خلعت الذيب خير من شي أجنابو.
26-11-2015, 07:29 PM




بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم







خلعت الذيب خير من شي أجنابو:



هو مثل شعبي شهير يطلق على أهمية الخوف في إرباك العدو مهما كان نوعه هو ما ينطبق على تركيا أردوغان اليوم وتخبط سياسته الخارجية بين نرجسية حلمه وبين واقع يجره نحو مشاكل إقليمية متراكمة وعزلة محتومة لم يجد لها سوى غضبه الطائش ليقول أنا هنا ولكن للأسف لم يجد سوى روسيا التي تقود تحالف من دول كلها ذات توتر مع تركيا ليعبر عن سياسته ،أضف إلى هذا أمريكا التي تستعمله كورقة من أجل التنسيق فقط واستغلال أراضيه لمشاريعها السياسية في المنطقة ،ولعل خطوته لإسقاط الطائرة الروسية أمر لا يمكن توقعه في ظل تحالفات كثيرة وسريعة وتغيرات جيوسياسية مبنية على مصالح وكلها تستثني تركيا التي بدأ التوتر من الداخل بحربها على الأكراد إلى حرب خارجية مع دول إقليمية وخلافات سياسية مستمرة بدأت بسوريا ثم مصر وإيران والآن أوروبا برواية الهجرة الغير شرعية نحو أوروبا وتسخير تركيا لجميع إمكانياتها من اجل حلم الانضمام للوحدة الأوروبية.

ربما الكثير منا لا يفهم سياسة التركية سوى من خلال الفلاشات الاشهارية لأردوغان كنوع من رفع مستوى الشعبية ولكن في الحقيقة هي سياسة نحو الحلم العثماني المعانق للحلم الأوروبي.

هاهي تركيا اردوغان تقطع علاقات من دولة الاحتلال علاقات سياسية فقط ولكن الاقتصادية تستمر من اجل جلب عاطفة الشعوب العربية التي أصبحت لا تقرأ ،إلى حربها على جارتها سوريا لأسباب يمكن فهمها بالتخلص من التواجد الكردي بأرضيها وتقسيم الدولة السورية إلى دويلات ،وكذا خطته لتصدير الغاز عبر أراضيه لأوروبا كنوع من التقرب السياسي نحو الحلو الأوروبي ،وتدخله في المستنقع الليبي الذي أصبح شبيها بأفغانستان العرب إلى دعمها التحالف العربي على الشعب اليمني لحد الآن لم ينته ،إلى محاولات كثيرة لنشر أفكار السياسة التركية بين أفراد الشعوب العربية كنهج لتهيئتهم على المنوال التركي الذي يبقى شبيه بشخصية إنسان متقلب المزاج.

هاهي تركيا اردوغان تتألم من خطأ لا تعرف كيف تخرج منه ،وتهور لا تعرف كيف تكبحه من إسقاط طائرة روسية على الأراضي السورية ، والخطوات الروسية بالتوعد بالرد بطرق كثيرة جعل الأتراك يروُون قصص وروايات كثيرة كتبرير على ذلك ولكن لم تلق تبريراتها أي اهتمام وخاصة في ظل تنامي التحالف الإيراني الروسي في المنطقة ،ونجاح السياسة الروسية في إقناع الغرب بضرورة تعمد نهج معين من اجل التصدي لتنظيم الدولة الذي بدأت تتضح ملامح أهدافه بنشر الفوضى في آسيا وأوروبا وإفريقيا والغريب غياب تنظيم الدولة في أمريكا أليس مفارقة عجيبة.

ولهذا قد تبني روسيا قاعدة عسكرية ومطار عسكري في مكان إسقاط الطائرة وهو أمر وارد جدا طالما تدخلت روسيا في سوريا ولا احد في العالم استطاع أن يكبح القوة العسكرية الروسية براً وبحراً وجواً إنها سياسة جديدة من تحالفات بدأت تنسج خيوطها بعيداً عن تركيا وعزلها من أي دور سياسي وطبعا يعتبر أمر معقول جدا فالسياسة التركية عزلت نفسها بنفسها بسحب سفرائها من سوريا ومصر وتوتر من إيران ،فكيف لها أن تدخل في أي تحالف أو حوار سياسي في ظل علاقات مقطوعة إلا مع إسرائيل

هكذا هي سياسية تركيا أردوغان تشبه سلوك إنساني وليس سياسة دولة.




بقلم :
فتحي

الخميس 26 نوفمبر2015

...