تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
  • تاريخ التسجيل : 13-04-2013
  • الدولة : كوكب الفرح
  • العمر : 27
  • المشاركات : 18,066
  • معدل تقييم المستوى :

    31

  • شاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the rough
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
رجاءا ساعدوني في بحث *اجتماعيات* حول جمعية ...
22-01-2014, 05:55 PM
السلام عليكم

ممكن مساعدة في بحث حول جمعية العلماء المسلمين ودورها في محاربة الاستعمار
جمعية العلماء لقيتو بصح دورها ما لقيتوش ربي يعيشكم ساعدوني لانوا هذا البحث هو فرضنا تع الاجتماعيات

آڷتعآمڷ-معيے'ڳآڷذخيره-آڷغڷطہ آڷأۈڷى-هيہ آڷآخيہرة)

كاتــ،ـبـة باذن ربـــ،ـي اعـــ،ــي ما افــ،ــعـــ،ـــل واخــ،ـــط دربــ،ــي

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية نسرينات الامل
نسرينات الامل
مشرفة المنتديات التعليمية
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2013
  • الدولة : ابنة الاوراس
  • العمر : 27
  • المشاركات : 7,740
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • نسرينات الامل has a spectacular aura aboutنسرينات الامل has a spectacular aura about
الصورة الرمزية نسرينات الامل
نسرينات الامل
مشرفة المنتديات التعليمية
رد: رجاءا ساعدوني في بحث *اجتماعيات* حول جمعية ...
22-01-2014, 06:15 PM
متى تحتاجينه ريان ؟؟؟؟؟؟
شيء من العدم و كثير من السواد
-نسرين-

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ام زين الدين
ام زين الدين
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 09-11-2008
  • الدولة : ارض الله الواسعة
  • العمر : 52
  • المشاركات : 26,032

  • وسام مسابقة الخاطرة اللغز المرتبة 1 مسابقة الطبخ 

  • معدل تقييم المستوى :

    44

  • ام زين الدين has a spectacular aura aboutام زين الدين has a spectacular aura aboutام زين الدين has a spectacular aura about
الصورة الرمزية ام زين الدين
ام زين الدين
مشرفة سابقة
رد: رجاءا ساعدوني في بحث *اجتماعيات* حول جمعية ...
22-01-2014, 06:19 PM
- الدعوة إلى تأسيسجمعية العلماء المسلمين

إن اللبنة الأولىلتأسيس "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" كانت سنة 1913 م، وذلك عندما كان الإمامابن باديس مقيمًا بالمدينة المنورة معر فيق الدرب العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي،حينما كانا يقضيان جلَّو قتهما في البحث عن الوضع المتردي للجزائر، وسبيل النهوض بهامن كبوتها.وفي ذلك يقول البشر الإبراهيمي : "وَأشْهِدُ الله على أن تلك الليالي منعام 1913 هي التي وضعت فيها الأسس الأولى لجمعية العلماء المسلمين والتي لم تبرزللوجود إلا عام 1931 م".
بعد عشر سنوات من رجوع ابن باديس من الحجاز عام 1913بدأ تفكيره يتجه إلى توسيع الخطة الإصلاحية التي شرع فتنفيذها بتعليم الناسوإرشادهم وتصحيح أمورديهم، واستنهاض همم العلماء، تأكد لديه أن معركة الدفاع عنالجزائر وعن مقوماتها لا يمكن أن يقوم بها شخص واحد، أو جماعة محدودة العدد،وبسلاح واحد، لذلك أخذ من سنة 1924يتطلع إلى الدخول في مرحلة جديدة تتكامل فيهاوسائل العمل النضالي ويوجه فيها جهد المخلصين من أبناء هذا الوطن للتصدّي لإفشالسياسة الاستعمار،والقيام بواجب خدمة الوطن والدين واللغة، وإصلاح الأوضاع الثقافيةوالاجتماعية والسياسية، والسعي إلى تحقيق يقظة فكرية، وبعث شعور قومي، ووعي سياسيوديني، يدفع الحركة الإصلاحية إلى الأمام.وكان من الطبيعي أن يتطلع ابن باديس إلىاستكمال الأدوات التي تحتاج إليها الحركة الإصلاحية، وتأسيس الهيئات التي تشد عضده،وتعينه على أداء المهمة الثقيلة، فباشر بعقد اللقاءات مع الشيخ "محمد البشيرالإبراهيمي" منذ 1920، تارة في سطيف،وأخرى في قسنطينة، التي كانت تنصب على دراسةالوضع في الجزائر والبحث عنا لسبل الكفيلة بمعالجة هذا الوضع، بعد هذه اللقاءاتالممهدة فكر الشيخ عبد الحميد في أيخطو خطوة عملية تكون تمهيدا مباشر للشروع فيالتحضر لتأسيس هذه الجمعية التي ظلت فكرة لم تجد طريقها للتنفيذ، وما يذكر في هذاالصدد قول الشيخ البشير الإبراهيمي :"زارني الأخ الأستاذ عبد الحميد بن باديسوأنا بمدينة سطيف أقوم بعمل علمي – زيارة مستعجلة في سنة 1924 م، فيما أذكر. أخبرنيبموجب الزيارة في أول جلسة وهو أنه عقدا لعزم على تأسيس جمعية باسم (الإخاء العلمي) يكون مركزها العام بمدينة قسنطينة العاصمة العلمية... تجمع شمل العلماء والطلبة وتوحدجهودهم، وتقارب بين مناحيهم في التعليم والتفكير، وتكون صلة تعارف بينهم، ومزيلةلأسباب التناكر والجفاء.
... وفي تلك الجلسة عهد إلّي الأخ الأستاذ أن أضع قانونهاالأساسي فوضعته في ليلة وقرأته عليه في صباحها،فاغتبط به أيما اغتباط... ولما وصلإلى قسنطينة وعرض الفكرة على الجماعة الذين يجب تكوين المجلس منهم أيدوا الفكرةوقرروا القانون بعد تعديل قليل. ثم حدثت حوادث عطلت المشروع وأخبرني الأستاذ باديسبذلك فلم أستغرب لعلمي أن استعدادنا لمثل هذه الأعمال لم ينضج بعد...
من الأعمال ما يكونالفشل فيه أجدى منا لنجاح وهذا هو ما شاهدناه في تأسيس جمعية الإخاء العلمي فقدفشلنا فبتأسيسها ظاهرا وفيما يبدو للناس، ولكن المحاولات لم تذهب بلا أثر فيالمجتمعات العلمية الجزائرية حتى كان من نتائجها بعد أعوام جمعية العلماء المسلمين".
وهكذا بدأت الفكرة تنمووتختمر في أذهان الذين وصلت إليهم, ومن الأمور التي هيأت الجو الفكري لهذه الجمعيةهو أنا بن باديس بادر بإنشاء الصحف التي تنشر الأفكار الإصلاحية والمبادئ التي تقومعليها هذه الأفكار, حيث دعا ابن باديس في مختلف الصحف إلى اتحاد العلماء وتجمعهم, والاتفاق على خطة عمل لإصلاح الأوضاع الدينية والتعليمية والاجتماعية والسياسية, فهويشير هنا إلى ضرورة إنشاء جمعية منالعلماء.

2- أول إجتماع لروادالإصلاح

بعداللقاءات الممهدة التي كانت تتم بينا بن باديس والبشير الإبراهيمي, تارة في سطيف, وأخرى في قسنطينة, التي كانت تنصب على دراسة الوضع في الجزائر والبحث عن السبلالكفيلة بمعالجة هذا الوضع, فكر الشيخ عبد الحميد في أن يخطو خطوة عملية تكون تمهيدامباشر للشروع في التحضر لتأسيس هذه الجمعية.
فتوالت الجهود الممهدة لإنشاء هذه الهيئة، ويذكرالشيخ خير الدين في مذكراته أنه في عام 1928 م دعا الشيخ عبد الحميد بن باديس الطلابالعائدين من جامع الزيتونة والمشرق العربي لندوة يدرسون فيها أوضاع الجزائر، ومايمكن عمله لإصلاح هذه الأوضاع، وكان ممن لبى الدعوة من يمكن تسميتهم بـ (روادا لإصلاح) أمثال : البشير الإبراهيمي، ومبارك الميلي، والعربي بن بلقاسم التبسي،ومحمد السعيد الواهري، ومحمد خير الدين، واجتمعوا برئاسة الشيخ عبد الحميد بمكتبه. وقد سطر في هذا الاجتماع برنامج يهدف إلى النهوض بالجمعية المزمع إنشاؤها، فكأن ابنباديس أراد أنيسبق الأحداث، فحدد محاور النشاط الإصلاحي، الذي تضطلع به الجمعيةالتيدعا إلى إنشائها.
وقدسطر في هذا الاجتماع برنامج يهدف إلى النهوض بالجمعية المزمع إنشاؤها, فكأن ابنباديس أراد أن يسبق الأحداث,فحدد محاور النشاط الإصلاحي, الذي تضطلعبه الجمعية التيدعا إلى إنشائها, وفعلا كان ذلك هو البرنامج الذي اتبعته الجمعية بعد ميلادها.
وفي خلال الفترة بين عام1926 م إلى عام1930 م برز «نادي الترقي» وأصبح ذا ثقل ثقافي وتأثير جدي فكانملتقى النخبة المفكرة سواء من كان منهم مقيماً بالعاصمة أو من كان وافداً عليها منالخارج. وكانت تلقى فيه المحاضرات والمسامرات،وتقام فيه الحفلات، وداوم عبد الحميدكلما جاء إلى الجزائر يحاضر فيه أيسامر أو يجتمع فيهب الشباب الناهض المتوثب منطلبة العلم والمفكرين، فكان النادي بذرة صالحة للنهضة الجزائرية. ولقد تكونت لجنةتحضيرية فيه لتنبثق عنها الجمعية، وكان كاتب اللجنة الشيخ أحمد توفيق المدني ورئيسهاالسيد عمر إسماعيل.

