كاتب للعصر ام كاتب العصر!
24-11-2016, 04:25 PM
كاتب للعصر ام كاتب العصر!

يقول العارفون : الكتابة امانة ورسالة وانتماء . والكتابة عندهم ليس سلعة تباع وتشترى في سوق المنتفعين من ورائها ، وليست بضاعة للذين يلهثون مطبلين في كل حفلة وسهرة او لمة ، الكتابة عندهم عصارة الفكر وألم البحث والتعبير عن واقع بمداد الدم والدموع ، والكاتب الشريف يهجر نعيق الغربان ونقيق الضفادع... ومهما كانت افكاره فهو متحصنا ضد الرشوة لأنه لا يعرف الانتهازية ولا يخضع لسلطة او مال.... يكتب بحرقة وألم ولكتابته نكهة خاصة تخرج من الروح و الى الروح تسري ... وكلمته لا تباع في اسواق العبيد ، لان كلمته قد تطيح برؤوس الجبابرة والمتملقين والمتسلقين .... والكتابة للعصر اقوى من المسدس والرشاش – كم من اقلام غيرت وجه التاريخ – لأن كاتب العصر يعمل على الاتصال والتقارب ونسج العلاقات الحية الفاعلة .

الكتابة للعصر يتبعها التصرف الراقي ، هي التى تجعل من الانسان متأملا متدبرا ... وهي التى تصدع بالحق لان الظلم يتغذى بالصمت ، وتؤسس لتشييد مراكز الحضارة .... والكاتب للعصر يعمل على تحمل المسؤولية التى قبلها الانسان ورفضتها الارض والسماء والجبال... هو يعرف انه مسؤول امام الله – عز وجل – الذي خلقه في "كبد " ... انه يعمل دائما على حل مشكلات نفسه كي يحل مشكلات مجتمعه لأنه يعرف القاسم المشترك بين حل مشكلة النفس ومشاكل المجتمع...انه يؤمن بان كل فكر علمى تاريخي يبدع و يؤدى الى التجديد والتغيير ، ورفض الخضوع للأقوياء .... الكاتب للعصر هو الذي يفتح البصير على الطريق العلمي المبدع ، ويحارب الإحتباس الفكري ، لأنه يعرف اهمية ادراك الفرد والمجتمع للعلوم والمعارف وشتى مجالات الحياة ، ولانه كلما زاد نشاط الفرد في اكتساب الخبرة زاد معدل الوعي في المجتمع.
اما كتابة العصر تلتمس الرغبات الفردية والمصالح الشخصية ، وهي تعبر عن اراد متسلقة متملقة في سبيل الوصول الى اعلى المراتب وكسب الشهرة والمقام ...وهذا هدم لإرادة الانسان وللبناء والتشييد. وكاتب العصر يعرف كيف ينتقى من الاحاديث الموضوعة ما يبرر تخاذله وأطماعه ... ومن اخلاقه انه يتخفي وراء شعارات مائعة لا تجتاز اذنا او قلبا ... وينتقى من السيرة ما يخدم افكاره الابليسية ... بل حتى يستخدم بعض التجاوزات للوصول الى اهدافه . ان كاتب العصر يعمل على توصيل الفكر العابر للجنسيات... وعلى استنساخ الثقافة المستوردة حسب المعايير الاستعمارية هو ينهل من منابعها الذميمة مثل الكراهية والغضب والحقد ويهيئ النفوس لوسواس الشيطان وإيحاءاتهم... باختصار هو العلاقة التى تربطه مع التدمير... وهو على اتصال دائم مع من يرهب بالكابوس او بالطوائف او بالمذاهب... وهو يناضل دائما ضد نبض الابداع ، الذي يشيد الحضارات ، لأن الابداع مات في عقله وقلبه وحل مكانه الفشل والخيبة والكسل العقلي والانحطاط الفكري...انه لا يخطط إلا لأقنعة الوصول الى صنم المادة ، كاتب العصر بفكره وسياسته يحيد عن الصواب ويضلل المسار الحضاري ، لأنه مريض يحتاج الي الفاليوم ومستشفي الامراض العقلية لعله يجد طريقه الصحيح ويعود من هروبه عن واقعه المتخلف.
zoulikha
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا