تسجيل الدخول

توقفت المحرقة وتستمر في صيغتها السياسية عن طريق المفاوضات ...وبعد ايام من وقف اطلاق النار في "غزة" بين المقاومة الفلسطينية ،(التي اوقفت اطلاق الصواريخ) ، واستمرار الاعتداءات الاسرائيلية اليومية ،واستمرار مطاردة حماس لكوادر فتح في "غزة" بتهمة التعاون مع اسرائيل.....رغم بقاء الحصار مطبقا ، والمعابر مغلقة ،...والاعمار مؤجل الى موعد لا حق ...يبدو أن الحرب لم تنتهي بعد ، حتى وان توقفت بين اسرائيل وحماس ، ستبقى مستمرة بين فتح وحماس الى اجل مسمى.

- الشيخ حسن نصر الله ،بعد حرب تموز ...وغزوة 07 من ايار...عقدت من اجله قمة في "الدوحة" حصل بموجبها على ثلثه المعطل ، فاقنعه وارضاه ، وكفاه وكفى حلفاءه ....ليكفي اهل بيروت مضايقاته وقرفه اياهم معيشتهم ...ويعود الى عقله ، ويجالس من خونهم ليجعلهم اخوانه، ووصفهم بكل الاوصاف ، وكفرهم وشرككهم ، ليعود ويجعلهم "شركائه" في الوطن ...ويسير معهم الحكومة ، ويقرر معهم ،عدم ادخال لبنان في "مغامرات" جديدة من مثل التي قام بها ذات يوم ....وكان عند وعده ، في محرقة "غزة" فأحرقت "غزة" ولم يحرك ساكنا ....سوى ما تتطلبه الخطابات ، والمظاهرات ...كاي نظام عربي آخر.....


- واما "زعيم حركة حماس ، القيادي خالد مشعل ،..فقد منح قمة "مكة" ومنح فيها اكثر من الثلث ، بل حتى "رئاسة الحكومة" ،..ووقع "اتفاق مكة" ،مع الرئيس عباس ، وبحضور الملك عبد الله آل سعود ...وبمباركة عربية واسلامية جامعة ،ودولية (باستثناء اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ) ،......ولكن رمى بها عرض الحائط ، ...وأمر المليشيا الحمساوية (التي من المفروض انها قوة مقاومة) بتنفيذ الانقلاب في "غزة" ،..واجهز على اجهزة السلطة ليبيد منهم اكثر من 600 عنصر (فلسطينيين)، بطريقة هوليوودية ، ثم صلى صلاة الحمد والشكر لله على "النصر" الذي حققه على اخوانه "الفلسطينيين ...... وفصل غزة عن الضفة ،واستفرد بالسلطة في "غزة" ، ....واستمر عن بعد في قيادة و بناء "إمارة " قائمة على الانفاق والتهريب ،...وعلى ايديولوجيا ، مناهضة لمحيطها...الذي طالما كان الحاضن للقضية الفلسطينية.

- بعد الحصار واغلاق المعابر ...اتت حرب "غزة" الاخيرة والتي كانت عدوانا ..تتحمل اسرائيل مسؤولية العدوان كاملة ... ، ولكن هذا لايبرئ حماس ويعفيها من المسؤولية ، لأنها لم تقصر وعلى الاقل تتحمل مسؤولية "التبرع" بتقديم ذريعة الحرب مجانا...ومع ذلك استمر ، واعتبر ان "الحرب " فرصة لتحقيق نصر الاهي مطلوب جدا...لحاجة سياسية تفيد اكثر من طرف ...وتسارعت الاحداث ، واعلن نصره ، منذ اليوم الاول لبداية العدوان ،...وكما ظهر فيما بعد ،ان مهرجان الدوحة كان مؤامرة ،اعد لها ، من وعدوه ، بزفافه على راس منظمة التحرير الفلسطينية بعد ان يطردوا منها ،:أصحابها ...والتي كان ينتظر منها ، ان تنتزع له شرعية التمثيل الفلسطيني ، فمن وجهة نظره يستحقها من دون غيره ، من المقاومين والمناضلين...الذين سبقوه في النضال والمقاومة ،....ولكن قمة "الدوحة" أجهضها ، تفطن المعنيين الى أن ذهابهم يعني انهم يضعون السكينة على رقابهم ويلفون الحبال حول اعناقهم و انهم سيذبحون من الوريد الى الوريد ،.....وضاعت "الدوحة" من ايدي مشعل....وخذله الذين خذلهم هو نفسه يوم قرر،ضرب اتفاق مكة عرض الحائط .."مكة"... ولم يحقق "مشعل " دوحة خاصة به على غرار دوحة نصر الله ،....