3-تأسيس جمعية العلماءالمسلمين

تأسست (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) بعد الاحتفال بمضي قرن على احتلال الجزائر فكانذلك ردا عمليا على المحتفلين الذين كانت أصواتهم ترددا لجزائر فرنسية وكان شعارالعلماء المصلحين "الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا"، وقد ظهر هذاالشعار أول ما ظهر مكتوباً على كتاب الجزائر للشيخ أحمد توفيق، ثم تناولته الألسنةوالأقلام ولقن لطلبة العلم وذلك يوم الثلاثاء17 من شهر ذي الحجة عام 1349 هـالموافق لـ الخامس من ماي 1931 في (ناديا لترقي) بالعاصمة إثر دعوة وجهت إلى كل عالممن علماء الإسلام في الجزائر, من طرف (هيئة مؤسسة) مؤلفة من أشخاص حياديين ينتمونإلى نادي الترقي غير معروفين بالتطرف, لا يثير ذكرهم حساسية أو شكوكا لدى الحكومة, ولا عند الطرقيين. أعلنوا : أن الجمعية دينية تهذيبية تسعى لخدمة الدين والمجتمع, لاتتدخل في السياسة ولا تشتغل بها.
لبّى الدعوة وحضر الاجتماع التأسيسي أكرمن سبعينعالما, ومن شتى الاتجاهات الدينية والمذهبية : (مالكيينواباضيين, مصلحين وطرقيين, موظفين وغير موظفين), كما حضر الاجتماع طلبة العلم من مختلف جهات الوطن.
والجدير بالذكر أن ابنباديس لم يحضر الاجتماع التأسيسي للجمعية من الأول, وكان وراء ذلك هدف يوضحه الشيخخير الدين أحد المؤسسين الذي حضر الجلسات العامة والخاصة لتأسيس الجمعية, يقول : "كنتأنا والشيخ مبارك الميلي فيمكتب ابن باديس بقسنطينة يوم دعا الشيخ أحد المصلحين (محمد عباسة الأخضري) وطلب إليه أن يقوم بالدعوة إلى تأسيس (جمعية العلماء المسلمينالجزائريين) في العاصمة وكلفه أن يختار ثلة من (جماعة نادي الترقي) الذين لا يثيرذكر أسمائهم شكوك الحكومة, أو مخاوف أصحاب الزوايا, وتتولى هذه الجماعة توجيه الدعوةإلى العلماء لتأسيس الجمعية (فينادي الترقي بالعاصمة) حتى يتم الاجتماع في هدوءوسلام, وتتحقق الغاية المرجوة من نجاح التأسيس.ويقول الشيخ خير الدين : "وأسر إليناابن باديس أنه سوف لا يلبي دعوة الاجتماع ولا يحضر يومه الأول حتى يقرر المجتمعوناستدعاءه ثانية بصفة رسمية, لحضور الاجتماع العام, فيكون بذلك مدعوا لا داعيا, وبذلكيتجنب ما سيكون من ردود فعل السلطة الفرنسية وأصحاب الزوايا, ومن يتحرجون من كل عمليقوم به ابن باديس".
بعدالاجتماع العام الذي انطلق على الساعة الثامنة صادق الجميع بعد التشاور على مشروعالقانون الأساسي للجمعية، وفي اليوم الموالي – يوم الأربعاء –على الساعة الثانية بعدالزوال عقد اجتماع بقصد انتخاب الهيئة الإدارية،فاقترحت عليها جماعة فوقع الإجماععلى اختيارها، وانفضت الجلسة في الساعة الخامسة مساءا. ثما جتمع المجلس الإداري عندالثامنة من مساء اليوم نفسه وانتخب الشيخ ابن باديس رئيسا للجمعية وتم استدعائه،كونه كان غائباً حيث لم يحضر معهم في اليوم الأول ولا في اليوم الثان ، وفي اليومالثالث جاء إلى الاجتماع وألقى كلمة جاء فيها :
"إخواني، إنني قد تخلفت عن جمعكم العظيم اليوم الأول والثانيفحرمت خيراً كثيراً، وتحملت إثماً كبيراً، ولعلكم تعذرونني لما لحقت في اليومالثالث،وأذكر لحضراتكم ما تعلمونه من قصة أبي خيثمة الأنصاري لما تخلف عن النبي صلىالله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ثم لحقه فقال الناس هذا راكب يرفعها لإل ويضعه،فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كن أبا خيثمة ، فقالوا : هو أبوخيثمة،فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل عذره ودعا له بخير. ومثلكم منكانله في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة." هكذا كان يستلهم أقواله وأفعالهمن السنة النبوية.
وألقىخطاباً آخر في ذلك الاجتماع عندما باشر مهام الرئاسة، هذا نصه :
"الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. إخواني، إنني ما كنت أعد نفسي أهلاًللرئاسة لو كنتُ حاضراً يوم الاجتماع الأول،فكيف تخطر لي بالبال وأنا غائب ؟ لكنكمبتواضعكم وسلامة صدوركم وسمو أنظاركم جئتم بخلاف اعتقادي في الأمرين فانتخبتمونيللرئاسة.
إخواني، كنتأعد نفسي ملكاً للجزائر أما اليوم فقد زدتم في عنقي ملكية أخرى ، فاللهَ أسأل أنيقدرني على القيام بالحق الواجب.
إخواني إنني أراكم في علمكم واستقامة تفكيركم لمتنتخبوني لشخصي، وإنما أردتم أن تشيروا بانتخابي إلى وصفين عرفبهما أخوكم الضعيفهذا: الأول إنني قصرت وقتي على التعليم فلا شغل لي سواه فأردتم أن ترمزوا إلىتكريما لتعليم إظهاراً لمقصد من أعظم مقاصد الجمعية وحثاً لجميع الأعضاء على العنايةبه كل بجهده، الثاني: أن هذا العبد له فكرة معروفة، وهو لن يحيد عنها ولكنها يبلغهابالتي هيأ حسن، فمن قبلها فهو أخ في الله، ومن ردها فهو أخ في الله، فالأخوّة فياللهفوق ما يقبل وما يرد،فأردتم أن ترمزوا بانتخابي إلى هذا الأصل، وهو أن الاختلاف فيالشيء الخاص لا يمس روح الأخوة في الأمر العام."
4- اعضاء الجمعية
وهكذا تأسست الجمعية, وتشكل مجلسها الإداري المنبثقعن الاجتماع العام, على النحو التالي :
1- الرئيس : عبد الحميد بن باديس
2- نائب الرئيس : محمدالبشير الإبراهيمي
3- الكاتب العام : محمد الأمين العمودي
4- نائب الكاتب العام : الطيب العقبي
5- أمين المال : مباركالميلي
6- نائب أمينالمال : إبراهيم بيوض
أعضاء مستشارين :
1- المولود الحافظي
2- الطيب المهاجي
3- مولاي بن شريف
4- السعيد اليجري
5- حسن الطرابلسي
6- عبد القادر القاسمي
7- محمد الفضيل اليراتني
ونظرا لكون أغلب أعضاءالمجلس يتواجدون بعيدا عن العاصمة بحكم ظروفهم السكنية، تقرر تعيين لجنة دائمةيكون أفرادها ممن يقيمون بالعاصمة, تتألف من خمسة أعضاء, تكون على اتصال دائما برئيسالجمعية بقسنطينة، وتتولى التنسيق بين الأعضاء, وتحفظ الوثائق, وتضبط الميزانية, وتحضر للاجتماعات الدورية للمجلس الإداري، وقد شُكلت على الوجه التالي :
1- عمر إسماعيل رئيسا.
2- محمد المهدي كاتبا.
3- آيت سي أحمد عبدالعزيز أمينا للمال.
4- محمد الزميلي عضوا
5- الحاج عمر العنق عضوا
شهد العام الثاني من تأسيس جمعية العلماء المسلمينالجزائريين بداية ميلادها الحقيقي ومساهمتها في الحركة الإصلاحية في بلادنا، فقد كانهذا العام 1932حدا فاصلا بين عهدين، ومرحلة انتقال من الفوضى والاضطرابات إلىالتنظيم والعمل الدقيق، فقد خابت مؤامرات أعداء المصلحين، وردّ الله كيهم منن حورهم،وتأسس المجلس الثاني من رجال جمعت بينهم الرغبة الصادقة في الإصلاح والتعاون علىالبر والتقوى،لم يدّخروا جهدا في سبيل تحقيق غايتهم النبيلة وسادت بينهم مبادئالأخوة الصادقة فحقق الله على أيديهم خيرًا كبيرًا للعباد والبلاد وقد ضم المجلسالإداري لجمعية العلماء في عامها الثاني الأسماء التالية :
1- ابن باديس رئيسا
2- البشير الإبراهيمينائبه
3- محمد الأمينالعمودي كاتبا عاما
4- العربي التبسي نائبه
5- مبارك الميلي أمين عام
6- أبو اليقظان نائبه
الأعضاء المستشارون :
1- الطيب العقبي
2- السعيد الزاهري
3- محمد خير الدين
4- علي أبو الخيار
5- يحي حمودي
6- قدور الحلوي
7- عبد القادر بن زيان
لجنة العمل الدائمة :
1- أبو يعلا الزواويرئيسا
2- رودوس محمودكاتبا
3- محمد بن مرابطأمين المال
4- رشيدبطحوش مستشارا
5- محمدبن الباي مستشارا
وحتىيسهل الإشراف على متابعة العمل الإصلاحي, وتنشيط العمل التربوي, الذي يقدم فيالمدراس الحرة, التي بدأت تنتشر في أرجاء القطر, كلف الإمام عبد الحميد بن باديسباقتراح من الجمعية الشيخ الطيب العقبي بأن يتولى الإشراف على العمل الذي يجري فيالعاصمة وما جاورها, وكلف الشيخ البشير الإبراهيمي بأن يتولى العمل الذي يجري بالجهةالغربية من البلاد, انطلاقا من تلمسان, وأبقى بقسنطينة وما جاورها تحت إشرافه شخصيا, وهكذا تقاسم الثلاثة العمل في القطر كله.
وتنفيذا لما تضمنه القانون الأساسي للجمعية تم إحداثفروع لها (شعب) في جهات مختلفة من القطر, ففي السنة الأولى تم تأسيس 22 شعبة, وفيسنة 1936 كان عدد الشعب33 شعبة, أما في سنة 1938 فقد تطور العدد إلى 58 شعبة, واستمر هذا الجهد التعليمي والإصلاحي رغم العراقيل والاضطهاد التي كان العلماءوالمعلمون عرضة لها, ولكن الملاحظة التي يجب تسجيلها هنا هي أن الشعب أقبل علىالتعليم الحر بكيفية خارقة للعادة,لذلك انتشرت المدارس في جميع مدن الجزائر وقراها.
وبعد مضي ست سنوات منعمر الجمعية, بادر الإمام عبد الحميد بن باديس بوضع إطار حرّ وشامل للجمعية وهو أشبهبميثاق أو دستور وضعه لتسير على هديه الجمعية في نشاطها الإصلاحي والتعليمي, فحدد منخلال هذا الإطار ما اسماه "بدعوة جمعية العلماء وأصولها" ونشره في مجلة الشهاب العددالرابع, المجلد الثالث عشر في جوان 1937ثم طبع ووزع على العموم.

5- الظروف والعوامل التيساعدت على نشأت وظهور الجمعية

كما مرّ معنا، فقد بُذلت جهود كبيرة لتجميع وحشدالقوى والطاقات تحت راية واحدة، لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالأمة، مع ذلكفقد تضافرت ظروف عديدة وعوامل كثيرة، ساهمت جميعها في إظهار (جمعية العلماءالمسلمين الجزائريين) إلى الوجود، نذكر منها مايلي:
1 ـ الظروف التينشأت فيها الجمعية :
أ ـمرور قرن كامل على الاحتلال الفرنسي للجزائر، واحتفال الفرنسيين بذلك، استفزازًاللأمة، وإظهارًا للروح الصليبية الحاقدة التي يضمرونها للإسلام والمسلمين.
ب ـ التحضير للمؤتمرالإسلامي الذي عُقد في القدس برئاسة الحاج أمين الحسيني، في ديسمبر 1931م، الذي كانهدفه توحيد الصف الإسلامي بعد سقوط الخلافة الإسلامية. في تلك الظروف المفعمةبالتحديات، ظهرت جمعية العلماء للوجود.
2 ـ العوامل التي ساعدت على نشاة الجمعية :
يحدّد الشيخ محمّدالبشير الإبراهيميّ هذه العوامل فيحصرها في أربعة:
1- آثار الشّيخ محمّدعبده؛ وذلك بطريقةالمعارضة الشّديدة من الفقهاء الجزائريّين المتزمّتين لأفكارهالتي كانت تتسرب إلى الجزائر بواسطة مجلّة"المنار"؛
2- الثورة التّعليميّةالتي أحدثها الأستاذ الشّيخ عبد الحميد بن باديس بدروسه الحيّة ؛
3- التّطوّر الفكريّالذي طرأ على عقول النّاس في عقابيل الحرب العـالميّة الأولى؛
4- إيَاب طائفة منالمثقّفين الجزائريين الذين كانوا يعيشون في المشرق العربيّ، ولا سيّما في الحجازوالشّام،وأبرزهم الإبراهيميّ، والعقبيّ.
ونضيف إلى هذه العوامل الأربعة التي ذكرها الشيخالإبراهيميّ، ثلاثة عواملَ أخراةٍ؛ قد لا تقلّ أهمّيّة عن الأربعة؛ وهي:
1- اشتداد تأثير الحركاتالصوفية بالجزائر، وازدياد نشاطها، وتكاثر طرائقها حتّى جاوزت العَشرَ،وحتى اكتسحت جميع المدن والقرى، بل البوادي أيضا،في الجزائر، فأمست تصول وتجول، فلميكن شيءٌ يُتداول بين مستنيري الناس غير الفكر الصّوفيّ الذي لا يجاوز سِيَرالشّيوخ وكراماتهم؛ وميل أهلا لتصوف، من عوامّهم خصوصاً، إلى الإغراق فيالرّوحيّات، والكلَف الشّديد بالخوض في أمور الغيب على سبيل اليقين، والتّعلّقالمثير بمَشاهد البَرَكة والمناقب والكرامات.
2- اشتداد شراسة الاستعمار الفرنسيّ،ومبالغته في محاربةاللّغة العربيّة والدّين الإسلاميّ والتّمكين للتخلف الذهني والشعبة لدىالنّاس،وتشجيع ممارسات وطقوس فلكلوريّة ليست من الدّين الصّحيح في شيء: إلىحدا لهوس.
3- شيوعالجهل بين عامّة الجزائريّين حيث كانت الأمّيّة تجاوز ثمانين في المائة في أوساطالجزائريّين من الذكور،وربما كانت تجاوز تسعين في المائة فبأوساط الجزائريّات. ولذلك نجد الأستاذ المرحوم محمّد إبراهيم الكتاني الذي كان شديد الإعجاب بالحركةالإصلاحيّة في الجزائر فكان لا يزال يتحدث عنها بتقدير وإعجاب لطلابه بجامعةالرّباط : يُرَاعُ للحالة التي كان الجزائريّون عليها فبالعقد الرّابع من القرنالعشرين (وقد ازداد الجزائرَ عام خمسة وثلاثين وتسعمائة وألف) حين يقول:" شاهدت منتعاسة المسلمين ودينهم ولغتهم ما لم أكن أتصوّر أنّ الحالة وصلت إلى معشاره: جهلباللّغة العربيّة فظيع، وطمْس لمعالم الدّين شنيع… "
6- أهداف جمعيةالعلماء

