وفجأة !
31-03-2015, 11:22 PM
وفجأة ...
وفجأة غاب السلفي العلمي الداعي إلى حقن دماء المسلمين ، المحذر من فتنة التكفير والتفجير ، المنبه إلى خطر الإنجرار إلى الفتن التي حذرت منها الأحاديث، الباكي على صور القتلى وآلام الأرامل والبتامى المفجوعين ، المستدل على فساد أساليب العنف بقسوة حياة النازحين والمهجرين .
وفجأة ضاع السلفي الذي يقول في كل مرة : إن نعمة الأمن لا تقارن بها نعمة ، وإن كل التحركات المسلحة مآلاها الخراب والدمار، وإن الصبر على المتغلبين واجب شرعي وللو كانوا ظلمة جورة من أجل الأمن والأمان ؟؟؟
وفجأة تذكر السلفي أمجاده في نجد ، وتوسعات السلفية عندما كانت محاربة مقاتلة ، ووجد في تراثه ما يمكنه أن يحوله دون سابق إنذار إلى سلفي محرض على القتال ، مبارك للطلعات الجوية ، داع إلى مزيد من الضربات الجادة بل والإستباقية ، غير مبال ببكاء الأطفال ولا بصراخ النساء ، ولا بتوسلات العجائز .
وفجأة صار السلفي يملك من الأدلة لتبرير العنف أضعاف ما يملك من الأدلة للدعوة إلى الرفق ، وصار يصر على أن العملية العسكرية ينبغي لها أن تؤدب الروافض " الكفار الأنجاس الأرجاس حفدة المجوس أتباع عبد الله بن سبأ لأنهم يعبدون الحسين وليس الله"، وصار السلفي داع إلى القتل " بالجملة " عبر الغارات الجوية ، وباحث في التراث عن فتاوى التترس والتبييت و" يبعثون على نياتهم" ن ومن لم يندفع فساده في الأرض بغير القتل قتل كالمفرق لجماعة المسلمين والداعي إلى البدع في الدين ، وما أسهل إسقاط كل ذلك على الشيعة الحوثيين ؟؟؟ وفجأة صار كل الفقه حاضرا من أجل تبرير السياسة التي لا تؤمن بالفقه إلا آلية للركوب على ظهور المغفلين.
وفجأة صار كل ما يحدث باسم الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة ، ومع أن السعودية تصر على أم العملية ليست طائفية ، إلا أن السلفي يصر على اعتبارها يقظة أهل السنة والجماعة ، بل الفرقة الناجية والطائفة المنصورة منهم في مواجهة التشيع ، ومع أن الملك السعودي يكرر ويعيد أن هدف العملية هو إعادة الشرعية للرئيس هادي ، - طبعا الشرعية الديمقراطية التي لا يؤمن بها لا آل سعود ولا السلفيون -، إلا أن السلفي يصر على أنها عملية نصرة الشريعة الغراء وفق المنهج الصحيح ، ودحر أهل البدع والأهواء ، ومع أن السعودية تصر على أنها لا ترغب في أن تتحول الحرب إلى حرب طائفية بالمنطقة، وأن الحل هو التعايش في سلام ، فإن السلفي مصر على اعتبارها الطريق إلى تنقية المنطقة من سطوة المتشيعين وطوائفهم ، وتمكين أهل السنة السلفيين.
وفجأة يجد السلفي نفسه منخرطا بالتحريض والدعم والتبرير لعملية عسكرية تكسر أبجدياته ّ، وهو الذي كان يؤمن بالتغيير عبر النصح لولاة الأمور ، والصبر على المتغلبين الظالمين الجائرين ، والدعاء للإمام على المنابر أن يصلح الله بطانته ولو كانت ممن يجاهر برفض الشريعة ، والإبتعاد عن كل ما يرتبط بالسياسة من قريب أو بعييييييييييد ولو كان ذلك قراءة الصحف اليومية ومتابعة الأخبار في القنوات التلفزية.
أيها السلفي : هون عليك ، فما يحدث حروب مصالح لم تزل مستمرة ولن تتوقف ، وما الدين فيها سوى شعار يرفع ، فلا تكن مركوبا في الحرب كما كنت مركوبا في السلم .
للسعودية الحق أن تجيش أجهرتها الإعلامية والدينية والسياسية من أجل تبرير أعمالها ، وذلك عملها كسلطة ملكية تريد الإستمرار في السلطة ، والتبرير هو وظيفة اللجان التي شكلتها لحمايتها، مع أنها تسمي ذلك حماية الأمن والأمان والسلم والإسلام ، ولكن أن تنجح السعودية في تدجين تيار عريض ، لا يرى إلا من خلال عيني ملوكها ، ويؤيد فهد وعبد الله وسلمان تأييدا كاملا حتى لو اختلف الثلاثة اختلافا كاملا ، فلا شك أن السعودية قد حولت البعض إلى برامج تحركها بآلة التحكم عن بعد .
أيها السلفي الجزائري إنهض ، فلست سعوديا وليس ملك السعودية ولي أمرك - ولبا تنس أنه ليس من قريش على مذهبك الذي يقصر الخلافة عليهم ؟؟- فإنك بهذا تعطي مبررا لكل الخصوم الذين هاجمتهم يوما باسم التحذير من العنف والتكفير والتفجير ، فلا خلاف بينكما سوى أنك تؤيد كل هذا إذا كان الخصم هو المخالف لك مذهبيا ، فكل ما حرمته سابقا صار مباحا في مواجهة التشيع .
