إنتكاسة: الصناعة الغربية
05-02-2016, 06:41 PM


نعود إليكم مجددا في “إنتكاسة” لنتحدث عن العيوب التي تمر بها الصناعة في الفترة الحالية اليوم عن الصناعة الغربية والعيوب التي أصبحت شائعة عند المطور الغربي في السنين القليلة الماضية والتي أثرت على الألعاب التي نحصل عليها من هذا المطور وعلى معايير الجودة بشكل عام والتي إختلت.

قلة التنويع:

في الجيل الماضي برزت ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول وأصبحت العناوين من هذا النوع تصدر بكميات لا يستهان بها حتى إمتلئ السوق بهذا النوع والعديد من العناوين لم تكن شيئا يذكر لكنها كانت محاولة لمواكبة هذه الموجة العارمة من النجاح لهذا النوع في محاولة للحصول على نصيب من الأرباح التي يدرها، ألعاب العالم المفتوح والتي قدمت كما يدل إسمها عوالم مفتوحة وكبيرة في العادة والتي تقدم للاعب ساعات من الإستكشاف والمحتوى الجانبي الذي يضيف المزيد من العمر لها إضافة إلى عمر المحتوى الأساسي من قصة ونحوها كانت بارزة في منتصف الجيل وبدأت شعبيتها تزداد.


حين يزيد الشيء عن حده ينقلب إلى ضده!

النجاح الكبير لهذا النوع (العالم المفتوح) أصبح محط أنظار العديد من المطورين وأصبحنا الأن نحصل على عدد كبير من ألعاب العالم المفتوح حتى من المطورين الذين يفتقرون للخبرة في هذا النوع وأصبح التنويع معدوما بشكل كبير في عناوين AAA ذات التكلفة الإنتاجية الضخمة وبعض الشركات أصبحت تركز على عنوان واحد لتقدمه بشكل سنوي بحيث أصبح اللاعب ينتظر من المطورين المستقلين والمبتدئين أن يقدموا التنويع!

أيضا فالشركات توجهت بشكل كبير للألعاب الجماعية على الشبكة والمجانية “للعب” والتي أصبحت مكسبا سهلا مع المايكروترانزكشن أو الدفع بالمال الحقيقي داخل اللعبة وهو شيء رأينا العديد من الألعاب بمختلف أنواعها تضيفه مؤخرا ولم يعد التنويع موجودا عند النظر إلى شركات الطرف الثالث بشكل عام.

الجودة:

مع الإنتقال للجيل الثامن وتوفر محركات التطوير الجديدة بمختلف أنواعها مع عدة تطوير أسهل وقدرات أكبر فلا شك أننا نرغب في رؤية جودة تقنية بقدر المستوى التقني للرسومات لكن الأمر لم يتحقق، الأخطاء التقنية أصبحت أمرا شائعا وبشكل شائع أكثر مما رأينا في الأجيال الماضية فنحن نحصل على ألعاب مبهرة رسوميا لكن مع العديد من الأخطاء والمشاكل التقنية من إنخفاض في الإطارات و تداخل العناصر في بعضها البعض أو أن تعلق الشخصيات في مكان ما ومشاكل في ملفات الحفظ وغيرها من الأمور التي تجعلنا نتساءل عما تقوم به فرق التطوير خلال سنين التطوير والميزانيات الضخمة التي تصرف على هذه المشاريع؟!



ألعاب العالم المفتوح بالذات من النوع الذي يحتاج الكثير من العمل لمعالجة أخطائه التقنية ومع توجه مختلف المطورين لهذا النوع أصبحنا نرى كوارث تقنية بسبب التعجل في التطوير والإصدار والأمر وصل إلى رؤية الأخطاء التقنية ليس في ألعاب العالم المفتوح فقط بل في ألعاب التصويب بمختلف أنواعها وألعاب المنصات والرعب وغيرها من الألعاب بشكل مزعج.