لقد كانابن باديس ورفاقه أعضاء جمعية العلماء، من الحصافة بمكان، حيث أبدوا أشياء وأضمرواأخرى، مكتفين فتصريحاتهم الرسمية بإعلان الدعوة إلى الإصلاح الديني والتعليميحذرًا. فقد جاء على لسان رئيسها: (أن الجمعية يجب أن لا تكون إلا جمعية هدايةوإرشاد، لترقية الشعب من وهنت الجهل والسقوط الأخلاقي، إلى أوج العلم ومكارمالأخلاق، في نطاق دينها الذهبي وبهداية نبيها الأمي، الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق،عليه وآله الصلاة والسلام، ولا يجوز بحال أنيكون لها بالسياسة وكل مايتصل بالسياسةأدنى اتصال، بعيدة عن التفريق وأسباب التفريق...).
ويضيف ابن باديس قائلاً: (إن المسلمين هما لسوادالأعظم في وطنهم، فإذا تثقفوا بالعلم، وتحلوا بالآداب، وأشربوا حب العمل،وانبعثت فيهم روح النشاط، كان منهم كل خير لهذا الوطن وسكانه على العموم، بما يُسرّبالحاكم والمحكوم).
ويختصر لنا الشيخ محمد البشير الإبراهيمي مهمةالجمعية بقوله: (إن المهمة التي تقوم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بأدائها،وهي السير بهذه الأمةإلى الحياة عن طريق العلم والدين، هي أقوم الطرق وأمثلهاوأوفقها لمزاج الأمة...).
والحقيقة أن جمعية العلماء المسلمين،أدركت بوضوح أنالعلة في بقاء الاستعمار جاثمًا على صدر الأمة دهرا طويلا، تكمـن في ما يسمىبالقابلية للاستعمار، والتي مردها إلى ما طرأ على الشعب من انحراف في عقيدتهوفكره،وأن العلاج الصحيح يتمثل في إزالة تلك العلة من أساسها، وهو ما يعبّرعنها لأستاذ مالك بن نبي رحمه الله، بقوله: (إن القضية عندنا منوطة أولاً بتخلصنا ممايستغله الاستعمار في أنفسنا من استعداد لخدمته). أو كما قال أحد الصالحين:(أخرجواالمستعمر من أنفسكم يخرج منأرضكم). وذلك مصداقًا لقول الحق تبارك وتعالى: (إن اللهلا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )(الرعد:11).
ويمكننا القول: بأن الجمعية ركّزت في مراحلهاالأولى على الأهداف التالية:
1 ـ إصلاح عقيدة الشعب الجزائري،وتنقيتها من الخرافاتوالبدع، وتطهيرها من مظاهر التخاذل والتواكل التي تغذيها الطرق الصوفية المنحرفة.
2 ـ محاربة الجهل بتثقيفالعقول، والرجـوع بها إلى القــرآن والسنــة الصحيحة، عن طريق التربية والتعليم.
3 ـ المحافظة علىالشخصيـــة العربية الإسلامية للشعـب الجزائـــري، بمقاومة سياسة التنصيروالفرنسة التي تتبعها سلطات الاحتلال.
والشيء الذي تجدر الإشارة إليه في هذا المجال، هوأنه رغم أن الفصل الثالث من القانون الأساس للجمعية، يحر معليها الخوض في المسائلالسياسية، إلا أن هذه الأخيرة قد تركت لأعضائها كامل الحرية للخوض في السياسة،بصفتهم الشخصية لا بوصفهم أعضاء فيها، حفاظًا على كيان الجمعية واستمرارمسيرتها.


7- من مواقفجمعية العلماء

منخلال الأهداف التي حددتها الجمعية لنفسها، تظهر المسؤولية العظيمة التي تصدّرتللقيام بأعبائها، وفيما يلي نذكر بعضًا من مواقف الجمعية في الإصلاح الديني، بمعناهالشامل:
الجمعيةوالتعليم:
لقد أدركتجمعية العلماء أهمية التربية والتعليم في تحقيق مقاصدها التعقيدية والفكرية، فركّزتعلى التعليم الإسلامي العربي، وإنشاء المدارس، وحث الأمة وتشجيعها على إرسال أبنائهاإلى مدارسها، بغية تعليم وتثقيف أكبر عدد ممكن من أبناء المسلمين، فالتعليم هو الذييطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته.
وجّهت الجمعية اهتمامها إلى التعليم المسجدي،إدراكًا منها بأن (المسجد والتعليم صنوان في الإسلام من يوم ظهر الإسلام... فكما لامسجد بدون صلاة، كذلك لا مسجد بدون تعليم).. وعليه، وضعت برامج واسعة لنشر التعليمالديني والعربي للصغار المبتدئين، وتكميل معلومات من درسوا باللسان الأجنبي، كمالمتحرم الكبار من دروس الوعظ والإرشاد ومحو الأمية، فشيّدت لذلك المدارس وفتحت النواديلإلقاء المحاضرات في التهذيب وشؤون الحياة العامة.
ولم يقتصر دور جمعية العلماء التربوي والتعليمي داخلالوطن فحسب، بل رافق أبناء الجزائر الذي هاجروا إلى فرنسا حيث يشكلون جالية كبيرة.
فقد تنبّهت الجمعية إلىالأخطار المحدقة بأولئك المهاجرين الـمُعَرَّضِين لخطر الذوبان في الحضارةالأوروبية،والابتعاد عن أصول دينهم، فأرسلت إليهم المعلمين والوعاظ والمرشدين، وأسستالنوادي والمدارس لتعليم أبنائهم.
وقد كانت جهود الجمعية في هذا الميدان تدور علىمحاور ثلاثة:
1 ـ إحداثمكاتب حرّة للتعليم المكتبي للصغار.
2 ـ دروس الوعظ والإرشاد الديني في المساجد العامة.
3 ـ تنظيم محاضرات فيالتهذيب وشؤون الحياة العامة، في النوادي.
الجمعية وتعليم المرأة :
كان الجمود واقفا في سبيل المرأة ومانعًامنتعليمها، فجاءت جمعية العلماء وأذابت الجمود وكسرت السدود وأخرجت المرأة من سجنالجهل إلى فضاء العلم فبدائرة التربية الإسلامية والمنزلية التي وضعت المرأة فيها،والجمعية تبني أمرها على حقيقة وهي أن الأمة كالطائرة لا تطير إلا بجناحين، وجنحاهاهما الرجل والمرأة،فالأمة التي تخص الذكر بالتعليم تريد أن تطير بجناح واحد، فهيواقعة لامحالة. ولجمعية العلماء جولات موفقة في هذا الميدان، فالنساء أصبحنيشهدن دروسا خاصةً بهن فيالوعظ
والإرشاد ويفهمن ما للمرأة وما عليها.
وفي مدارس جمعية العلماءنحو ثلاثة عشر ألف بنت يشاركن الأولاد في السنوات الثلاث الأولى من المرحلةالابتدائية،ثم ينفردن ببرنامج محكم.

8-الجمعية والطرق الصوفية:

كما ذكرنا عند حديثنا عن نشأة جمعية العلماء، بأنمجلسها الإداري الأول لم يكن منقحًا ولا متجانس الأفكار، فقضم إلى جانب رجالالإصلاح، بعض الطرقيين ورجال الدين الرسميين، الذين أخفقوا في احتواء الجمعيةوتصريفــها وفق مصالحهم وأهوائهم، (فما أكملوا السنة الأولى حتى فرّوا منالجمعية،وناصبوها العداء،واستعانوا عليها بالظلمة، ورموها بالعظائم... ذلك لأنهموجدوا كثيرًا من الآفات الاجتماعية التي تحاربها الجمعية، هم مصدرها، وهي مصدرعيشهم،ووجدوا قسمًا منها مما تغضب محاربته سادتهمومواليهم).وبدعممن سلطاتالاحتلال، تأسست (جمعية علماء السنة) في خريف سنة 1932م، تضم الطرقيين ورجال الدينالرسميين إضافة إلى بعض العلماء المأجورين، لمناهضة جمعية العلماء،ومناصبتها العداء.. ودعّموا حملتهم بإصدار بعض الصحف، منها (المعيار) و(الرشاد)،وقد انضمت إلى هذه الحملة جريدة النجاح التي كانت في بدايتها إصلاحية .


لم يكن الموقف الحازم الذي وقفته الجمعية تجاهانحرافات الطرقيين وليد نشـأتها، بل كان امتدادًا للنهج الذي سار عليه ابنباديس والمصلحون من قبل.
ولقد علمت الجمعية بعد التروي والتثبت،ودراسة أحوالالأمة ومنشئ أمراضها، (أن هذه الطرق المبتدعة في الإسلام، هيسبب تفرّق المسلمين... وأنها هي السبب الأكبر في ضلالهم في الدين والدنيا).. ويوضح لنا الشيخ الإبراهيميالدوافع وراء محاربة ضلالات الطرقيين، فيقول: (ونعلم أننا حين نقاومها، نقاوم كلشرّ،وأننا حين نقضي عليها -إن شاء الله- نقضي على كل باطل ومنكر وضلال




كانت سياسة فرنسا منذوطئت أقدام جيوشها أرض الجزائر، ترمي إلى الإدماج السياسي الكامل لهذا الوطن، وتذويبشعبه فبثقافتها الغربية، تمهيدًا لفرنسته وتنصيره.
ومع تعاقب الأحقاب، ظهرت بين الجزائريين فئة تربت فيمدارس الاستعمار، تدعو وترغّب في التجنّس بالجنسية الفرنسية،والتخلي عن أحكامالشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالأحوال الشخصية، بغية الحصول على بعض الحقوقالسياسية، ولمتكن جمعية العلماء لتسكت عن هذه المسألة الخطيرة، بل كانت أول من تصدىلهاو حاربها في الخطب العامة، والمحاضرات وفي الصحف، موضحة حكم الإسلام في ذلك.. ولماأصرّ دعاة التجنس على توسيع دعايتهم، وعقدوا اجتماعهم العام في ربيع سنة 1934م،لمطالبة الحكومة بتسهيل التجنيس، سعيًا منهم لتكثير سوادهم، أصدرت جمعيةالعلماء على لسان رئيسها،الفتوى الشهيرة بتكفيــر مــن يتجنس بالجنسيــةالفرنسيــة، ويتخلـى عن أحكــام الشريعة الإسلامية، جاء فيهـــا: (التجنـس بجنسيــةغيــر إسلاميــة يقتضـي رفض أحكام الشريعة، ومن رفض حكمًا واحدًا من أحكام الإسلام،عُدَّ مرتدًا عنالإسلام بالإجماع،فالمتجنّس مرتدّ بالإجماع).
ورغم المضايقات الشديدةمن طرف الاستعمار، حققت جمعية العلماء نجاحًا كبيرًا في تصحيح عقائدالجزائريين،وتطهيرها من شوائب الشرك، والرجوع بهم إلى منابع الإســلام الأصيلــة،كتــاب الله وسنـة رسوله صلى الله عليه و سلم يستنيرون بها في دينهم ودنياهم، مقدمةلهم العلم النافع، فالتفّ حولها الشعب وآزرها وأيّدها-بإذن الله- في وقت كانت تتناثرفيه الجمعيات كحَبِّ الحَصيد. وقبل أنختتم الكلام عن جمعية العلماء، لا يفوتني فيهذا المقام أن نتعرف على أولئك الأسود الأشاوس، رجال العلم، الذين ساهموا بقوة فيتأسيس هذه الجمعية المباركة، والذين شدوا أزر الإمام ابن باديس، وأولوه شرف الثقةوالإخلاص، نذكر منهم:
1 ـ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي(1889-1965م)، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمينالجزائريين، ثم رئيسا لها بعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1940م، منأبرزقادة الحركة الإصلاحية السلفية في العالم العربي، عضو المجامع العلمية العربية فيالقاهرة ودمشق وبغداد، عالم بالأدب والتاريخ واللغة العربية وعلومالدين.
2 ـ الشيخ الطيببن محمد العقبي(1890-1960م)، كاتب، صحفي، وخطيب، من رجالات الحركة الإصلاحيةالإسلامية،هاجر مع أسرته إلى المدينة المنورة سنة 1895م، أخذا لعلم عن مشايخها،ودرّس بالمسجد النبوي الشريف، ولاّه الشريف حسين رئاسة تحرير جريدة (القبلة)، خلفًاللكاتب الإسلامي الشهير (محب الدين الخطيب)،عاد إلى الجزائر سنة1920م، أصدر جريدة (الإصلاح)، وشارك في تأسيس جمعية العلماء، واختير نائبا للكاتب العام بها، تولىالوعظ والإرشاد في (نادي الترقي) بالعاصمة،استقال من الجمعية قبيل الحرب العالميةالثانية، حين عارضه أغلب أعضاء الجمعية في مسألة تأييد فرنسا فيحربها ضد ألمانيا.
3 ـ الأستاذ محمد الأمينالعمودي(1890-1957م): شاعر، وصحفي، من رجالات الحركة الإصلاحية، اشتغلبالمحاماة الشرعية، اختير أول كاتب عام لجمعية العلماء سنة1931م، نظرًا لمقدرتهالكتابية بالعربية والفرنسية. أنشأ جريدة الدفاع Défense La للدفاع عن حقوق الشعبالجزائري، وشارك في أغلب الصحف الإصلاحية.
4 ـ الشيخ العربي بن بلقاسم التبسيّ(1895-1957م): أحد رجالالفكر الإصلاحي، ومن أبرز أعضاء جمعية العلماء،درس في الزيتونة والأزهر، اختير سنة 1935م كاتبا عاما للجمعية، ثم نائبًا لرئيسها الشيخ الإبراهيمــي سنــة 1940م،وكان مديرا لمعهــد ابن بـــاديس بقسنطينــة سنة 1947م، خطفه الفرنسيون في17أبريل سنة 1957مواغتالوه.
5 ـ الشيـخ مبـارك بن محمد الميلي(1897-1945م): أحد أقطابالحركة الإصلاحية تعليمًا وتأليفًا، ثم تكوينا وتسييرا (يمتاز في كتاباته بدقةالتحليل، وعمقا لتفكير، ولذلك كان يُطلق عليه: فيلسوف الحركة الإصلاحية)، تولىرئاسة تحرير جريدة (البصائر)، لسان حال جمعية العلماء، كما كان مسؤول الماليةفيالجمعية.
من مؤلفاته: رسالة الشرك ومظاهره، وتاريخ الجزائر في القديم والحديث، في جزأين.
هؤلاء هم أبرز رجالاتالجمعية الذين حملوا مشعل الإصلاح، وصارعوا ظلمات الجهل والانحراف،(وصبروا وصابروامنأجل الحفاظ على الشخصية العربية الإسلامية للشعب الجزائري، وهم في ذلك كمثل السحابساقه الله إلى بلد ميت، فلا يقلعحتى يُحييه... وإن سائق المطر للبلد الميت، هو سائقهذه الجمعية لهذا الوطن المشرف على الموت... وإن جاعل المطر سببًا في إحياء هذهالأرض، هو جاعل هذه الجمعية سببًا في إحياء هذا الوطن.

9- الصعوبات والمعوقات التي واجهةالجمعية

لم تغفلالسلطة الفرنسية عن نشاطا لجمعية، وبدأت في التضييق على أعضائها منذ عام 1933، ووضعتكافة أعضائها تحت المراقبة، ومنعت إصدار تصاريح جديدة لمدارس الجمعية.
ولما كانت الإجراءاتالفرنسية ضد الجمعية بغرض تحجيم حركة الجمعية حتى يخلو الطريق للصوفية، فقد واجهتالجمعية الصوفية في المساجد وبين جموع الناس،فاستيقظت الجزائر على حقيقة الصوفيةالخاضعة وتهاونها مع المحتل.
وكانت المواجهة الثانية مع المؤامرات الفرنسية علىهوية الجزائر في عام 1936، وذلك من خلال مشروع فرنسي يجعلا لجزائر مقاطعة فرنسية،ويتم تمثيلها فبالبرلمان الفرنسي، وظن البعض أن هذا المشروع قد يكون طريقًا للحصولعلى بعض حقوق الجزائر المهدرة، فشارك مجموعة من الجمعية على رأسهم ابن بادي سفي مؤتمرجزائري فرنسي في ا باريس لمناقشة المشروع، وكان حضورهم بشكل شخصي حتى لا يخالفواقانونا لجمعيات، واستطاع أفراد الجمعية توجيه القرارات النهائية بما يحفظ للجزائرعروبته، وإسلامه،وذاتيته، وصاغ ابن باديس رده على المشروع في قصيدة مفحمة.
كان نجاح الجمعية فيإحباط هذه المؤامرة دافعا للسلطات الفرنسية إلى أن تجد من الوسائل ما يحطم بعضًا منشخصيات الجمعية، فدفعت الطرق الصوفية العميلة إلى مهاجمة ابن باديس، حتى إنها أطلقتعليه -أي الصوفية– "ابن إبليس"! كما دبرت سلطات الاحتلال اغتيال مفتي العاصمة ابنمكحول، واتهمت الطيب العقبي بقتله، ولتحاكم الرجل أو تقبض عليه، وتركت الاتهاممعلقًا، وذلك حتى تُشَوِّهَ سمعة الرجل وجمعيته، وهو ما دفع به إلى الاستقالة عام 1938.
ومع قيام الحربالعالمية الثانية، طالبت فرنسا كافة الهيئات الجزائرية بتأييد موقف فرنسا، وكان ذلكتمهيدًا لإشراك الجزائريين في صفوف القتال الفرنسية، ورفضت الجمعية، وكانت المواجهةهذه المرة مع السلطة الفرنسية مباشرة، فأصدرت السلطات قرارًا بإلغاء الجمعية عام 1940، وتوفي ابن بادي سفي نفس العام، وخلفه محمدا لبشير الإبراهيمي في رئاسة الجمعية،ولكنه اعتقل وعُذِّب في عام 1941، ثمقامت سلطات الاحتلال بنفيه إلى الصحراء، وفيعام 1946 عادت الجمعية إلى النشاط بعد الإفراج عن رئيسها، ولكنها لم تعد كما كانت منقبل.

10- أفول نجم جمعيةالعلماء

كانتالخطوة الأولى في اتجاه أفول نجما لجمعية هي خروج الجمعية عن أهدافها السابق ذكرها،وانخراطها في العمل السياسي، مع صدور نظام الجزائر الجديد الصادر من السلطة الفرنسيةعام 1947، وفيه اعترفت فرنسا بما يشبه الحكم الذاتي للجزائر، واعترفت باللغة العربيةلغة أساسية في الجزائر، ومن ثماتجهت الجمعية إلى ممارسات سياسية ورطتها في مواقفوتحالفات وصدامات سياسية، وصرفت الجمعية عنالتركيز على معاني التربية التي صنعت لهامكانتها عند الشعب الجزائري.
والخطوة الثانية هي سفر كل من رئيسا لجمعية البشيرالإبراهيمي، ونائبه أحمد المدني إلى مصر في عام 1951،واستقرارهما بها منذ عام 1952،وإن كان عذرهما وحشد التأييد السياسي والمادي للثورة والقضية الجزائرية، وخشيةالاعتقال عند العودة، ونجاحهما في المشاركة في تأسيس مكتب المغرب العربيبالقاهرة،وافتتاح إذاعة صوتا لجزائر من الإذاعة المصرية، وقد كان أول صوت يصدر منهذه الإذاعة صوت البشير الإبراهيمي مناديًا الثوار: "لا نسمع عنكم أنكم تراجعتم،وتخاذلتم"، ولكن هذا الغياب المستمر أورث فراغًا في التوجيه والقيادة، لم تستطعقيادة العربيالبتسي أن تقنع القدامى أو الجدد، ومن ثم بدأت صراعات خفية حولرئاسة الجمعية.
كانتالخطوة الثالثة هي الانقلاب الداخلي الذي قاده محمد خير الدين، والذي غيّر كثيرًا منالهياكل، وأدان الغائبين عن أداء واجبهم خارج البلاد، وقد كان ذلك في اجتماع أخيرعقدته الجمعية في سبتمبر 1954م.
انتهى الأمر بصدور قرار حل الجمعية منال سلطاتالفرنسية في الجزائر في منتصف عام 1956م، ولم يستطع القائمون عليها الاجتماع وإعادةتنظيم أنفسهم، وخاصة متوجه الجميع للمشاركة في الثورة المسلحة التي اشتعلت منذ عام 1954م، وكانت ثمرة جميع الجهود في عام 1962م، وهي استقلال الجزائر العربية المسلمة.

11- إشراقةجديدة

رغم ماأعلنته الحكومة الاستعمارية الحرب على نشاط الجمعية فوجهت جهودها إلى تعطيل جرائدهاوإغلاق مدارسها, وملاحقة معلميها وعلمائها ومنعتهم من دخول المساجد الرسمية وإلقاءدروس الوعظ بها, والانتهاء إلى حل الجمعية خاصة بعد وفاة الإمام الجليل الشيخ ابنباديس سنة 1940, وانتقل المشعل إلى رفيقه الشيخ البشير الإبراهيمي الذي حافظة علىالأمانة وأدى الواجب الموكل إليه وقد ساهم رفقة العديد منالعلماء في أوقات صعبة علىالثبات ونصر قضية الوطنية خاصة مع اندلاع الثور التحريرية الكبرى,والدور الفاعل التيلعبته الجمعية بصورة مباشرة وغير مباشر, ما أعلن عنهما خفيا في دعم الثورة والهدفهو نيل الحرية. ومع بزوغ شمس الحرية واصلت الجمعية نشاطها في عهد جديد إلى أن وفاةالبشير الإبراهيمي سنة 1965 والعديد من العلماء والمناضلين المؤسسين قلص من نشاطالجمعية مع ظهور مؤسسات وطنية حكومية للجزائر الاستقلال تمثل في وزارة الشؤونالدينية, وبناء المدارس والجامعات من دور الجمعية الأول المتمثل فالتعليم, فاختفتعن الأنظار وتلاشت دون أن يعلم السبب.
إلا أن الأمل لم يفقد فقد جاء نور وصدق الرجالالنابغ من إرث الإمام الجليل ابن باديس وخيرة الصفوة من العلماء والمناضلين, منتلميذه وتلميذ زملائه لتظهر من جديد في مطلع القرن الواحد والعشرين لتلعب دورا فيالحياة العامة للشعب الجزائري في عز الحرية والاستقلال, وهي اليوم برئاسة عبدالرحمان شيبان وهي تنشط ضمن نظاما لجمعيات المبين بالقانون الجزائري رقم 90/31 المؤرخبتاريخ 17/05/1411 هـالموافق لـ 04/12/1990م وهي جمعية وطنية دينية علمية تهذيبيةوقد فتح لها عدة فروع في جل ولاية الوطن.
أما ميدان نشاط الجمعية كل مكان يوجد فيها لمسلمون, وغايتها نشر الدين الإسلامي على وجهه الصحيح, البعيد عن كلبدعة, ومحاربة كل مايحرمه صريح الشرع :كالخمر, والميسر, والآفات الاجتماعية الأخرى, ومحاربة الجهلوالبطالة والإسراف, وكل منهي عنه بطبيعة من قبل الدين والأخلاق الفاضلة.
ولكي تصل الجمعية إلىأهدافها النبيلة, تعتمد إلى اتخاذ الوسائل التالية :.
- إلقاء محاضرات للرجالوالنساء.
- إلقاءمحاضرات دينية في المساجد.
- نشر الجرائد والمجلات.
- تأسيس النوادي لتثقيف الشباب.
- نشر التعليم القرآنيوالديني.
- ربط أواصرالصلات العلمية والثقافية مع مثيلاتها من الجمعيات داخل الوطن وخارجه.
- تنظيم ملتقيات علميةوندوات ثقافية لدراسة القضايا التي تهم المجتمع المسلم.





