معاناة أم في بيتها......
20-01-2017, 09:10 PM
معاناة أم في بيتها......


إذا زاد الشيء عن حده إنقلب إلى ضده’ وكثيرا ما يصطدم الصبر بواقع مرير مر
إن التربية والتنشئة والتوجيه والرعاية هي مناصفة بين الوالد والوالدة شطر ما ولدا...
وإن ثقل كفة الميزان عن الأخرى ليس معناه وأنه تمّ بلوغ المطلوب والمرجو من هذا وذاك’ بل فلننظر كفة مَنْ؟’ وعلى مَن مِن الأبوين حطت أثقالها ’ فإن كان الأمر نصفين بينهما ’ هنا والمؤكد أن دور الأب أكثر فعالية ’ لا لكونه ذا حكمة والأم لا ولا لكونه مفتول العضلات والأم ضعيفة البنية بحكم طبيعة خلقها’ إنما لأنه ذكر ليس إلاّ....
أما ثقل الجبال ولف الحبال وتعدد عُقدها وإنقباض الرئتين وشرود الذهن والحاجة وووووووو.... فهي على عاتق تلكم الأم التي فقدت [ قنطاس ] خيمتها
معاناة أم في بيتها [ كل نفس ذائقة الموت....] ’ فجأة رحل [ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام].قلت رحل عنها وترك لها سبعا ’ خمسة من ذوات الحظ الواحد وإثنان من ذوي الحظين..
رحل عنها وعنهم أيضا جميعا ..رحل عنها وهي في قمة أنوثتها حكمة’ في عنفوان عقلها رزانة’ في حصن شرفها كرامة’ في صراع مع من حولها وما يليهم..... في ريعان وريع ما ترك لها ’ ولكن..؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا أحد الإثنين والصغير براء’ صغير قد وُلد وفي يده مفاتيح أبواب الجنة ’ يحركها لتسقط نغما يقع عليها بردا وسلاما’ أما الأول فبريق الحياة وولوج سن قتل أوله وأعتنق وسطه ’ أكيد وحتما تراه قال ويقول:
أمي: لا تسألين مرة أخرى أين كنت ولا من أين جئت..؟ أنا لست ببنت تخافين عليّ...
دعيني وشأني..’ لا تأمرينني فأنا أدرك مصلحتي .. لما تحرمينني من الفسحة أو الفرجة ..؟ مللت هرفك ... ألآ تسكين مرة..؟..يكفي أنا لم أعد أحتمل هراءك ..؟
أنظري أصحابي هم في أحسن حال مني بكثير ’ أنا بينهم أبدو ك:...؟؟؟؟؟’ آآآه لو كان أبي حيا ما أحتجت لك أبدا ’ ولا كنت تمدين يدك عليّ ’ أريد أن أدخل وأخرج كما أرغب وأحب ...وووووو
لم تكن الأم المسكينة الحنون هذه متعودة على مثل هذه المواقف والردود ’ وممن؟ من فلذة كبدها ’ وهكذا وجدت نفسها أمام جدار الحياة الصلب ’ تتقدم منه وتلطمه ’ يبكي ويبكي ويبكي ... تركن إلى زاوية البيت وصدرها كمرجل يغلي على نار هادئة ’ شهيق وزفير ودموع من عينيها تنحدر منسابة على وجنتيها ..
تنظر يمينا ثم شمالا’ إلى أعلى سقف البيت ثم إلى أسفل قدميها...تتمتم .. كبدها يتمزق .. يحترق.. يتشقق.. منفطر والألم المر منه يقطر ... تعود إلى حيث ابنها ترْبُتُ على كتفيه براحتيها – عاطفة الأم- وتخاطبه : يا ولدي أنا أمك وأنا أدرى بمصلحتك منك’ لا تزدني إرهاقا وصعودا’ فالذي بي وفي يكفي’ .... يا ولدي هداك الله عد لرشدك’ وخذ بكلامي .. ما قصّرت في حقك ولا في حق أخواتك ولا حتى في حق هذا الصغير الذي هو أولى وأحق منكم جميعا بالرعاية والإهتمام...
أنت رجل البيت يا ولدي .. يا ولدي لا من أحد منا ضامنا عمره ’ انتبه لنفسك أولا ثم اسمع لما أقوله لك جيدا....
يا ولدي إن مسؤولياتي متعددة ولا من معين إلا الله سبحانه وتعالى ’ وإن متطلبات الحياة كثيرة وشهوات النفوس أكثرونحن على قدر ما قدّر الله لنا - ولله الحمد- فلا نرفع رؤوسنا فتدك أعناقنا’ ولا نمد أيدينا لأحد بل لا نمدها إلا لله الكريم الرحيم
يا ولدي من أجلكم جميعا تراني صائمة الدهر’ عمياء لا أنظر ’ أحترق كل لحظة
أبكي بصمت’ صابرة مصطبرة ’ راضية بما الله به حكم وقدّر’ حتى أراكم وكل واحد وواحدة منكم في منزلته ومنزله هانئا سعيدا’ سائلة لكم ربي أن يرعاكم بعينه ويوفقكم لما يحبه ويرضاه ’ وليس لنا الخيرة بما حكم ويحكم به القضاء والقدر ...
يا ولدي الزهور كالأعمار تزهو ثم تذبل وتذمر ثم تتولّى وتدبر ة والسعيد من لقي ربه بقلب سليم.