المزعج أكثر أن اللاعب لم يعد يحصل على العناوين الضخمة بسهولة حيث تحصل اللعبة على تأجيل تلو الأخر وبنفس الحجة الواهية التي تستخدمها الشركات وفرق التطوير وهي صقل وتحسين جودة المنتج! وعند النظر إلى أكبر عناوين السنين الماضية وبالأخص في 2015 فكل من The Witcher 3 و Fallout 4 و Just Cause 3 وبغض النظر عن جودة هذه العناوين إلا أنها صدرت مع كمية كبيرة ومزعجة من الأخطاء التقنية والتي نستغرب من تواجدها بعد تحديث اليوم الأول الذي يصل حجمه في بعض الأحيان إلى نفس حجم اللعبة! وأصبح من الطبيعي أن نحصل على لعبة مليئة بهذه الأخطاء حيث أصبح اللاعب معتادا على هذا الأمر.

إنعدام الأفكار والتجديد:

ألعاب التصويب، العالم المفتوح، الأكشن، العديد من هذه الأنواع تملك عددا كبيرا من الإصدارات في السنة ولكن بدون تجديد في السنين الاخير وأصبحت الأفكار شبه معدومة، العديد من ألعاب العالم المفتوح نجدها بقصص سطحية وبمهمات مكررة أو ألعاب الأكشن التي أصبحت تريد التركيز على الدموية لجذب الإنتباه مثل لعبة Hatred من مطور مستقل والذي تمكن من جذب الأنظار للعبته بسبب تركيزه على العنف فيها لتجذب العديدين لشرائها وإكتشاف مستوى اللعبة السيء جدا أو الالعاب التي تركز على الإباحية لجعل وسائل الإعلام تنتقدها وبشكل غير مباشر يصل إسم اللعبة إلى العديد من المستهلكين المهتمين بهذه الألعاب الفارغة إبداعيا.


اشعر بالغضب واقتل الجميع، أجدد الأفكار المستهلكة في الصناعة

كثرة المحتويات الإضافية:

الحصول على اللعبة لم يعد كافيا، العديد من الألعاب الأن يتم الإعلان عن الـSeason Pass الخاص بها حتى قبل أن تصدر! الـSeason Pass سيوفر لكم الحصول على جميع المحتويات الإضافية للعبة وقت الإصدار والمصيبة في كون العديد من الألعاب أصبحت ناقصة بحصولنا على تكملة للقصة في محتوى إضافي؟ أو بوصول سعر المحتويات الإضافية لما يتجاوز أو يقارب سعر اللعبة الأصلي.

التوسعات هي الأخرى نوع من المحتويات الإضافية الضخمة والتي تحصل عليها الألعاب بعد الإصدار لتضيف المزيد من المحتوى ولكن اللعبة لا تحصل على توسعة واحدة بل نحصل على توسعتين وثلاث ونحوها من التوسعات التي تتطلب من اللاعب الدفع مجددا وعلى سبيل المثال فالتوسعة الأخيرة التي صدرت للعبة Destiny قامت بسلب بعض خصائص اللعب الجماعي من اللاعبين ولإستعادتها عليك بشراء اللعبة عدا أنه تم تأكيد كون العديد من المحتويات الإضافية للعبة كانت مأخوذة من المنتج الكامل ليتم إعادة بيعها على اللاعب!


الطلب المسبق للحصول على المحتويات أصبح مغريا بسبب أسعارها الأصلية

حملات الدعم والمطور المستقل (الإندي):

مع ظهور منصات دعم المشاريع مثل الـKickstarter أصبحنا نرى مشاريع ناجحة تصدر بمستوى ممتاز وتقدم معها تجربة مسلية، لكن توفير خيار الأهداف الإضافية للمشروع وتجاوز مبالغ الدعم للمبلغ الأصلي فتحت أعين الكثير من الجهات نحو هذه المنصات بحيث أصبحنا نرى مشاريع تظهر بشكل واعد وبأفكار تبدو مثيرة للإهتمام مما يساعدها على الحصول على مبالغ تجاوزت مئات الألوف من الدولارات لتصل إلى ما يتعدى المليون دولار.