- وعاد مشعل بعد ايام من وقف العدوان (وقف اطلاق النار من الطرفين) ، ولجوئهم الى المفاوضات ،لتحقيق التهدئة، التي رفضتها حماس ،قبيل اندلاع الحرب.. (والمفاوضات الجارية يبدو فيها ان حماس يمكن ان تتنازل لاسرائيل ، ولكن لن تتنازل لمحمود عباس، فهي تصر على نقطة فتح معبر رفح ،..أكثر مما تصر على فتح باقي المعابر ورفع الحصار ، ) ......
وفي الوقت "بدل الضائع" ومن الدوحة وخلال "مهرجان جماهيري" ، بعنوان : وانتصرت غزة...أعلن خالد مشعل عن مطلبه ، هذه المرة بطريقة صريحة ، وجريئة وبدون لف او دوران : نريد انشاء هيئة تمثيلية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، تكون بديلا لمنظمة التحرير التي يجب ان تزول ، لان الشعب الفلسطيني لم يعد في حاجة اليها (حسب نظرته ،والفصائل التي تسانده )....واصر على ان "الدوحة " ستكون الملتقى والانطلاقة لمشروعه الجديد .....

- لكن السؤال : هل هو جاد ، فيما يقول ؟ اتكفي حرب "غزة ، فقط " واحدة، وانتصار انتخابي واحد ...وبضع الاجنحة الصاحية من النوم العميق لتوها ،من الفصائل تسير من خلال مكتب ضابط مخابرات سوري..ان تبني منظمة تمثيلية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، في مستوى "منظمة التحرير الفلسطينية" ،....وهل فعلا منظمة التحرير ، انتهت ؟ الحقيقة لم تنتهي وهي ما زالت "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، باعتراف كل الاطراف الفلسطينية والمجتمع الدولي قاطبة ،فهي في "مرتبة" تمثيل شعب كغيره من شعوب العالم يتطلع لتتويجها بدولة مستقلة ....لقد شرعت قيادة حماس ، التي جاءت بعد الشهيد احمد ياسين ، والدكتور الرنتيسي ،....في محاولة الاطاحة بمنظمة التحرير ، او السيطرة عليها ...،ولكن قد تنجح حماس في "تدمير منظمة التحرير ، ومعها القضية الفلسطينية ، لان التدمير ،والهدم سهل....ولكن ماهو صعب هو البناء والتشييد والاولى ان ينجح في اعمار واعادة تشييد "غزة" المدمرة كعربون... ....فهل يستطيع مشعل في ظل الظروف والمعطيات الدولية ، ان يحقق حلمه في بناء منظمة التحرير على مقاسه ؟.....في النهاية نقول :"...الصيف ضيعت اللبن..." ، بالنسبة لمشعل ضيعت "مكة" ،....وضعت في "الدوحة"، الدوحة نفسها التي ضاع اصحابها ، بين حلفاء ايران الذين يطيب لهم المقام فيها ، بين القواعد الامريكية المقامة حولها.......فهل ستنجح في ادراك "الدوحة الضائعة " ،نتمنى فقط ان لا يضيع القضية ومعها الشعب الفلسطيني .....والعالم العربي.