واسيني الأعرج يفضح الفاشلين أدبيا في "مستشفى الأمراض الأدبية"
03-07-2017, 12:49 AM


زهية. م

صحافية مختصة في الشؤون الثقافية



فتح واسيني الأعرج النار على "الفاشلين أدبيا"، واتهمهم بسعيهم لتعويض فشلهم الأدبي بمرض "الخطاب ضد الآخر الناجح أملا في غلق كل المسالك أمامه". وأضاف واسيني في مقال نشره في القدس العربي تحت عنوان "مستشفى الأمراض الأدبية": هناك "مستشفى الأمراض المستفحلة غير المرئية ولكنها أمراض موجودة وحقيقية، لو كان فرويد هنا أو كارل يونغ أو لاكان لسألتهم عن سر ذلك المرض الذي يصيب كل الفئات وبالخصوص فئات الفاشلين أدبيا، الذين أخفقوا على طول الخط، في تجاربهم، فعوضوا الفعل الأدبي بمرض الخطاب، ضد الآخر الناجح أملاً في غلق كل المسالك أمامه.
هؤلاء يحتاجون أيضاً إلى مستشفى يقاد إليه الميؤوس منهم". وفي ذات المقال، انتقد صاحب كتاب "الأمير" الكتاب الذين يرهنون مسارهم الأدبي بالفوز بالجوائز وتوجيه سهام النقد والتشكيك في حال لم يحصلوا هم عليه، وقد يصل بهم النقد إلى حد التشكيك في الجهة التي تقف خلفها. استفحال الحقد والكراهية في الوسط الأدبي تحول إلى ظاهرة تستدعى أن نتوقف، عندها يقول واسيني.
"أصبح الأمر ظاهرة غريبة، أن تنجح ولو نجاحاً بسيطاً يخلف وراءه شيئاً من الفرح، عليك أن تسلم ظهرك للضرب لأنك ستتحول إلى ضحية ممتازة، جلدها مباح ومثمر. ويصبح نصك الناجح أو الفائز عرضة للجلد والتخوين ومس الدين، وحتى السرقة الأدبية التي تسرق منك في ثانية جهد سنوات كثيرة.."
في مقاله ثار واسيني ضد من اتهم روايته "مملكة الفراشة" بالترويج لقيم ضد الدين حيث عاد المتحدث إلى تكفير روايته من قبل عبد الفتاح حمداش في وقت سابق دون أن يذكره بالاسم، حيث أشار صاحب المقال إلى "أحد المشايخ المرضى بالفرصة التي منحت له، وكان قد حكم قبلها بشهور على كاتب جزائري شاب بتطبيق حد القتل عليه، ولم يعرف حدوده وكأنه مؤسسة قضائية. طبعاً تم تذكيره فصمت. لم أرد على «بوسته» في وقته الذي يتهمني فيه بكل ما شاءت أمراضه، وكان كلامه ضغينة موصوفة. طبعاً هو لم يقرأ الرواية، ولم يكلف نفسه فعل ذلك. لا يعنيه «أن بعض الظن إثم»، فما بالك بالظن كله. يتحدث عن شيء ويصدر الأحكام وهو لم يره سوى أنه كان في النهاية يوقظ عواصفه المرضية". في السياق ذاته، أشار الدكتور واسيني إلى "الأعدقاء" الذين يتساءلون هل «مملكة الفراشة» هي التي فازت أم الكاتب؟ مع أن الرواية بقيت أكثر من سنة تدور بين أيدي القراء والنقاد فتصبح فجأة مهمة من حيث صلاحيتها للجلد.
واسين الأعرج لم يتوقف قط عند ما حدث لمملكة الفراشة، بل تحدث أيضا عما لقيته رواية "ربعي المدهون" "سيدة تل أبيب"، التي فازت بجائزة البوكر، واتهمها البعض بالسرقة الأدبية وحتى التطبيع مع إسرائيل.
أتساءل: هل نحن في مساحة أدبية أم في عصفورية التقى فيها الجنون والغيرة والحسد وبعض أمراض العصر، حتى أصبح الكل حالة مستعصية لا ينفع معها النقد ولكن مستشفى الأمراض الأدبية؟