قواعد منهجية لفكر سليم
27-09-2018, 10:41 AM
قواعد منهجية لفكر سليم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

1- لا يعني أنك قد اشتبهت عليك بعض المسائل العلمية الشرعية: أنها غير واضحة، فلا تلازم بين هذا وذاك!، فقد تخفى عليك لمانع في نفسك، لكنها ظهرت أوضح من الشمس لغيرك.

2- من موانع هدايتك ومعرفتك للحق: ذنوبك ومعاصيك، فإنها كلما زادت: اسود قلبك:[ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)].(المطففين).
وصار هذا السواد يعمي عينك أن ترى الحق كالمريض بألم في عصب عينيه، فلا يرى ما يراه غيره بوضوح، فطهر قلبك من الكبر والعجب، وابتعد عن كل هذه الأهواء في صدرك، واستعن بالله يوفقك ويعينك ويهديك.

3- ليس كل ما قاله:( الخواجة: الغربي) مقدساً لا يرد، فتحشر أسماءهم في المقالات حتى لو كانت بلا فائدة، ليقال هذا مقال قد ختم بصك العصمة الإفرنجية!!؟.

4- فرق بين النظرية العلمية والحقيقة العلمية، والخلط بينهما، لجهل المدافع عن النظرية: أوقعه في تشنج مقيت، لأنه يحسب نفسه يدافع عن يقين علمي ثابت!!؟.

5- التدقيق في مصادر الكلام وأخباره: مطلوب جداً، وهو مهم جداً في الإسلام الحنيف، فليس كل ما ينشر مصدق هكذا دون تبين وتثبت!!؟.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)].(الحجرات).

6- خطئي ليس حجة على الإسلام، فأنا تابع للإسلام، لا أنه هو الذي يتبعني!، وأنا أسير في حياتي بأمر ربي وأنتهي عند نهيه، لا أن الإسلام الحنيف يتمثل في أخطائي، ولا يلزم تغيير إشارة المرور أو رميها بالتهم، لأن السيارات قد خالفتها!!؟، بل يلتزم السائقون بالإشارة.

7- الاختلاف بين الناس: لا يعني عدم وجود الحق بينهم في تنازعهم، فيقال هناك خلاف واختلاف: إذا لا يوجد حق، فالمسألة مشتبهة!!؟، فهذا كمن يحكم في قضية على الجميع بالإعدام، لأنه لا يريد البحث عن الظالم والمظلوم!!؟، ولا يريد أن يتعب نفسه في البحث عن الحقيقة!!؟.

8- الدنيا ليست هي الجنة، وإذا ما قرأت عن وصف الدنيا وحياة البشر فيها في القرآن الكريم، ستدرك أنها دار امتحان مأمور فيها بالصبر والاستعانة بالله، فمن الذي أوهم الملاحدة وأهل الحيرة والريب: أنها الجنة الموعودة التي لا امتحان فيها ولا مصيبة!!؟.

9- القراءة والبحث توصل للإيمان لا العكس!، لأن العلم الصحيح يقول بأن: للفعل فاعلا، وللسبب مسببا، وللخلق خالقا له المثل الأعلى، أما الريب والشك والحيرة، فتأتي من فقد العلم وخشية الله، ومن توكل على الله: كفاه وسدده ووفقه وهداه.

10 - التشكيك في كل شيء، وعصر الدماغ ليمتلئ بالشبهات والظنون: ما هو إلا طريق المغضوب عليهم والضالين، فكل ظن فاسد يرمي به الملحد النبي صلى الله عليه وسلم: يمكن قلبه عليه هو واتهامه به، لأن مستنده: الظن والشك غير مبني على دليل أو قرينة!!؟.
فإن قال الملحد مثلاً: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذا الشيء أمام الناس، ولكن في نفسه شيء آخر وتطلعات ورغبات في الدنيا الخ - حاشاه صلى الله عليه وسلم - نقول له:" وأنت تقول هذه الطعون تزعم البحث عن الحقيقة، وما أنت إلا معول لأعداء الإسلام، أو مريض القلب تريد الدنيا والشهرة بطعنك في الإسلام، وظنوننا فيك: أقرب إلى الحق من شبهاتك وظنونك الزائفة التي هي محض خيال منك بلا مستند!!؟.

والحمد لله رب العالمين.

منقول بتصرف يسير، جزى الله خيرا راقمه.