تسجيل الدخول

أولا: المتن:
• “إنما يستريح من دخل الجنة”.
• “إنما يستريح من غفر له”.
• “إنما استراح من غفر له”.

ثانيا: تخريج الحديث ودراسته:
الحديث مداره على عروة بن الزبير، وقد رواه عنه كل من:
1- أبو الأسود:
أخرجه أحمد في “مسنده” (25037) و(25352)، والطبراني في “المعجم الاوسط” (9379)، – وعنه أبي نعيم الأصبهاني في “الحلية” (8/290) -، وابن عساكر في “تاريخه” (54/210).
من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ماتت فلانة واستراحت فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: “إنما يستريح من غفر له”.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي الأسود إلا ابن لهيعة، ولا عن ابن لهيعة إلا المعافى، تفرد به عبد الكبير.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: غريب من حديث ابن لهيعة، تفرد به المعافى فيما قاله سليمان – أي الطبراني – .
قال الألباني معقبا: يعني شيخه الطبراني وليس كما قال، فإنه عند أحمد من طرق أخرى عن ابن لهيعة، ورجاله ثقات إلا ابن لهيعة، فإنه سيء الحفظ لكنه يتقوى حديثه بما بعده. (1)

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأجل عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف الحديث، انظر ترجمته.

2- محمد بن عروة بن الزبير:
ومدار الوجوه عنه على يونس بن يزيد الأيلي، واختلف عنه، فرواه عن يونس كل من:
أ‌- عثمان بن عمر:
أخرجه البزار في “مسنده” كما في “كشف الأستار” (789) للهيثمي: حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا عثمان بن عمر، ثنا يونس، يعني: ابن يزيد، عن الزهري، عن محمد بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: توفيت امرأة كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون منها ويمازحونها، فقلت: استراحت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما يستريح من غفر له” .
قال البزار: لا نعلم أسنده محمد بن عروة، عن أبيه، عن عائشة إلا هذا.

قلت: وأحمد بن إسحاق الأهوازي قد خولف، خالفه الحارث بن أبي أسامة، أخرجه في “مسنده” كما في “بغية الباحث” (257) للهيثمي، و”المطالب العالية” (3119) لابن حجر: حدثنا عثمان بن عمر، أنبأ يونس، عن الزهري، عن محمد بن عروة، عن عروة قال: توفيت امرأة وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون منها فقال بلال ويحها قد استراحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما يستريح من غفر له”.

قال ابن حجر: إسناده مرسل، رجاله ثقات.

قلت: وهو الصواب.

ب‌- عبد الله بن وهب:
واختلف عنه، فرواه عن ابن وهب كل من:
1- سليمان بن داود المهري: أخرجه أبو داود في “المراسيل” (519).
2- الوليد بن شجاع: أخرجه المروذي في “أخبار الشيوخ وأخلاقهم” (309).
كلاهما (سليمان، والوليد) عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن محمد بن عروة أخبره، عن عروة، قال: توفيت امرأة كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون منها، فقال له بلال: ويحها قد استراحت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما يستريح من غفر له”.

وخالفهما كل من:
1- خالد بن خداش: ذكر روايته الدارقطني في “العلل” (3470)، وقال: فرواه خالد بن خداش، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

قال الدارقطني: والصحيح عن يونس، عن الزهري، عن محمد بن عروة، عن أبيه مرسلا.

2- سفيان بن وكيع: أخرجه ابن عساكر في “تاريخه” (54/210): أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قراءة، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأنا أبو بكر الميانجي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن الجعد، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن الزهري، عن محمد بن عروة، عن أبيه، عن بلال، قال: قالت سودة رحمة الله عليها: يا رسول الله مات فلان فاستراح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما استراح من غفر له”.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، لأجل سفيان بن وكيع، وهو صدوق في نفسه، أفسد حديثه وراقه، فقيل له في ذلك، فلم يرجع، فاستحق الترك، انظر ترجمته.

ت‌- عبد الله بن المبارك:
أخرجه في “الزهد” (251): وأخبرنا أيضا, يعني يونس بن يزيد، عن أبي مقرن, قال: حدثنا محمد بن عروة، قال: توفيت امرأة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون منها، فقال بلال: ويحها قد استراحت، فقال رسول الله: “إنما يستريح من غفر له”.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأجل أبي مقرن، لا يُعرف.

ثالثا: الحكم النهائي:

الحديث ضعيف، الصواب فيه أنه عن عروة بن الزبير مرسلا، والمرسل من أقسام الضعيف.

شكرا وجهد مبارك

العفو
تحياتي يا فاضل

بارك الله فيك و نفع بك
نقل مميز وقيِّم

وفيك بركة
تحياتي