الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية
27-10-2007, 08:10 PM
إعلم اخي أن المسلم لا يكون مسلمًا ولا مؤمنًا إلا إذا اعتصم بالكتاب والسنة، في العقائد والفرائض والسنن والأقوال والأعمال والأفعال والأذكار، على وجه التسليم والرضا والإخلاص، ظاهرًا وباطنًا، خاصة عند المعارضة والمقابلة يقدم قول النبي صلّى الله عليه وسلّم على أقوال جميع أهل الأرض كائنًا من كان، وأذكاره صلّى الله عليه وسلّم على جميع الأذكار الواردة عن المشايخ أهل الطرق وغيرهم، ويعرض تلك الأوراد على الكتاب والسنة فإن وافقتهما عمل بها، وإلا فلا. ويقف على الأذكار الواردة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم فحينئذ يكون المسلم مسلمًا حقيقيًّا طائعًا لله و رسوله. قال تعالى: { اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَ لاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } [الأعراف: 3] و قال تعالى: { وَ مَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [آل عمران: 101].


ومعلوم بالضرورة: أن الطريقة التيجانية وما شاكلها: لم تكن في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا في زمن الخلفاء الراشدين. وكل من عبد الله بشيء غير ما جاءت به النبوة، فهو داخل في الفرق النارية بلا شك بدليل ما أخبر به النبي صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: "من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا – أي طرقًا كثيرة – فعليكم بسنتي – أي طريقي – وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها، وعضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور – أي الطرق المحدثة – فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" رواه أبو داود والنسائي وغيرهما.
قد أتم الله هذا الدين قبل الطريقة التيجانية وغيرها
قال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ و َأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي و رَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } [المائدة: 3] وقال صلّى الله عليه وسلّم: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله" رواه مالك في الموطأ. وقال الإمام مالك رحمه الله: "قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد تمّ هذا الدين واستكمل، وإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله" ذكره الشاطبي في الاعتصام.
فكل من أحدث بدعة – وكان ممن يعقل – يعلم علمًا ضروريًّا أنه ما آمن بقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ...} الآية، إذ لو آمن بها ما ابتدع.
و ذكر ابن وهب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "سيكون من أمتي دجالون كذابون ، يأتونكم ببدع من الأحاديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم . فإياكم و إياهم لا يفتنونكم" رواه ابن وضاح.
و عن عائشة رضي الله عنها قالت: "من أتى صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام" وروى مسلم نحو الأول.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه "أنه رأى جماعة يجلسون في المسجد و بينهم رجل يقول لهم : سبحوا الله كذا و كذا ، واحمدوا الله كذا و كذا ، و كبروا الله كذا و كذا . فقال لهم : و الله لقد جئتم ببدعة ظلمًا ، أو فقتم محمدًا و أصحابه علمًا". إنكارًا عليهم. رواه الدارمي.
وهذا عين الطريقة التيجانية وغيرها من الطرق الصوفية، إنما أنكر عليهم لأنهم اشتقوا لأنفسهم صفة في الذكر لم تكن في زمن النبوة.
فعليكم باتباع نبيكم، وترك كل ما أحدثه المحدثون. لأن الإيمان لا يكمل إلا بالقول، ولا قول إلا بالعمل، ولا عمل إلا بالنية. فلا إيمان ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة النبوية، كما قال ابن أبي زيد القيرواني في رسالته، فسبحان الله العظيم، تقرءون في الرسالة ليلاً ونهارًا ولا تفهمون معناها. بماذا تفسرون قوله: "وترك كل ما أحدثه المحدثون" وبماذا تفسرون قوله: "إلا بموافقة السنة"؟ وهل هذه الطريقة التيجانية كانت في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم؟ فإن لم تكن في زمنه كانت مما أحدثه المحدثون. ومن ادعى أنها كانت في زمان النبوة فليأت بالبرهان. وتاريخ موت صاحبها الذي ابتدعها لدينا محفوظ، وإن الله لم يكلف نبيه صلّى الله عليه و سلّم بعد الموت بشيء ما، ولم يترك شيئًا مما أمر بتبليغه إلا بَلَّغَهُ في حياته. انظر تفسير سورة النصر. لا كما يزعم التيجانيون.

تبرؤ أهل البدع بعضهم من بعض يوم القيامة
قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} [البقرة: 166] معناه: تبرأ الذين كانوا يزعمون أنهم يتبعونهم في الدنيا لما رأوا العذاب، وتقطعت بهم الأسباب، يعني المحبة التي كانت بينهم في الدنيا – كذا قاله ابن عباس. فلما رأوا ذلك قالوا: {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} أي رجعة في الدنيا {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا}.
أيها الإخوان: انبذوا هذه الطريقة التيجانية وغيرها وراء ظهوركم قبل نزول هذه الندامة، التي قال الله في أصحابها {وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} لأن كل من اتبع أحدًا في شيء ما أنزل الله به من سلطان – أي من حجة – تبرأ المتبوع منه يوم القيامة، وأنى لهم الكَرَّة ؟ هيهات هيهات.
أخبر الله سبحانه وتعالى عن قوم، يوم القيامة {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاْ، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [الأحزاب: 67، 68] قال الشوكاني في تفسيره: المراد بالسادة والكبراء، هم الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم في الدنيا ويقتدون بهم. اهـ. وفيه وعيد صريح لكل من يتبع أحدًا في البدع والضلالات، لأن قولهم هذا لا ينفعهم يوم القيامة.
إخواني: أنعموا النظر، واستعملوا عقولكم في معنى هذه الآية. ولا أظن أنه يفهم معناها عالم غيور في دينه راغب في سنة نبيه ثم يتمسك ببدعة، مستدلاً بقوله: لو كانت باطلة ما فعلها فلان وفلان، وهذا عين قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} الآية، ولا نفع لهم في ذلك، والعالم الحقيقي لا يأخذ بقول أحد إلا بعد عرض ما يأخذه على الكتاب والسنة.
قال ابن كثير، عند تفسير هذه الآية: قال طاوس: سادتنا يعني أمراءنا، وكبراءنا يعني علماءنا. رواه ابن أبي حاتم، أي اتبعنا السادة، وهم الأمراء والكبراء من المشيخة، وخالفنا الرسول واعتقدنا أن عندهم شيئًا وأنهم على شيء، فإذا هم ليسوا على شيء {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ} أي بكفرهم وإغوائهم إيانا {وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}.

الامتثال للعلماء في غير أمر الله ! عبادة لهم
قال الله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] قاله ردًّا على اليهود والنصارى، وكل من فعل فعلهم. فالآية حجة عليهم. وجاء في تفسيرها في الحديث عن عدي بن حاتم رضي الله عنه "أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقرأ هذه الآية، فقال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: إنا لسنا نعبدهم. قال عليه الصلاة والسلام: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟ فقلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم" رواه أحمد والترمذي.
تفكروا يا إخواني في معنى هذه الآية، فإنها عبرة لكل من اتبع سادته وكبراءه في حدث وباطل. فلا بد من التفكير والتفقه في الدين "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"، وهو نظير قوله تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ} [الأنعام: 125] أي يفهمه أمور دينه ليفرق بين السنة والبدعة {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125] أي يجعل على قلبه أكنة لا يقبل شيئًا من أمور الإسلام الصحيح.
و الذي نرشدكم إليه هو صراط الله المستقيم . جعلنا الله و إياكم ممن سمع الحق و اتبعه . آمين .

الشروع في تفصيل ما ينكره أهل السنة على التيجانية وغيرها
سأذكر لكم يا إخواني بعض ما أنكرناه في هذه الطريقة التيجانية مع بيان مأخذ كل مقال، والإشارة إلى رقم الصحيفة من كتب التيجانية، ليتبين لكل مسلم غيور على دينه كفريات التيجانية و بدعهم و ضلالاتهم و جميع ما أنقله من كتبهم : إما كفر، أو كذب على الله و على النبي صلّى الله عليه وسلّم. والعياذ بالله من الخذلان و عمى البصيرة .

العقيدة الأولى
قال في جواهر المعاني: (إن هذا الورد ادخره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لي و لم يُعَلِّمْهُ لأحد من أصحابه) – إلى أن قال -: (لعلمه صلّى الله عليه وسلّم بتأخير وقته، وعدم وجود من يظهره الله على يديه). وكذا في الجيش (ص91).
ففي قوله: ادخره لي ولم يعلمه لأحد من أصحابه ردّ على قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } [المائدة: 67]. ومعلوم أن الكتمان محال على الأنبياء والرسل، لأنه خيانة للأمانة. وقال ابن عاشر المالكي في توحيده:

يجب للرسل الكرام الصدق*** أمانة تبليغهم يحق
محال الكذب و المنهي*** كعدم التبليغ يا ذكي

ولا شك أن نسبة الكتمان إليه صلّى الله عليه وسلّم كفر بإجماع العلماء. وفي قوله: عدم وجود من يظهره الله على يديه تفضيل لنفسه على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث لا يقدر أن يحمل هذا الورد. وهذا كلام في غاية الفساد، بل في غاية الوقاحة.

