لنخطط لمؤسسة المعلومة
17-11-2008, 03:46 PM
اخواني القائمين على الركن
تحية طيبة
انه لمن دواعي الغبطة و السرور في أن تقبلوا ترشحي للمشاركة في هذا الركن القيم ببعض الكتابات التي احسبها تفيد ان شاء الله تعالى.
تقبلوا سلامي الحار
محمد داود
************************

لنخطط لمؤسسة المعلومة

في السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام بدور المعلومة في عملية بناء المجتمعات و دار جدال كبير بين المهتمين بأمور المجتمع و مختلف مؤسساته حول أهمية المعلومة و أنواعها و جدوى الاستعانة بها و أفضل الرق و الأساليب للاستفادة منها لتطوير المجتمع و معالجة مشاكله.
نحن نعيش اليوم ما يسمى بعصر * تكنولوجية المعلومة* بعد أن خرجنا من عصر * الآلة و الماكنة* و هكذا أصبحت المعلومة المحك لمختلف الديناميكيات الهادفة إلى تطوير مختلف جوانب الحياة.
و لكي نتحدث عن المعلومة يجدر بنا أن نخوض في ما يسميه أهل الاختصاص ب:
تليين التنظيم, حتى نتمكن من تعيين الظواهر التي تبدأ من الآلية إلى قيام مجتمع المعلومة. و لعل ما يساعدنا في استجلاء الأمر هو الإجابة على عدد من الأسئلة التي تحدد أبعاد هذا الموضوع و هي:
ا- ما هو مفهوم المعلومة؟
ب- الفرق بين المعلومة و الوسائل الأخرى؟.
ج- ما هو التطور الذي يمكن أن يحدث من خلال هذا المفهوم؟.
د- ما هي علاقة المعلومة ببناء المجتمع؟
ه- ما هي الأساليب المتاحة لبعث معلومة المجتمع؟

أ- ما هو مفهوم المعلومة:
يرى البعض أن المعلومة هي عبارة عن انتاجات كالأجهزة و المواد و يرى البعض الآخر أنها عمليات أي أسلوب تفكير و عمل يؤدي إلى الحصول على المنتجات بينما يذهب الآخرون إلى أنها نظام تتفاعل فيه المنتجات مع العمليات و لا يمكن الفصل بيتمهما كأجهزة الحاسوب التي تجمع بين الأجهزة و المواد – البرامج- و في إطار شامل موحد.
و يقصد بالمعلومة أيضا الأسلوب المنهجي المنتظم الذي نتبعه في استخدام تراثنا المعرفي يعد ترتيبه و تنظيمه في نظام خاص بهدف الوصول إلى حلول مناسبة لبعض من مشاكلنا.
و لذلك’ لا يمكن حصر نظام أو عمليات المعلومة في مفهوم الأجهزة لان الأغلبية من المجتمعات التي تصبو إلى التطور في هذا النظام ترى أن اقتناء الأجهزة دون الالتزام بالعمليات التي تتضمنها المعلومة في تحليل مكونات العمليات أو لنظام في الطريقة الصحيحة.
و إذا اعتبرنا أن تليين التنظيم كنظام يشمل جميع عناصر و مكونات المعلومة فان تعيين الظواهر يصبح بمثابة العنصر الأساسي في عملية الانتقال إلى مجتمع المعلومة أو المجتمع الراشد المراد تحقيقه.
على كل حال هي عملية مركبة تشمل الأشخاص روحا و جسدا و أساليب حتى لا تبقى أعمالا آلية و أفكارا حتى توقظ الضمائر و مواضيع و أدوات تدفع للبحث و التواصل المتواصل فيشتى العلوم و حتى تتجلى الحقائق.
فالحقيقة هي ليست إلا عملية حرص على إيمان المجتمع بتحقيق الخير و إيجاد الحلول للمشاكل و تقييم الإعمال و إدارتها.
تطوير عملية تليين التنظيم

