رد: حول النهضة ،محمد بن صالح العثيمين ، سيد قطب، مالك بن نبي ، محمد اركون
19-01-2014, 06:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بعد ان قرات راي الاخوة في الموضوع ساعرض الان وجهة نظري المتواضعة امام اخوتي
لا شك ان ما لاحظته هو ميول الاخوة الى وجهة نظر عالم العصر الفذ مالك بن نبي وهي نفس الفكرة التي اقتنعت بها بعدما قرات مختلف الافكار بشيء من التوسع والتحليل
فالحضارة في اي امة من الامم لا تاتي تلقائيا ومحض صدفة بل هي وليدة فكرة مستمدة من قيم و عقيدة تلك الامة وبما اننا نعنى بحضارة امة الاسلام نتطرق الى دروة الحضارة فيها بذرتها رسالة الهية تخاطب روحيات الانسان قبل عقله وتقيد غرائزه شيئا فشيئا فدخل مرحلة من الزهد والتقيد والسمو بالروحيات بعد تقامة من حياة غريزية تطلب بعدها الفطرة السوية الركون الى الراحة والزهد وتوفير الغرائز لكن ماذا يحدث بعد ان تغير نمط الحياة الاجتماعية للامة ؟ بدات مرحلة العقل ومثلتها المرحلة الاموية والعباسية فرغم ما حدث من تضارب في المناهج بين عقلانية المعتزلة وتزمت الاشاعرة والغائهم لدور العقل الا انها تميزت بتحرر العقل للنظر لتحقيق الماديات وهنا بدا تراجع دور الروحيات وتحرير الغرائز من جديد فرغم ما ظهر من بوادر حضارة الامة الاسلامية الا ان التوزان بين الروحيات والعقل والغرائز اختل ! ماذا حدث بعد هذه المرحلة ؟ يتواصل ضعف الروحيات المستمدة من العقيدة شيئا فشيئا وتحرر متسارع في الغريزيات الى ان يطمس على العقل ايضا اي حتى العقل يتيه ولا يجد مرسى ثابت فتتعدد الافكار وتتشعب الاراء وتتلاشى القيم الروحية المستمدة من العقيدة _ وهي حقيقة النقص البشري _ وهذا ما يسمى بالانسلاخ في هذه المرحلة ماذا حدث بالتوازي مع امم اخرى ؟ بدات بنهضة جديدة انطلاقاتها كانت مستوحاة من مقومات الحضارة الاسلامية فحدثت هوة الحضارة بيننا وبينهم
اذن كيف السبيل للاستدراك ؟ وهل ستتعرض حضارتهم لنفس المصير الذي لحق بحضارتنا ؟
هنا تضاربت اراء العلماء بين من دعا الى العودة الى الاثر والتقيد بالمنهج السلفي وبين من راى ان المنهج السلفي في حد ذاته والذي توارثناه من علماء ليسوا بمعصومين عن الخطا وبالتالي لا يمكن احتكار الفهم للدين على ما جاؤوا به واخذ بعين الاعتبار اجتهادات مختلفة فيما يخص مسائل العصر وبين من شكك مطلقا في التراث الديني وطالب باعادة دراسة موضوعية عقلية لهذا التراث وغربلته
وانا ارتايت ان التراث الديني ثابتة مقدسة لا تقبل التشكيك لكنها لا يمكن باي حال من الاحوال ان تقف عند اجتهادات علماء السلف جازاهم الله خيرا فهناك واقع تعجز امامه النقولات المجردة القافزة على الاعتبارات المعاشة وهو الزبدة التي ننطلق بها نحو نهضة وقبل ذلك هناك مثال فيزيائي رائع للعلامة مالك بن نبي اعجبني كثيرا يفصل فيه بين انسان ما قبل الحضارة الاسلامية وانسان ما بعد الحضارة الاسلامية يقول :" ان المسلم اليوم يشبه جزيء الماء الداخل الى الخزان والمشبع بشحنات كهربائية وطاقة كامنة فيكون قابل لتفريغها وتحريرها لانتاج عمل ما وعندما يخرج يكون قد انضب كل شحناته ولم يعد بامكانه انتاج طاقة الا اذا وفقط اذا خضع لعملية جوهرية تتمثل في تبخره واعادة دورته من جديد "
وهي حالة المسلم اليوم فهو قبل الاسلام كان على فطرته وكان كما اسلفت الذكر قابل لتقويم غرائزه بما تقتضيه ايضا الفطرة وله سغب كبير الى الروحيات فاتت رسالة الاسلام وكان اغلب من اعتنق هذه العقيدة اعتنقها بمحض ارادته لكونها وافقت فطرته وبالتالي بنى عاش مرحلة الروحيات والتي تميزت بقمة التزهد ثم جاءت مرحلة تحرير العقل والتي تحررت معها الغرائز للتتدرج شيئا فشيئا الى الانسلاخ وضياع العقل وتغليب العاطفة والتفسخ الحضاري مع انتكاس كبير في الفطرة وهذا ما يجعل الرغبة في حياة الروحيات تختلف عنها في حالة ما قبل الاسلام وهنا حسب رايي تحقيق النهضة والحضارة لا يكون بنفس الطريقة التي كان ها قبل مجئء الاسلام _ رغم الاعتماد على نفس وقود الانطلاق الذي ذكرته سالفا _
في انتظار نقد اومعارضات واراء اخرى تقبلوا مني ارقى التحايا
بعد ان قرات راي الاخوة في الموضوع ساعرض الان وجهة نظري المتواضعة امام اخوتي
