جريمة إطلاق نار هوليهودية في تيزي وزو
24-11-2020, 01:06 AM
عالجت محكمة جنايات تيزي وزو، الإثنين، قضية محاولة القتل العمدي، مع سبق الإصرار والمشاركة فيها، التي توبع فيها المتهمان الرئيسيين، “ع. م. ي”، مغترب، ومالك وكالة لكراء السيارات، إلى جانب المتهم الثاني، “د. م”، الذي يعمل معه، التي راح ضحيتها المدعوان “ب. م” و”ي. أ”..
وتعود أطوار القضية، بحسب تصريحات الضحية “ب، م”، إلى ليلة 25 فيفري من السنة الجارية في عزوزة، أين كان برفقة الضحية الثانية “ي، أ”، حيث تفاجأ بسيارة على متنها أربعة أشخاص، اثنان منهم ملثمان ويلبسان قشابية وعباية وفي يد أحدهما بندقية، إلا أنه قد تعرف على المتهم الرئيسي في القضية، وهو “ع، م، ي”، ما دفعهما إلى الفرار مباشرة بعد توقف السيارة أمامهما، خاصة بعدما وصلت مسامع الضحية أن المتهم يبحث عنه منذ مدة لإلحاق الضرر به، ما دفع به إلى الفرار باتجاه مرآب منزله، أين لحقه المتهم ووجه له عدة طلقات نارية أصابته على مستوى الفخذ، وهذا حينما هم بغلق باب المرآب أثناء الهروب، ولكن الضحية الثانية “ي، أ” قفز من النافذة، على ارتفاع 15 مترا، ما تسبب له في كسور في الفخذ والعمود الفقري، وهذا خوفا من الرصاص، ليفر بعدها المتهمون على متن سيارتهم.
هذه الحادثة التي سمع بها عديد الأشخاص في القرية، خاصة وأنهم كانوا في مقهى القرية ساعة إطلاق النار على الضحية، الذين سارعوا إلى عين المكان، وهذا بحسب ما أكده أحد الشهود في القضية “ل، ع، ا”، الذي بيّن أنه في ليلة الواقعة خرج من المقهى في حدود الساعة التاسعة ليلا، ليتوجه إلى منزله، وفي طريقه رأى على بعد أمتار شخصين ملثمين يجريان في اتجاهه، وفي اتجاه مكان تواجد الضحية، ما دفع به إلى العودة إلى المقهى مباشرة من أجل إعلام المتواجدين في المكان بما شاهده وسمعه من طلق ناري، خاصة وأنه للوهلة الأولى اعتبر الأمر هجوما إرهابيا من شكل المتهمين، الأمر الذي دفع بالكثير منهم إلى الإسراع إلى مكان الحادثة، وعند وصولهم وجدوا الضحية ملقى على الأرض، وهو يئن من آلام الإصابة، مخبرا إياهم أن المتهم “ع، م، ي” هو من أطلق النار عليه، طالبا منهم إنقاذ صديقه الذي رمى بنفسه من النافذة، الذي عثروا عليه في المنحدر، وهو مصاب بعدة كسور.
المتهمان في القضية أنكرا ما نسب إليهما من تهم، حيث صرح المتهم الأول “ع، م، ي” بأنه لم يقم بإطلاق النار على الضحية وأنه يوم الحادثة كان في مدينة تيزي وزو، وأنه لا توجد عداوة له مع الضحية، وإنما مع أخيه، مضيفا أن الضحية يكذب وغرضه رميه في السجن، بسبب هذا الخلاف الموجود مع أخيه، مستبعدا بذلك التهمة المنسوبة إليه، في حين صرح المتهم الثاني بأنه بيوم الواقعة زار المتهم الأول في منزله بتيزي وزو، وبعدها توجه مباشرة إلى منزله بـ”ايرجن” ولا علاقة له بالقضية، إلا إن كشف المكالمات الهاتفية أثبت تواجده بمكان الحادثة، وهذا ما أكدته شهادة أحد الشهود، الذي صرح بأنه في تلك الليلة التقى بالمتهم الثاني في قاعة ألعاب بالمنطقة، وقد خرجا معا كل باتجاه منزله في حدود التاسعة ليلا، في حين صرحت والدة الضحية الثانية بأنه قبل 10 أيام من الحادثة التقت بالمتهم الأول الذي أخبرها أنه سيلحق الضرر بالضحية ويقعده على كرسي متحرك…
ممثل الحق العام اعتبر الوقائع خطيرة، خاصة أمام تناقض تصريحات المتهمين وتراجع بعض الشهود عن أقوالهم في جلسة المحاكمة، ليطالب بتطبيق أقصى العقوبة في حقهما جزاء ما اقترفاه من جرم في حق الضحيتين، اللذين كادا يفقدان حياتهما.