يا ذلك العاقــل العبقــــري لا تمشي فوق ألغـــام المظاهــــر !!
12-11-2019, 06:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم












يا ذلك العاقل العبقري لا تمشي فوق ألغام المظاهر !!
أنت لا تملك المكانة بفرية الشهادات والألقاب .. فذلك الحمار قد يحمل الأسفار وهو لا يفقه شيئاُ .. وأنت لا تملك المكانة بكثرة الأموال والثراء .. فتلك الخنفسة قد تمتلك المستودعات من روث البهائم والفضلات .. وأنت لا تملك المكانة بقوة اللسان والثرثرة .. فتلك الطبول الجوفاء هي أكثر الأصوات فوق وجه الأرض ضجة .. وأنت لا تملك المكانة بقوة السلاح والسيطرة فذاك حال يؤكد ضعفك عند المقارعة والشدة .. ويقال يتقي الجبناء بعدة السلاح بينما يتقي العباقرة بعدة العقول والحنكة .. وأنت لا تملك المكانة حين تغريك الأوهام بالعزة .. فقد تكون في معيار الآخرين بوزن الذبابة في القلة .. وأنت لا تملك المكانة بدهان المظهر زيفاُ وزوراُ لتبتغي القمة .. فالأجسام قد تعجب وهي في جوهرها خشب مسندة .. وأنت لا تملك المكانة بإرث الأموال التي هي من أهلك اللصوص في المهنة .. فأبناء اللصوص هم أكثر الناس فوق وجه الأرض فسوقاُ عند الوصفة .. رغم تلك المظاهر التي توحي بأنهم أكثر الناس حظوظاُ عند الحسبة .. وأنت لا تملك المكانة بتلك الحيلة التي تغريك بالجشع لتمارس السباحة في دموع الغلابة بالجملة .. فالتجار هم أكثر بخلاُ وقتراُ رغم تلك الأموال المكدسة لديهم في الخزنة .. وأنت لا تملك المكانة بالتغني بتلك القبلية والعصبية النكرة .. فتلك أسراب الذباب تتنافس دائماُ من أجل الجيفة النتنة .. وأنت لا تملك المكانة حين تجاري وتواكب أهل الفحش في مواكب الزفة .. فتلك الألسن للناس سوف تعادلك بالنفايات والرمة .. وأنت لا تملك المكانة حين تجتهد لتلويث سمعة الأتقياء أهل الذمة .. فتلك البراءة هي التي أنقذت يوسف عليه السلام من مكائد الفتنة .. وأنت لا تملك المكانة حين تدوس الحق بالأقدام وتتخذ الباطل قبلة .. فالضالون عبر التاريخ هم اشد الناس في المقامات سقطة .. وأنت لا تملك المكانة حين تجرح مشاعر أهل الكرامة والعزة .. فالطرق على الألماس لا يحدث الأثر والخدشة .. وأنت لا تملك المكانة حين تسير في دروب الإساءات لأهل المكارم في الأمة .. فتلك الفئات تملك المقدرات في مقارعة الحجة بالحجة .. وأنت لا تملك المكانة حين تصنع حجماُ غير حجمك في الحقيقة .. فتلك الأحجام ثوابت تخذل الأقزام عند الحسبة .

الأديب والكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
التعديل الأخير تم بواسطة عمر عيسى محمد ; 14-11-2019 الساعة 06:25 PM