مهندس جزائري يخترع آلية توزيع الماء بالحقن لإقتصاد المياه
27-12-2007, 12:28 PM
مهندس جزائري يخترع آلية توزيع الماء بالحقن لإقتصاد المياه
تنافست عليهالشركات الأوربية وتبنته وزارة الدفاع الوطني

إختراع يعد بإلغاء دعم الدولة
للماء مع توفيره لـ35 مليون نسمة بشكل مستمر

"
الاختراع من أجل الاختراع
مضيعة للوقت..لابد أن يولد الاختراع من احتياجات المجتمع ليخدم المجتمع" هي كلماتوعبارات لرجل من هذا القرن ومن هذا البلد الذي عايش في السنوات الأخيرة أزمة حادةفي المياه، إنه المهندس ميدارش عبد القادر الذي خطى سنوات كونت هي الأخرى رحلةرسمتها تجاربه العلمية المتكررة لأزيد من 25 سنة.

لتكلل بنجاح واختراع لم
يكن في البداية إلا رفضا لفكرة "تدعيم الدولة للماء" إذ يقول بلهجة قوية" أن تدعمالدولة كل شيء موافق، إلا الماء فلا ..الماء هو الحياة فان توقف دعم الدولة له فهلستتوقف حياتي وحياتك..لابد أن نغير هذا المنطق".

في بيت المخترع..جو
الاختراع يبدأ من عتبة الباب

استقبلنا ميدراش عبد القادر مهندس في
الهيدروليك في بيته بخميس خشنة.. والملفت للانتباه أن كل زاوية من البيت توحيبالاختراع والتكنولوجيا. إذ بفتح البوابة الخارجية للبيت تقابلك صفيحة لتجميعالطاقة الشمسية وحولها أجهزة الكترونية و صهريج مياه وأنابيب وأسلاك ومحركات، وبعدأن رحب بنا استبقنا الأمور بأسئلة متسارعة عن كل هذه الأجهزة و لماذا صفيحة تجميعالطاقة الشمسية فأجابنا باختصار" هذا جزء من اختراعي وأنا أطبقه بمنزلي فلا حاجةلنا من اختراع لاينفع ولايمكن تطبيقه ولا ندخل به السوق ويعود على المخترع وعلىالمجتمع بالفائدة..أنا جربت اختراعي في بيتي وفي وزراة الدفاع الوطني، وعملية توزيعالمياه في أغلب مؤسسات وزارة الدفاع الوطني كما في منزلي وفي عدد من الفنادق تسيروفق الآلية التي اخترعتها".
"
اختراعي ببساطة:هو تقديم الكمية اللازمة من الماء
لكل مواطن دون دعم الدولة للماء مع توفيره للجميع دون انقطاع " وأضاف " والأهم هوأن هذا الاختراع يساهم في المحافظة على الثروة المائية والاقتصاد فيها.. أليسالعالم بأسره يتحدث عن سبل الحفاظ عن الثروة المائية وأهميتها وينعقد لمناقشة ذلكولدراسة الحلول والسبل الناجعة للحفاظ عليها المؤتمرات العالمية والملتقياتالدولية" وحدثنا بالأرقام قائلا إن الوزارة تسعى لتخصيص 120لتر يوميا لكل فرد وأناأقول لسيادة وزير الموارد المائية بأن اختراعي أو مشروعي 'آلية الحقن في توزيعالمياه' يخصص 40 لتر لكل مواطن يوميا وهي الكمية التي تكفيه حسب الدراسة التيأجريتها مع وزارة الدفاع الوطني، و التي كشفت على أن الاستعمالات اليومية للماء منقبل الجزائري في منزله لاتتعدى 40 لتر للفرد الواحد يوميا.. والتوفير يكمن فيالآلية التي يتم بها التوزيع" "آلية توزيع الماء بالحقن توفر الماء الذي يضيعهالتوزيع بالضخ"
وعن ميكانيزم عمل مشروع توزيع الماء بآلية الحقن عوض الضخ' وعن
سبب تخصيص الوزارة 120 لترا من الماء لكل فرد يوميا في حين لا يستعمل إلا 40 لترايوميا؟ أجابنا عمي عبد القادر"توزيع المياه عن طريق الضخ يحتاج لكميات كبيرة منالمياه في حين الاستهلاك قليل، لأن كمية كبيرة من مياه الضخ تضيع في المجاري..عمليةتوزيع المياه المتبعة حاليا أي "الضخ" يستعمل فيها بوارج المياه ومحاطات الضخ فيحين يقتصر مشروعي 'آلية الحقن' على حوض المياه ومحطات الحقن فعوض أن يضخ الماء بقوةوكثافة من الأسفل إلى الأعلى في العمارة من طابق إلى طابق ومن منزل إلى منزل ، فإنآلية الحقن تقوم بتوزيع المياه من الأعلى إلى الأسفل في العمارات والفنادق بالتحكمفي مقدار كل كمية نريد توجيهها على الوجه والمقدار الذي نريده" وأكد لنا المهندسميدارش بالوثائق والأدلة الدامغة نجاح مشروعه واعتماده في عدد من مؤسسات وزارةالدفاع الوطني وفي بعض المستثمرات الفلاحية الخاصة التي تنتهج طريقة السقي بالتقطيرإذ قال " وهدفي على المدى البعيد هو استعمال آلية الحق في السقي والزراعة لتكونالمنفعة أكبر" و أوضح لنا ذلك بحديقته أين يسقي الأشجار بآلية الحقن حيث لاتجفالأرض المحيطة بالشجرة طيلة اليوم مع توفير كمية المياه في عملية السقي، وكذاالتوفير في الطاقة الكهربائية..
وان كانت الفائدة الكبرى لإختراع ' توزيع
المياه بآلية الحقن' هو الإقتصاد في الماء فإن استعمال الطاقة الشمسية في إدارةمحركات العملية تقتصد في الطاقة الكهربائية، وهو الأمر الذي لايمكن تطبيقه في حالتوزيع المياه بآلية الضخ ، وهذا مايؤكده عمي عبد القادر" يستحيل استعمال الطاقةالشمسية في إدارة المحركات المسؤولة على ضخ المياه لأنها بحاجة إلى طاقة كبيرة فيحين يمكننا ذلك في آلية الحقن إذ المحركات بحاجة إلى طاقة صغيرة يمكن توفيرهابتجميع الطاقة الشمسية كما هو الحال في منزلي..".
وعن التقييم العالمي لإختراع
المهندس ميدراش عبد القادر، أوضحت شهادات الإجازة والتقدير العالمية قوة وأهميةإختراعه إذ تحصل على المرتبة الثانية في معرض الاختراعات بسويسرا عام 2004 بمشاركةأزيد من 100مخترع منها 37 مخترع في مجال الهيدروليك وتسيير المياه.كما يحضر عمي عبدالقادر لتأسييس شراكة مع مؤسسات إسبانية وصينية وألمانية في المستقبل القريب، فيحين لايزال ملف إختراعه حبيس أدراج مكاتب وزارة الموارد المائية الجزائرية.

ـــــــــــــــ

حوار أعده/زين العابدين جبارة
www.elkawader-dz.com