النتيجة هي منتج سيء لا يمثل ما رأيناه من أفكار على الورق بالعديد من المشاكل التقنية وربما عمر لعب قصير ونظام لعب سيء يجعلنا نتساءل عن المكان الذي ذهبت إليه تلك الأمول؟ لحسن الحظ فالعديد من اللاعبين إتخذوا الإقلاع عن دعم هذه المشاريع ردا على ما يحصل فيها ولكن في نفس الوقت لا زال العديدون يدعمونها.


كثرت التأجيلات للعبة لا تبدو مبهرة والحجج واهية

لا ننكر تقديم العديد من مطوري الإندي لتجارب ممتازة ورائعة على المستوى الإبداعي ولكن هذا الامر إقتصر على بداية هذه الفرق حيث أن الفرق التي قدمت التجارب الفعلية يتم التغطية عليها بالمئات من الفرق التي ظهرت في ليلة وضحاها لتقوم بالإعلان عن حملات الدعم الخاصة بها وبأفكار سخيفة جدا في بعض الأحيان بغية كسب المال ولا ننسى الفرق التي تصدر ألعابها بعد حملات دعم ناجحة ومبيعات ممتازة ليعود نفس الفريق لمنصة الدعم وطلب مبلغ أكبر من ذي قبل لمشروع جديد!

العديد منا يفكر الأن في كون المطور المستقل نعمة أم نقمة ويمكن القول أنهم الشيئان معا لكن بنسبة أكبر من النقمة على صناعة الألعاب التي إختلت الجودة فيها بسبب كثرة المحتالين على منصات الدعم.

التسويق الوهمي:

عند إستعراض الألعاب في المعارض السنوية تقوم فرق التطوير بصنع ديمو من اللعبة التي تكون قيد التطوير وتقوم بتحسين الإضاءة وتجميل الرسومات ومعالجة الأخطاء التقنية في الديمو ليظهر المنتج بأفضل حلة، هذا الشيء يجعلنا نصل إلى نقطة العديدون إشتكوا منها في السنين الأخيرة وهي الإنخفاض في مستوى الرسوم (Downgrade) في المنتج النهائي والحصول على لعبة مليئة بالمشاكل التي لم نرها في إستعراضات دامت لساعات!

التجميل الذي تحصل عليه الإستعراضات يظهر الألعاب بشكل مختلف تماما عن هويتها الأصلية وأيضا إستعراض جزئيات معينة في اللعبة دون غيرها في بعض الأحيان وهو شيء تقوم به معظم الشركات في الوقت الحالي للأسف وكمثال لعبة The Order 1886 الصادرة في بداية العام 2015 تم إستعراض جزئية بسيطة منها ليتفاجأ اللاعبون بكون اللعبة سينمائية تعتمد كثيرا على الـQTE مع جزئية بسيطة لتبادل النيران الأمر الذي صدم العديد من اللاعبين والإعلاميين أيضا.

ولدينا Castlevania: Lords of Shadows 2 والتي لم نكن نعرف أي شيء عن جزئية تسلل فيها والتي كانت من عيوب اللعبة التي تغاضى المطور عن ذكرها! كأنه كان يعلم بأنها فكرة سيئة.


دراكولا التنين يتسلل هربا من الأعداء… من صاحب الفكرة؟

وكمثال أخر لعبة Mad Max الصادرة في أواخر العام 2015 أيضا كانت تحصل على إستعراضات عديدة كل منها جاء لجزئيات مختلفة من اللعبة والعديدون ترقبوا اللعبة التي وصلت بكمية لا تصدق من الأخطاء التقنية منها تطاير الشخصيات والمركبات بدون سبب في بعض الأحيان مما يجعل اللاعب في الوقت الحالي غير راضي عن الدعاية التي أصبحت خادعة في مجملها ولا تمثل المنتج النهائي (يجب أن يتم التنبيه لكون الإستعراضات لا تبين المنتج النهائي بتاتا!)

كما أن السوق الياباني يعاني فالسوق الغربي يعاني أيضا وأصبحت الجودة في مستويات منخفضة جدا والبعض يقدم ألعاب بمظهر جميل لكن مستوى سيء والبعض لا يقدم أيا منهما بينما تقل التجارب التي تقدم كليهما، نراكم لاحقا في مقالة جديدة من “إنتكاسة” في المستقبل بإذن الله.