وليم بتلر ييتس .. شاعر الروحانيات والسحرة.
01-11-2015, 07:30 AM
وليم بتلر ييتس .. شاعر الروحانيات والسحرة.
نص منقول .
الحديث عن الأدب الانجليزي يعود بنا الى شكسبير لنتذكر كم قرأناه ونحن نظن انه لا شاعر أو مسرحي جاء بعده في تلك البقعه ولكن في الحقيقة إن الأدب الانجليزي مليء بالأسماء المهمة والحاصل بعضها على نوبل الآداب ، ومن هذه الأسماء وليم بتلر ييتس , الشاعر الانجليزي ذو الاصول الايرلندية ولد في دبلن ويعتبر أهم شعراء القرن العشرين ، وكانت نوبل التي تم منحه اياها عام 1923 دليل على منجزه الشعري والمسرحي الكبير الذي يخاطب فيه الانسانية والحياة الأخرى التي آمن بها وهي الغيبيات والخوارق الطبيعية حتى ان شعره أظهر ايمانه بهذه الروحانيات .
تأثر وليم بتلر ييتس في بداياته بالشعراء الرومانسيين الانكليز وبحركة ما قبل الروفائليين وبالمدرسة الرمزية الفرنسية وكذلك بحركات الصوفية والروحانية المختلفة. يثير شعر ييتس إشكاليات عديدة حول علاقته بالحداثة أو بالرمزية أو بحركة “الشعر الحر ” عموما ، ويعده بعض النقاد ممثلا للمرحلة الانتقالية بين الحداثة الشعرية وما قبلها مثلما يعد البعض بيكاسو كذلك في الفن. في حين يقارن البعض الآخر قصيدته الشهيرة “الظهور الثاني” برائعة ت. س. اليوت “الأرض اليباب” في ما تقدمه من رؤيا ونعي لانهيار وشيك للحضارة الغربية.
من مؤلفاته الشعرية : الخوذة الخضراء)) 1910 و((مسؤوليات))1914 و((البرج)) 1928 و((السلالم الملتوية)) 1929 و((قصائد جديدة)) 1938
نشأة القصيدة.
يعتبر ييتس هو الأكبر بين أخوته الستة وكان منذ صغره شديد الولع بالفن وكان والده جون بتلر ييتس يقرأ لأطفاله الشعر والقصص من اعمال جوسر وشكسبير والسير والتر سكوت وآخرين غيرهم . ومنذ صغره كان الفتى ييتس ذو خيال كبير حتى انه أدعى بأنه يرى أشباحا حيث كان يسكن مع أمه في قصر في مارفل بإيرلندا ويبدو انه كان يسمع أصواتا ويرى أطياف مما أظهر هذه الرؤية في قصيدة الطفل المسروق المستندة إلى أسطورة شعبية تقول ان الجنيات من الممكن ان يختطفن الناس ويجبروهم على البقاء معهم.
اما قصيدة في ضيافة الجن فان شاعرنا تخيل عددا كبيرا من الجان يمتطون ظهور الخيل ويطوفون البلاد.
كان هناك حصان سيسي (قزم) في قصر مارفل وعدد من الكلاب استخدمهم الاطفال لمطاردة الارانب. وكطفل فان ييتس كان يملك حرصا طبيعيا على جمع الحشرات مثل العثة والفراشات والخنافس حيث كان يجمعها في قناني زجاجية. وكان يذهب مع خاله للابحار على الساحل القريب, أو لصيد السمك من الأنهار القريبة.
بدأ كتابة الشعر في حوالي عمر الخامسة عشرة, قصائده الأولى كانت عن الساحرات وفرسان العصور الوسطى الذين يلبسون الدروع, ولم تكن هذه القصائد عالية الجودة, لكن شعره بدأ بالتحسن عندما صار يكتب عن الاساطير والخرافات الايرلندية, كتلك التي كتبها عن البطل المدعو كوجولاين الذي قيل ان له قدرات بشرية خارقة ونشر ييتس قصائده الأولى في صحيفة دبلن عندما كان في العشرين من عمره.