وصلة فايسبوكية بقلم الأستاذ حسين بويدي
وفجأة غاب السلفي العلمي الداعي إلى حقن دماء المسلمين ، المحذر من فتنة التكفير والتفجير ، المنبه إلى خطر الإنجرار إلى الفتن التي حذرت منها الأحاديث، الباكي على صور القتلى وآلام الأرامل والبتامى المفجوعين ، المستدل على فساد أساليب العنف بقسوة حياة النازحين والمهجرين .
وفجأة ضاع السلفي الذي يقول في كل مرة : إن نعمة الأمن لا تقارن بها نعمة ، وإن كل التحركات المسلحة مآلاها الخراب والدمار، وإن الصبر على المتغلبين واجب شرعي وللو كانوا ظلمة جورة من أجل الأمن والأمان ؟؟؟
وفجأة تذكر السلفي أمجاده في نجد ، وتوسعات السلفية عندما كانت محاربة مقاتلة ، ووجد في تراثه ما يمكنه أن يحوله دون سابق إنذار إلى سلفي محرض على القتال ، مبارك للطلعات الجوية ، داع إلى مزيد من الضربات الجادة بل والإستباقية ، غير مبال ببكاء الأطفال ولا بصراخ النساء ، ولا بتوسلات العجائز .
وفجأة صار السلفي يملك من الأدلة لتبرير العنف أضعاف ما يملك من الأدلة للدعوة إلى الرفق ، وصار يصر على أن العملية العسكرية ينبغي لها أن تؤدب الروافض " الكفار الأنجاس الأرجاس حفدة المجوس أتباع عبد الله بن سبأ لأنهم يعبدون الحسين وليس الله"، وصار السلفي داع إلى القتل " بالجملة " عبر الغارات الجوية ، وباحث في التراث عن فتاوى التترس والتبييت و" يبعثون على نياتهم" ن ومن لم يندفع فساده في الأرض بغير القتل قتل كالمفرق لجماعة المسلمين والداعي إلى البدع في الدين ، وما أسهل إسقاط كل ذلك على الشيعة الحوثيين ؟؟؟ وفجأة صار كل الفقه حاضرا من أجل تبرير السياسة التي لا تؤمن بالفقه إلا آلية للركوب على ظهور المغفلين.
وفجأة صار كل ما يحدث باسم الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة ، ومع أن السعودية تصر على أم العملية ليست طائفية ، إلا أن السلفي يصر على اعتبارها يقظة أهل السنة والجماعة ، بل الفرقة الناجية والطائفة المنصورة منهم في مواجهة التشيع ، ومع أن الملك السعودي يكرر ويعيد أن هدف العملية هو إعادة الشرعية للرئيس هادي ، - طبعا الشرعية الديمقراطية التي لا يؤمن بها لا آل سعود ولا السلفيون -، إلا أن السلفي يصر على أنها عملية نصرة الشريعة الغراء وفق المنهج الصحيح ، ودحر أهل البدع والأهواء ، ومع أن السعودية تصر على أنها لا ترغب في أن تتحول الحرب إلى حرب طائفية بالمنطقة، وأن الحل هو التعايش في سلام ، فإن السلفي مصر على اعتبارها الطريق إلى تنقية المنطقة من سطوة المتشيعين وطوائفهم ، وتمكين أهل السنة السلفيين.
وفجأة يجد السلفي نفسه منخرطا بالتحريض والدعم والتبرير لعملية عسكرية تكسر أبجدياته ّ، وهو الذي كان يؤمن بالتغيير عبر النصح لولاة الأمور ، والصبر على المتغلبين الظالمين الجائرين ، والدعاء للإمام على المنابر أن يصلح الله بطانته ولو كانت ممن يجاهر برفض الشريعة ، والإبتعاد عن كل ما يرتبط بالسياسة من قريب أو بعييييييييييد ولو كان ذلك قراءة الصحف اليومية ومتابعة الأخبار في القنوات التلفزية.
أيها السلفي : هون عليك ، فما يحدث حروب مصالح لم تزل مستمرة ولن تتوقف ، وما الدين فيها سوى شعار يرفع ، فلا تكن مركوبا في الحرب كما كنت مركوبا في السلم .
للسعودية الحق أن تجيش أجهرتها الإعلامية والدينية والسياسية من أجل تبرير أعمالها ، وذلك عملها كسلطة ملكية تريد الإستمرار في السلطة ، والتبرير هو وظيفة اللجان التي شكلتها لحمايتها، مع أنها تسمي ذلك حماية الأمن والأمان والسلم والإسلام ، ولكن أن تنجح السعودية في تدجين تيار عريض ، لا يرى إلا من خلال عيني ملوكها ، ويؤيد فهد وعبد الله وسلمان تأييدا كاملا حتى لو اختلف الثلاثة اختلافا كاملا ، فلا شك أن السعودية قد حولت البعض إلى برامج تحركها بآلة التحكم عن بعد .
أيها السلفي الجزائري إنهض ، فلست سعوديا وليس ملك السعودية ولي أمرك - ولبا تنس أنه ليس من قريش على مذهبك الذي يقصر الخلافة عليهم ؟؟- فإنك بهذا تعطي مبررا لكل الخصوم الذين هاجمتهم يوما باسم التحذير من العنف والتكفير والتفجير ، فلا خلاف بينكما سوى أنك تؤيد كل هذا إذا كان الخصم هو المخالف لك مذهبيا ، فكل ما حرمته سابقا صار مباحا في مواجهة التشيع .
وصلة فايسبوكية بقلم الأستاذ حسين بويدي