حياتو يعضّ يد الجزائر !
08-04-2015, 08:56 PM
اختار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الغابون، لاحتضان النسخة الواحدة والثلاثين من كأس أمم إفريقيا المقررة سنة 2017، بطريقة شابتها الكثير من "رائحة" الكواليس، حارما بذلك الجزائر وللمرة الثالثة من تنظيم كأس أمم إفريقيا بعد خسارتها "معركة" الكواليس في ملفي 2019 و2021 و حتى 2023.
كشفت مصادر "الشروق" من مقر الكاف بالعاصمة المصرية القاهرة أن خيار الكاف كان محسوما رغم "التطمينات" التي منحها عيسى حياتو إلى الجزائريين خلال حضوره نهائي كأس السوبر الإفريقي شهر فيفري الفارط بالبليدة، حيث أكدت ذات المصادر إلى أن حياتو كان منح "كلمته" للرئيس الغابوني علي بونغو شهر جانفي الفارط خلال كأس أمم إفريقيا 2015 التي نظمتها غينيا الاستوائية.
جاء قرار الاتحاد الإفريقي أمس، ليؤكد ما انفردت به يومية "الشروق" منذ أزيد من شهرين، وعلى لسان رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف، عندما أكد أن الكاف قررت منح شرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 2017 إلى الغابون، في اتفاق بين الكاميروني عيسى حياتو والرئيس الغابوني علي بونغو، الذي يعد صديقا مقربا لرئيس الكاف، ويصنفه المتابعون في خانة "المنقذ" الدائم لحياتو، آخرها خرجته الأخيرة خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة في غينيا الاستوائية عندما قرر بونغو حل مشكلة نقل المنتخبات المشاركة في "كان 2015" من خلال منحه لعشرين حافلة من الطراز الرفيع للجنة المنظمة، وهو الموقف الذي قال بشأنه حياتو أنه "لن ينساه"، ما يفسر "ميل" حياتو ومن ورائه أعضاء المكتب التنفيذي للكاف للملف الغابوني، رغم أن الجزائر عملت كثيرا في الكواليس لتغيير الموقف، لكن متابعين وصفوا تحركاتها بغير المجدية لأنها جاءت في الوقت بدل الضائع.
هكذا انقلب "أصدقاء" روراوة عليه
من جهة أخرى، أكدت مصادر "الشروق" بالقاهرة أن معركة الكواليس كانت طاحنة في الاتحاد الإفريقي، وعلى مدار ليلتين كاملتين وتحت أنغام الراقصة دينا، التي شكلت واحدة من أكبر فضائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الجديدة، مشيرة إلى أن حياتو، وكما يعرف الجميع، دفع أعضاء المكتب التنفيذي للكاف، خاصة المعروفين بصداقتهم لرئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، إلى تغيير رأيهم واتباع تعليماته بالتصويت لصالح الملف الغابوني، في وقت كان يظن فيه الجميع أن ما قاله حياتو للجزائريين خلال السوبر الإفريقي بين وفاق سطيف والأهلي المصري، بخصوص عدم حمله أي "ضغينة" للجزائريين سيعطي ثماره في القاهرة، لكن حياتو فضل التنكر لـ"الكرم الجزائري" منذ اعتلائه رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مفضلا ملف "الإمارة البترولية" كما حدث مع غينيا الاستوائية في الدورة السابقة، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول المعايير التي يعتمدها حياتو لاختيار الدول المنظمة للكؤوس الإفريقية للأمم.
"الشروق" تنقل تفاصيل"خديعة القاهرة"
الكاف منعت النقل التلفزيوني والوفد الجزائري كـ"الأطرش في الزفة"
هكذا حسمت الرشوة والكواليس معركة "كان 2017"
لجأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الأربعاء، إلى أساليب قذرة وغير مسبوقة قبل الإعلان عن اسم الدولة المنظمة لكأس أمم إفريقيا 2017، حيث شاب الغموض والأسلوب غير الشفاف عملية خروج حياتو أمام أعضاء الجمعية العامة للكاف، وبحضور الوفد الجزائري بقيادة وزير الرياضة محمد تهمي ورئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، للإعلان عن اسم الغابون، والتي فضلها بعيدا عن أعين كاميرات التلفزيون في آخر لحظة، وبقرار مفاجئ من الكاف بعد أن منعت قناة"بيين سبورت" القطرية وقنوات أخرى من النقل المباشر لعملية القرعة والإعلان عن اسم البلد المنظم للنسخة الـ31 من"الكان".
وقالت مصادر"الشروق" الحاضرة في اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، إن الوفد الجزائري صدم لحظة إعلان حياتو عن الغابون كمنظم لدورة 2017، في وقت كان قد تلقى فيه ضمانات من عديد أعضاء المكتب التنفيذي بالتصويت للملف الجزائري، وكان وزير الرياضة محمد تهمي، حسب مصادر"الشروق"، أكثر المتأثرين بالقرار إلى درجة أن علامات "الصدمة" كانت بادية على وجهه، وتابع عملية قرعة تصفيات"كان 2017" بالكثير من البرودة وعدم الاهتمام، وهو نفس الانطباع الذي بدا على رئيس الفاف محمد روراوة، التي قالت مصادر"الشروق"، إنه شعر بالخيانة من طرف أصدقائه بالمكتب التنفيذي للكاف.
وفي سياق ذي صلة، استغرب الوفد الجزائري الطريقة التي تعامل بها حياتو مع ملف الإعلان عن اسم البلد المنظم لـ"كان 2017"، حيث اكتفى بنطق اسم الغابون، دون ذكر أي تفاصيل عن عملية التصويت، فلم يتم ذكر عدد المصوتين للملفات المتنافسة أو معطيات أخرى مرتبطة بالملف، وهو ما أدخل الوفد الجزائري في حيرة كبيرة، حسب مصادر"الشروق"، لاسيما أن مسؤولي الكاف أطلقوا مباشرة بعد ذلك عملية قرعة التصفيات، وهو ما يشكك في "نزاهة" خيارات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ومن ورائه عيسى حياتو، لاسيما أن عيون"الشروق" رصدت تحركات مشبوهة للغابونيين في اليومين الأخيرين، وبدعم مباشر من حياتو الذي، أكدت بشأنه مصادرنا، أنه هو من دفع باقي أعضاء المكتب التنفيذي للكاف إلى اختيار الملف الغابوني، ولم تستبعد مصادرنا أن يكون عامل الرشوة، الذي كان ملازما لمسؤولي الكاف في عدة قضايا، حاسما في اختيار الغابون لتنظيم دورة 2017.