رد: إعداد الدولة للحرب
04-10-2009, 10:02 AM
إعداد الجيش الشعبي
يعود تأسيس أول (جيش شعبي) في العالم الى عام 1688 حين تم تجنيد أول (ميليشيا) إقليمية في فرنسا وكانت تضم (25000) رجل في (30) فوج، كانوا يتدربون أيام (الآحاد).
ومفهوم الجيش الشعبي (الميليشيا) مفهومٌ عام، إلا أنه يختلف في صيغته العلمية من دولة الى أخرى. ولكن الجميع يتفقون على أن الجيش الشعبي هو قوة إضافية لتعزيز القوات المسلحة سواء كان هذا التعزيز عن طريق حماية أمن الجبهة الداخلية تجاه التدخل المعادي الخارجي المحمول جواً، أو مواجهة (الطابور الخامس: العملاء وأعوان العدو الداخليين)، أو المشاركة الفعلية في القتال جنبا الى جنب مع القوات النظامية.
تختلف الغاية التي يؤسس من أجلها الجيش الشعبي من دولة الى أخرى، وربما اختلفت التسمية أيضاً (وقد يكون انبثاقه نتيجة حالة طارئة خاصة كما حدث في فرنسا وبعض الدول الأوروبية عندما اكتسحت الجحافل الألمانية تلك الدول في الحرب العالمية الثانية. وقد يكون مفهوم الجيش الشعبي مفهوما سوقيا هدفه النضال الطويل ضد غاصب أجنبي كما حدث في دول الهند الصينية).
وتلجأ دولٌ الى هذا النمط من التعبئة الشعبية عندما يكون التهديد متواصلا، ومحيطها غير مأمون كما حدث في كوبا والعراق عندما أراد الأخير تأميم نفطه، فقد بادر الى تشكيل جيشه الشعبي في 8/2/1970 وكان جاهزاً مستنفرا في ليلة 1/6/1972 عندما أعلن تأميم نفطه.
تدريب الجيش الشعبي
أ ـ التدريب العسكري: ويشمل تدريب الأفراد على استعمال أسلحة المشاة المختلفة وأسلحة مقاومة الدبابات ومقاومة الطائرات ضمن مدتي التدريب الفردي والتدريب الإجمالي وما يتضمن من مظاهرات وتمارين وقتالات خاصة.
ب ـ التدريب البدني: ويتضمن الرياضة البدنية والتسلق والسباحة والمسيرات الراجلة من أجل تطوير قابلياتهم البدنية.
ج ـ التدريب النفسي: والغاية منه تقوية العوامل النفسية والمعنوية للمقاتلين وإشعار كل مقاتل منهم بأنه جزءٌ مهم في هذا المجتمع له أهميته ومكانته، فيه وله دوره في الدفاع عن الوطن والأمة.
د ـ الثقافة العسكرية: وتهدف الى تزويدهم بالمعلومات العسكرية التعبوية والفنية التي تؤهلهم للقيام بواجباتهم العسكرية، إضافة الى تدريسهم التأريخ العسكري العربي.
ويجب التأكيد على مسألتين مهمتين في علاقة الجيش الشعبي بالجيش النظامي وهما التعاون والتنسيق في كل مكان يتواجد فيه الجيشان معا.
وتبرز أهمية وحدات وكراديس الجيش الشعبي بأن تنظيماتها تحترف دقائق وتفاصيل جغرافية المنطقة التي تتواجد فيها، فهي تعرف ممرات الخروج والدخول للأحياء وأمكنة الاختفاء والمفاجئة، وهي بهذه الخاصية قد يوكل لها مهام التعامل مع المظليين في بعض المناطق، كما أنها قابلة للتحول الى تنظيمات متمرسة في حرب الشوارع.
إعداد الدفاع المدني
لقد أكدت الحرب العالمية الثانية أن أعمال الدفاع المدني تعد جزءا متمما لأعمال القوات المسلحة. فالدفاع المدني من العناصر المهمة في إعداد الشعب وهو: (مصطلح يُطلق على الجهود المنظمة التي تبذل من قبل السلطات الحكومية والمنظمات الجماهيرية لحماية السكان المدنيين وممتلكاتهم ومرافق البلاد الحيوية وثرواتها المختلفة من أخطار الغارات الجوية والأعمال العدوانية الأخرى التي تتعرض لها البلاد أثناء الحرب).
ولا يقتصر دور الدفاع المدني على حماية منشآت الدولة والمواطنين أثناء الحرب فقط، بل يمتد الى الأخطار الآتية من الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والحرائق الخ.
واجبات الدفاع المدني
أولاً: زمن السلم
1ـ إنشاء الملاجئ العامة.
2ـ تهيئة المستوصفات ومراكز الإسعاف لإغاثة المصابين.
3ـ تكوين فرق الدفاع المدني للمناطق السكنية وتدريب المتطوعين وتوعيتهم.
ثانياً: زمن الحرب
1ـ التعاون مع الدفاع الجوي وإنذار المواطنين بواسطة صفارات الإنذار.
2ـ التعاون مع المعنيين لمنع تنقل المواطنين أثناء الغارات الجوية وحثهم على التوجه الى الملاجئ.
3ـ إخلاء المناطق المنكوبة ونقل المصابين.
4ـ رفع الأنقاض وإنقاذ الموجودين تحتها وتقديم الإسعافات الأولية لهم.
5ـ إبعاد المواطنين عن المناطق المتضررة وعن مناطق القنابل غير المتفجرة.
6ـ التعاون مع رجال الإطفاء في إطفاء الحرائق.
وهناك مسألة مهمة جدا، وهي مسألة ازدياد الكثافة السكانية في دولة ما أو مدينة ما، إذ تعيق هذه الظاهرة عمل فرق الدفاع المدني، فازدياد كثافة السكان في منطقة ما يرافقه زيادة في الإصابات وعدم حرية حركة فرق الدفاع المدني. ومن هنا فإن الدول التي تخطط بشكل سليم تتبع سياسات توزيع السكان على مختلف مناطق بلادها، وهذا يتطلب وقف هجرة سكان الريف الى المدن، ويتطلب معه توزيع المشاريع والجامعات ومراكز الكسب والرزق على مختلف أنحاء الدولة.
يتبع
يعود تأسيس أول (جيش شعبي) في العالم الى عام 1688 حين تم تجنيد أول (ميليشيا) إقليمية في فرنسا وكانت تضم (25000) رجل في (30) فوج، كانوا يتدربون أيام (الآحاد).
ومفهوم الجيش الشعبي (الميليشيا) مفهومٌ عام، إلا أنه يختلف في صيغته العلمية من دولة الى أخرى. ولكن الجميع يتفقون على أن الجيش الشعبي هو قوة إضافية لتعزيز القوات المسلحة سواء كان هذا التعزيز عن طريق حماية أمن الجبهة الداخلية تجاه التدخل المعادي الخارجي المحمول جواً، أو مواجهة (الطابور الخامس: العملاء وأعوان العدو الداخليين)، أو المشاركة الفعلية في القتال جنبا الى جنب مع القوات النظامية.
تختلف الغاية التي يؤسس من أجلها الجيش الشعبي من دولة الى أخرى، وربما اختلفت التسمية أيضاً (وقد يكون انبثاقه نتيجة حالة طارئة خاصة كما حدث في فرنسا وبعض الدول الأوروبية عندما اكتسحت الجحافل الألمانية تلك الدول في الحرب العالمية الثانية. وقد يكون مفهوم الجيش الشعبي مفهوما سوقيا هدفه النضال الطويل ضد غاصب أجنبي كما حدث في دول الهند الصينية).
وتلجأ دولٌ الى هذا النمط من التعبئة الشعبية عندما يكون التهديد متواصلا، ومحيطها غير مأمون كما حدث في كوبا والعراق عندما أراد الأخير تأميم نفطه، فقد بادر الى تشكيل جيشه الشعبي في 8/2/1970 وكان جاهزاً مستنفرا في ليلة 1/6/1972 عندما أعلن تأميم نفطه.
تدريب الجيش الشعبي
أ ـ التدريب العسكري: ويشمل تدريب الأفراد على استعمال أسلحة المشاة المختلفة وأسلحة مقاومة الدبابات ومقاومة الطائرات ضمن مدتي التدريب الفردي والتدريب الإجمالي وما يتضمن من مظاهرات وتمارين وقتالات خاصة.
ب ـ التدريب البدني: ويتضمن الرياضة البدنية والتسلق والسباحة والمسيرات الراجلة من أجل تطوير قابلياتهم البدنية.
ج ـ التدريب النفسي: والغاية منه تقوية العوامل النفسية والمعنوية للمقاتلين وإشعار كل مقاتل منهم بأنه جزءٌ مهم في هذا المجتمع له أهميته ومكانته، فيه وله دوره في الدفاع عن الوطن والأمة.
د ـ الثقافة العسكرية: وتهدف الى تزويدهم بالمعلومات العسكرية التعبوية والفنية التي تؤهلهم للقيام بواجباتهم العسكرية، إضافة الى تدريسهم التأريخ العسكري العربي.
ويجب التأكيد على مسألتين مهمتين في علاقة الجيش الشعبي بالجيش النظامي وهما التعاون والتنسيق في كل مكان يتواجد فيه الجيشان معا.
وتبرز أهمية وحدات وكراديس الجيش الشعبي بأن تنظيماتها تحترف دقائق وتفاصيل جغرافية المنطقة التي تتواجد فيها، فهي تعرف ممرات الخروج والدخول للأحياء وأمكنة الاختفاء والمفاجئة، وهي بهذه الخاصية قد يوكل لها مهام التعامل مع المظليين في بعض المناطق، كما أنها قابلة للتحول الى تنظيمات متمرسة في حرب الشوارع.
إعداد الدفاع المدني
لقد أكدت الحرب العالمية الثانية أن أعمال الدفاع المدني تعد جزءا متمما لأعمال القوات المسلحة. فالدفاع المدني من العناصر المهمة في إعداد الشعب وهو: (مصطلح يُطلق على الجهود المنظمة التي تبذل من قبل السلطات الحكومية والمنظمات الجماهيرية لحماية السكان المدنيين وممتلكاتهم ومرافق البلاد الحيوية وثرواتها المختلفة من أخطار الغارات الجوية والأعمال العدوانية الأخرى التي تتعرض لها البلاد أثناء الحرب).
ولا يقتصر دور الدفاع المدني على حماية منشآت الدولة والمواطنين أثناء الحرب فقط، بل يمتد الى الأخطار الآتية من الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والحرائق الخ.
واجبات الدفاع المدني
أولاً: زمن السلم
1ـ إنشاء الملاجئ العامة.
2ـ تهيئة المستوصفات ومراكز الإسعاف لإغاثة المصابين.
3ـ تكوين فرق الدفاع المدني للمناطق السكنية وتدريب المتطوعين وتوعيتهم.
ثانياً: زمن الحرب
1ـ التعاون مع الدفاع الجوي وإنذار المواطنين بواسطة صفارات الإنذار.
2ـ التعاون مع المعنيين لمنع تنقل المواطنين أثناء الغارات الجوية وحثهم على التوجه الى الملاجئ.
3ـ إخلاء المناطق المنكوبة ونقل المصابين.
4ـ رفع الأنقاض وإنقاذ الموجودين تحتها وتقديم الإسعافات الأولية لهم.
5ـ إبعاد المواطنين عن المناطق المتضررة وعن مناطق القنابل غير المتفجرة.
6ـ التعاون مع رجال الإطفاء في إطفاء الحرائق.
وهناك مسألة مهمة جدا، وهي مسألة ازدياد الكثافة السكانية في دولة ما أو مدينة ما، إذ تعيق هذه الظاهرة عمل فرق الدفاع المدني، فازدياد كثافة السكان في منطقة ما يرافقه زيادة في الإصابات وعدم حرية حركة فرق الدفاع المدني. ومن هنا فإن الدول التي تخطط بشكل سليم تتبع سياسات توزيع السكان على مختلف مناطق بلادها، وهذا يتطلب وقف هجرة سكان الريف الى المدن، ويتطلب معه توزيع المشاريع والجامعات ومراكز الكسب والرزق على مختلف أنحاء الدولة.
يتبع