المنتخب الوطني تحوّل إلى "مملكة" و"الفاف" وكالة سياحية
06-09-2017, 05:29 AM


يسيّر الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) بطريقة فوضوية وعشوائية وكارثية، ما أدى به إلى مسلسل طويل عريض من "التخبط" في جملة من المشاكل، فضلا عن تحوله إلى "وكالة سياحية" في رحلات المنتخب الوطني إلى الخارج، ما انعكس سلبا على المحيط العام لكرة القدم الجزائرية و"الخضر" على وجه الخصوص.
وينطبق المثل الشعبي القديم القائل "العام يبان من خريفو"، على طريقة تسيير الرئيس الجديد لـ"الفاف" خير الدين زطشي لأمور الاتحادية، حيث أثبت عجزه ونقص حنكته في تسيير الهيئة الأولى المسؤولة على كرة القدم الجزائرية في غضون 5 أشهر فقط من توليه المسؤولية، بدليل اتخاذه الكثير من القرارات الارتجالية وتعامله السيئ مع العديد من القضايا "الساخنة" التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة، بداية من قضية لجنة التحكيم إلى صدامه مع رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج، فضلا عن فضيحة دوسه على القوانين في بطولة الهواة، وصولا إلى المنتخب الوطني وما يحدث على مستواه من مهازل.
وكان زطشي قد وظف "لغة الخشب" في خطاباته السابقة خلال حملته الانتخابية وأثناء عرضه لـ"برنامجه المزعوم" على بعض القنوات التلفزيونية، مستغلا عديد النقائص التي سجلها سلفه محمد روراوة على مستوى كرة القدم المحلية، ليؤكد للجماهير الجزائرية أنه سيعمل جاهدا على إعادة الهيبة للاعب المحلي والكرة المحلية بصفة عامة و تسخير عهدته لتطبيق القوانين واحترامها، وأنه لن يلهث مجددا على اللاعبين مزدوجي الجنسية المكوّنين في فرنسا وبلدان أخرى، لكن اتضح مع مرور الوقت أن هذا الكلام كان موجها للاستهلاك فقط، حيث سرعان ما تغيرت المعطيات وغير الرئيس الشاب من مواقفه، من خلال السماح لمناجير الفريق حكيم مدان، بمباشرة المفاوضات مع اللاعبين مزدوجي الجنسية منتهجا نفس سياسة روراوة ومخالفا لرأيه السابق، وهذا بعد أن اصطدم بالواقع اثر إقصاء المنتخب المحلي من التأهل إلى "الشان" أمام منتخب ليبيا، بقيادة التقني الإسباني لوكاس ألكاراز الذي اتضح بأنه غير قادر على تقديم الإضافة الكرة الجزائرية، ورغم ذلك استعان به زطشي لقيادة سفينة المنتخبين الأول والمحلي متحملا كامل مسؤولياته في ذلك، فضلا عن دخول رئيس نادي بارادو في صدام مع رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج ما أثر سلبا على التحضيرات لموعد انطلاق الموسم، وقبلها تورطه في إنهاء الموسم الماضي متأخرا من خلال قرار تأجيل البطولة لقرابة شهرين في سابقة تاريخية ستبقى وصمة عار في جبين الكرة الجزائرية، وكذا فقدانه (زطشي) لاحترام أغلبية رؤساء الأندية المحترفة.
كما كان زطشي قبلها، قد عمل المستحيل لفرض الحكم الدولي السابق أمالو لتعيين حكام لقاءات الرابطتين الأولى والثانية واضطر حتى لإبعاد كوسة من رئاسة لجنة التحكيم قبل إعادته، قبل أن يختمها بفضيحة كبيرة من خلال إقراره بعدم سقوط فريقي رائد بومرداس وأمل القبة، على مستوى قسم الهواة و ما بين الرابطات على التوالي، بحجة "إعادة التوازن"!!.
لاعبو "الأكاديمية" يكتسحون المنتخب الوطني!!
وبعيدا عن الكرة المحلية، فإن التسيير العشوائي والكارثي طال أيضا المنتخب الوطني الذي يعد واجهة الكرة الجزائرية.
وكانت البداية من خلال توجيه الدعوة للعديد من لاعبي بارادو إلى المنتخبين الأول والمحلي، ما أدى إلى خلق الفوضى وانشقاقات في المجموعة، بعد أن رفض بعض الكوادر لفكرة اعتماد المنتخب الوطني على لاعبين من "القسم الثاني" وفق ما أكدته مصادر متطابقة لـ"الشروق"، وجعل زطشي تحت مجهر وسائل الإعلام وبعض التقنيين الذين لم يتوانوا في توجيه التهم لرئيس "الفاف"، بخدمة مصالحه وتعمده استدعاء لاعبي الأكاديمية لمنحهم رخصة لاعب دولي، حتى تسهل مهمته في بيعهم خلال الميركاتو الصيفي.
كما كشفت رحلة "المحاربين" مؤخرا إلى زامبيا المكشوف، بعد أن عجز رئيس الفاف و مساعدوه عن إعداد مخطط واضح للتحضير بطريقة مثالية لموقعة لوزاكا، صحيح أن المنتخب تنقل في رحلة خاصة، إلا أن مخطط الرحلة لم يكن مدروسا بالشكل اللازم ولم يتم وفق أسس علمية لمعرفة مدى قدرة اللاعبين على تحمل درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، على عكس ما كان عليه الحال في الرحلة الأخيرة لـ"الخضر" إلى زامبيا في 2009، حيث فضل مسؤولو "الفاف" وقتها، بالتشاور مع الطاقم الطبي والمدرب رابح سعدان الذي يفقه كثيرا في مثل هذه الأمور، على التنقل أولا إلى جنوب إفريقيا (الشبيه مناخها بمناخ زامبيا)، أين أقامت التشكيلة تربصا قصيرا هناك ومن بعدها التنقل إلى زامبيا، حيث ساعد هذا الأمر اللاعبين على التعود على أجواء الطقس، ما جعلهم يعودن بانتصار ثمين كان بمثابة منعرج تصفيات مونديال 2010، بينما عاد رفقاء براهيمي يجرون أذيال الهزيمة بثلاثية من لوزاكا أمام منتخب متواضع، ليفشلوا في إنعاش حظوظهم في التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا، مثلما تغنى به رئيس الفاف و المدرب ألكاراز منذ مدة.بالإضافة إلى هذا، فقد عرفت الرحلة تواجد حوالي 50 شخصا منهم 21 لاعبا فقط، ما يوحي بأن "الفاف" باتت "وكالة سياحية" وليست هيئة رياضية، كما أثر ذلك على معنويات بعض اللاعبين، حتى أن مهاجم ليستر سيتي إسلام سليماني دخل في مناوشات مع أحد المحسوبين على نادي بارادو الذي كان رفقة التشكيلة، ما أفقد هداف "الخضر" تركيزه.
وآخر هذه الفضائح، كانت مع رياض محرز، فبغض النظر عن مهزلة تسريحه من تربص "الخضر" من أجل التوقيع في نادي آخر دون إذن من ناديه الانجليزي ليستر سيتي، فإنه وجد إثر وصوله إلى مطار قسنطينة، في استقباله أحد أقارب مسؤول كبير في "الفاف" (الشخص ذاته أكد لمحرز هذا الكلام) والذي لا علاقة له بالمنتخب وفق مصادر "الشروق"، الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول ما يحدث في بيت الفاف والمنتخب الوطني.
اللاعب الدولي السابق لخضر بلومي
هذا "بريكولاج".. والفوز أو الخسارة على زامبيا كلاهما مُرّ

اعتبر أسطورة كرة القدم الجزائرية لخضر بلومي بأن تعيين مدرب في كل ثلاثة أشهر للمنتخب الوطني ما هو إلا "بريكولاج" ليس إلا، لأن ذلك حسبه لم يعد بالفائدة على "محاربي الصحراء"، وأضاف نجم ملحمة خيخون سنة 1982 بإسبانيا أن عدم استقرار العارضة الفنية عاد سلبا على المنتخب الوطني الذي أقصي من حضور مونديال روسيا 2018، حيث تعاقد في فترة قصيرة مع ثلاثة مدربين على العارضة الفنية هم الصربي رايفاتس والذي لم يعمر طويلا بعد رفض اللاعبين التعامل معه، ليتم الاستنجاد بجورج ليكنس الذي أظهر فشله وعقمه التكتيكي والنتيجة تراجع نتائج "محاربي الصحراء"، إضافة إلى المدرب الحالي لوكاس ألكاراز الذي تسبب في إقصاء منتخب المحليين من كأس إفريقيا 2018 والمنتخب الأول من مونديال روسيا 2018.
وتأسف "ملك" الرقم 10 عن الأداء الضعيف في موقعة زامبيا الأولى 3-1، رغم أن فريق الرصاصات النحاسية لعب بمنتخب متكون من 7 لاعبين تقل أعمارهم عن العشرين سنة، لكن رغم ذلك فإن لاعبينا كانوا خارج الإطار، وقال بلومي "يجب على زملاء القائد رايس وهاب مبولحي أن يأخذوا الدروس والعبرة"، وطالب بلومي بإحداث تغيير جذري على مستوى التشكيلة الوطنية، كما قال بأن فوز أو خسارة أشبال ألكاراز هذا المساء ضد زامبيا "كلاهما مر"، لأن الأنصار معنوياتهم منحطة، لكنه طالبهم بالتنقل بقوة إلى مدرجات حملاوي بقسنطينة لمساعدة زملاء عطال، وختم قوله بضرورة التفكير في المستقبل والتأهل إلى "كان 2019".
فضيل مغارية:
الحلم تبخر وخسارة الكاميرون أثرت على لاعبينا

