من عقيدة الولاء والبراء للشيخ الالباني رحمه الله
23-09-2011, 07:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السؤال :

إن المسلمين اليوم قد تفرقوا شيعاً وأحزابا . وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن التفرق والاختلاف ، فالمسلمون اليوم هذا < سلفي > وهذا < أشعري > ، وهذا صوفي ، وهذا < ماتردي>

السؤال : ألا يمكن غض النظر عن عقيدة الولاء والبراء في سبيل جمع الكلمة لمواجهة أعداء الله ورسوله ؟

الجواب :

هذا سؤال غريب عجيب ، يدل على أن كثيرا من المسلمين – إن لم نقل أكثر المسلمين – أنهم لا يعرفون بعدُ كيف يمكن للمسلمين أن يقاتلوا أعداء الله ، وأن يحاربوهم ، وهم – كما وصف السائل نفسه – متفرقون إلى شيع وأحزاب كثيرة .

كيف يعقل هذا السائل أن نترك البحث في الله عز وجل الذي كان من العقيدة الأولى التي أمر بها رسول الله في قوله تعالى < وربك فكبر > [ المدثر : 3] .

وقول الله عز وجل : < فاعلم أنه لا إلـه إلا اللـه > [ محمد : 19] .

فإذا كان المسلمين مـختلفين في فـهم هذه الكلمــة الطيبــة ، وكيف يستطيع هؤلاء أن يكونوا يدا واحدة في ملاقاة أعداء الله ومحــاربتهم .

كأن هذا السائل وأمثــاله يريدون منا أن نعطل شريعة الله عزوجل ، وبتعطيل شـريعة الله نستطيع أن نلاقي أعــداء الله ، هذا على مذهب أبي نواس : وداوني بالتي كانت هي الداء ُ.

وربنا عز وجل يقول :

فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا> [ النساء :59]
والآية التي ذكرناها مرارا آنفا :

(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [ النساء : 115]

كيف يرضى هذا السائل –وأمثاله - أن نُعرض عن هذه الآيات البيات كلها ؟ وكيف يتصور إمكانية التقاء هؤلاء المسلمين على ما بينهم من خلاف شديد ؟ ليس كما يقولون في الفروع ، بل وفي الأصول ، وليس في الأصول فقط بل في أصل الأصول وهو الله رب العالمين تبارك وتعالى .

ويؤسفني جدا أن أذكّر هذا السائل وأمثاله ، لقد طرنا فرحا حـينما كانت تبلغنا أخبار انتـصار إخـواننا المسلمين الأفغانيين على الشيوعيين الروس وأذنابهم ، ثم بقدر ما فرحنا أسفنا وحزنا حينما وقفوا أمام بلدتين فقط من أفغنستان كلها ، والسبب في ذلك أن قوادهم ورؤوسهم اختلفوا فيما بينهم وتنازعوا ، وربنا يقول:

{ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } (الأنفال:46).

فهــذا السائل لا ينتبه إلى أن الخلاف الذي أشار إليه الرسـول عليه الصلاة والسلام في حديث الثلاث وسبعين فرقة ، وأن الفرقة الناجية هي التي تكون على مـا كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه .

حينمــا يتكتل المسلمون على هذا المنهج من الكتاب والسنة ومـا كان عليه أصحاب النبي الله ، حينئذ يمكنهم أن لا يلاقوا أعداء الله عز وجـل ، أما أن ندع القديم على قدمه كما يقولون ، وأن نحاول الاجتماع والتلاقي في سبيل محاربة العدو ، فـهـذا أمر مستحيل ، والأية ، وغزوة حنين ، ونحوها من أكبر الأمثلة على ضرورة تو حيــد كلمة المسلمين ، ولن يمكن ذلك أبدا إلا على أساس الكتاب والسنة ، والآية السابقة تكفيكم إن شاء الله دلالة .

فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا> [ النساء :59]

فالكتاب الكتاب ، والسنة السنة ، ومنهج السلف السلف .



المسائل العلمية والفتاوى الشرعية (3)


الســلفيـــــة


لفضيلة الشيخ المجدد


محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله


منقول للفائدة
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك
وجميع سخطك