دور الاستشراق في نشر الأفكار الضالة!!؟
04-07-2016, 12:24 PM
دور الاستشراق في نشر الأفكار الضالة!!؟


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

جاء مؤخرا في تصريح لوزير الشؤون الدينية:" محمد عيسى" ما يأتي:
" أما بخصوص نشاط بعض الخلايا المرتبطة بنشر الأفكار كالتشيع والأحمدية والتنصير، فقد اعترف الوزير بأن تواجد مثل تلك الأفكار الشاذة لا يقلق بقدر ما يقلق بداية تنظيم أصحاب تلك الأفكار لأنفسهم، واصفا إياها بأنها امتدادات لظواهر استعمارية حديثة تريد أن تخرب للجزائريين وحدتهم التي أنجتهم من الربيع العربي والفتن التي ضربت الكثير من الدول، حيث إن الدولة الجزائرية على أهبة الاستعداد وعلى دراية بتلك الخلايا وهويتها وستتعامل معها عندما يحين الوقت، أين ستكون العدالة فيصلا لحماية الجزائريين في عقيدتهم وسيادتهم المرجعية على غرار ما حصل مع خلية البليدة للطائفة الأحمدية التي فككها الدرك الوطني في الآونة الأخيرة.".
نقول معلقين في نقل بتصرف يسير:
دون شك: إن السبب الرئيسي لانتشار تلك الأفكار الضالة هي:" التقنية الحديثة" التي استغلتها الدوائر الاستعمارية الحديثة لاختراق الحواجز والحدود لتعبث بعقول شبابنا، وتزرع البلبلة الفكرية العقدية في صفوف المسلمين من باب:" فرق: تسد!!؟"، ولتحقيق ذلك: وجدنا أكثر المستشرقين يهتمون بتحقيق ونشر كتب:" الفرق الضالة!!؟".
فبعد فشَل الحروب الصليبيَّة: ظهرت سياسات استعمارية جديدة تسمَّى:" الحركات الدينية التنصيرية"؛ وتهدف لنشْر النصرانية بين الأمم المختلفة ودول العالم الثالث عامَّة، وبين المسلمين خاصة: بُغيةَ إحكام السيطرة على هذه الشعوب، وتحقيق مُخطَّطات الغرب بالاستيلاء على العالم الإسلامي، وفرْض التَّبَعِيَّة الفكرية والسياسية على المسلمين.
وارتبَط التنصير ارتباطًا وثيقًا بالاستشراق، فهما حركتان مناهضتان للإسلام، يحمِلان التعصب للنصرانية ضد الإسلام.
وبقرار من المجلس الكنَسي في فيينا سنة 1312 ميلادية: بدأ الاستشراق وجوده الرسمي في الغرب، فأقيمت المؤسسات الاستشراقية الأكاديمية، وتأسَّست كراسٍ جامعية لدراسة لغات الشرق وآدابها، وخاصة الشرق الإسلامي، وتأليف الكتب والموسوعات، وعقْد المؤتمرات التنصيرية بقيادة رواد الاستشراقآنذاك.
فكان الاستشراق بمثابة الفِكر التمهيدي، والتخطيط الإستراتيجي، والمائدة الثقافية التي تكوِّن وتشكِّل عقليةَ الحركة التنصيرية، فيما كان التنصير هو: العاملَ الحركي والتنفيذي لتلك الإستراتيجية داخل العالم الإسلامي.
فاعتمَد المنصِّرون في عملياتهم التنصيرية على المؤلَّفات الاستشراقية التي أعدَّها الغربيون المستشرِقون، والتي فقَدت المصداقية، ونالها من التحريف والتدليس الكثيرُ والكثير، فأخذ المنصِّرون يحاولون توهين العقيدة الإسلامية شيئًا فشيئًا في نفوس المسلمين؛ لتسهيل تنصيرهم فيما بعد كخطوة تالية.
وفي حركة دؤوب لا تَهدأ، عمِل هؤلاء المنصِّرون على القضاء على دولة الإسلام وتصفيته من الوجود نهائيًّا؛ من خلال التشكيك في العقيدة وصحَّة الكتب والرسالة، وإثارة الشُّبهات والافتراءات حول الإسلام، والتعرُّض للشخصيات التي حمَلت الرسالة من الناحية الأخلاقية والأمانة؛ وذلك لانتزاع عناصر الإيمان من قلوب المسلمين، وتنفيرهم من تطبيق الشريعة السَّمْحة الغرَّاء، وتغييبالعقيدة الصحيحة، كما عمِلوا على إضعافاللغة العربية: لغة الرسالة، وتغيير قواعدها واستبدال لغة أخرى بها مع التوسُّع ونشْر المدارس الأجنبية بين أبناء المجتمع المسلم؛ للحَيلولة دون دخول النصارى في الإسلام، محاولِين بذلك تقليص المد الإسلامي في الخارج، وتمييعالدين لمُسلمي الداخل؛ بنشْر فلسفات وثقافات غربية ليس لها أصول إسلامية.
