عاجل.. في بيوت الله تسفك الدماء
22-05-2018, 04:31 PM
هل نحن مسلمون؟
------------------

الخبر الذي طالعتنا به الصحف الوطنية اليوم حول مقتل شخصين داخل مسجد ببلدية وادي السبع جنوب ولاية سيدي بلعباس ( الجزائر) و في شهر رمضان ، على أيدي مجموعة إرهابية، حرك مشاعر الجزائريين، لما وصل إليه الوضع في الجزائر، و توسع بؤرة الإرهاب حتى وصلت إلى بيوت الله التي يرفع فيها الآذان و يتلى فيها القرآن، فهل تحولت بيوت الله إلى مذابح؟
----------
لا أحد طبعا يعرف اسباب الجريمة و دوافعها، هل هي تصفية حسابات، أم أن الأمر متعلق بالمال؟، و لماذا ارتكبت هذه الجريمة داخل المسجد بالذات؟ و أين كانت لجنة المسجد؟، و هل كان المسجد فارغا أي لا يوجد فيه مصلون؟ أسئلة كثيرة تطرح، و لا شك أن التحقيق الأمني سوف يكشف دوافع هذه الجريمة النكراء، ما حدث يؤكد على أن الإرهاب الذي ما زال يهدد أمن و استقرار البلاد من الداخل، ليس دعاية كاذبة أو تَقَوُّلاً باطلا ، خاصة و أن الأمر متعلق بوجود إرهاب بين المسلمين أنفسهم، و داخل دولة ، و هذا يؤكد أن الجزائر مهددة من الداخل أيضا، فلا غرابة أن نجد قوما يدينون بالإسلام استحلوا دماء إخوانهم المسلمين و أعراضهم و أموالهم، هذا ناموس البشر الذي يعيد صفحة التاريخ الإسلامي من جديد، لقد عاشت الجزائر مآسي دموية طيلة عشر سنوات، و كنا نسمع عن عمليات ذبح و قتل بالرصاص و جرائم شنيعة، لكن أن تطال يد الإرهاب إلى داخل بيوت الله، و تسفك فيها دماءٌ، فهذا لا يدخل الاطمئنان إلى القلوب، لأن مرتكبي الجريمة أراودوا أن يزرعوا الرعب بين المصلين، لغاية في نفس يعقوب، و قد يشكك البعض في إسلام هذه الجماعة الإرهابية.
لقد اعتنى المسلمون ببناء المساجد و التفنن في عمارتها، حيث نجد مساجد تشمخ بقبابها و مآذنها، و تفوق بيوت الناس جمالا لا لشيئ إلا لأنها بيوت الله، لكن شهدت في السنوات الأخيرة مظاهر شنيعة بدأت بسرقة المصاحف، و أحذية المصلين، ثم نسمع عن سرقة صندوق الزكاة، و تفاقمت الجرائم داخل بيوت الله و في بلاد المسلمين، ففقدت سكينتها و هيبتها و جلالها و وقارها، بعدما طغت عليها المشاجرات و الخصومات و المهاترات بين القائمين على المسجد، في ظل تنامي الطائفية و الفكر المتطرف في الجزائر، التي عاشت مؤخرا أجواء تنبئ بالخطر، إثر ظهور مذاهب عديدة على غرار الأحمدية و المدخلية، و ارتفاع أصوات تتغذى على الفكر الوهابي المتطرف، و قد أعطت الداخل انطباعا سيئا عن الإسلام و المسلمين، هي الحرب طبعا على الإسلام و تشويهه، و السؤال يتجدد: هل الأزمة هي أزمة خطاب ديني؟ أم هي أزمة إيمان؟، أم أن المشروع الإصلاحي الديني أعلن فشله، بعدما غرقت الأمة الإسلامية في بحر المفاهيم و المصطلحات، فلم يفرقوا بين الصحوة و العودة إلى الله و بين الأصولية فاختلط عليهم الحابل بالنابل.
علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..