لا شك ان ما لاحظته هو ميول الاخوة الى وجهة نظر عالم العصر الفذ مالك بن نبي وهي نفس الفكرة التي اقتنعت بها بعدما قرات مختلف الافكار بشيء من التوسع والتحليل
فالحضارة في اي امة من الامم لا تاتي تلقائيا ومحض صدفة بل هي وليدة فكرة مستمدة من قيم و عقيدة تلك الامة وبما اننا نعنى بحضارة امة الاسلام نتطرق الى دروة الحضارة فيها بذرتها رسالة الهية تخاطب روحيات الانسان قبل عقله وتقيد غرائزه شيئا فشيئا فدخل مرحلة من الزهد والتقيد والسمو بالروحيات بعد تقامة من حياة غريزية تطلب بعدها الفطرة السوية الركون الى الراحة والزهد وتوفير الغرائز لكن ماذا يحدث بعد ان تغير نمط الحياة الاجتماعية للامة ؟ بدات مرحلة العقل ومثلتها المرحلة الاموية والعباسية فرغم ما حدث من تضارب في المناهج بين عقلانية المعتزلة وتزمت الاشاعرة والغائهم لدور العقل الا انها تميزت بتحرر العقل للنظر لتحقيق الماديات وهنا بدا تراجع دور الروحيات وتحرير الغرائز من جديد فرغم ما ظهر من بوادر حضارة الامة الاسلامية الا ان التوزان بين الروحيات والعقل والغرائز اختل ! ماذا حدث بعد هذه المرحلة ؟ يتواصل ضعف الروحيات المستمدة من العقيدة شيئا فشيئا وتحرر متسارع في الغريزيات الى ان يطمس على العقل ايضا اي حتى العقل يتيه ولا يجد مرسى ثابت فتتعدد الافكار وتتشعب الاراء وتتلاشى القيم الروحية المستمدة من العقيدة _ وهي حقيقة النقص البشري _ وهذا ما يسمى بالانسلاخ في هذه المرحلة ماذا حدث بالتوازي مع امم اخرى ؟ بدات بنهضة جديدة انطلاقاتها كانت مستوحاة من مقومات الحضارة الاسلامية فحدثت هوة الحضارة بيننا وبينهم
اذن كيف السبيل للاستدراك ؟ وهل ستتعرض حضارتهم لنفس المصير الذي لحق بحضارتنا ؟
هنا تضاربت اراء العلماء بين من دعا الى العودة الى الاثر والتقيد بالمنهج السلفي وبين من راى ان المنهج السلفي في حد ذاته والذي توارثناه من علماء ليسوا بمعصومين عن الخطا وبالتالي لا يمكن احتكار الفهم للدين على ما جاؤوا به واخذ بعين الاعتبار اجتهادات مختلفة فيما يخص مسائل العصر وبين من شكك مطلقا في التراث الديني وطالب باعادة دراسة موضوعية عقلية لهذا التراث وغربلته
وانا ارتايت ان التراث الديني ثابتة مقدسة لا تقبل التشكيك لكنها لا يمكن باي حال من الاحوال ان تقف عند اجتهادات علماء السلف جازاهم الله خيرا فهناك واقع تعجز امامه النقولات المجردة القافزة على الاعتبارات المعاشة وهو الزبدة التي ننطلق بها نحو نهضة وقبل ذلك هناك مثال فيزيائي رائع للعلامة مالك بن نبي اعجبني كثيرا يفصل فيه بين انسان ما قبل الحضارة الاسلامية وانسان ما بعد الحضارة الاسلامية يقول :" ان المسلم اليوم يشبه جزيء الماء الداخل الى الخزان والمشبع بشحنات كهربائية وطاقة كامنة فيكون قابل لتفريغها وتحريرها لانتاج عمل ما وعندما يخرج يكون قد انضب كل شحناته ولم يعد بامكانه انتاج طاقة الا اذا وفقط اذا خضع لعملية جوهرية تتمثل في تبخره واعادة دورته من جديد "
وهي حالة المسلم اليوم فهو قبل الاسلام كان على فطرته وكان كما اسلفت الذكر قابل لتقويم غرائزه بما تقتضيه ايضا الفطرة وله سغب كبير الى الروحيات فاتت رسالة الاسلام وكان اغلب من اعتنق هذه العقيدة اعتنقها بمحض ارادته لكونها وافقت فطرته وبالتالي بنى عاش مرحلة الروحيات والتي تميزت بقمة التزهد ثم جاءت مرحلة تحرير العقل والتي تحررت معها الغرائز للتتدرج شيئا فشيئا الى الانسلاخ وضياع العقل وتغليب العاطفة والتفسخ الحضاري مع انتكاس كبير في الفطرة وهذا ما يجعل الرغبة في حياة الروحيات تختلف عنها في حالة ما قبل الاسلام وهنا حسب رايي تحقيق النهضة والحضارة لا يكون بنفس الطريقة التي كان ها قبل مجئء الاسلام _ رغم الاعتماد على نفس وقود الانطلاق الذي ذكرته سالفا _
في انتظار نقد اومعارضات واراء اخرى تقبلوا مني ارقى التحايا
من مواضيعي
0 مقياس الحياة ليس النجاح
0 ما هذا ؟؟؟
0 لو كنت قاضيا هنا كيف ستحكم ؟
0 مارتن لوثر وبنو أمية
0 تساؤلات
0 السيناتور ..ما أصدق الأصل
0 ما هذا ؟؟؟
0 لو كنت قاضيا هنا كيف ستحكم ؟
0 مارتن لوثر وبنو أمية
0 تساؤلات
0 السيناتور ..ما أصدق الأصل
التعديل الأخير تم بواسطة اماني أريس ; 19-01-2014 الساعة 07:35 PM