هل يجوز لكل رجل أن يتصدر في الناس وأن يتكلم في دين الله عز و جل؟لئن يموت الرج
04-04-2009, 01:09 PM
قال محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى :لئن يموت الرجل جاهلا خير من أن يقول ما لا يعلم

محاضرة بعنوان شرح قول الإمام ابن سيرين:إن هذا العلم دين

حرمة الكلام في مسائل العلم، ابن سيرين ماذا يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
طيب إذا كان العلم والكلام في العلم من الدين هل يجوز لكل رجل أن يتصدر في الناس وأن يتكلم في دين الله عز و جل؟
قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ والإثْمَ والْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
يقول بعض السلف رتب الله عز وجل في هذه الآية المحرمات من الأقل أو من الأدنى فالأعلى فالأشد قل إنما حرم ربي الفواحش، الفواحش من زنى ونحو ذلك محرمة تليها ـ قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ ـ أي الظاهرة والباطنة والإثم والبغي والظلم و....و..... إلى آخره وآخر شيء وأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ، ما قبلها وأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانا
أيهما أعظم الشرك بالله أو القول على الله بغير علم ؟ قال السلف القول على الله بلا علم أشد عند الله من الشرك لماذا ؟ قالوا لأن المشرك إنما يضل في نفسه وأما القائل على الله بلا علم فإنه يضل أهل الأرض واضح فلذلك كان القول على الله عز وجل من أشد المحرمات عند العلماء، يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: ليس لأحد أن يقول في شيء حلال ولا حرام إلا من جهة العلم، وجهة العلم ما نص في الكتاب أو السنة أو في الإجماع فإن لم يوجد في ذلك فالقياس على هذه ما كان في معناها
أخرج مسلم في مقدمة الصحيح عن أبي عقيل قال كنت جالسا عند القاسم ابن عبيد الله ويحيى ابن سعيد فقال يحيى للقاسم يا أبا محمد إنه قبيح على مثلك عظيم أن تسأل عن شيء من أمر هذا الدين فلا يوجد عندك منه علم ولا مخرج فقال له القاسم وكان فقيها وعم ذاك قال لأنك ابن إمامي هدى ـ ابن أبي بكر من جهة أمه وعمر فمن جهة أمه، أمه من أحفاد أبي بكر رضي الله عنه ومن جهة أبيه أبوه من أحفاد عبد الله ابن عمر رضي الله عنهم جميعا ـ قال فقال له القاسم أقبح من ذاك عند من عقل عن الله أن أقول بغير علم أو آخذ عن غير ثقة قال فسكت فما أجابه، فبين له أنه أعظم من ذاك أن أتقول عن الله عز وجل ما لم يقل ومن تكلم في دين بلا علم فهو آثم أصاب الحق أو أخطأ.
أخرج الإمام أحمد في المسند وابن ماجه في السنن والدارمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أفتي فتيا بغير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه
وأخرج الدارمي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال من أفتى بفتيا يعمى عليها فإثمها عليه، قال الشافعي:
من تكلف ما جهل ولم يثبته معرفة كانت موافقته للصواب وإن وافقه من حيث لا يعرفه غير محمودة والله أعلم وكان بخطئه غير معذور إذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيه وكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية نحوه وكذا الشيخ الشيخ الفوزان نحوه، يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى :الجاهل أو المبتدأ في طلب العلم ليس له اجتهاد ولا يجوز له أن يجتهد وهو آثم باجتهاده أخطأ أو أصاب لأنه فعل ما ليس له فعله
ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل في بعض المسائل فقال لا أدري مثل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن تبع أنبي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ما أدري تبع أنبيا كان أم لا، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم الموحى إليه من الله يقول لا أدري ألا يسع العلماء وطلاب العلم فضلا عن عامة الناس والجهال أن يقولوا فيما لا يعلمون لا نعلم والله إنه لواجب عليهم، ولذلك كان السلف يأمرون طلاب العلم بل حتى العلماء يأمرونهم بأن يقولوا لا أعلم وإليكم بعض النصوص في ذلك
يقول علي رضي الله عنه وهذا ثابت عنه :لا يستحي عالم إن لم يعلم أن يقول الله أعلم
وأخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لا يعلم فليقل الله أعلم فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم
وقال سعيد ابن جبير ويل للذي يقول لما لا يعلم إني أعلم
وقال الشعبي :لا أدري نصف العلم
وقال محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى :لئن يموت الرجل جاهلا خير من أن يقول ما لا يعلم
وقال ابن عجلان :إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله.