الملاحق
المجلس الإداري لجمعية العلماء - نهاية الأربعينيات. (الجلوس، من اليمن إلى الشمال) أحمد بوشمال، عبد اللطيف سلطاني، محمد خير الدين، محمد البشير الإبراهيمي (نائب الرئيس)، العربي التبسي، أحمد توفيق المدني، عباس بن الشيخ الحسين، نعيم النعيمي، (الوقوف من خلف) مجهول، حمزة بوكوشة، أحمد سحنون، عبد القادر المغربي، الجيلالي الفارسي، أبو بكر الأغواطي، أحمد حماني، باعزيز بن عمر، مجهول، مجهول.
الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس (على اليسار) والشيخ الطيب العقبي (على اليمين)

شوفي كاش ما تلقاي ما قريتوش كامل

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Abdelbasset Kab
Abdelbasset Kab
مشرف ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 19-06-2008
  • الدولة : الجزائر ، ولاية البيَّضْ
  • المشاركات : 19,422
  • معدل تقييم المستوى :

    36

  • Abdelbasset Kab has a spectacular aura aboutAbdelbasset Kab has a spectacular aura about
الصورة الرمزية Abdelbasset Kab
Abdelbasset Kab
مشرف ( سابق )
رد: رجاءا ساعدوني في بحث *اجتماعيات* حول جمعية ...
22-01-2014, 06:24 PM
تفضلي من هنا

في يوم الثلاثاء 17 ذي الحجة 1349هـ.doc (82.0 كيلوبايت)
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc في يوم الثلاثاء 17 ذي الحجة 1349هـ.doc‏ (82.0 كيلوبايت, المشاهدات 4)


<table height="46" width="16"><tbody><tr><td>
</td><td align="center">
</td></tr></tbody></table>
أنت الزائر رقم
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ام زين الدين
ام زين الدين
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 09-11-2008
  • الدولة : ارض الله الواسعة
  • العمر : 52
  • المشاركات : 26,032

  • وسام مسابقة الخاطرة اللغز المرتبة 1 مسابقة الطبخ 

  • معدل تقييم المستوى :

    44

  • ام زين الدين has a spectacular aura aboutام زين الدين has a spectacular aura aboutام زين الدين has a spectacular aura about
الصورة الرمزية ام زين الدين
ام زين الدين
مشرفة سابقة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
  • تاريخ التسجيل : 13-04-2013
  • الدولة : كوكب الفرح
  • العمر : 27
  • المشاركات : 18,066
  • معدل تقييم المستوى :

    31

  • شاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the rough
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
رد: رجاءا ساعدوني في بحث *اجتماعيات* حول جمعية ...
22-01-2014, 08:44 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abbou32 مشاهدة المشاركة
تفضلي من هنا

في يوم الثلاثاء 17 ذي الحجة 1349هـ.doc (82.0 كيلوبايت)
شكرا لك استاذ هاذي لقيتها ولازم نختصرها شكرا على المساعدة

آڷتعآمڷ-معيے'ڳآڷذخيره-آڷغڷطہ آڷأۈڷى-هيہ آڷآخيہرة)

كاتــ،ـبـة باذن ربـــ،ـي اعـــ،ــي ما افــ،ــعـــ،ـــل واخــ،ـــط دربــ،ــي

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
  • تاريخ التسجيل : 13-04-2013
  • الدولة : كوكب الفرح
  • العمر : 27
  • المشاركات : 18,066
  • معدل تقييم المستوى :

    31

  • شاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the rough
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
رد: رجاءا ساعدوني في بحث *اجتماعيات* حول جمعية ...
22-01-2014, 08:45 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر الايام مشاهدة المشاركة
ايه حتى هذا شفتو قبيل تقريبا هو نفسو الي جابو الاستاذ عبدوا

شكرا لك طاطا الغالية ربي يعيشك
ربي يخليك ديما فوق روسنا

آڷتعآمڷ-معيے'ڳآڷذخيره-آڷغڷطہ آڷأۈڷى-هيہ آڷآخيہرة)

كاتــ،ـبـة باذن ربـــ،ـي اعـــ،ــي ما افــ،ــعـــ،ـــل واخــ،ـــط دربــ،ــي

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
  • تاريخ التسجيل : 13-04-2013
  • الدولة : كوكب الفرح
  • العمر : 27
  • المشاركات : 18,066
  • معدل تقييم المستوى :

    31

  • شاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the rough
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
رد: رجاءا ساعدوني في بحث *اجتماعيات* حول جمعية ...
22-01-2014, 08:50 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soujod مشاهدة المشاركة
متى تحتاجينه ريان ؟؟؟؟؟؟
نحتاجو يوم الاثنين حبيبتي نسرين

آڷتعآمڷ-معيے'ڳآڷذخيره-آڷغڷطہ آڷأۈڷى-هيہ آڷآخيہرة)