قال المدافع الدولي السابق فضيل مغارية بأن حلم المنتخب الوطني في المشاركة في مونديال روسيا 2018 تبخر السبت الماضي، على إثر الهزيمة القاسية على يد منتخب زامبيا، وأرجع مغارية سبب الخسارة 3-1 إلى نتيجة اللقاء الثاني في المجموعة والذي فازت به نيجيريا على الكاميرون 4-0، ما أثر سلبا على زملاء ياسين براهيمي، وهذا بعد اتساع الفارق إلى 8 نقاط كاملة، وقال مغارية أن المنتخب الوطني كان غائبا من كل النواحي، لأن التحضير لم يرق للمستوى المطلوب، إضافة إلى الأخطاء التي أرتكبها الناخب الوطني ألكاراز، حيث غامر بإشراك الوافد الجديد حساني أساسيا وتغيير سوداني، وقال مغارية أنه من الأجدر إشراك اللاعبين الاحتياطيين الثلاثاء أمام زامبيا لعل الكاراز يكتشف بعض اللاعبين الذين قد يعتمد عليهم في تصفيات كان 2019، وختم مغارية حديثه قائلا: "لا نستطيع الحكم على الناخب الوطني ألكاراز في 3 لقاءات، ويجب منحه الوقت الكافي، لأن تغيير المدربين ليس في صالحنا"، مبديا إعجابه بفنيات عطال الذي شرف اللاعب المحلي، وطالب زملاء براهيمي برد الاعتبار لأنفسهم والتصالح مع الأنصار وذلك بتحقيق الفوز على حساب زامبيا الثلاثاء.
الدولي السابق محمد قاسي السعيد
ألكاراز مدرب فاشل ويقود الخضر إلى المجهول

أعتبر الدولي السابق قاسي السعيد محمد لقاء الثلاثاء الذي يجمع الخضر بمنتخب زامبيا برسم الجولة الرابعة لتصفيات مونديال روسيا 2018 بأنه لقاء شكلي، وأن الناخب الوطني لويس لوكاس الكاراز يقود الخضر إلى المجهول، بسبب التعداد الذي اختاره في موقعة زامبيا السبت الماضي، حيث عجز عن معالجة الأخطاء الدفاعية التي كانت السبب في الخروج المبكر من تصفيات مونديال روسيا 2018، بالإضافة إلى التغييرات العشوائية، وتأسف اللاعب السابق لرائد القبة عن قرب نهاية مشوار جيل براهيمي وغلام وبن طالب وهني، كونهم لم يحققوا أي لقب بقميص "الخضر"، حيث ظهروا في لقاء زامبيا تائهين، وكشف قاسي السعيد بأن الفارق أضحى شاسعا بين المنتخب الوطني والعديد من المنتخبات الإفريقية على غرار تونس، وكوت ديفوار وغيرهما من المنتخبات، كما أشار محدثنا إلى أن أغلب لاعبي المنتخب الوطني الحالي "يلعبون ببرودة مع الخضر ويظهرون بمستويات قوية مع أنديتهم"، مضيفا "تعيد طريقة الإقصاء المؤلمة من مونديال روسيا وحصيلة الفريق الضعيفة بتسجيله هدفين وتلقيه 7 أهدف إلى الأذهان فترات أقل نجاحا في تاريخ الخضر"، وتابع "في كرة القدم لا يوجد مدرب كبير وآخر صغير، ولكن هناك مدربا فاشلا وآخر ناجحا... على سبيل المثال، الإيطالي فابيو كابيلو لم ينجح في انجلترا، لكنه يبقى مدربا كبيرا، وألكاراز مدرب فاشل وأثبت ذلك مع منتخب المحليين، وذلك بإقصائهم من المشاركة في بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين المقررة في كينيا العام القادم، وخروج المنتخب الأول من حسابات تصفيات مونديال روسيا 2018"، وختم قاسي السعيد حديثه قائلا "لا نملك بطولة وطنية في المستوى، لأن المنظومة الكروية بأكملها فاشلة".
عبد الرحمان مهداوي مدرب سابق
أتوقع أن ينهي "الخضر" التصفيات بأفضل نتيجة

توقع المدرب الأسبق للمنتخب الوطني عبد الرحمان مهداوي أن المنتخب سينهي مشوار تصفيات مونديال روسيا بأفضل نتيجة ممكنة، تشفع لهم بالتصالح مع الأنصار ورد الاعتبار لأنفسهم، واعتبر المدرب السابق للفريق الوطني العسكري بأن مستقبل الناخب الوطني لوكاس ألكاراز ستحدده نتائج المباريات القادمة، مضيفا "لكن طريقة اختيار ألكاراز من طرف رئيس الفاف خير الدين زطشي لم تكن منطقية، لأن العام والخاص كان يعلم أن المدرب أقيل وقتها من طرف إدارة غرناطة، قبل أن يكرس الفشل بإخفاقه مع منتخب المحليين، وكرر ذلك مع المنتخب الأول"، وطالب مهداوي، رئيس الفاف زطشي بتقييم عمل الناخب الوطني، لكنه حذّر من تغييره، لأن ذلك لن يكون في صالح المنتخب، "والدليل على ذلك أن عواقب عدم الاستقرار الفني كانت وخيمة" قال مهداوي.