ولم يكتفِ المنصِّرون بهذا فحسب، بل قاموا ببَذْر بذور العلمانية في التربة الإسلامية، ودعْم مؤسسات وأحزاب ومنظَّمات مشبوهة تروِّج للفكر اللاديني الإلحادي، واستقطاب شخصيات إعلامية ورِشوتها، واستخدام أصحاب الأسماء الإسلامية التي قد توحي للمشاهِد والقارئ - ظاهريًّا - أنها تنتمي للتيار الإسلامي؛ وذلك لتشويه صورة الإسلام، وامتهان مقدَّساته، والسخرية من الرموز في سعي للقضاء على عوامل الوَحدة الإسلامية: كالقرآن الكريم، والكعبة، ومكة، وإثارة النعرات العِرقية تحت مُسمَّى:" الحداثة والتنوير وحرية الفكر والإبداع"، ولا مانِع في منْحهم قِلادات وشهادات تقديرية؛ "سيد القمني وعدنان إبراهيم: نموذجًا".
وفي ظلِّ غياب الدور الإسلامي في الوسط المُغاير، ومع تصاعُد النفوذ الغربي في الكثير من البُلدان الإسلامية، وضعْف الحكام المسلمين وتخاذُلهم وسكوتهم عنهم: استغلَّ المنصِّرون انتشار الفقر والجهل والمرض في بلاد المسلمين، وبمعاونة المأجورين والمُتهاونين والمؤازِرين من الداخل، وعمِلوا على بِناء المعتقَد النصراني عبر تقديم الدعم المادي الكبير للمُنصِّرين والمتنصِّرين ومساعدتهم على الهجرة خارج البلاد، كما حرَصوا على تسميم التعليم بأفكار تنصيريَّة استشراقية: لطمساللغة العربية، إلى جانب تقديم الخدمات الاجتماعية والطبية في بعض بلاد الإسلام من خلال إنشاء العديد من المراكز الصحية، وعلاج الإدمان أو رعاية المسنين ودُور الأيتام: قاصدِين بذلك إظهار النصرانيَّة على أنها دين المحبة والسلام، وإظهار الإسلام على أنه دِين السيف والانتقام، كما حرَصت الحركاتالتنصيرية على السيطرة على وسائل الإعلام: لبثِّ خطابٍ إعلامي يعمَل على التقليل من شأن الدِّين في حياة الفرد، وتشكيك المسلمين في معتقَدهم الأصلي، ولتثبيت النصارى على دينهم من خلال القنوات التنصيرية التي تَبُثُّ السموم، وتتحرَّى الكذِب، وتروِّج للافتراءات على الإسلام مثل:(قناة الحياة المصرية، وقناة cnaللشمال الإفريقي نموذجا)، بالإضافة إلى الإنفاق على إنتاج الأفلام الوثائقية والدعاية الإعلامية المَهولة للمتنصِّرين، مع عرْض وتضخيم التصرُّفات الشخصية السلبية للمسلم، وإظهارها على أنها منهج إسلامي، وليس تصرُّفًا فرديًّا!!؟، في حين تتغاضى عن الانحطاط الأخلاقي، وسلبيات المجتمع الغربي؛ كالتعرِّي والإباحية، وحروبه المدمرة لدول الإسلام:( أفغانستان والعراق: نموذجا)، فيتحدَّثون فقط عن تقدُّمه العلمي وغزوه الفضائي!!؟.
وأكثر ما يركِّز عليه المنصِّرون هم: الأطفال والشباب من الفئات العمرية المختلفة، والذين يُعانون من الفقر والبطالة، كما رأينا ما صنَعوه في البلاد الإفريقية الفقيرة، من تقديم الغذاء والدواء مقابِل: التنصُّر، وبجانب الغذاء، هناك: الدواء والكساء وكثرة المال والتضليل الإعلامي والكذب والتدليس.
هؤلاء المنصِّرون يعمَلون بخُطط مستقبلية قد تشمَل عدة أجيال قادمة، فمثلاً هم يعلمون أنهم ربما لا يقدِرون على تحويل عدد كبير من الأجيال الحالية عن دينهم، ولكن غايتهم هو: تمييع شخصية الآباء، وإبعادهم عن أُسس دينهم، فيكون الأمل لدى المنصِّرين في الأجيال التالية أكبر، فيُصبح تنصيرهم لأبناء مُلحِد أو مسلم بالاسم: سهلاً عليهم، وفي منتهى اليُسْر عن تنصير أبناء مسلم مُلتزِم علَّم أبناءه القرآن واللغة العربية.
وفي الآونة الأخيرة، ومع استخدام الإنترنتوالشبكات الاجتماعية وبرامج الشات الصوتية: حرَصت المنظَّمات التنصيرية على الوجود والمشاركة بقوة في النشاط التنصيري: مستغلَّة عدد المستخدِمين الكثير لتلك الشبكات، فقامت بنشر العديد من الصفحات الإلحادية والتنصيرية والتشكيك في الإسلام، وراحت تُلقي بالشبهات والافتراءات حول الإسلام العظيم للمسلمين الجُهال من الشباب والأطفال والنساء وكافة الأعمار والفئات، الذين لا يتوفَّر لديهم العِلم الكافي، والجواب الشافي لمحاورات هؤلاء المنصِّرين، والرد على افتراءاتهم وتدليسهم، فيُصيب قلبَهم نوعٌ من الوَهَن والتشكيك في دينهم.
ومن هنا: ندقُّ ناقوس الخطر على هذا الفعل الممنوع والمجرِم داخل المجتمع المسلم، وندعو للتوعية وزيادة التوجيه الديني مع نشْر الردود الكافية والشافية على تلك الافتراءات، وكشْف الأساليب التنصيريَّة المختلفة، والطرق الملتوية التي قد يستخدِمها المنصِّرون عبر الإنترنت للتأثير على عقيدة المسلمين مع تدعيم الدور الأُسري والرقابة المجتمعيَّة على تلك الشبكات والصفحات.