كاتــ،ـبـة باذن ربـــ،ـي اعـــ،ــي ما افــ،ــعـــ،ـــل واخــ،ـــط دربــ،ــي

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عبد المنتقم
عبد المنتقم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 19-10-2009
  • الدولة : عاصمة الونشريس
  • المشاركات : 7,042
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • عبد المنتقم will become famous soon enoughعبد المنتقم will become famous soon enough
الصورة الرمزية عبد المنتقم
عبد المنتقم
شروقي
رد: رجاءا ساعدوني في بحث *اجتماعيات* حول جمعية ...
22-01-2014, 08:55 PM
إنشاء الجمعية ودورها في مواجهة المشروع الثقافي الاستعماري:
هذه الجهود، وإن كان بينها نوع من التناسق والتكامل إلا أنها كانت جهودا فردية، لا تؤتي أكلها كما هو المأمول من الجهود الجماعية، لذلك وقع التنادي لإنشاء جمعية إصلاحية تجمع شمل علماء الجزائر وتلم شعثهم وتوحد جهودهم وتنسق حركتهم، فتم إنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، وكان إنشاؤها عشية احتفال المستعمرين بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر، ذلك الاحتفال الذي كان الفرنسيون يريدون منه أن يكون بمثابة الإعلان عن موت الكيان الجزائري وذوبانه المطلق في فرنسا.
لذلك كان إعلان إنشاء الجمعية ضربة قاصمة وجهها رواد الإصلاح لدهاقنة الاستعمار وأذنابه في الجزائر، فكان أن أدرك الاستعمار أن جهوده لم تحقق ما كان يصبو إليه، بل إن تلك الجهود تكاد تذهب أدراج الرياح إذا ما أتيح لهذه الجمعية أن تستمر ولعملها أن يثمر وينتشر.
وقد تفرق قادة جمعية العلماء وأعضاؤها عبر التراب الوطني، وفي المدن الكبرى منه خاصة، حيث تولى كل واحد منهم رعاية أعمال الجمعية وتجسيد مشاريعها الفكرية والتربوية في الميدان، فتولى الإمام ابن باديس مهام إدارة الجمعية في الشرق الجزائري من قسنطينة، والإمام الإبراهيمي في الغرب الوهراني من تلمسان، والعقبي في الجزائر، والعربي التبسي في تبسة، والميلي في الأغواط، بينما تولى كبار تلاميذ ابن باديس مهام الجمعية في مختلف المدن الجزائرية.
الوسائل التي وظفتها الجمعية في المواجهة الثقافية:
1 ـ الدروس الدينية في المساجد والمحاضرات العامة في النوادي:
حرص أعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على إقامة الدروس الدينية في المساجد الحرة، وكذا إلقاء المحاضرات المتنوعة الاجتماعية والتاريخية ذات التوجه الوطني، في النوادي التي أسستها الجمعية عبر مختلف مناطق التراب الوطني.. وقد كان القصد من وراء هذه الدروس والمحاضرات؛ التعريف بالإسلام الصحيح ومكافحة الإلحاد والتنصير الذي كانت الجهات الاستعمارية دائبة في نشره وترسيخه في واقع المجتمع الجزائري، وكذا تعريف الإنسان الجزائري بحقيقة هويته الحضارية ورصيده التاريخي والثقافي.
“وقد اتبع العلماء في المساجد طريقة السلف في الوعظ والإرشاد، يُذَكِّرُون بكتاب الله، ويقومون بشرحه وإجْلاء العِبَر منه، وبالصحيح من السنة يُوَضِّحُونه وينشرونه، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية والقولية، ثم سيرة الصحابة وهدْيهم، ثم سِيَرَ حَمَلَةِ السنة النبوية في أقوالهم وأفعالهم. وقد كان أسلوب العلماء في التعليم الديني هو الاهتمام بالمعنى والنفوذ إلى صميمه من أقرب سبيل يؤدي إليه، وبيان الطرق العلمية التطبيقية، وتجنب اللفظيات والخلافات وكل ما يبعد عن تصور المعنى المقصود”.
وقد زاد عدد النوادي التي أسستها الجمعية؛ على السبعين ناديا حملت رسالتها وضمت أتباعها.
ومن النوادي التي استغلتها الجمعية أحسن استغلال وبثت من خلالها أفكارها ودعوتها؛ (نادي الترقي) بالجزائر العاصمة، الذي شهد إلقاء عشرات المحاضرات الهادفة لعلماء الجمعية، وخاصة منهم الإمام ابن باديس، والشيخ البشير الإبراهيمي، والشيخ الطيب العقبي، والأستاذ أحمد توفيق المدني. وقد كان لتلك الدروس والمحاضرات أثرها العجيب في النفوس، حيث تغلغل الوعي إلى أعماق القلوب ومَسَّ المشاعر، فأحيا في نفوس الجزائريين الشعور الوطني الدافق، والرغبة الجامحة في الحرية والانعتاق.
وكنموذج لذلك؛ يصف الشيخ محمد علي دبوز رحمه الله ما كان لخطب العقبي ومحاضراته في نادي الترقي من نتائج إصلاحية، فيقول: “كان الشيخ يبين في دروسه حقيقة الإسلام العظمى وعقيدته الصافية وأركانه، ويهاجم البدع المفسدة للدين وترهات الطرقية الضالة وإلحاد المدارس الاستعمارية، فعرف الناس حقيقة دينهم، فازدادوا تمسكا به، فصارت جماهير كثيفة تحافظ على الصلوات والصوم وأركان الدين، وكانت لا تخطر ببالها، وهجروا الخمر والفسوق والميسر ومواطنها، وتعلقت نفوسهم ببيت الله”.
2 ـ العناية بالتربية والتعليم:
اهتمت الجمعية منذ تأسيسها بإنشاء المدارس العربية في شتى أنحاء القطر، وكانت أول المدارس التي أسستها: مدرسة التربية والتعليم بقسنطينة، ومدرسة الشبيبة الإسلامية بالجزائر، ومدرسة تهذيب البنين بمدينة تبسة.
كما قامت الجمعية بفتح عشرات المدارس الابتدائية الحرة لأبناء الشعب الجزائري، والذين لم يترددوا في الالتحاق بها، وكانت هذه المدارس تعلم الناشئة مبادئ العربية وآدابها ومبادئ التاريخ الإسلامي والتربية الإسلامية الصالحة. وكان افتتاح هذه المدارس وانتشارها عبر التراب الوطني يتم بانتظام وتسارع، حتى إنه في عام 1944 وحده، افتتحت الجمعية أزيد من سبعين مدرسة. وقد بلغ عدد مدارس جمعية العلماء سنة 1955 “أكثر من مائة وخمسين مدرسة ابتدائية حرة، يتردد عليها أكثر من خمسين ألف تلميذ من أبناء الأمة الجزائرية، بنين وبنات يدرسون مبادئ لغتهم وآدابها، وأصول دينهم وتاريخ قومهم على برنامج يجمع ضروريات العلم وإيجابيات التربية الإسلامية القومية الصحيحة، وقد تخرج منها… عشرات الآلاف”. هذا إضافة إلى معهد ابن باديس الثانوي الذي أسسته الجمعية سنة 1947، وتخرج منه – على مدى سنوات نشاطه – المئات من الطلبة، الذين صاروا بعد ذلك من أطر الدولة الجزائرية بعد الاستقلال.
وقد حرصت الجمعية، على أن تتسم البرامج التعليمية والكتب والطرق المعتمدة في مدارسها؛ بالتجديد ورفض الجمود والتقليد، فكانت تنتقي الكتب المقررة في المواد الدراسية انتقاء دقيقا، فتختار “ما هو أقرب إلى الإفادة، وأعون على تحصيل الملكة العلمية، وتجتنب الكتب الجامدة المعقدة التي لا تفتق ذهنا ولا تبعث في نفس الدارس نشاطا، وتختار للمطالعة في مختلف العلوم الكتب الحية السهلة”. وكانت العلوم التي تدرس للناشئة والطلبة في مدارس ومساجد الجمعية؛ تتمثل في العلوم الشرعية واللغوية، وهي: العقيدة، التفسير، الحديث، الفقه، الأدب، المواعظ، التجويد، أصول الفقه، المنطق، النحو، الصرف، البلاغة، المحفوظات، المطالعة، الإنشاء، الحساب، الجغرافيا، التاريخ”.
3 ـ توظيف الصحافة في فضح دسائس الاستعمار وكشف خبايا مشروعه الثقافي الاستدماري:
لقد أسست جمعية العلماء عددا من الصحف والمجلات التي اتخذت منها منبرا لنشر أفكارها وبث الوعي في نفوس الجزائريين وتعريفهم بحقوقهم وتذكيرهم برصيدهم الحضاري والتاريخي الذي حاول الاستعمار طمسه وتجهيلهم فيه. والحق أن تأسيس الصحف من قبل رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كان قد بدأ قبل تأسيس الجمعية نفسها، حيث شارك الإمام ابن باديس بتأسيس جريدة (المنتقد) سنة 1925، والتي صدر منها ثمانية عشر عددا فقط ثم أوقفتها الإدارة الاستعمارية، وبعد توقفها أسس الإمام جريدة (الشهاب) التي تحولت إلى مجلة شهرية، وظلت تصدر حتى أوقفها الإمام نفسُه سنة 1939. كما شارك الشيخ الطيب العقبي في تأسيس جريدة (صدى الصحراء) لمحمد العابد العقبي سنة 1925، ليؤسس بعد ذلك جريدة خاصة به هي (الإصلاح) التي بدأت في الصدور سنة 1927م.
وبعد إنشاء الجمعية؛ أسست قيادتُها جريدة (الشريعة المحمدية)، ثم جريدة (السنة النبوية)، ثم جريدة (الصراط السوي). ولكن الإدارة الاستعمارية سارعت إلى منع هذه الصحف وتعطيل صدورها الواحدة بعد الأخرى.
وأخيرا، أسست الجمعية سنة 1935 جريدة (البصائر)، التي أصبحت لسانها الرسمي، وحملت راية البيان العربي، وكافحت من أجل اللغة العربية وإرجاع الإسلام إلى عهده الزاهر، وتصارعت مع الإدارة الاستعمارية دفاعا عن مؤسسات الجمعية ومبادئها.
ولا ينبغي أن ننسى هنا الجهود الصحفية المستقلة التي قدمها بعض العلماء من أعضاء الجمعية، ونعني هنا بالخصوص جهود الشيخ إبراهيم أبي اليقظان رحمه الله (1888-1973م)، التي بدأت قبل تأسيس الجمعية، حيث أصدر في الأول من أكتوبر سنة 1926 العدد الأول من جريدة (وادي ميزاب)، التي ظلت تصدر بصعوبة حتى أول عام 1929 تاريخ توقيفها من قبل الإدارة الاستعمارية. ثم أنشأ أبو اليقظان بعدها جريدة (ميزاب) التي لم تر النور أصلا، فقد حجزت السلطات العدد الأول منها ومنعت صدورها. لكن أبا اليقظان لم يَفُتَّ ذلك في عَضُدِه، بل زاده عزما وتصميما، فكان كلما عطلت الإدارة جريدة له أصدر بعد فترة قصيرة جريدة أخرى، وهكذا أصدر على التوالي: (المغرب) في جوان 1930، وتوقفت عن الصدور في مارس 1931. (النور) من 15 سبتمبر 1931 إلى 30 ماي 1933. (البستان) من أول جوان 1933 إلى 23 من نفس الشهر. (النبراس) من 21 جويلية 1933 إلى سبتمبر من نفس العام. (الأمة) من سبتمبر 1934 إلى 24 ماي 1938. (الفرقان) من 6 جويلية 1938 ولم يُعرف تاريخُ توقفها.
وكل هذه الصحف أدت دورا بارزا في تعريف الجزائريين بتاريخهم ودينهم ووطنهم وانتمائهم الحضاري، ونشرت الوعي الوطني، وعرفتهم بالواجبات المنوطة بهم تجاه أنفسهم ودينهم ووطنهم. بما تضمنته من مقالات متنوعة تبارى في كتابتها أعضاء الجمعية.
4 ـ الاتصال المباشر بجماهير الشعب:
حرص علماء الجمعية، إلى جانب جهودهم التربوية والصحفية والتثقيفية، على الاتصال المباشر بعامة أفراد الشعب الجزائري، والاحتكاك بهم ومخالطتهم، من خلال رحلات وجولات تقودهم إلى مختلف المدن والقرى، وكانوا يلقون عليهم الخطب والمحاضرات الدينية والسياسية والاجتماعية، التي كانت تدور حول جمعية العلماء ومقاصدها وأعمالها ومنافع الأمة منها، مع التذكير بالله والتنبيه على مصالح الدنيا والآخرة، والتحريض على التآخي والتآزر وحسن الجوار والمعاملة.
وقد كان أكثر علماء الجمعية حرصا على هذا النوع من النشاط هو الإمام ابن باديس رحمه الله، ويصف أحد تلاميذه، وهو الأستاذ محمد الغسيري رحمه الله، نشاط الإمام الدائب في هذا المجال، فيقول:
“كان الأستاذ الرئيس لا يغفل جانب الشعب الكادح، والمنتشر في أصقاع وطن تزيد مساحته عن مليونين وثلاثمائة ألف كيلومتر مربع، وتتباعد مدنه بمسافات كبيرة يكلف السفر إليها في غالب الأحيان أكثر من 500 كلم بين مدينة ومدينة، ومع ذلك، وفي يوم الخميس من كل أسبوع وعلى الساعة الحادية عشرة صباحا، بعد انتهاء إلقاء آخر درس له في اليوم الأخير من الأسبوع، يسارع إلى القطار ليركبه إلى مدينة الجزائر، أو وهران، أو تلمسان، أو بسكرة، أو بجاية، أو سطيف، وغيرها من أمهات المدن الجزائرية، وما أكثرها، فيصل إليها ليلا أو صباح الغد الباكر، وبعد صلاة الجمعة في أحد مساجد جمعية العلماء، يلقي درسه في المسجد أو في أحد نوادي المدينة، وبعد المحاضرة يقفل راجعا إلى قسنطينة، فما أن يحل صباح الغد حتى يكون قد قطع المسافة بين تلمسان وقسنطينة بالقطار، وذلك ليفتتح دروس الصباح يوم السبت في الجامع الأخضر”.
بل إن علماء الجمعية كانوا يزورون في المناسبات المختلفة العمال الجزائريين في فرنسا، لتفقد أحوالهم ودراسة ما يعترضهم من مشكلات، والإشراف على استيعابهم تربية وتعليما لهم ولأبنائهم. وقد تخصص لهذا الغرض من رجال الجمعية اثنان من كبار تلاميذ الإمام ابن باديس وهما الفضيل الورتلاني والسعيد صالحي.
نتائج جهود الجمعية في جهادها الثقافي والتربوي:
قضت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على عهد رئيسها الأول الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تسع سنوات كاملة تؤدي عملها الثقافي الإصلاحي التغييري في واقع المجتمع الجزائري، ولقد كان من توفيق الله سبحانه وتعالى للجمعية، أن جهودها قد أثمرت في فترة وجيزة، وظهرت آثار جهادها الثقافي في الواقع، “فقد أحدثت تغييرا جذريا وعميقا في بنية المجتمع الجزائري الثقافية، حيث أدت إلى انتشار التعليم العربي الحر وازدهار اللغة العربية، وانتعاش الحياة الثقافية، وتطور الفكر الجزائري الحديث، وظهور نهضة أدبية وعلمية واسعة، ووجهت -في المقابل- ضربات قوية إلى مشروع الفرنسة والإدماج الذي كانت فرنسا تعتمد عليه في تحطيم مقومات الشخصية الوطنية”.
وقد أكرم الله عز وجل الرئيس الأول لهذه الجمعية الإمام عبد الحميد بن باديس، فأراه قبل وفاته نتائج عمله الجهادي هو وإخوانه العلماء، وقد أكد الإمام رحمه الله ذلك، حين قال مخاطبا أفراد الشعب الجزائري، مبينا نتائج جهود الجمعية وثمرة عملها:
“حوربت فيكم العروبة حتى ظُنَّ أن قد مات منكم عِرْقُها، ومُسخ فيكم نُطقُها، فجئتم بعد قرن تصدح بلابلكم بأشعارها، فتثير الشعور والمشاعر، وتهدر خطباؤكم بشقاشقها فتدك الحصون والمعاقل، ويهز كتابكم أقلامها فتصيب الكلى والمفاصل..
وحورب فيكم الإسلام حتى ظن أن قد طمست أمامَكم معالمُه وانتُزعَت منكم عقائدُه ومكارمُه، فجئتم بعد قرن ترفعون عَلَم التوحيد، وتنشرون من الإصلاح لواءَ التجديد، وتدْعون إلى الإسلام، كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، لا كما حرفه الجاهلون وشوهه الدجالون ورضيه أعداؤه.
وحورب فيكم العلم حتى ظن أن قد رضيتم بالجهالة وأخلدْتُم للنذالة ونسيتم كل علم إلا ما يرشح به لكم أو ما يمزج بما هو أضر من الجهل عليكم، فجئتم بعد قرن ترفعون للعلم بناء شامخا، وتشيدون له صرحا سامقا، فأسستم على قواعد الإسلام والعروبة والعلم والفضيلة جمعيتكم هذه، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وحوربت فيكم الفضيلة، فسمتم الخسف، ودُيِّثْتُمْ بالصَّغَار حتى ظُنَّ أن قد زالت منكم المروءة والنجدة، وفارقتكم العزة والكرامة، فرئمتم الضيم، ورضيتم الحيف، وأعطيتم بالمقادة، فجئتم بعد قرن تنفضون غبار الذل وتُهَزْهِزُونَ أسس الظلم، وتهمهمون همهمة الكريم المحنق، وتزمجرون زمجرة العزيز المهان، وتطالبون مطالبة من يعرف له حقا لا بد أن يُعْطَاهُ أو يأخذه”.
وبعد وفاة الإمام ابن باديس رحمه الله، تولى القيادة أخوه وشقيق روحه الإمام محمد البشير الإبراهيمي، فكان أن واصل الجهاد الإصلاحي هو ورفاقه العلماء أعضاء الجمعية. ورغم ما اعترض مسيرة الجمعية من مصاعب جمة، أبرزها اعتقال الإبراهيمي نفسه ونفيه إلى آفلو في الجنوب الجزائري مدة ثلاث سنوات كاملة، إلا أن الجمعية كانت قد أصبحت مؤسسة قائمة وكيانا ثابتا لا يتزعزع، فاستمرت في أداء عملها الإصلاحي ثابتة الخطى رابطة الجأش مدة ست عشرة سنة أخرى. وقد أثمر عمل الجمعية ما كان أعلامها يصْبُون إليه، وهو تهيؤ الشعب الجزائري لخوض غمار الثورة المسلحة ضد الاستعمار، بعد اكتمال وعي هذا الشعب ونضج إدراكه ويقينه أن فرنسا لم تأت إلى الجزائر لتنشر المساواة والعدالة والحرية التي كانت تتغنى بها ثورتها، وإنما جاءت لتزرع الجهل والفقر والذل وانهيار القيم والأخلاق والرضا بالذل والهوان في نفوس الجزائريين، وقد كاد يتحقق لها ذلك لولا أن قيض الله عز وجل جمعية العلماء لتأتي على جهودها من الأساس فكان أن ذهبت أدراج الرياح.
يقول الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي مبينا أثر عمل جمعية العلماء في واقع المجتمع الجزائري: “أثر أعمالنا في الشعب بارز لا ينكره حتى أعداؤنا من الاستعماريين وخصومنا من إخواننا السياسيين. فمن آثارنا؛ بث الوعي واليقظة في الشعب حتى أصبح يعرف ما له وما عليه. ومنها؛ إحياء تاريخ الإسلام وأمجاد العرب التي كان الاستعمار يسد علينا منافذ شعاعها حتى لا يتسرب إليه شيء من ذلك الشعاع. ومنها؛ تطهير عقائد الإسلام وعباداته من أوضار الضلال والابتداع، وإبراز فضائل الإسلام، وأولها الاعتماد على النفس، وإيثار العزة والكرامة والنفور من الذلة والاستكانة والاستسلام. ومنها؛ أخذ كل شيء بالقوة. ومنها؛ العلم، هذه الكلمة الصغيرة التي تنطوي تحتها جميع الفضائل. ومنها؛ بذل المال والنفس في سبيل الدين والوطن. ومنها؛ نشر التحابب والتآخي بين أفراد المجتمع. ومنها؛ التمسك بالحقائق لا بالخيالات والأوهام. فكل هذه الفضائل كان الاستعمار يغطيها عن قصد لينساها المسلمون على مر الزمان، بواسطة التجهيل وانزواء العقل والفكر.
وقد وصل الشعب الجزائري إلى ما وصل إليه بفضل جمعية العلماء، وما بذلناه من جهود في محو الرذائل التي مكن لها الاستعمار، وتثبيت الفضائل التي جاء بها الإسلام. ولو تأخر وجود الجمعية عشرين سنة أخرى لما وجدنا في الجزائر من يسمع صوتنا، ولو سلكنا سبيلا غير الذي سلكناه في إيقاظ الأمة وتوجيهها في السبيل السوي لما قامت هذه الثورة الجارفة في الجزائر، التي بيضت وجه العرب والمسلمين.
ولو نشاء لقلنا: إننا أحيينا اللسان العربي، والنخوة العربية، وأحيينا دين الإسلام وتاريخه المشرق، وأعدنا لهما سلطانهما على النفوس وتأثيرهما في العقول والأرواح، وشأنهما الأول في الاتعاظ والأسوة، فأحيينا بذلك كله الشعب الجزائري فعرف نفسه، فاندفع إلى الثورة يحطم الأغلال ويطلب بدمه الحياة السعيدة والعيشة الكريمة، ويسعى إلى وصل تاريخه الحاضر بتاريخه الغابر”.
وإنها لشهادة حق من باحث مخلص، تلك التي خطها قلم الدكتور تركي رابح عمامرة، وهو من أكثر الباحثين اشتغالا بتراث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حين كتب يقول:
“الواقع أن جمعية العلماء لعبت دورا بالغ الأهمية في التاريخ الجزائري الحديث، بل لا نغالي إذا ما قلنا إنها هي المنظمة الوطنية التي يعود إليها الفضل في بقاء الإسلام والعروبة في الجزائر حتى اليوم، وتجنيب الجزائر من مخاطر سياسة الإدماج والفرنسة، التي كان يدعو لها بعض الجزائريين في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، ويعمل الاستعمار من ناحية على فرضها على الجزائريين بكل الوسائل الشيطانية منذ الأيام الأولى للاحتلال”.
وهذا باحث آخر كتب الكثير عن جمعية العلماء ورجالها وهو الدكتور عبد الكريم بوالصفصاف، يلخص نتائج الجهاد التربوي والثقافي لرجال الجمعية، في أربعة، هي:
1 ـ تجديد الإسلام، وإحياء الثقافة العربية في الجزائر.
2 ـ إعادة ربط الجزائر بالأمة العربية حضاريا ولغويا.
3 ـ إيقاظ وبعث الوعي الوطني بين الجزائريين.
4 ـ المحافظة على الشخصية الجزائرية.
ويكفي الجمعية ورجالها فخرا تحقيق هذه النتائج، التي لا يستطيع أيٌّ كان أن ينكرها أو يجحد تحققها، لأنها حقيقة ماثلة أكدها الواقع وشهد بها التاريخ، كما لا تستطيع أي منظمة أخرى أو حزب من الأحزاب ادعاء تحقيق مثل هذه النتائج في حياة الجزائريين، ولا حتى عشر معشارها.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
  • تاريخ التسجيل : 13-04-2013
  • الدولة : كوكب الفرح
  • العمر : 27
  • المشاركات : 18,066
  • معدل تقييم المستوى :

    31

  • شاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the rough
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
رد: رجاءا ساعدوني في بحث *اجتماعيات* حول جمعية ...
22-01-2014, 09:05 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ❤ أسير الحياة ❤ مشاهدة المشاركة
إنشاء الجمعية ودورها في مواجهة المشروع الثقافي الاستعماري:
هذه الجهود، وإن كان بينها نوع من التناسق والتكامل إلا أنها كانت جهودا فردية، لا تؤتي أكلها كما هو المأمول من الجهود الجماعية، لذلك وقع التنادي لإنشاء جمعية إصلاحية تجمع شمل علماء الجزائر وتلم شعثهم وتوحد جهودهم وتنسق حركتهم، فتم إنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، وكان إنشاؤها عشية احتفال المستعمرين بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر، ذلك الاحتفال الذي كان الفرنسيون يريدون منه أن يكون بمثابة الإعلان عن موت الكيان الجزائري وذوبانه المطلق في فرنسا.
لذلك كان إعلان إنشاء الجمعية ضربة قاصمة وجهها رواد الإصلاح لدهاقنة الاستعمار وأذنابه في الجزائر، فكان أن أدرك الاستعمار أن جهوده لم تحقق ما كان يصبو إليه، بل إن تلك الجهود تكاد تذهب أدراج الرياح إذا ما أتيح لهذه الجمعية أن تستمر ولعملها أن يثمر وينتشر.
وقد تفرق قادة جمعية العلماء وأعضاؤها عبر التراب الوطني، وفي المدن الكبرى منه خاصة، حيث تولى كل واحد منهم رعاية أعمال الجمعية وتجسيد مشاريعها الفكرية والتربوية في الميدان، فتولى الإمام ابن باديس مهام إدارة الجمعية في الشرق الجزائري من قسنطينة، والإمام الإبراهيمي في الغرب الوهراني من تلمسان، والعقبي في الجزائر، والعربي التبسي في تبسة، والميلي في الأغواط، بينما تولى كبار تلاميذ ابن باديس مهام الجمعية في مختلف المدن الجزائرية.
الوسائل التي وظفتها الجمعية في المواجهة الثقافية:
1 ـ الدروس الدينية في المساجد والمحاضرات العامة في النوادي:
حرص أعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على إقامة الدروس الدينية في المساجد الحرة، وكذا إلقاء المحاضرات المتنوعة الاجتماعية والتاريخية ذات التوجه الوطني، في النوادي التي أسستها الجمعية عبر مختلف مناطق التراب الوطني.. وقد كان القصد من وراء هذه الدروس والمحاضرات؛ التعريف بالإسلام الصحيح ومكافحة الإلحاد والتنصير الذي كانت الجهات الاستعمارية دائبة في نشره وترسيخه في واقع المجتمع الجزائري، وكذا تعريف الإنسان الجزائري بحقيقة هويته الحضارية ورصيده التاريخي والثقافي.
“وقد اتبع العلماء في المساجد طريقة السلف في الوعظ والإرشاد، يُذَكِّرُون بكتاب الله، ويقومون بشرحه وإجْلاء العِبَر منه، وبالصحيح من السنة يُوَضِّحُونه وينشرونه، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية والقولية، ثم سيرة الصحابة وهدْيهم، ثم سِيَرَ حَمَلَةِ السنة النبوية في أقوالهم وأفعالهم. وقد كان أسلوب العلماء في التعليم الديني هو الاهتمام بالمعنى والنفوذ إلى صميمه من أقرب سبيل يؤدي إليه، وبيان الطرق العلمية التطبيقية، وتجنب اللفظيات والخلافات وكل ما يبعد عن تصور المعنى المقصود”.
وقد زاد عدد النوادي التي أسستها الجمعية؛ على السبعين ناديا حملت رسالتها وضمت أتباعها.
ومن النوادي التي استغلتها الجمعية أحسن استغلال وبثت من خلالها أفكارها ودعوتها؛ (نادي الترقي) بالجزائر العاصمة، الذي شهد إلقاء عشرات المحاضرات الهادفة لعلماء الجمعية، وخاصة منهم الإمام ابن باديس، والشيخ البشير الإبراهيمي، والشيخ الطيب العقبي، والأستاذ أحمد توفيق المدني. وقد كان لتلك الدروس والمحاضرات أثرها العجيب في النفوس، حيث تغلغل الوعي إلى أعماق القلوب ومَسَّ المشاعر، فأحيا في نفوس الجزائريين الشعور الوطني الدافق، والرغبة الجامحة في الحرية والانعتاق.
وكنموذج لذلك؛ يصف الشيخ محمد علي دبوز رحمه الله ما كان لخطب العقبي ومحاضراته في نادي الترقي من نتائج إصلاحية، فيقول: “كان الشيخ يبين في دروسه حقيقة الإسلام العظمى وعقيدته الصافية وأركانه، ويهاجم البدع المفسدة للدين وترهات الطرقية الضالة وإلحاد المدارس الاستعمارية، فعرف الناس حقيقة دينهم، فازدادوا تمسكا به، فصارت جماهير كثيفة تحافظ على الصلوات والصوم وأركان الدين، وكانت لا تخطر ببالها، وهجروا الخمر والفسوق والميسر ومواطنها، وتعلقت نفوسهم ببيت الله”.
2 ـ العناية بالتربية والتعليم:
اهتمت الجمعية منذ تأسيسها بإنشاء المدارس العربية في شتى أنحاء القطر، وكانت أول المدارس التي أسستها: مدرسة التربية والتعليم بقسنطينة، ومدرسة الشبيبة الإسلامية بالجزائر، ومدرسة تهذيب البنين بمدينة تبسة.
كما قامت الجمعية بفتح عشرات المدارس الابتدائية الحرة لأبناء الشعب الجزائري، والذين لم يترددوا في الالتحاق بها، وكانت هذه المدارس تعلم الناشئة مبادئ العربية وآدابها ومبادئ التاريخ الإسلامي والتربية الإسلامية الصالحة. وكان افتتاح هذه المدارس وانتشارها عبر التراب الوطني يتم بانتظام وتسارع، حتى إنه في عام 1944 وحده، افتتحت الجمعية أزيد من سبعين مدرسة. وقد بلغ عدد مدارس جمعية العلماء سنة 1955 “أكثر من مائة وخمسين مدرسة ابتدائية حرة، يتردد عليها أكثر من خمسين ألف تلميذ من أبناء الأمة الجزائرية، بنين وبنات يدرسون مبادئ لغتهم وآدابها، وأصول دينهم وتاريخ قومهم على برنامج يجمع ضروريات العلم وإيجابيات التربية الإسلامية القومية الصحيحة، وقد تخرج منها… عشرات الآلاف”. هذا إضافة إلى معهد ابن باديس الثانوي الذي أسسته الجمعية سنة 1947، وتخرج منه – على مدى سنوات نشاطه – المئات من الطلبة، الذين صاروا بعد ذلك من أطر الدولة الجزائرية بعد الاستقلال.
وقد حرصت الجمعية، على أن تتسم البرامج التعليمية والكتب والطرق المعتمدة في مدارسها؛ بالتجديد ورفض الجمود والتقليد، فكانت تنتقي الكتب المقررة في المواد الدراسية انتقاء دقيقا، فتختار “ما هو أقرب إلى الإفادة، وأعون على تحصيل الملكة العلمية، وتجتنب الكتب الجامدة المعقدة التي لا تفتق ذهنا ولا تبعث في نفس الدارس نشاطا، وتختار للمطالعة في مختلف العلوم الكتب الحية السهلة”. وكانت العلوم التي تدرس للناشئة والطلبة في مدارس ومساجد الجمعية؛ تتمثل في العلوم الشرعية واللغوية، وهي: العقيدة، التفسير، الحديث، الفقه، الأدب، المواعظ، التجويد، أصول الفقه، المنطق، النحو، الصرف، البلاغة، المحفوظات، المطالعة، الإنشاء، الحساب، الجغرافيا، التاريخ”.
3 ـ توظيف الصحافة في فضح دسائس الاستعمار وكشف خبايا مشروعه الثقافي الاستدماري:
لقد أسست جمعية العلماء عددا من الصحف والمجلات التي اتخذت منها منبرا لنشر أفكارها وبث الوعي في نفوس الجزائريين وتعريفهم بحقوقهم وتذكيرهم برصيدهم الحضاري والتاريخي الذي حاول الاستعمار طمسه وتجهيلهم فيه. والحق أن تأسيس الصحف من قبل رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كان قد بدأ قبل تأسيس الجمعية نفسها، حيث شارك الإمام ابن باديس بتأسيس جريدة (المنتقد) سنة 1925، والتي صدر منها ثمانية عشر عددا فقط ثم أوقفتها الإدارة الاستعمارية، وبعد توقفها أسس الإمام جريدة (الشهاب) التي تحولت إلى مجلة شهرية، وظلت تصدر حتى أوقفها الإمام نفسُه سنة 1939. كما شارك الشيخ الطيب العقبي في تأسيس جريدة (صدى الصحراء) لمحمد العابد العقبي سنة 1925، ليؤسس بعد ذلك جريدة خاصة به هي (الإصلاح) التي بدأت في الصدور سنة 1927م.
وبعد إنشاء الجمعية؛ أسست قيادتُها جريدة (الشريعة المحمدية)، ثم جريدة (السنة النبوية)، ثم جريدة (الصراط السوي). ولكن الإدارة الاستعمارية سارعت إلى منع هذه الصحف وتعطيل صدورها الواحدة بعد الأخرى.
وأخيرا، أسست الجمعية سنة 1935 جريدة (البصائر)، التي أصبحت لسانها الرسمي، وحملت راية البيان العربي، وكافحت من أجل اللغة العربية وإرجاع الإسلام إلى عهده الزاهر، وتصارعت مع الإدارة الاستعمارية دفاعا عن مؤسسات الجمعية ومبادئها.
ولا ينبغي أن ننسى هنا الجهود الصحفية المستقلة التي قدمها بعض العلماء من أعضاء الجمعية، ونعني هنا بالخصوص جهود الشيخ إبراهيم أبي اليقظان رحمه الله (1888-1973م)، التي بدأت قبل تأسيس الجمعية، حيث أصدر في الأول من أكتوبر سنة 1926 العدد الأول من جريدة (وادي ميزاب)، التي ظلت تصدر بصعوبة حتى أول عام 1929 تاريخ توقيفها من قبل الإدارة الاستعمارية. ثم أنشأ أبو اليقظان بعدها جريدة (ميزاب) التي لم تر النور أصلا، فقد حجزت السلطات العدد الأول منها ومنعت صدورها. لكن أبا اليقظان لم يَفُتَّ ذلك في عَضُدِه، بل زاده عزما وتصميما، فكان كلما عطلت الإدارة جريدة له أصدر بعد فترة قصيرة جريدة أخرى، وهكذا أصدر على التوالي: (المغرب) في جوان 1930، وتوقفت عن الصدور في مارس 1931. (النور) من 15 سبتمبر 1931 إلى 30 ماي 1933. (البستان) من أول جوان 1933 إلى 23 من نفس الشهر. (النبراس) من 21 جويلية 1933 إلى سبتمبر من نفس العام. (الأمة) من سبتمبر 1934 إلى 24 ماي 1938. (الفرقان) من 6 جويلية 1938 ولم يُعرف تاريخُ توقفها.
وكل هذه الصحف أدت دورا بارزا في تعريف الجزائريين بتاريخهم ودينهم ووطنهم وانتمائهم الحضاري، ونشرت الوعي الوطني، وعرفتهم بالواجبات المنوطة بهم تجاه أنفسهم ودينهم ووطنهم. بما تضمنته من مقالات متنوعة تبارى في كتابتها أعضاء الجمعية.
4 ـ الاتصال المباشر بجماهير الشعب:
حرص علماء الجمعية، إلى جانب جهودهم التربوية والصحفية والتثقيفية، على الاتصال المباشر بعامة أفراد الشعب الجزائري، والاحتكاك بهم ومخالطتهم، من خلال رحلات وجولات تقودهم إلى مختلف المدن والقرى، وكانوا يلقون عليهم الخطب والمحاضرات الدينية والسياسية والاجتماعية، التي كانت تدور حول جمعية العلماء ومقاصدها وأعمالها ومنافع الأمة منها، مع التذكير بالله والتنبيه على مصالح الدنيا والآخرة، والتحريض على التآخي والتآزر وحسن الجوار والمعاملة.
وقد كان أكثر علماء الجمعية حرصا على هذا النوع من النشاط هو الإمام ابن باديس رحمه الله، ويصف أحد تلاميذه، وهو الأستاذ محمد الغسيري رحمه الله، نشاط الإمام الدائب في هذا المجال، فيقول:
“كان الأستاذ الرئيس لا يغفل جانب الشعب الكادح، والمنتشر في أصقاع وطن تزيد مساحته عن مليونين وثلاثمائة ألف كيلومتر مربع، وتتباعد مدنه بمسافات كبيرة يكلف السفر إليها في غالب الأحيان أكثر من 500 كلم بين مدينة ومدينة، ومع ذلك، وفي يوم الخميس من كل أسبوع وعلى الساعة الحادية عشرة صباحا، بعد انتهاء إلقاء آخر درس له في اليوم الأخير من الأسبوع، يسارع إلى القطار ليركبه إلى مدينة الجزائر، أو وهران، أو تلمسان، أو بسكرة، أو بجاية، أو سطيف، وغيرها من أمهات المدن الجزائرية، وما أكثرها، فيصل إليها ليلا أو صباح الغد الباكر، وبعد صلاة الجمعة في أحد مساجد جمعية العلماء، يلقي درسه في المسجد أو في أحد نوادي المدينة، وبعد المحاضرة يقفل راجعا إلى قسنطينة، فما أن يحل صباح الغد حتى يكون قد قطع المسافة بين تلمسان وقسنطينة بالقطار، وذلك ليفتتح دروس الصباح يوم السبت في الجامع الأخضر”.
بل إن علماء الجمعية كانوا يزورون في المناسبات المختلفة العمال الجزائريين في فرنسا، لتفقد أحوالهم ودراسة ما يعترضهم من مشكلات، والإشراف على استيعابهم تربية وتعليما لهم ولأبنائهم. وقد تخصص لهذا الغرض من رجال الجمعية اثنان من كبار تلاميذ الإمام ابن باديس وهما الفضيل الورتلاني والسعيد صالحي.
نتائج جهود الجمعية في جهادها الثقافي والتربوي:
قضت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على عهد رئيسها الأول الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تسع سنوات كاملة تؤدي عملها الثقافي الإصلاحي التغييري في واقع المجتمع الجزائري، ولقد كان من توفيق الله سبحانه وتعالى للجمعية، أن جهودها قد أثمرت في فترة وجيزة، وظهرت آثار جهادها الثقافي في الواقع، “فقد أحدثت تغييرا جذريا وعميقا في بنية المجتمع الجزائري الثقافية، حيث أدت إلى انتشار التعليم العربي الحر وازدهار اللغة العربية، وانتعاش الحياة الثقافية، وتطور الفكر الجزائري الحديث، وظهور نهضة أدبية وعلمية واسعة، ووجهت -في المقابل- ضربات قوية إلى مشروع الفرنسة والإدماج الذي كانت فرنسا تعتمد عليه في تحطيم مقومات الشخصية الوطنية”.
وقد أكرم الله عز وجل الرئيس الأول لهذه الجمعية الإمام عبد الحميد بن باديس، فأراه قبل وفاته نتائج عمله الجهادي هو وإخوانه العلماء، وقد أكد الإمام رحمه الله ذلك، حين قال مخاطبا أفراد الشعب الجزائري، مبينا نتائج جهود الجمعية وثمرة عملها:
“حوربت فيكم العروبة حتى ظُنَّ أن قد مات منكم عِرْقُها، ومُسخ فيكم نُطقُها، فجئتم بعد قرن تصدح بلابلكم بأشعارها، فتثير الشعور والمشاعر، وتهدر خطباؤكم بشقاشقها فتدك الحصون والمعاقل، ويهز كتابكم أقلامها فتصيب الكلى والمفاصل..
وحورب فيكم الإسلام حتى ظن أن قد طمست أمامَكم معالمُه وانتُزعَت منكم عقائدُه ومكارمُه، فجئتم بعد قرن ترفعون عَلَم التوحيد، وتنشرون من الإصلاح لواءَ التجديد، وتدْعون إلى الإسلام، كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، لا كما حرفه الجاهلون وشوهه الدجالون ورضيه أعداؤه.
وحورب فيكم العلم حتى ظن أن قد رضيتم بالجهالة وأخلدْتُم للنذالة ونسيتم كل علم إلا ما يرشح به لكم أو ما يمزج بما هو أضر من الجهل عليكم، فجئتم بعد قرن ترفعون للعلم بناء شامخا، وتشيدون له صرحا سامقا، فأسستم على قواعد الإسلام والعروبة والعلم والفضيلة جمعيتكم هذه، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وحوربت فيكم الفضيلة، فسمتم الخسف، ودُيِّثْتُمْ بالصَّغَار حتى ظُنَّ أن قد زالت منكم المروءة والنجدة، وفارقتكم العزة والكرامة، فرئمتم الضيم، ورضيتم الحيف، وأعطيتم بالمقادة، فجئتم بعد قرن تنفضون غبار الذل وتُهَزْهِزُونَ أسس الظلم، وتهمهمون همهمة الكريم المحنق، وتزمجرون زمجرة العزيز المهان، وتطالبون مطالبة من يعرف له حقا لا بد أن يُعْطَاهُ أو يأخذه”.
وبعد وفاة الإمام ابن باديس رحمه الله، تولى القيادة أخوه وشقيق روحه الإمام محمد البشير الإبراهيمي، فكان أن واصل الجهاد الإصلاحي هو ورفاقه العلماء أعضاء الجمعية. ورغم ما اعترض مسيرة الجمعية من مصاعب جمة، أبرزها اعتقال الإبراهيمي نفسه ونفيه إلى آفلو في الجنوب الجزائري مدة ثلاث سنوات كاملة، إلا أن الجمعية كانت قد أصبحت مؤسسة قائمة وكيانا ثابتا لا يتزعزع، فاستمرت في أداء عملها الإصلاحي ثابتة الخطى رابطة الجأش مدة ست عشرة سنة أخرى. وقد أثمر عمل الجمعية ما كان أعلامها يصْبُون إليه، وهو تهيؤ الشعب الجزائري لخوض غمار الثورة المسلحة ضد الاستعمار، بعد اكتمال وعي هذا الشعب ونضج إدراكه ويقينه أن فرنسا لم تأت إلى الجزائر لتنشر المساواة والعدالة والحرية التي كانت تتغنى بها ثورتها، وإنما جاءت لتزرع الجهل والفقر والذل وانهيار القيم والأخلاق والرضا بالذل والهوان في نفوس الجزائريين، وقد كاد يتحقق لها ذلك لولا أن قيض الله عز وجل جمعية العلماء لتأتي على جهودها من الأساس فكان أن ذهبت أدراج الرياح.
يقول الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي مبينا أثر عمل جمعية العلماء في واقع المجتمع الجزائري: “أثر أعمالنا في الشعب بارز لا ينكره حتى أعداؤنا من الاستعماريين وخصومنا من إخواننا السياسيين. فمن آثارنا؛ بث الوعي واليقظة في الشعب حتى أصبح يعرف ما له وما عليه. ومنها؛ إحياء تاريخ الإسلام وأمجاد العرب التي كان الاستعمار يسد علينا منافذ شعاعها حتى لا يتسرب إليه شيء من ذلك الشعاع. ومنها؛ تطهير عقائد الإسلام وعباداته من أوضار الضلال والابتداع، وإبراز فضائل الإسلام، وأولها الاعتماد على النفس، وإيثار العزة والكرامة والنفور من الذلة والاستكانة والاستسلام. ومنها؛ أخذ كل شيء بالقوة. ومنها؛ العلم، هذه الكلمة الصغيرة التي تنطوي تحتها جميع الفضائل. ومنها؛ بذل المال والنفس في سبيل الدين والوطن. ومنها؛ نشر التحابب والتآخي بين أفراد المجتمع. ومنها؛ التمسك بالحقائق لا بالخيالات والأوهام. فكل هذه الفضائل كان الاستعمار يغطيها عن قصد لينساها المسلمون على مر الزمان، بواسطة التجهيل وانزواء العقل والفكر.
وقد وصل الشعب الجزائري إلى ما وصل إليه بفضل جمعية العلماء، وما بذلناه من جهود في محو الرذائل التي مكن لها الاستعمار، وتثبيت الفضائل التي جاء بها الإسلام. ولو تأخر وجود الجمعية عشرين سنة أخرى لما وجدنا في الجزائر من يسمع صوتنا، ولو سلكنا سبيلا غير الذي سلكناه في إيقاظ الأمة وتوجيهها في السبيل السوي لما قامت هذه الثورة الجارفة في الجزائر، التي بيضت وجه العرب والمسلمين.
ولو نشاء لقلنا: إننا أحيينا اللسان العربي، والنخوة العربية، وأحيينا دين الإسلام وتاريخه المشرق، وأعدنا لهما سلطانهما على النفوس وتأثيرهما في العقول والأرواح، وشأنهما الأول في الاتعاظ والأسوة، فأحيينا بذلك كله الشعب الجزائري فعرف نفسه، فاندفع إلى الثورة يحطم الأغلال ويطلب بدمه الحياة السعيدة والعيشة الكريمة، ويسعى إلى وصل تاريخه الحاضر بتاريخه الغابر”.
وإنها لشهادة حق من باحث مخلص، تلك التي خطها قلم الدكتور تركي رابح عمامرة، وهو من أكثر الباحثين اشتغالا بتراث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حين كتب يقول:
“الواقع أن جمعية العلماء لعبت دورا بالغ الأهمية في التاريخ الجزائري الحديث، بل لا نغالي إذا ما قلنا إنها هي المنظمة الوطنية التي يعود إليها الفضل في بقاء الإسلام والعروبة في الجزائر حتى اليوم، وتجنيب الجزائر من مخاطر سياسة الإدماج والفرنسة، التي كان يدعو لها بعض الجزائريين في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، ويعمل الاستعمار من ناحية على فرضها على الجزائريين بكل الوسائل الشيطانية منذ الأيام الأولى للاحتلال”.
وهذا باحث آخر كتب الكثير عن جمعية العلماء ورجالها وهو الدكتور عبد الكريم بوالصفصاف، يلخص نتائج الجهاد التربوي والثقافي لرجال الجمعية، في أربعة، هي:
1 ـ تجديد الإسلام، وإحياء الثقافة العربية في الجزائر.
2 ـ إعادة ربط الجزائر بالأمة العربية حضاريا ولغويا.
3 ـ إيقاظ وبعث الوعي الوطني بين الجزائريين.
4 ـ المحافظة على الشخصية الجزائرية.
ويكفي الجمعية ورجالها فخرا تحقيق هذه النتائج، التي لا يستطيع أيٌّ كان أن ينكرها أو يجحد تحققها، لأنها حقيقة ماثلة أكدها الواقع وشهد بها التاريخ، كما لا تستطيع أي منظمة أخرى أو حزب من الأحزاب ادعاء تحقيق مثل هذه النتائج في حياة الجزائريين، ولا حتى عشر معشارها.
بارك الله فيك اخي عبدو هذا ما وجدته وما اتفق عليه الجميع ساختصرها قدر المستطاع واستعملها

آڷتعآمڷ-معيے'ڳآڷذخيره-آڷغڷطہ آڷأۈڷى-هيہ آڷآخيہرة)

كاتــ،ـبـة باذن ربـــ،ـي اعـــ،ــي ما افــ،ــعـــ،ـــل واخــ،ـــط دربــ،ــي

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 01:12 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى