنديق، فإذا قيل فلان زنديق وهو في بلد الإسلام؛ فيُعنى به -يعني في التاريخ- أنه كان يبطن الكفر ويظهر الإسلام واستدل على إبطانه للكفر بأشياء ظهرت منه، إما مسبة لله جل وعلا أو لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو انتقاص لدين الإسلام أو تهجين لهدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو أشباه ذلك." وهذا أساس القسم الأول المسمى نفاق عقدي أما القسم الثاني فهو العمليويدل عليه قول النبي عليه السلام " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان " ..... ولنفاق علامات نتناولها في مشاركة أخرى بإذن الله
يُتبع....
إخواني أخواتي، بعد موضوع الأخت مسلمة وتساؤلنا معها هل يحبنا الله خاصة ونحن ندعي حب الإله ونعصي أمرهُ رغم أن هذا في الجمعِ محــالُ .
ومن باب نسألُ عن الشر لا لشرِّ ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشرَّ من الخيرِ يقع فيه . وكما قال حذيفة بن اليمان: "إن الناس كانوا يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون..." قلت لما لا أتساءل ولعلكم معي ولا أضنّنا خيرا من الفاروق عمر رضي الله عنه كما جاء في مسند الإمام أحمد عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: فَقَالَ يَا أُمَّهْ، قَدْ خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالًا، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، فَأَنْفِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ " فَخَرَج
فَلَقِيَ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَجَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: بِاللهِ مِنْهُمْ أَنَا ؟ فَقَالَتْ: لَا، وَلَنْ أُبْلِيَ أَحَدًا بَعْدَكَ بل الأغرب من ذلك ما يذكره بعض التابعين: أدركت سبعين من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم كان يخشى النفاق على نفسه.
وصلى مرة أبو الدرداء في مسجد فأطال الصلاة وكان بجانبه جبير بن نفير المعروف، فلما أتى قبل السلام أكثر أبو الدرداء من الاستعاذة من النفاق؛ يسأل الله جل جلاله أن يعيذه من النفاق، فلما انصرف قال له جبير: يا أبا الدرداء أكثرت من الاستعاذة من النفاق، فمالك وللنفاق؛ يعني أن النفاق ليس لك وأنت صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى آخره، قال: دعنا منك، دعنا منك، دعنا منك، إن العبد المؤمن لا يأمن أن يقلب الله قلبه بطرفة عين.
والله إن الخطب لجلل فاللهم إحفضنا وأتمّ بالصالحات أعمالنا...
يا خادم الجسم كم تسعى لراحته *** أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
لأننا مطالبون بأن نعد لكلّ سؤالٍ جوابا ولكل جوابٍ صوابا كما إن من أبرز صفات المؤمنين دوام حسابهم أنفسهم في كل حين ، آخذين بما أوصاهم به الله عز وجل ، ورسوله صلى الله عليه و سلم ، وصحابته الكرام ، ومنهم عمر رضي الله عنه حين قال : حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا ، و زنوها قبل أن توزنوا و تهيؤا للعرض الأكبر
"فإذن هذا الموضوع مهم فقها في النصوص، وأيضا حذرا وخوفا ومن أن يكون العبد من أهل هذه الصفة وهو لا يشعر، ثم أيضا ليحذر مستقبلا وليكون على حجة من نفسه.
ثم أيضا من أوجه الاهتمام بهذا الموضوع أن معنى النفاق قد يكون ظاهرا بينا في عهده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ؛ ولكن يخفى بيانه وإيضاح صورته في الأزمنة المختلفة وخاصة في هذا الزمان.
ومن الناس من أدخلوا في المنافقين من ليس منهم.
ومنهم من جعلوا النفاق الأصغر أكبر.
ومنهم من لم يضبطوا الضوابط لحد النفاق الأكبر وحد النفاق الأصغر.
ولهذا العلم بهذه الأصول من أهم المهمات.
ثم أخيرا البحث في النفاق وما يتعلق به بحث عقدي، والعقيدة هي أول ما يهتم به المخلصون.
النفاق معناه أن يُظهر المرء شيئا ويُخفي شيئا في اللغة.
ثم جاء في الشريعة في أن يخفي الكفر ويظهر الإسلام، وهكذا عرف العلماء النفاق بأنه إظهار الإسلام وإبطان الكفر، أخذا من قول الله جل وعلا(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً)[البقرة:8-10]، وسورة البقرة ذكر الله جل وعلا فيها -وهي ثاني سورة في القرآن- ذكر في أولها صفات المؤمنين في آيات قليلة ثم صفات الكفار، ثم ذكر جل وعلا المنافقين وصفاتهم في آيات كثيرة، وهذا يدلك على أن العلم بهذا الأصل ومعرفة حدوده من العلم بكتاب الله جل وعلا ومن أهم المهمات.
فإذن النفاق في الشرع أن يُبْطِن الكفر ويظهر الإسلام يعني في قلبه في داخله ليس بمؤمن ولا يؤمن بالتوحيد، ولا يؤمن برسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يؤمن بالبعث بعد الموت؛ بل وأيضا يوالي الكفار ويحب انتصار غير دين الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحو ذلك، وفي الظاهر يظهر الإسلام وربما يصلي مع الناس أحيانا، وربما أظهر بعض الشعائر؛ لكنه منطوٍ في قلبه على الكفر بالله وبرسوله وباليوم الآخر.
قال بعض العلماء: إنه في الأصل مشتق من نافقاء اليربوع، اليربوع الذي هو الجربوع، هذا كما هو معروف بيته يكون له مخارج مختلفة؛ يعني أنه يخدع من يأتيه، إذا أتاه من هنا خرج من هناك؛ يعني أظهر أشياء وأخفى الحقيقة.
وهذا ليس مختصا بعهده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ؛ بل كان بعد ذلك هناك منافقون، وسموا في أزمنة من أزمنة الإسلام سموا زنادقة، ففي بعض الأزمنة ذهب اسم النفاق ما يقال منافق، وإنما يقال زنديق، فإذا قيل فلان زنديق وهو في بلد الإسلام؛ فيُعنى به -يعني في التاريخ- أنه كان يبطن الكفر ويظهر الإسلام واستدل على إبطانه للكفر بأشياء ظهرت منه، إما مسبة لله جل وعلا أو لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو انتقاص لدين الإسلام أو تهجين لهدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو أشباه ذلك." وهذا أساس القسم الأول المسمى نفاق عقدي أما القسم الثاني فهو العمليويدل عليه قول النبي عليه السلام " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان " ..... ولنفاق علامات نتناولها في مشاركة أخرى بإذن الله
يُتبع....