الفائدة التي تليها وجب اختيار وانتقاء للمشايخ الذين يتلقى عنهم العلم لأنه قال فانظروا أو تأملوا ممن تأخذون منه العلم ولذلك أخرج الدارمي في السنن عن إبراهيم أنه قال: كانوا إذا أتوا الرجل يأخذون عنه العلم نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثم يأخذون عنه العلم وفي رواية فإذا رأوه يخل بشيء من صلاته قالوا هو لئن يخل بغيرها أولى فيتركونه ولا يأخذوا منه شيئا.

الفائدة التي تليها: التمييز بين المتصدرين، نستفيد من قول ابن سيرين حينما قال فانظروا عمن تأخذون دينكم :أن المتصدرين لتعليم الناس كثر فأمرنا أن نميز بينهم وأن نفرق بينهم يقول خطيب :ليس كل من ادعى العلم أحرزه ـ أي أصابه ـ ولا كل من انتسب إليه كان من أهله. أهـ
فليس كل من تصدر للناس وتكلم بين أيديهم أهلا لأن يكون عالما وهذا دليل على أن المتصدرين على طبقات وأنواع فمنهم طبقة العلماء المجتهدين أهل الفتوى والمرجع في الموازن العامة ومنهم طلاب العلم ومنهم طبقة طلاب العلم الذين لم يبلغوا درجة العلماء ومنهم العوام الذين تعلموا شيئا يسيرا من العلم ثم تصدروا للخطابة والدعوة ومنهم طبقة لا يؤخذ منهم العلم أبدا.
فهذه الطبقات يجب أن تعرف ويجب أن نميز بينها ويجب أن نعلم ليس كل من تصدر للناس صلح لأن يفتيهم.
أخرج ابن عبد البر في الجامع عن مالك رحمه الله تعالى أنه قال :وجدت ربيعة يوما يبكي فقيل له ما الذي أبكاك أمصيبة نزلت بك فقال لا ولكن أبكاني أنه استفتي من لا علم له وقال ربيعة رحمه الله تعالى:لبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السارق.

الفائدة التي تليها: من الذي يؤخذ منه العلم
يقول ابن عبر البر في الجامع: إنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز قال تعالى والفهم، فالذي يؤخذ منه العلم كما يؤخذ من أقوال أهل العلم من اتصف بالصفات التالية ومن توفرت فيه الشروط التالية:

أولا :أنه متبع لما جاء في الكتاب والسنة فلا يقدم الآراء ولا يقدم العقل ولا يقدم الواقعة أو السياسة أو غيرها من الأمور الأخرى على الكتاب والسنة فهو مبتدع.
ثانيا: أنه متقيد ومنظبط في فهم الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.

ثالثا :أنه ملازم للطاعة مجتنبا للمعاصي والذنوب.

رابعا: أنه بعيد عن البدع والضلالات والجهالات محذر منها.

خامسا: أنه يرد المتشابه إلى المحكم.

سادسا: أنه يخشى الله عز وجل.

سابعا: أنه من أهل الفهم والاستنباط.



مقتطف من
محاضرة بعنوان شرح قول الإمام ابن سيرين:إن هذا العلم دين
للشيخ

أحمد بن عمر بازمول حفظه الله
قال الله عزوجل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .الآية رقم [126] من سورة [البقرة]
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري

فائدة من الاية والحديث أن إبراهيم عليه السلام أول مادعا الامن قبل الرزق والرسول صلى الله عليه وسلم بدا بالامن قبل الرزق ولو كان الرزق قليل يكفي يوم فكأنما حزيت له الدنيا
فهل من معتبر ؟