العقيدة الثانية
قال في جواهر المعاني: (إن المرة الواحدة من صلاة الفاتح تعدل كل تسبيح وقع في الكون، وكل ذكر، وكل دعاء كبير أو صغير، وتعدل تلاوة القرآن ستة آلاف مرة) "ص96" طبع مطبعة التقدم العلمية الطبعة الأولى.
وهذا كفر وردّة، وخروج عن الملّة الإسلامية. وهل يبقى في الدنيا مسلم لا يكفر قائل هذا القول ؟ بل من لم ينكر عليه ورضي به فهو كافر في نفسه، يستتاب. فإن تاب وإلا قتل .
أليس قد جعل الله لكم عقولاً تعقلون بها ؟ أفلا تتفكرون ؟ و أي شيء يكون أفضل من القرآن ؟ وهل ينزل الله على رجل شيئًا بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم فضلاً أن يكون خيرًا من القرآن ؟ إن هذا لشيء عجاب.
و أظن قائل هذا القول ما درى بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وما درى بما جاء به محمد. ولم يدر لِمَ بُعِثَ محمد صلّى الله عليه و سلّم!!.
فداك أبي وأمي يا رسول الله. لقد أديت الأمانة، وبلغت الرسالة، وجاهدت في الله حتى أتاك اليقين. جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته. أشهد أنك خاتم الأنبياء، وشريعتك ناسخة لكل شريعة ولن تُنْسَخَ إلى يوم القيامة، ولم يأت بعدك أحد قط بمثل ما جئتَ به، وأشهد أن من ادعى أن هناك وحيًا ينزل، أو يوحى إليه فقد أعظم الفرية على الله { إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النحل: 116، 117].
أفلا تعظمون كتاب ربكم ؟
أيها الناس اتركوا هذه الطريقة الكفرية التي هي أفضل من القرآن في زعم قائلها. فنعوذ بالله من كل شيطان مارد ، آمِرٍ بمثل هذا. وهل أنتم تعبدون الله بشيء أفضل من القرآن، إذن والله فقد فضلتم على النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، لأنهم ما عبدوا الله بشيء أفضل من القرآن، ولقد كان صلّى الله عليه وسلّم يجعل لنفسه وردًا كل ليلة من القرآن، وهكذا أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وقال صلّى الله عليه وسلّم: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله – الحديث" إلخ: وقد ثبت أنه قال: "فضل كلام الله على كلام الخلق كفضل الله على خلقه" رواه الترمذي وغيره.
أليس هذا صدًّا للجهال العوام عن القرآن ؟ وهل يتمسك بهذه الطريقة بعد ما سمع أنها أفضل من القرآن إلا جاهل بكتاب الله و سنة رسوله ؟.
و هل يستقر في عقل صحيح كون مرة واحدة من صلاة الفاتح أفضل من ذكرٍ واحدٍ وَرَدَ عن النبي صلّى الله عليه و سلّم، فضلاً عن جميع الأذكار التي وقعت في الكون ؟ أفلا تعقلون ؟؟.
تالله لقد جمعت هذه الطريقة كل جهول غبي بعيد عن الدين.
أيها الناس: أما كان آدم ونوح وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين يذكرون الله ؟ وهل يكون مبتدعُ هذه الطريقة أفضل من هؤلاء الأنبياء ؟ كلا وحاشا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

العقيدة الثالثة
قال في الإفادة: (من لم يعتقد أنها – أي صلاة الفاتح – من القرآن لم يصب الثواب فيها) "ص80".
ونحن نقول: من اعتقد أنها من القرآن فقد كفر كفرًا ظاهرًا. لأن الله لا ينزل الوحي إلا على الأنبياء، وهذه الصلاة لم نجدها في كتاب الله، ولا حتى في حديث موضوع عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فهل الذي نزلت عليه صلاة الفاتح نبي أو ولي ؟ فإن كان وليًّا فالولي لا ينزل عليه الوحي.
و الناس في هذه الطريقة فرقتان : فرقة إن اعتقدت أنها من القرآن خرجت عن الملة الإسلامية ، والثانية : إن اعتقدت أنها ليست من القرآن ، خرجت عن طريقتهم ، لأنها ليس لها ثواب فيها.

العقيدة الرابعة
قال في الإفادة الأحمدية "ص74" : (يوضع لي منبر من نور يوم القيامة ، وينادي منادي حتى يسمعه كل من في الموقف : يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كنتم تستمدون منه من غير شعوركم) و ذكره أيضًا في كتابهم بغية المستفيد "ص173".
وهذا القائل قد نصب نفسه في مقام النبوة ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم هو خطيبهم يوم القيامة ، كما ذكره الترمذي عن أنس بن مالك. و في قوله تصريح بأن الأنبياء و الرسل كانوا يستمدون منه ، لأنهم شملهم الموقف ، و هذا محال ، و لا يقوله إلا من ادعى الربوبية .

العقيدة الخامسة
قال في جواهر المعاني "ص105": (لا تقرأ جوهرة الكمال إلا بالطهارة المائية).
أقول : هذا كتاب الله تجوز قراءته بالطهارة وبغيرها كما كان صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه يقرءون القرآن على غير وضوء.
وهذا تشريع جديد لم يأذن به الله تعالى و لا رسوله صلّى الله عليه و سلّم. وفساد هذا القول يغني عن الخوض فيه .

العقيدة السادسة
قال في الإفادة الأحمدية "ص57": ( نهاني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عن التوجه بالأسماء الحسنى ، و أمرني بالتوجه بصلاة الفاتح )!!
و هذا عين الضلال والكفر ، إذ كيف ينهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن شيء أمره الله تعالى به في قوله: { و َلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } وهذا أيضًا كذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجرأة على الشريعة المحمدية.

العقيدة السابعة
قال في جواهر المعاني "ص145 ج2": ( إن وليًّا – وذكر اسمه – كان كثيرًا ما يلقى النبي صلّى الله عليه وسلّ ، و يعلمه الشعر ). كيف ؟ و قد قال الله تعالى: { وَ مَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَ مَا يَنبَغِي لَهُ } [يس: 69] و هذا كذب على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و افتراء عليه .

العقيدة الثامنة
قال في جواهر المعاني "ص170": ( من حصل له النظر فينا يوم الجمعة أو الاثنين يدخل الجنة بغير حساب و لا عقاب ). وفي بغية المستفيد: ( و لو كان كافرًا يختم له بالإيمان ). انظر يا أخي إلى سخافة هذا القول وجرأته قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 144] إنه جعل نفسه أفضل من الأنبياء، و لقد قعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع عمه أبي طالب سنين ومع ذلك مات كافرًا، و نظر أبو جهل إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و مع ذلك مات كافرًا. و مات ابن نوح عليه السلام كافرًا، و مات أبو إبراهيم عليه السلام كافرًا، و لم ينفع أحدًا منهم نظر و لا صحبة.
وقال في الإفادة الأحمدية (ص40) ما نصه: (طائفة من أصحابنا لو اجتمع أكابر أقطاب هذه الأمة ما وزنوا شعرة من أحدنا).
وفي شرح منية المريد (ص172):

طائفة من صحبة لو اجتمع *** أقطاب أمة النبي المتبع
ما وزنوا شعرة من فرد *** منها. فكيف بالإمام الفرد ؟

انظر يا أخي إلى القول الشنيع والجرأة العظيمة، حيث فضّل أصحابَ بدعته على أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم أكابر هذه الأمة. نعم لا يقول هذا إلا جاهل بقدر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أئمة الهدى ومصابيح الأنام. رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

العقيدة التاسعة
قال صاحب الرماح، الذي بهامش جواهر المعاني، في الفصل الثاني والعشرين (ص152) ما نصه:
(إنهم لا ينطقون إلا بما يشاهدون، ويأخذون عن الله ورسوله الأحكام، الخاص للخاصة لا مدخل فيها للعامة لأنه صلّى الله عليه وسلّم كان يلقي إلى أمته الأمر الخاص). قال شيخنا أحمد التيجاني كما في جواهر المعاني.
تبًّا لهذه المقالة، وبئس قائلها ومفتريها. وسواد ظلامها يغني عن الخوض فيها.
أقول: تفكر أيها العالم في هذه المقالة: هل أهل الطرق كانوا أنبياء؟ وانظر إلى التناقض في كلامهم – لأنهم – بزعمهم الكاذب بعدما أخذوا عن الله تعالى لا يحتاجون إلى الرسول لوجود التساوي بينهم في الدرجة أو يزيدون على الأنبياء – بزعمهم – لأن الرسل كانوا يأخذون عن الله تعالى بالوحي. وأَرْبَابُ الطرق يأخذون من الله – بزعمهم – بغير واسطة. لوجود من يقول منهم: إنه ينظر إلى اللوح المحفوظ إذا أراد أن يأخذ حكمًا من الأحكام، وما ذلك إلا لوح الشيطان {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112].
وقال في الرماح في الفصل المذكور: (إن الكامل منهم ينزل عليه المَلَكُ بالأمر والنهي).
أقول: أما كان يكفيهم أوامر القرآن ونواهيه؟ والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَ لْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ و كُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93].

العقيدة العاشرة
قال في الرماح، الفصل الثاني والثلاثون (ص211): (إن الشرط في طريقتهم أن لا يلقن لمن له ورد من أوراد المشايخ إلا إن تركه وانسلخ عنه لا يعود إليه أبدًا) – إلى أن قال: (فلا بد له من هذا الشرط ولا خوف عليه من صاحبه أيًّا كان من الأولياء الأحياء والأموات وهو آمن من كل ضرر يلحقه في الدنيا والآخرة، لا يلحقه ضرر لا من شيخه ولا من غيره، ولا من الله ولا من رسوله بوعد صادق لا خلف فيه).
أقول: تفكر يا أخي واستعمل قريحتك في فهم هذا الكلام لأن فيه التحريض على الأمن من مكر الله، وقد قال تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99] ومعناها كما قال ابن كثير في تفسيره {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ} أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سَهْوِهِمْ وغفلتهم { َلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون } ولهذا قال الحسن رحمه الله تعالى: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وَجِل خائف. والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن. وفيه أيضًا الحثّ على التفريق بين المسلمين، والحال أن ربهم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد ففيم التفريق؟ وقد نهاهم الله عنه في قوله تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] انظر يا أخي إلى هذا التشريع الجديد، والافتراء على الله بما لا مزيد، والمسارعة إلى نار عذابها شديد، ومن ذلك يوقنون أن القصد من ذلك الاختلاف دخول الجنة بغير حساب، ولا عقاب. قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ و لِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} [الكهف: 106].
وتفسيرها كما في الجلالين:
قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} بطل أعمالهم {وَهُمْ يَحْسَبُونَ} يظنون {أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} عملاً يجازون عليه {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} بدلائل توحيده من القرآن وغيره {وَلِقَائِهِ} أي وبالبعث والحساب والثواب والعقاب {فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} بطلت {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} أي لا نجعل لهم قدرًا {ذَلِكَ} أي الأمر الذي ذكرت من حبوط أعمالهم وغيره {جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ و اتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} أي مهزوءًا بهما. قال الشاطبي في الاعتصام (ج1 ص94) قال الله تعالى: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } وما ذلك إلا لخفة يجدونها في ذلك الالتزام، ونشاط بداخلهم يستسهلون به الصعب بسبب ما دخل النفس من الهوى. وإذا بدا للمبتدع ما هو عليه رآه محبوبًا عنده لاستعباده للشهوات، وعمله من جملتها، ورآه موافقًا للدليل عنده، فما الذي يصده عن الاستمساك به، والازدياد منه، وهو يرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره، واعتقاداته أوفق و أعلا، أفيفيد البرهان مطلبًا {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} [فاطر: 8]، وقال صلّى الله عليه وسلّم: "الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال : لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم" رواه مسلم .
إخواني : لا تستبعدوا التوبة ، و لا تأنفوا من الاستغفار ، فقد كان صلّى الله عليه وسلّم يستغفر كل يوم مائة مرة. و شروط التوبة مذكورة في قوله تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [طه: 82] ، و قال تعالى: { و َذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 55] وما جمعت هذه العجالة إلا رغبة في أن يهدي الله تعالى بها و لو فردًا من المسلمين لقوله صلّى الله عليه وسلّم لعلي رضي الله عنه: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم". و ما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت و إليه أنيب . وصلى الله على محمد وعلى آله و صحبه أجمعين .
و هذا حاصل ما جمعته لكم من كتبهم نصيحة لكم و السلام.

منقول بتصرف




الشيخ عبد الرحمن بن يوسفالأفريقي


http://saaid.net/feraq/sufyah/t/8.htm
التعديل الأخير تم بواسطة إبن باديس ; 27-10-2007 الساعة 08:15 PM