عالم الغيبيات والروحانيات.
بدأ ييتس الاقتراب من العوالم الروحانية وما فوق الطبيعية وعوالم المستوروهو في عمر العشرين حيث ساهم في تأسيس (جمعية دبلن لعلوم السحر) مع مجموعة من الطلبة رغبوا دراسة الفلسفة الهندية والروحانيات, وقد تحولت هذه الجمعية فيما بعد إلى اسم (جمعية دبلن لتشارك الحكمة) ،كما حضر ييتس المشاهد الروحية الأولى لهذه الجمعية وفي العام التالي انضم إلى (نظام البزوغ الذهبي) وهو جمعية سرية طورت تدريس السحر وتجاربه العملية, عندما كان ييتس شابا اولع بالرؤى والتخاطر وتاثير الكواكب على الطالع, كما انه امضى الكثير من وقته في محاولة تتبع رؤى عالم الخوارق, هذه الاهتمامات كلها ظهرت في شعره لاحقا (حسب د. ميسون البياتي )
من السحر الى الحب.
حين بلغ الثالثة والعشرين اغرم ييتس بممثلة جميلة تدعى ماود جونيه, كانت امرأة من صنف الثوار وسياسية مثيرة للقلاقل…. لعدة سنوات بقيا صديقين حميمين, وأغلب شعره العاطفي مهدى لها متضمنا قصيدتين كتبتا عنها شخصيا…. قصيدة السمكة, وقصيدة أماني بفرش من الجنة.
تخيل فيها ييتس ان تكون السماء قطعة كبيرة من النسيج مطرزة بضياء الشمس والقمر والنجوم, ويتمنى ان يطوي هذا النسيج وياخذه ليفرشه بساطا تحت قدمي المراة التي يحبها لكن بمقدوره كإنسان… ان يقدم بساطا من احلامه فيقول:
” لو ملكت حرير الجنة المطرز
والمرصع ببريق الذهب والفضة
والزرقة والعماء الداكن
والظلمة والضوء وما بينهما من ظلال
لفرشته تحت قدميك
لكن لكوني فقير, واملك احلامي فقط
سأفرش احلامي تحت قدميك
فاخطي بنعومة, انت تخطين على احلامي “
وبعد سنوات قليلة اسس ييتس مسرح (آبي الشهير) في دبلن والذي لم يزل موجودا لحد اليوم ، عام 1911 قابل ييتس ولأول مرة وفي بيت صديق امرأة شابة جذابة تدعى جورجيا هايدليس عمرها ثمانية عشر عاما, كانت قارئة نهمة وتتكلم عدة لغات ولها هوايات في السحر وعالم المستور, وسريعا انضمت هي أيضا إلى (نظام البزوغ الذهبي).
على الرغم من أن العواطف لم تبدأ بينهما خلال هذه الفترة, الا انهما عقدا زواجهما عام 1917.
وقد كتب الكثير من القصائد داخل برج نورمان في بوليالي كونتي جالوي حيث عاشا هناك أثناء الصيف ومنها قصيدة, ليحفر على حجر في برج بوليالي التي يقول فيها:
” انا الشاعر وليم ييتس
اباشر الطاحونة القديمة وملح البحر الاخضر
واعمال معادن من دكان حدادة
لآحياء هذا البرج لزوجتي جورجيا
لعل هذه الشواخص تبقى حين يبلى كل شيئ “.
رزق الزوجان بطفلين, أنا بتلر ييتس ولدت عام 1919 والتي أصبحت فنانة.
ميشيل بتلر ييتس ولد عام 1921 الذي اختار العمل في السياسة وأصبح مثل والده عضوا في مجلس الشيوخ الايرلندي.وفي هذه الفترة كتب ييتس (تأملات في زمان الحرب الاهلية) وهي متوالية من سبع قصائد كتبت في تلك الفترة.
نص منقول .
الحديث عن الأدب الانجليزي يعود بنا الى شكسبير لنتذكر كم قرأناه ونحن نظن انه لا شاعر أو مسرحي جاء بعده في تلك البقعه ولكن في الحقيقة إن الأدب الانجليزي مليء بالأسماء المهمة والحاصل بعضها على نوبل الآداب ، ومن هذه الأسماء وليم بتلر ييتس , الشاعر الانجليزي ذو الاصول الايرلندية ولد في دبلن ويعتبر أهم شعراء القرن العشرين ، وكانت نوبل التي تم منحه اياها عام 1923 دليل على منجزه الشعري والمسرحي الكبير الذي يخاطب فيه الانسانية والحياة الأخرى التي آمن بها وهي الغيبيات والخوارق الطبيعية حتى ان شعره أظهر ايمانه بهذه الروحانيات .
تأثر وليم بتلر ييتس في بداياته بالشعراء الرومانسيين الانكليز وبحركة ما قبل الروفائليين وبالمدرسة الرمزية الفرنسية وكذلك بحركات الصوفية والروحانية المختلفة. يثير شعر ييتس إشكاليات عديدة حول علاقته بالحداثة أو بالرمزية أو بحركة “الشعر الحر ” عموما ، ويعده بعض النقاد ممثلا للمرحلة الانتقالية بين الحداثة الشعرية وما قبلها مثلما يعد البعض بيكاسو كذلك في الفن. في حين يقارن البعض الآخر قصيدته الشهيرة “الظهور الثاني” برائعة ت. س. اليوت “الأرض اليباب” في ما تقدمه من رؤيا ونعي لانهيار وشيك للحضارة الغربية.
من مؤلفاته الشعرية : الخوذة الخضراء)) 1910 و((مسؤوليات))1914 و((البرج)) 1928 و((السلالم الملتوية)) 1929 و((قصائد جديدة)) 1938
نشأة القصيدة.
يعتبر ييتس هو الأكبر بين أخوته الستة وكان منذ صغره شديد الولع بالفن وكان والده جون بتلر ييتس يقرأ لأطفاله الشعر والقصص من اعمال جوسر وشكسبير والسير والتر سكوت وآخرين غيرهم . ومنذ صغره كان الفتى ييتس ذو خيال كبير حتى انه أدعى بأنه يرى أشباحا حيث كان يسكن مع أمه في قصر في مارفل بإيرلندا ويبدو انه كان يسمع أصواتا ويرى أطياف مما أظهر هذه الرؤية في قصيدة الطفل المسروق المستندة إلى أسطورة شعبية تقول ان الجنيات من الممكن ان يختطفن الناس ويجبروهم على البقاء معهم.
اما قصيدة في ضيافة الجن فان شاعرنا تخيل عددا كبيرا من الجان يمتطون ظهور الخيل ويطوفون البلاد.
كان هناك حصان سيسي (قزم) في قصر مارفل وعدد من الكلاب استخدمهم الاطفال لمطاردة الارانب. وكطفل فان ييتس كان يملك حرصا طبيعيا على جمع الحشرات مثل العثة والفراشات والخنافس حيث كان يجمعها في قناني زجاجية. وكان يذهب مع خاله للابحار على الساحل القريب, أو لصيد السمك من الأنهار القريبة.
بدأ كتابة الشعر في حوالي عمر الخامسة عشرة, قصائده الأولى كانت عن الساحرات وفرسان العصور الوسطى الذين يلبسون الدروع, ولم تكن هذه القصائد عالية الجودة, لكن شعره بدأ بالتحسن عندما صار يكتب عن الاساطير والخرافات الايرلندية, كتلك التي كتبها عن البطل المدعو كوجولاين الذي قيل ان له قدرات بشرية خارقة ونشر ييتس قصائده الأولى في صحيفة دبلن عندما كان في العشرين من عمره.
عالم الغيبيات والروحانيات.
بدأ ييتس الاقتراب من العوالم الروحانية وما فوق الطبيعية وعوالم المستوروهو في عمر العشرين حيث ساهم في تأسيس (جمعية دبلن لعلوم السحر) مع مجموعة من الطلبة رغبوا دراسة الفلسفة الهندية والروحانيات, وقد تحولت هذه الجمعية فيما بعد إلى اسم (جمعية دبلن لتشارك الحكمة) ،كما حضر ييتس المشاهد الروحية الأولى لهذه الجمعية وفي العام التالي انضم إلى (نظام البزوغ الذهبي) وهو جمعية سرية طورت تدريس السحر وتجاربه العملية, عندما كان ييتس شابا اولع بالرؤى والتخاطر وتاثير الكواكب على الطالع, كما انه امضى الكثير من وقته في محاولة تتبع رؤى عالم الخوارق, هذه الاهتمامات كلها ظهرت في شعره لاحقا (حسب د. ميسون البياتي )
من السحر الى الحب.
حين بلغ الثالثة والعشرين اغرم ييتس بممثلة جميلة تدعى ماود جونيه, كانت امرأة من صنف الثوار وسياسية مثيرة للقلاقل…. لعدة سنوات بقيا صديقين حميمين, وأغلب شعره العاطفي مهدى لها متضمنا قصيدتين كتبتا عنها شخصيا…. قصيدة السمكة, وقصيدة أماني بفرش من الجنة.
تخيل فيها ييتس ان تكون السماء قطعة كبيرة من النسيج مطرزة بضياء الشمس والقمر والنجوم, ويتمنى ان يطوي هذا النسيج وياخذه ليفرشه بساطا تحت قدمي المراة التي يحبها لكن بمقدوره كإنسان… ان يقدم بساطا من احلامه فيقول:
” لو ملكت حرير الجنة المطرز
والمرصع ببريق الذهب والفضة
والزرقة والعماء الداكن
والظلمة والضوء وما بينهما من ظلال
لفرشته تحت قدميك
لكن لكوني فقير, واملك احلامي فقط
سأفرش احلامي تحت قدميك
فاخطي بنعومة, انت تخطين على احلامي “
وبعد سنوات قليلة اسس ييتس مسرح (آبي الشهير) في دبلن والذي لم يزل موجودا لحد اليوم ، عام 1911 قابل ييتس ولأول مرة وفي بيت صديق امرأة شابة جذابة تدعى جورجيا هايدليس عمرها ثمانية عشر عاما, كانت قارئة نهمة وتتكلم عدة لغات ولها هوايات في السحر وعالم المستور, وسريعا انضمت هي أيضا إلى (نظام البزوغ الذهبي).
على الرغم من أن العواطف لم تبدأ بينهما خلال هذه الفترة, الا انهما عقدا زواجهما عام 1917.
وقد كتب الكثير من القصائد داخل برج نورمان في بوليالي كونتي جالوي حيث عاشا هناك أثناء الصيف ومنها قصيدة, ليحفر على حجر في برج بوليالي التي يقول فيها:
” انا الشاعر وليم ييتس
اباشر الطاحونة القديمة وملح البحر الاخضر
واعمال معادن من دكان حدادة
لآحياء هذا البرج لزوجتي جورجيا
لعل هذه الشواخص تبقى حين يبلى كل شيئ “.
رزق الزوجان بطفلين, أنا بتلر ييتس ولدت عام 1919 والتي أصبحت فنانة.
ميشيل بتلر ييتس ولد عام 1921 الذي اختار العمل في السياسة وأصبح مثل والده عضوا في مجلس الشيوخ الايرلندي.وفي هذه الفترة كتب ييتس (تأملات في زمان الحرب الاهلية) وهي متوالية من سبع قصائد كتبت في تلك الفترة.
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة