المحافظة والمحافظون؟
30-10-2016, 12:43 PM
المحافظة!

شاهدت حلقة نقاش تلفزيونى على الى قناتنا الخامسة تحت هذا العنوان حضره اساتذة محترمون لهم وزن في ثقافتنا وكان النقاش فيها هاما ومعقولا الا ان احدهم انحرف عن المعقولية... او اننى أسأت الفهم! ومما خيب ظنى ان هذا الاستاذ ممن كنت معجبة بدروسه الاسبوعية التلفزيونية ...وأنا هنا كسائلة لا اكثر .
في سياق النقاش قال هذا الاستاذ : ( المرأة التى تتعود الخروج الى المدرسة منذ الصغر لا يمكن ان تقبل البقاء في البيت.... ) وكأني به يعتقد الانثى هي سبب الانحلال الاخلاقي الدينى و الاجتماعي في أمتنا ، والذكر بريء ! هل المحافظة تعنى الانتكاس والابتعاد عن الفطرة الانسانية ؟ هل اخطأ عبد الحميد بن بديس والبشير الاباهيمى وحافظ ابراهيم عندما نادوا بتعليم المرأة ؟ لوكانت المحافظة تعني ان تمشي المرأة الى الوراء والرجل الى الامام ، لما سمح رسول الله - عليه الصلاة والسلام - للسيدة عائشة رضي الله عنها بدراسة الفقه وتعليمه للغير !
لم يتوقف هذا الاستاذ عند هذا، بل راح يسرد امثلة ، قالوا وقيل.... ان امرأة طلبت الخلع لمجرد ان زجها لم يقيم لها حفل عيد ميلادها... اريد ان اقول انه اخذ امثلة وقعت على فرد اولم تقع ؟ ولا يصح ان نعممها على المجتمع ونلقى باللوم على المرأة عموما ... ونقد الخلع هذا الا يعنى انه انحراف عن الفقه المعمول به ؟ اليس في هذا هدم للذاكرة؟
هل السذاجة والغفلة ، والضعف والعجز عن الابداع ، بدأ يدب الى افكار مفكرينا.... اليس المحافظة تعني تحقيق النفع والصالح العام ، والابتعاد عن المعاصي ما ظهر منها وما بطن؟
اعتقد ان المحافظة لا تعنى استعباد الذكر للأنثى... بل تعنى التغيير المستمر القائم على الاسس والمبادئ المسطرة ، التى ارادها الله لعباده ذكورا وإناثا....والحرية التى يطالب بها المجتمع للمرأة هي رفض الواقع المر المفروض عليها والذي دجنها تحت راية التربية المروضة التى يتلقاها الرجل والمرأة في البيت والمجتمع والتى جعلت المرأة والرجل يعتقدون ان المرأة المثالية هي تلك النعجة التى لا حول ولا قوة لها ، والتى ترضى بقسوة الشوفينية الكورية ، التى تحاول دائما ان تكون المرأة هي الطرف الخاسر... وللوصول الى ذلك تحاول هذه الشوفينية الذكورية تحاول ان تنسج الاساطير الدينية بالمعنى الايديولوجى لسلب الغير حقه في الحياة.... كي ينحصر الانتاج الدينى في يد فئة قليلة متسلطة لتصبح سلطة مركزية لها هيبة الارهاب ...
ولكن ابناء الحياة الشرعية كل يوم ينتفضون لإحباط قدرتهم على اقناع البسطاء حتى تحمي هؤلاء البسطاء من التبعية التى ليس فيها لا حياة ولا اخلاق ولا إبداع... لان جوهر الدين يتجاوز النفس ويكبح الشهوات ويحرر النفش من اطماعها... المستبد الذى يفتى حسب رغباته الفردية لا يرقي الي يقين بل تغرق افكاره في الشكوك والظنون والاعتماد على سمعه...يجب ان ننتبه الى الذين يحتكرون الدين والعادات لان افكارهم تولد الكراهية وتهدم ولا تبني ... وكل مفكر لا يحارب الطاووس الخبوء في نفسه والذي يجعله ينتفخ على حساب نفوس الغير لا يصل ولن يصل إلا بسلطان أي رخصة إلاهية وهذه لا تمنح لأي كان لان الله عادل ويحب العدل.
Zoulikha
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا