تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 03-12-2015
  • المشاركات : 1,864
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • طَيْفٌ رَحَلْ will become famous soon enough
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
[[ ونسيت أنها أنثى ... ]]
17-01-2016, 06:44 PM

قصة جميلة نقلتها لكم وأرجو أن تعجبكم ..

أهديها لكل شقائق الرجال ..



عنوان القصة : ونسيت أنها أنثى ..

الكاتبة : ملك نور الإيمان




كانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل عندما عادت " أمل" رفقة أخيها أحمد تحمل ابنها الرضيع ذو التسعة أشهر نائما بين ذراعيها، بعدما زالت عنه الحمى، حيث عولج بالمستشفى لمدة 24 ساعة.



دخلت أمل غرفتها المتواجدة في الطابق الأرضي، وصعد أخوها إلى الطابق العلوي وقدماه بالكاد تلامسان البلاط .. حتى لا يتسبب في إيقاظ عائلته. ..لكنه لم يتوقع أن يجد زوجته بانتظاره .. على غير عادتها .. ! .. وإذا بها تستقبله عند باب غرفة الاستقبال، بصراخها المزعج، قائلة : " ما بك ؟ ما الذي أصابك ؟ .. أنظر كم الساعة الآن .. هل نسيت أن لك عائلة ؟ .. أختك .. أختك .. دائما أختك .. وأنا وأولادك .. ! أليس لنا نصيب ؟.. سئمت منك ومن تصرفاتك .. سئمت .. سئمت .. "



فضل أحمد الصمت ولم يشأ أن يرد على تذمرها .. ثم نزع معطفه الشتوي ودخل غرفة النوم وأغلق الباب خلفه وارتمى على فراشه من فرط التعب .. كان منهكا من شدة الركض في دهاليز المستشفى مع أخته وابنها المريض .. هو لا يمتلك الطاقة لمجاراة زوجته المولعة بالثرثرة والصراخ لأتفه الأسباب .. ثم الاستغراق في مشاهدة المسرحيات التافهة على أنغام طرطقة فقاعات اللبان وهي تحركه بين فكيها .



اخترقت ذبذبات صوتها باب غرفة النوم، واضطر أحمد أن يغطي رأسه بوسادته ليتمكن من النوم بسلام .. سكون الليل ضاعف من ذبذبات هذا الصوت المزعج، فكانت الكلمة بكلمتين والصرخة بصرختين .. كان المسكن كله يضج بذلك الصراخ ..



وصلت تلك الذبذبات إلى غرفة أمل، التي لم تخلد إلى النوم .. كانت تتفقد درجة حرارة رضيعها بين الحين والآخر ..



كان صراخ زوجة أخيها يخترق صدرها إلى قلبها وهو يشقه شقا .. كأنه سكين حادة .. بقي الصوت يرن في أذنيها .. ويرن .. وضعت راحتي يديها على أذنيها وضغطت بقوة لعل الصراخ يكف عنها لكن الصوت أبى إلا أن يخترق رأسها وقلبها .. فاستلقت إلى جانب ابنها، حضنته وضمته إلى صدرها، ونزلت دموعها كحبات مطر مبللة وجهه الجميل البريء .



تمنت "أمل" في تلك اللحظة لو كان والداها إلى جانبها .. لكنهما توفيا ولم يبقَ لها منهما سوى الذكرى .. ورائحتهما التي يعبق بها هذا المسكن الذي تركه والداها لها ولأخيها .. وهي تقيم مع أخيها منذ بضعة أشهر.. بعد طلاقها من زوجها ..



كان زواج أمل من ذلك الشاب غلطة عمرها .. وهي تدفع ثمنه في كل ثانية وفي كل دقيقة ..فبعد مرور شهر على زواجها، اكتشفت "أمل " أن زوجها لم يكن الرجل المناسب لها .. كان يختلف عنها في كل شيء .. في النظرة للحياة بحد ذاتها .. في استهتاره وعدم تحمله للمسؤولية .. ربما يرجع ذلك إلى " الأورو " الذي يضخ إليه من أبيه المهاجر بفرنسا فيملأ قلبه قبل رصيده .



كانت أمل حاملا بابنها في شهرها الخامس عندما استمعت بالصدفة لحديثه مع احدى صديقاته .. كان يكلمها بالهاتف وهو في انسجام تام معها . .يومها فضلت أمل الصمت، لكن الأمر تكرر مرارا .. لم يكن يبدي زوجها مبالات أو مراعاة لمشاعرها فقررت مواجهته .. لكنه كان أكثر استهتارا ووقاحةً .. وأجابها صارخا في وجهها : " أنا حر .. وسأفعل ما أريد .. ! ولا أريدك أن تتدخلي في أموري الخاصة .. هل فهمت إن لم يعجبك الوضع ماعليك إلا الرحيل .. بيت أهلك في انتظارك "



كان وقع تلك الكلمات على أمل كالصاعقة، سقطت " أمل" مغشيا عليها ولم تستفق إلا والطبيبة والممرضات حولها، سألت عن زوجها فردت عليها إحداهن قائلة : ."زوجك رحل منذ ساعة تقريبا "



اتصلت بأخيها فحضر لإخراجها من المستشفى وأخذها إلى بيته .. مرّ الشهر الأول والثاني .. ولا أثر لزوجها، انتظرت أن يتصل بها ليسأل عنها ويعيدها لبيت الزوجية لكنه لم يفعل ، وبعد فترة وصلتها وثيقة من المحكمة تنبؤها ببدء إجراءات الطلاق



مرّ كل هذا الشريط على ذاكرتها وهي تضع يدها على قاطعة النور لتطفئه استعدادا للنوم.



بزغ فجر اليوم التالي، و" أمل" تجهز ابنها لتأخذه عند جارتها التي اعتادت الاهتمام به في أوقات دوامها ..تناولت فطورها بسرعة البرق كي لاتصل متأخرة لعملها .
وأوصت جارتها : "لا تنسي .. انتبهي .. وراقبي درجة حرارة جسمه من وقت لآخر .. إن لاحظت أن حالته بدأت تسوء هاتفيني ! .. إلى اللقاء .. لاتنسي آ "



قالت كل تلك الكلمات وهي تودع جارتها .. في بضعة ثوانٍ .. ! لأن قلب الأم هو الذي تحدث وليس لسانها، وما كان على جارتها سوى الإيماء لها بالإيجاب بتحريك رأسها تارة .. وإجابتها تارة أخرى قائلة : "اطمئني .. سأفعل .. لا عليك .. فهمت "





خرجت أمل مسرعة لتصل قبل بداية الدوام لكنها وصلت متأخرة قليلا، ألقت السلام على زميلاتها الثلاث اللواتي يقاسمنها نفس المكتب .. وضعت حقيبتها الصغيرة على مكتبها، وشرعت في نزع معطفها وما إن استدارت ورفعت رأسها حتى وجدته واقفا أمامها رافعا صوته: " ألم أقل لك أن التأخر عن الدوام غير مسموح به يا سيدة"




لم تكن أمل على راحتها مع مديرها هذا .. الذي لا عمل له سوى اقتناص أخطائها... فردت عليه بهدوء: " كان ابني مريضا و .. " .. قاطع كلامها وهو عائد باتجاه مكتبه قائلا : " أنتم النساء اليوم ابني مريض .. وغدا أنا حامل .. وبعد غد عندي وليمة ..."




بعد أن تأكدت أمل من اختفائه عن الأنظار، ارتمت على مقعدها وتنفست الصعداء وهي ترمق زميلاتها اللواتي يراقبنها في صمت .. وجاء الآن دورها لتصرخ هي الأخرى بالضرب على مكتبها براحة يديها رافعة صوتها موجهة صراخها نحو زميلاتها : " ما به .. ما الذي يريده مني ؟ سأترك هذه الوظيفة يوما ما بسببه .. تعبت .. تعبت"




صرختها تلك كانت تنفيسا عن همومها .. وعن الضغوطات التي تتلقاها يوميا .




بعد أن هدأت نطقت إحدى زميلاتها ممازحة إياها .. تريد التخفيف عنها قائلة: " لو قبلت دعوته ذلك اليوم .. ولو قبلت مكالماته الهاتفية بعد منتصف الليل لكنت الآن الأميرة علينا ".. فنظرت إليها أمل والشرر يتطاير من عينيها .. ولم تجد سوى كومة من ورق على مكتبها فقذفتها بها وتناثرت الأوراق حول زميلتها وانفجر الكل ضاحكا ..
امتلأت الغرفة ضحكا .. وضحكت امل ضحكا هستيريا كأنه تريد بذلك أن تنسى همومها وتتحرر ولو للحظات ..




بعد نهاية الدوام اشترت أمل بعض الهدايا لزوجة أخيها وأبنائه حتى تخفف من حدة تذمرها .. وعادت إلى البيت.




مرت الأيام والسنين سريعًا .. سارقة من عمر أمل وشبابها، لم تشعر بمرور الزمن .. حتى ذلك الصباح الخريفي .. عندما كانت أمل توصي ابنها في أول يوم له في المدرسة قائلة له : " كن مأدبا .. لا تنسى أن تلقي السلام على معلمتك " .. ثم عادت أدراجها بعدما اطمأنت عليه وهو داخل القسم .



دخلت غرفتها لتسترخي قليلا .. وما إن جلست على مقعدها حتى قابلتها مرآتها وهي تعكس صورتها .. اقتربت منها وأناملها تلامس وجهها متفقدة ما تركته الثلاثون سنة التي مرت عليه من آثار .. بعد أن فضلت البقاء وحيدة .. حتى نسيت أنها أنثى ..




لكن كل ما فيها كان ينطق بالأنوثة .. وهي تداري أنوثتها ولا تفكر إلا في تربية ابنها في أمان وسلام ، مانعة قلبها من الخفقان .. وروحها من الطيران .





وبينما هي كذلك إذا بِصوت زوجة أخيها يقطع عليها خلوتها ويقتحم هدوءها وتلك اللحظات الحميمية مع ذاتها .. فزوجة أخيها لا تترك فرصة إلا استغلتها لصالحها .. قالت لأمل: " عشاؤنا اليوم عندك عزيزتي بمناسبة اليوم الأول لدخول ابنك إلى المدرسة " فردت عليها أمل بروح صبورة : " لك ما تريدين على الرحب والسعة "



جاءت عطلة نهاية الأسبوع فاختارت أمل أن تخرج في فسحة مع ابنها بإحدى الحدائق .. ذهب ابنها مباشرة للعب بالأرجوحة عند وصولهما إلى هناك .. وبينما هي تؤرجحه سرحت بفكرها قليلا .. وإذ بصوت ابنها : " هيا أمي ادفعي بقوة .. أقوى .. أقوى .. " .. دفعته دفعة قوية .. وقبل أن تعود الأرجوحة إلى نقطة البداية عادت إلى السرحان .. وسألت نفسها: " ترى كم من الزمن يجب ان أدفعه حتى أرى ابني رجلا ! " ..
ثم انتبهت على صوت صخب يحدثه رجل في الأربعين من عمره، وهو يلعب كرة القدم مع طفل يقارب العاشرة من عمره .



أوقفت أمل الأرجوحة وطلبت من ابنها أن لا يتحرك من مكانه إلى حين عودتها .. واتجهت نحو ذلك الرجل وابنه بخطى متسارعة .. اقتربت وهي تقول في غضب : " ألا يمكنكما اللعب بهدوء أنتما تحدثان ضجة كبيرة ! ".. رمى الرجل بالكرة فحملها الطفل بين يديه سائلا: ألن نواصل اللعب يا أبي؟ " .. أشار الأب لابنه بيده طالبا منه الانتظار ورد على أمل: " من الأدب إلقاء السلام قبل الحديث أيتها السيدة المحترمة ".. فأجابته وهي تغلي كالبركان : " وهل تركتما لنا عقلا من فرط هذه الضجة ".. رد الرجل قائلا : " يا سيدتي هذه حديقة عامة والكل هنا يلعب كما يحلو له ".. ردت بسخرية : " يا سلام الكل يلعب كما يحلو له ! طيب .. ! " .. اقتربت أمل من الطفل ونزعت منه الكرة وقذفتها بعيدا وقالت للرجل: " الحق بها إذن أيها المغرور " .. فرد عليها بابتسامة عريضة : " أنا مغرور سأقبلها فقط لأنها جاءت من سيدة رقيقة مثلك .." .. عادت أمل أدراجها وهي تردد : " ما هذا ؟؟ .. مغرور .. ووقح أيضا "



لكن أمل لم تكن تدري أن ذلك المغرور والوقح هو قدرها الذي اختارها ..




انتهى


التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفٌ رَحَلْ ; 17-01-2016 الساعة 10:16 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 03-12-2015
  • المشاركات : 1,864
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • طَيْفٌ رَحَلْ will become famous soon enough
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية @براءة
@براءة
مشرفة ( سابقة )
  • تاريخ التسجيل : 14-06-2014
  • المشاركات : 7,519
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • @براءة has a spectacular aura about@براءة has a spectacular aura about@براءة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية @براءة
@براءة
مشرفة ( سابقة )
  • ملف العضو
  • معلومات
fadouo dz
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-01-2016
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 25
  • المشاركات : 184
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • fadouo dz is on a distinguished road
fadouo dz
عضو فعال
رد: [[ ونسيت أنها أنثى ... ]]
17-01-2016, 08:56 PM
جزاك الله خيرا على هذه المبادرة الطيبة بارك الله فيك مشكوووووووووووووور
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 03-12-2015
  • المشاركات : 1,864
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • طَيْفٌ رَحَلْ will become famous soon enough
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
رد: [[ ونسيت أنها أنثى ... ]]
18-01-2016, 04:49 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة @براءة مشاهدة المشاركة
قصة جميلة و مؤثرة مشكور اخي
لكن يا حبذا لو كان فيه تكملة
شكرا على المداخلة أختي الكريمة ..

ورأيك متفق مع رأيي ..

قلت نفس الكلام لصاحبة القصة .. و قد تجود قريحتها بما نريد ..

هي أحبت أن تترك الخيال للقارئ .. لينهي القصة على وفق ما يهوى ..

تحياتي لك أختي وردة ..
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 03-12-2015
  • المشاركات : 1,864
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • طَيْفٌ رَحَلْ will become famous soon enough
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
رد: [[ ونسيت أنها أنثى ... ]]
18-01-2016, 04:50 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadouo dz مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا على هذه المبادرة الطيبة بارك الله فيك مشكوووووووووووووور

وفيك بارك الله ..

تحياتي لك ..

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 06:04 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى