في أدب فتاة العصر
17-02-2018, 01:37 PM
في أدب فتاة العصر
الحمد لله وَحْدَه، والصلاةُ والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده وعلى آله وصحبِه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فهذه قصيدة جميلة حول تبرج الفتاة المعاصرة!!؟: كتبها أحد كتاب جريدة البصائر الغراء الذي لم يذكر اسمه سوى توقيعه، وقد أحببت نقلها ليعم بها النفع، فنسأل الله التوفيق والسداد.
خلعت فتاة العصر أجمل حلة *** هي حلة الآداب والأخلاق
وغدت تمر على الندي حسيرة *** عن شعرها ونحورها والساق
تبدي بقارعة الطريق دلالها *** كيما تثير كوامن العشاق
والمجول الشفاف حدد جسمها *** ويكاد يظهر للغواة الباقي
وتأبط الفتيان في رأد الضحى *** في الحفل والميدان والأسواق
فقد الحياء فضاع منها جوهر *** هو للحرائر أثمن الأعلاق
في كل يوم في الشوارع جثة *** لنتاج مأثمة وشر تلاق
وزعيمة فتنت بوفرة مالها *** فاستكثرت من صحبة ورفاق
نهضت مع الشيطان داعية إلى *** رقص خليط فاجر وعناق
والخندريس تعب في عرصاتها *** بيد الفتاة وخدنها المشتاق
وهناك تنتحب الفضيلة حسرة *** يا للكرام لدمعها المهراق!
اسنكدرية نافست باريس في *** سبل الخنا فتفوقت بسباق
عرى الرجال مع النساء تبذلا *** وتخاصرا والشمس في الإشراق
كدرت مياه البحر بعد صفائها *** من فتنة شبت عن الأطواق
طوفان نوح أين أنت فعجلن *** للمسلمين بصيحة الإغراق!
بردت دماء ذوي العمائم واللحى *** ليت الحسام مجلل الأعناق
وإذا تعرض للنصيحة فاضل *** نبحت عليه عصابةالفساق
ودعوه رجعيا عدوا قاسيا *** لنهوض شعب طيب الأعراق
زعموا الجديد تحللا من عفة *** ولحاجة في ضلة وشقاق
نفر الشباب من الزواج وطهره *** والغانيات عوانس وبواق
كم من بيوت عامرات خربت *** من ريبة وفجيعة وطلاق
كم أسرة فقدت هناءة عيشها *** وقضى عليها الدهر بالإخفاق
من لي بشهم باسل ذي مرة *** صعب الشكيمة للفضيلة واق
يقضي على عصب الفساد بسيفه *** من غير مرحمة ولا إشفاق
فيبيد أركان الضلالة والخنا *** وتسود فينا شرعة الخلاق.
«الفتح» «مدرس»
البصائر: السنة الأولى العدد (47)، الجمعة 26 رمضان 1355 الموافق ليوم: 11 ديسمبر 1936، (ص:07).