مع الداعية الشيخ محمد الغزالي 05
13-10-2017, 04:06 PM
الرّجال وحدها تقيّمُ الرّجال
------------------------

عجبا لما نجد مسؤولا من داخل الجزائر يسجن عالما من أبناء وطنه، أو يضعه تحت الإقامة الجبرية لمجرد اختلاف بينهما في قضية من القضايا، ذلك ما فعله أحمد بن بلة في عالمنا البشير الإبراهيمي رحمه الله ، في وقت كان فيه الإبراهيمي موضع تقدير و إجلال من طرف الآخرين، فقد أثنى الشيخ الغزالي على العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي عندما كان لاجئا في القاهرة، و كان الشيخ البشير الإبراهيمي قد ألقى محاضرة بالمركز العام للإخوان المسلمين، و كانت دويٌّ بعيد المدى، لفصاحة لسانه و تمكنه من اللغة العربية و الأدب العربي، و أسلوب الأداء و طريقة الإلقاء، و قال عنه الشيخ محمد الغزالي أن الله رزقه بيانا ساحرا..
كان البشير الإبراهيمي اشد حزنا على واقع المسلمين و حاضرهم و قد بدا حزنه و هو يلقي محاضرته، يقول الشيخ الغزالي : لقد خُيِّلَ لي أنه يحمل في فؤاده آلام الجزائريين كلهم ، و هم يكافحون الاستعمار الفرنسي، ثم يضيف: لقد كان الإبراهيمي خطيبا ثائرا، و فقيها ذكي الفكرة بعيد النظرة، لدرجة أن أدباء القاهرة و علمائها كانوا يهرعون إليه و يتزاحمون عليه لسماع خطبه..
و في شهادته يقول الشيخ الغزالي أن البشير الإبراهيمي، كان بجسده و عقله معنا و لكن قلبه كان معلقا نحو الجزائر يتحسس أنباءها ، و قد ظل الإبراهيمي و رفقاءه و منهم الفضيل الورتلاني يرتبون الأمور بين القاهرة الموالية للمجاهدين ، و بين أرض المعركة ( الجزائر) التي تضاعف فيها عدد الشهداء..
و يتعاونان على نصرة القضية الجزائرية.
--------------------------------------------
هذا ما جاء في كتاب : من وحي الجزائر ( ومضات داعية) للإمام محمد الغزالي رحمه الله، قدم الكتاب الدكتور عبد الرزاق قسوم، و إلى كتاب آخر للشيخ الغزالي أو مع داعية آخر
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 13-10-2017 الساعة 04:10 PM