تحليل أوضاع النظام التربوي الوطني في ضوء نظرية التفاعل الوظيفي بين مختلف مكوناته
06-06-2015, 04:21 PM
لا تزعم نظرية التفاعل الوظيفي بين مختلف مكونات النظام التربوي الداخلية والخارجية قدرتها على تفسير مختلف اختلالات النظام التربوي عبر مختلف مراحله الزمكانية فحسب.بل قدرتها على التحكم والتنبؤ بها أيضا.
فحالات التعارض أو الإنسجام في أحد مكونات النظام التربوي أو في جميعها سواء كانت داخلية أو خارجية تنعكس عل باقي المكونات الأخرى له (تأثر وتأثير ايجابا وسلبا) ، كما أن حالات التعارض (اللاتفاعل) أو الإنسجام (التفاعل الوظيفي) التي يكون عليها النظام التربوي في زمان ومكان معينين تكون على درجات مختلفة ايجابا وسلبا (سلم الدرجات الموجبة وسل الدرجات السالبة ).

فإذا أردنا محاولة تفسير أوضاع النظام التربوي الوطني في أي مرحلة من مراحله التاريخية وفق هذه النظرية فلا يسعنا إلا أن نتساءل عن مدى حالات التعارض والتناقض التي اعترت مكون من مكوناته الداخلية أو الخارجية وكيف انعكست على باقي مكوناته الأخرى ، أو أعترت جميع مكوناته وكيف تأثر بعضها ببعض ، وبالمثل نفعل ذلك في حالة الإنسجام ، لأن فعالية آداء النظام التربوي مرهونة بحالة التفاعل الوظيفي "الإنسجام" أو اللاتفاعل "التعارض" بين جميع مكوناته،
منطقيا وتجريبيا.، فالصراع الأيديولوجي بين أنصار الإتجاه الإديولوجي اليساري الفرانكفوني والإتجاه الوطني الإسلامي منذ الإستقلال حول لغة التعليم قد أثر سلبا على مختلف الإصلاحات التي شهدها النظام التربوي الوطني وعلى التنمية الوطنية من عهد أول وزير للتربية : عبد الرحمن بن حميدة إلى أبوبكر بن بوزيد مرور بطالب الإبراهيمي ، عبد الكريم بن محمود، مصطفى لشرف ، محمد الشريف خروبي ، زهور أونيسي ، سلمان الشيخ ، محمد الميلي براهيمي ، علي بن محمد، أحمد جبار وعمار صخري ... ولا زال هذا الصراع قائما جهرا حينا وخفية أحيانا أخرى حسب تموقع أنصاره في مراكز القرار ، وما إدراج تدريس اللغة الفرنسية في السنة الثانية ابتدائي في موسم 2003-2004 من قبل لجنة اصلاح التعليم الإبتدائي المنبثقة عن االجنة الوطنية لإصلاح النظام التربوي برئاسة بن زاغو ليتم التراجع على تدريسها في هذا المستوى لتصبح تدرس في السنة الثالثة ابتدائي ابتداء من الموسم 2006-2007 لأكبر دليل على الباب الواسع الذي فتحه تقرير هذه اللجنة أمام إعادة فرنسة المدرسة الجزائرية من جديد بعد تعريب كل مراحلها منذ استقلال البلاد سنة 1962 ، وإلا كيف نفسر الغاية من فرض هذه اللغة التي نحن لسنا ضدها كلغة ،على ابنائنا وهم لا زالوا لم يتحكموا بعد في مهارات لغتهم الأم اللغة العربية فاللغة ليست أداة تعبير فقط بل كذلك أداة تفكير فكيف يمكن أن نطلب من هؤلاء الأطفال غير الناضجين أن يتحدثوا ويفكروا في نفس الوقت بلغتين وطريقتين مختلفتين ! ؟ هل فرنسا أدرجت اللغة العربية ليدرسها أبناءها في مثل هذا السن في مدارسها الفرنسية حتى نتخذها قدوة ! لمعري قال الشاعر ففرنسا لا تسمح أبدا بإدخال أي لغة ضريرة على لغة موليار حتى يتمكن منها أبناءها تعبيرا وتفكيرا أما باقي أبناء الأمم الأخرى فلا تريد منهم إلا أن يكونوا تابعين لها خادمين لأبنائها كما كانوا عليه إبان عهد استعمارها لهم ، لا تريد منهم ان يتعلموا من لغتها إلا عبارات الخادم لسيده ولا أن يتحكموا في لغتهم الأم لغة حضارتهم وشخصيتهم ! ....

تقديم : خناطلة الوردي / باحث حر في مجال التربية المقارنة.




http://cosp27.blogspot.com/