هي عملية تستوجب إتباع نظام خاص يمكننا من تحليل الحاجات و تقدير درجة أهميتها لتصميم العملية الهادفة و الرامية إلى تليين التنظيم من خلال اقتراح برنامج في ضوء تقويم بعيد عن الأسلوب التقليدي الذي من أهدافه العبث و ليس الاحتياج.
إن إتباع منهج تليين التنظيم على كل المستويات أو التشريع بمفهومه العلمي – فن إدارة تليين التنظيم – هي البعد الثاني لتكنولوجية المعلومة و المقصود هنا بالإدارة هو تطبيق الأسس العملية - الإيمان الصادق المتبوع بالعمل الصالح- و نتائج الأبحاث التي توفرت في المجالات المختلفة الاقتصادية و الاجتماعية ...لتحقيق وظائف هذا الفضاء من خلال أنظمة خاصة.
إن اختيار الأطر التنظيمية اللازمة لإدارة الوظائف المختلفة هي النمط المتبع في إدارة التنظيمات
أما إدارة الإفراد فالمقصود منها اختيار الإفراد العاملين و تحديد مواصفات الهام التي يقومون بها و مختلف الأساليب للإشراف عليها.
و هذه بشكل مختصر النظرة الكاملة لتكنولوجية المعلومة التي تجمع بين النظام الكامل و الجانب الاقتصادي و الإداري و حتى الاجتماعي.

ب- الفرق بين المعلومة و الوسائل الأخرى

انحصر مفهوم – الوسائل – في تكنولوجية المعلومة في المواد و الأجهزة و اعتبرها اغلب المستعملين مجرد أدوات مساعدة لها دور ثانوي و لكن لم يدخلوها كجزء متكامل يتم التخطيط له في استراتيجيات المعلومة التي لا تزال في بلداننا تعتمد على الأسلوب التقليدي المتمثل في ا* الفحص و استحداث * البطاقات و تكوين تراكمات من المعلومة مصممة خصيصا لتنتهي في شكل حاويات لنتائج الجرد اليومية.
و كان لغياب الإطار التكنولوجي الذي يحدد العلاقة بين المعلومة و الوسائل و باقي الأدوات الأخرى إن اقتصر التفكير في ه>ا الموضوع بالمستوى البسيط باستخدامها من خلال تخطيط يطور المعلومة لتعالج المشاكل وفق أنظمة تقوم على التخطيط العلمي و ابتكار استراتيجيات جديدة.
كما أنه لم تساعد هذه المفاهيم السائدة على اتساع مجال آلة وسائل و تطوير الخدمات و إعداد الكوادر التي تعمل على إدارة و وظائف المعلومة و برامجها.
و على عكس ذلك جاءت تكنولوجية المعلومة بإطار أوسع يمكنها من استيعاب كل المتغيرات و خاصة في مجال جمع بين نتائج المعرفة و تطويعها على كل المستويات سواء على مستوى تصميم الأعمال آو تطوير مناهجها أو ادراتها و وضع الاستراتيجي على وجه الخصوص.
و بذلك استوعب مفهوم تكنولوجية المعلومة المواد و الأساليب و مفاهيم الاتصال داخل الإطار المشار إليه سابقا بعيدا عن الاستخدام العشوائي و لكن على أساس التصميم العلمي.
وقد استدعى ه>ا بالضرورة تنوع و تعدد وظائف التكنولوجية بتوسع مفاهيم الاتصال و تنوع البحوث و تطوير المرافق الاجتماعية المختلفة.
ج – ما هو التطور الذي يمكن ان يحدث من خلال هذا المفهوم

للإجابة على هذا السؤال يجب إدراك فهم تطور الوسائل قبل كل شيء باعتبارها إحدى عناصر عملية الاتصال الإنساني ثم التأكيد على أنها اى الوسائل – عناصر النظام الكامل الذي تكمن فيه الخطوات المتتالية أو بالمعنى الأصح المتعاقبة المؤدية إلى تقديم مختلف الحلول.
بعدما أصبحت الوسائل نظاما ثم تصميما يقوم به الإنسان لبناء الحلول الكفيلة بمعالجة المشاكل المستعصية يتم توظيف هده الميكانيزمات لتحقيق أهداف محددة و هنا تجدر الإشارة إلى اهمية تكامل الوظائف لتحقيق الأهداف التي يصبو إليها النظام.
و يمكن ذكر بعض لتطورات التي يمكن أن تحدث عند إتباع هذا النظام ألا و هي:
1- الاستفادة من الاستراتيجيات الكامنة فيه لاتخاذ القرارات الصائبة.
2- استنباط طرق سليمة لتصميم الأنظمة,
3- تحقيق أيفضل الأساليب و كيفية تطبيقها,
4- يقدم البدائل لمختلف المعاملات,
5- يحدد الوقت المناسب لتحقيق مكونات النظام.
6- ينبئ بكل خلل لتصحيح المسار .
7- يساعد على تقدير الربح و الخسارة..و يمكن أن تتمدد هذه الأصول إلى ميادين أخرى مختلفة و متنوعة.

د- ما هي علاقة المعلومة ببناء المجتمع؟
تغير مفهوم المجتمع في عالم تكنولوجية المعلومة إلى مفهوم * بيئة * يتم فيه الجمع و الجرد و التحليل و التخزين..للمعلومة و أكثر من ذلك يصبح المجتمع في موقف مشارك مباشر للحصول على مختلف المعارف و المهران تحت تأثير ما يسميه المختصون بالتفاعل مع المعلومة و أدواتها.
ان علاقة المعلومة بالمجتمع في ه>ا السياق هي علاقة تهيئة البيئة لاستقبال بذور التغيير الجذري و يفهم من بذور التغيير ذلك النظام الشامل الذي لا يمكن الاستغناء عنه في – إصلاح لهياكل – بواسطة العمل على انتشار أسلوب – تكنولوجية الشباكات المعلوماتية – بكل أدواتها و برامجها و انجاز :
TERMINAL MULTIMEDIA D’INTERFORMATION
التي تحتوي كما هو معروف على:
LE CLAVIER NUMERIQUE ET L’ENSEMBLE DES CODES BARRES/ CRAYON LECTEUR …
التي تسمح بإجراء عمليات متطورة و بتكاليف جد معقولة .
و هكذا تصبح علاقة المعلومة ببناء المجتمع علاقة المصدر الوحيد للمعرفة و يمكن ان نقول أن التحكم في العملية هذه سينتقل تدريجيا من خلال البيئة إلى التغيير الذي نصبو إليه في إصلاح مختلف الهياكل,

ه – ما هي الأساليب لبعث مفهوم معلومة المجتمع؟
من أنجع أساليب مفهوم معلومة المجتمع هي طريقة ترقية الإدراك و الاستيعاب الثقافي الذي يحدث ما نطمح إليه و هو انتشار التنوع الذي يحارب الاختلاف في مجتمع المعلومة أو المجتمع الراشد و هذه المادة الجديدة التي كرم الله سبحانه بها الإنسان من خلال العقل أساس التمييز الذي يدرك و يفهم أن المسؤولية أمانة و مهمة عظيمة لا يعيه إلا الإنسان العاقل و مهمة عظيمة سخر الله تعالى لتحقيقها ما في السموات و الأرض بالعلم و المعرفة.
و عندما نتكلم عن الاستيعاب الثقافي فبدون شك نحن نقصده كوسيلة حضارية لتحقيق هدف أسمى ألا و هو تحريك الإيمان مصدر كل وعي و تدبير و شعور.
و بطبيعة الحال تتطلب هذه المادة أو المعدن وسائل تقنية أخرى باستغلال الصورة و الطريقة و الصوت و كل الأجهزة المرافقة للإعلام الآلي ..و وسائل الاتصال المتنوعة و – .cycles –دوراتها
و من خلال هذا نتنبأ بإذن الله تعالى ببروز منشآت فيها من روح المبادرة و الجرأة التي تمكننا من إرساء ما يسمى ب:
Industrie des systèmes de vie
صناعة أنظمة الحياة التي تعتمد على تكنولوجية الاتصالات و الاتصال..
ان حاجة المجتمعات اليوم لمثل هذه الصناعات التي تحدث فضاءات تكون بمثابة الأرضية الخصبة لمجموعة من النشاطات الفردية و الاجتماعية ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها في نظام الشبكات.
قد يكون لمعنى نظام شبكات الإعلام الآلي في كل مكان هو إحداث قطاع متعلق بالحاجات الضرورية للحياة و بناء سوق داخلي ضخم يؤسس لبروز فضاءات جديدة موجهة للنشاطات الاجتماعية,
و تعني أيضا عملية إرساء هذه الشبكات في مواقع العمل و السكنات ..الإعلام الآلي في كل مكان يعني تكنولوجية الدورات .
و كما هو معروف هي عبارة عن دورات ربط الاتصال المعاصر من خلال لمواصلات اللاسلكية لبث و نشر الحوار الاجتماعي بمفهومه العام لان ذكاء الإنسان مبني على شكل يمتاز بإحداث دورات موجهة للمعلومات القيمة.
و هكذا يكون إحداث الشبكات و الدورات كطريقة أساسية لإنشاء أسواق جديدة يسمح تحريرها في بروز دورات تشمل مختلف النشاطات الاقتصادية ينشط حياة الفرد بالثقافة و تؤسس لظهور الإعلام الآلي في غير أماكن العمل و لا تتجسد مثل هذه الأفكار إلا في مجتمع المعلومة مع الأخذ بعين الاعتبار البيئة الطبيعية و الاجتماعية لكل مجال إنساني
يحمل قيما تقبل المشروع.
محمد داود
محافظ البحث الأثري و التاريخي و المتحفي
وزارة الثقافة