أبريـــــــاء الشعوب يبكون عند حائط الأمجـــــــاد !!
06-11-2019, 05:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم









أبريـــــــاء الشعوب يبكون عند حائط الأمجـــــــاد !!
قالوا تلك المحنة قد أبكتنا بكثرة الألوية .. وألقابنا قد تساقطت في الهاوية .. والناس تتجاهلنا تعمداُ لقلة المقدار والقيمة .. ولا تدري حقاُ أتبكي عيوننا حزناُ لمقتل الحق أم تبكي فرحاُ لاقتراب الموت ؟.. فيا أيها القابض للكأس هل محتوى الكأس هو ذلك الزلال أم هو ذلك السم الزعاف ؟؟ .. لما يلبس الناس ثياب الإذلال في رضوخ وخضوع ؟؟.. ولما يركع الكرام أبناء الكرام تحت أقدام الأزلام ؟؟ .. ولما يرقص الشيوخ الأفاضل في حلقات القرود والغيلان ؟؟ .. ولما تطلب تلك الحرة الكريمة الخروج عن منهج الكرام ؟.. وهي تلك العزيزة النفيسة الغالية التي تجاري أوامر السماء .. فكيف لها أن ترتد في الخطوات لتباع بأرخص الأسعار ؟.. وتلك الأيدي للفاسدين والفاسقين دائماُ تسعى لقطف ذلك الداني من الثمار .. فيا عجباُ من أحوال تجري على الأرض في عوالم الاستهتار !!.. حيث تبدلت قواعد الأخلاق في الناس بقدر يبكي الخرساء قبل الأنبياء .. وقد تنازل الكرام عن مكانة العزة والعفاف .. وذاك بياض الثلوج قد تحول للسواد لعيوب تكمن في القلوب قبل العيون !.. ولوحات الأحوال بمحتوياتها وإطاراتها لا تشرف مقام الرجال .. وسواحل الغموض تحجب الألسن وتخيف بقدر يرجف الأوصال !.. وتلك الجرأة قد أغرت سفهاء القوم ليركضوا في الطرقات عرايا دون حشمة وثياب !.. والأوجع الذي يميل الهامات في مذلة ومهانة هو ذلك الساجد الخاضع لشرعة الغجر والغاب .. أحوال تندي لها جبين الأصفياء .. ونوازل تنكرها مناهج السماء .. ولو لا حرمة الانتحار لتجرع الكرام كؤوس السم لإنهاء الحياة .. وفينا من أحدثوا مظاهر المذلة حين ركعوا تحت أقدام المومسات .. وقد طعنوا أمجاد الأمة في مذلة وهوان .. فيا عجباُ من هؤلاء أشباه الرجال الذين لوثوا الأمجاد بالخسة والدناءة .. وسوف يذكرهم التاريخ يوماً بأنهم كانوا دون المقام .. ولو أتيح الخيار لفرسان التاريخ لمزقوا تلك الصفحات التي تلوث بياض الأمجاد .. وإذا عاد هؤلاء الأبطال للحياة من جديد لقاتلوا أبناء العمومة قبل مقاتلة الأعداء .. فهؤلاء الأعداء قد يشرفون الخصم بمواقف العداء الصريحة .. بينما أن هؤلاء أبناء العمومة قد لبسوا ثياب المذلة .. يسقطون الهامات بكثرة الخضوع وبكثرة الإذلال المقرون بالبكاء .

قد يسكت الشرفاء من الناس خوفاُ من القتل والتنكيل .. وقد لا يجاهرون بحرف قد يجلب الدمار والخراب بأيدي السفهاء .. ولكن أعماق المؤمنين تلعن هؤلاء وتبصق عليهم بكرة وأصيلاُ .

الكاتب والأديب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد