تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
سلاف ايلاف
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 11-12-2013
  • المشاركات : 2,409
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • سلاف ايلاف is on a distinguished road
سلاف ايلاف
شروقي
شبهة الزواج من عائشة صغيرة
15-03-2017, 12:03 PM




على الرغم من تبجيل وتوقير الإسلام ونبيِّه صلى الله عليه وسلم لكل الأنبياء فإن بعض الذين طُمِس على قلوبهم -فلم يعودوا يُبصرون النور- ما زالوا يُثِيرون بعض الشبهات حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلبوا الحقائق أباطيل، وبدَّلوا المحامد مثالب؛ يُريدون بذلك الوصول إلى مأربهم في تشويه صورة الإسلام وتزييف حقائقه، والنيل من النبي صلى الله عليه وسلم، فتناولوا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثَّلْب والتجريح تارة، وبالكذب والتدليس تارة أخرى!

وفي هذه السطور نردَّ ردًّا سريعًا على الشبهة التي أثارها بعض المستشرقين في مسألة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها وهي في التاسعة من عمرها، وقد ذكرنا القصة قاملة في مقالين: زواج الرسول بسودة وعائشة، وزواج الرسول من عائشة، وفي هذا المقال نرد على تلك الشبهة، فنذكر في ذلك عدَّة أمور؛ منها:

1- يجب الانتباه عند تحليل أمر من الأمور إلى فروق العصر وظروف الإقليم؛ حيث إننا كثيرًا ما نتخيَّل في زمانٍ ما ضوابطَ معينةً تحكم مسألة من المسائل، فإذا تغيَّر الزمان أتى الناس بضوابط جديدة تحكمهم، وصار القديم بالنسبة إليهم مُستنْكَرًا، ولقد رأينا في زماننا منظمة الأمم المتحدة للطفولة تُحَدِّد عمر الطفل بأنه تحت الثامنة عشر من العمر[1]! ومع ذلك فإننا نقرأ في صفحات السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي عن مقاتلين أشداء، وفاتحين عظماء، كانوا في عمر أصغر من ذلك بكثير؛ أي كانوا أطفالًا بتعريفات زماننا! وذلك مثل أسامة بن زيد، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، ومعوذ ابن عفراء، وغيرهم -رضي الله عنهم جميعًا- ورأينا كذلك في هذه السنِّ المبكِّرة علماء أجلَّاء علَّموا الإنسانية كلها؛ أمثال: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت، وأبي سعيد الخدري، والنعمان بن بشير، وغيرهم -رضي الله عنهم جميعًا- ولم يستغرب أحدٌ إسلام علي بن أبي طالب، أو الزبير بن العوام، أو الأرقم بن أبي الأرقم، أو معاذ بن جبل -رضي الله عنهم جميعًا- ووقوفهم وصمودهم ضدَّ تيار العرب والعالم أجمع، وكلهم كان دون السنِّ الذي نظنُّه سنَّ النضج والعقل، ولم تكن عائشة رضي الله عنها بمعزل عن هذا المجتمع المتفوِّق؛ بل كانت سابقةً فيه، وكانت رائدةً من روَّاده، ويبدو أننا نحن الذين ينبغي أن نراجع في عصرنا هذا تقييماتنا لأولادنا وبناتنا؛ كي لا نطلق عليهم مسمَّيات الأطفال بينما أودع اللهُ فيهم مَلَكَات العلماء والقادة والروَّاد!

2- لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أوَّل المتقدِّمين لخطبة عائشة رضي الله عنها، بل سبقه لخطبتها ابن المطعِم بن عدي كما رأينا، وعلى هذا فلم تكن هذه الخطبة المبكرة أمرًا منكرًا في الجزيرة العربية آنذاك، ولو بحثنا في صفحات السيرة لوجدنا الكثير والكثير من الفتيات اللاتي تمَّت خطبتهنَّ في هذه السنِّ المبكرة، ومنهن بنات الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، واللتان كانتا مخطوبتَيْن لعتبة وعتيبة أولاد أبي لهب.

3- كان هذا الزواج باقتراح من خولة بنت حكيم رضي الله عنها؛ وذلك لتوكيد الصلة مع أحبِّ الناس إليه، وهو أبوها أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه، ولو كان الأمر عجيبًا ما رأينا مثل هذا الحوار الذي تمَّ في سلاسة؛ سواء بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين خولة رضي الله عنها، أم بين خولة رضي الله عنها وبين عائلة الصديق رضي الله عنه، وإليكم الرواية:

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ[2] وَيَحْيَى[3]: لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيجَةُ جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَتْ: يَا رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَلَا تَزَوَّجُ؟ قَالَ: «مَنْ؟» قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْرًا وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا. قَالَ: «فَمَنِ الْبِكْرُ؟» قَالَتْ: ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللهِ عز وجل إِلَيْكَ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ: «وَمَنِ الثَّيِّبُ؟» قَالَتْ: سَوْدَةُ ابْنَةُ زَمْعَةَ، قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ عَلَى مَا تَقُولُ. قَالَ: «فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ». فَدَخَلَتْ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ: يَا أُمَّ رُومَانَ مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عز وجل عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ. قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ. قَالَتْ: انْتَظِرِي أَبَا بَكْرٍ حَتَّى يَأْتِيَ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ. قَالَ: وَهَلْ تَصْلُحُ لَهُ؟ إِنَّمَا هِيَ ابْنَةُ أَخِيهِ. فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ، قَالَ: «ارْجِعِي إِلَيْهِ فَقُولِي لَهُ: أَنَا أَخُوكَ وَأَنْتَ أَخِي فِي الإِسْلَامِ وَابْنَتُكَ تَصْلُحُ لِي». فَرَجَعَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: انْتَظِرِي. وَخَرَجَ، قَالَتْ أُمُّ رُومَانَ: إِنَّ مُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ كَانَ ذَكَرَهَا عَلَى ابْنِهِ[4]، فَوَاللهِ مَا وَعَدَ[5] مَوْعِدًا قَطُّ فَأَخْلَفَهُ لأَبِي بَكْرٍ[6]. فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ وَعِنْدَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْفَتَى، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ لَعَلَّكَ مُصْبِئٌ[7] صَاحِبَنَا مُدْخِلُهُ فِي دِينِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ إِنْ تَزَوَّجَ إِلَيْكَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ: أَقَوْلَ هَذِهِ تَقُولُ[8]؟ قَالَ: إِنَّهَا تَقُولُ ذَلِكَ[9]. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَقَدْ أَذْهَبَ اللهُ عز وجل مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مِنْ عِدَتِهِ الَّتِي وَعَدَهُ، فَرَجَعَ فَقَالَ لِخَوْلَةَ: ادْعِي لِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَدَعَتْهُ[10] فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، ثمَّ خَرَجَتْ فَدَخَلَتْ عَلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَقَالَتْ: مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عز وجل عَلَيْكِ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، قَالَتْ: مَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُكِ عَلَيْهِ. قَالَتْ: وَدِدْتُ، ادْخُلِي إِلَى أَبِي فَاذْكُرِي ذَاكَ لَهُ. وَكَانَ شَيْخًا كبيرًا قَدْ أَدْرَكَهُ السِّنُّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ الْحَجِّ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَحَيَّتْهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ[11]، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقَالَتْ: خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ. قَالَ: فَمَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَخْطُبُ عَلَيْهِ سَوْدَةَ. قَالَ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، مَاذَا تَقُولُ صَاحِبَتُكِ؟ قَالَتْ: تُحِبُّ ذَاكَ. قَالَ: ادْعُهَا لِي. فَدَعَيْتُهَا، قَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ إِنَّ هَذِهِ تَزْعُمْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَرْسَلَ يَخْطُبُكِ وَهُوَ كُفْءٌ كَرِيمٌ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُزَوِّجَكِ بِهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: ادْعِيهِ لِي. فَجَاءَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، فَجَاءَهَا أَخُوهَا عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ مِنَ الْحَجِّ فَجَعَلَ يَحْثِي فِي رَأْسِهِ التُّرَابَ، فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ: لَعَمْرُكَ إِنِّي لَسَفِيهٌ يَوْمَ أَحْثِي فِي رَأْسِي التُّرَابَ أَنْ تَزَوَّجَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فِي السُّنْحِ[12]، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ بَيْتَنَا، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَنِسَاءٌ، فَجَاءَتْنِي أُمِّي وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ بَيْنَ عَذْقَيْنِ[13] تَرْجَحُ بِي، فَأَنْزَلَتْنِي مِنَ الأُرْجُوحَةِ وَلِي جُمَيْمَةٌ[14] فَفَرَقَتْهَا، وَمَسَحَتْ وَجْهِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، ثمَّ أَقْبَلَتْ تَقُودُنِي حَتَّى وَقَفَتْ بِي عِنْدَ الْبَابِ، وَإِنِّي لأَنْهَجُ حَتَّى سَكَنَ مِنْ نَفْسِي، ثمَّ دَخَلَتْ بِي، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِنَا وَعِنْدَهُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَجْلَسَتْنِي فِي حِجْرِهِ، ثمَّ قَالَتْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُكِ فَبَارَكَ اللهُ لَكِ فِيهِمْ وَبَارَكَ لَهُمْ فِيكِ. فَوَثَبَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَخَرَجُوا، وَبَنَى بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِنَا، مَا نُحِرَتْ عَلَيَّ جَزُورٌ وَلَا ذُبِحَتْ عَلَيَّ شَاةٌ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِجَفْنَةٍ[15] كَانَ يُرْسِلُ بِهَا إِلَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَارَ إِلَى نِسَائِهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ[16].

4- نعرف أنَّ قريشًا كانت تتربَّص بالرسول صلى الله عليه وسلم الدوائر لتأليب الناس عليه، ولم تترك مجالًا للطعن فيه إلَّا سلكوه، ولو كان زُورًا وافتراءً، ومع ذلك فإنها لم تُدْهَشْ حين أُعْلِنَ نبأ المصاهرة بين أعزِّ صاحبين، وأوفى صديقين؛ بل استقبلته كما تستقبل أيَّ أمر طبيعي، ولم تُشَنِّع بأي صورة من صور التشنيع على هذا الزواج، دلالة على قبوله وعدم استنكاره.

5- أثبت التاريخ بعد ذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت ناضجة تمام النضج؛ حيث استوعبت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بذكاء، وكانت سريعة التعلُّم جدًّا؛ بل صارت من أكثر المسلمين والمسلمات علمًا، وكانت ردودها على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستفساراتها تدلُّ على كمال عقلها، وسعة اطلاعها، وقوَّة ذكائها، ولا يكون ذلك لطفلة ليس لها في أمور الزواج.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

[1] المادة الأولى من «اتفاقية حقوق الطفل» الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف-Unicef): www.unicef.org.

[2] هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، المدني، يروي عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما.

[3] هو يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، يروي عن عائشة رضي الله عنها.

[4] لم ينزل في ذلك الوقت تشريع منع المسلمات من الزواج من المشركين، إنما كان ذلك في المدينة.

[5] قال السندي: "فَوَاللهِ مَا وَعَدَ"؛ أي: أبو بكر. انظر: حاشية مسند الإمام أحمد 14/367.

[6] "لأَبِي بَكْرٍ"؛ أي: قالت ذلك في شأن أبي بكر، ومثل هذا الكلام في المعنى جواب لسائل قال: لمن قالت هذا الكلام؟ فأجيب: قالت لأبي بكر. وقالت أم رومان ذلك اعتذارًا عن خروجه، وأَمْرِهَ لها بالانتظار. انظر: حاشية مسند الإمام أحمد 14/367.

[7] مصبئ: من أصبأ، بهمزة، إذا أخرج أحدًا من الدين، والصابئ: الخارجُ من الدين. انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد 14/369.

[8] أقول هذه تقول: أي أتقول أنت قولَ هذه وترضى به، وترجع عن الخطبة التي كانت منك؟ انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد 14/369.

[9] قال السندي: قيل: وقوله: إنها تقول ذلك. تقرير لقولها، وأنه قولٌ صحيحٌ. انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد 14/369.

[10] لم يشأ أبو بكر رضي الله عنه أن يذهب بنفسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يحرجه بالزواج إن كان قد رأى أمرًا آخر، كما أن هذا أليق بحفظ مكانة البنت بعدم عرضها على مَنْ يتقدَّم إليها.

[11] لا يجوز لخولة أن تلقي تحية الإسلام على كافر، ولذلك حيَّته تحية الجاهلية؛ وهي: عمت صباحًا. وقال أبو القاسم الأصبهاني: وَتَحِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ: أَنْعِمْ صَبَاحًا. انظر: أبو القاسم الأصبهاني: دلائل النبوة ص82، وقال الصالحي: تحية الجاهلية: عم صباحًا. سبل الهدى والرشاد 6/301، وانظر: الزبيدي: تاج العروس 6/517، 33/523، وتقول: أَنْعَم اللهُ عليك من النِّعْمة، وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَكَ من النُّعُومةِ، وقولهُم: عِمْ صباحًا كلمةُ تحيَّةٍ؛ كأنه محذوف من نَعِم يَنْعِم. ابن منظور: لسان العرب، 12/579.

[12] السُّنْح: موضع به منازل بني الحارث من الخزرج بعوالي المدينة المنورة، وبينه وبين المسجد النبوي ميلٌ. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان 3/265، وابن حجر: فتح الباري 7/29.

[13] العَذْق: النخلة.

[14] جُمَيْمَة: مصغَّر الجُمَّة؛ وهي ما سقط على المنكبين من شعر الرأس.

[15] الجَفْنة: وعاءٌ للطعام من خَزَفٍ ونحوه، قَصْعة كبيرة. انظر: أحمد مختار عمر: معجم اللغة العربية المعاصرة 1/380، وقال ابن منظور: القَصْعةُ الضَّخْمةُ تُشْبع العشرة. ابن منظور: لسان العرب، 8/274.

[16] أحمد (25810)، واللفظ له، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وقال ابن كثير: وهذا السياق كأنه مرسل وهو متصل. انظر: البداية والنهاية 3/163، وقال الهيثمي: في الصحيح طرف منه، رواه أحمد، بعضه صرَّح فيه بالاتصال عن عائشة رضي الله عنها، وأكثره مرسل، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. انظر: الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 9/227، والطبراني: المعجم الكبير، (19012)، وقال ابن حجر: روى أحمد والطبراني بإسناد حسن عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون... انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/225.

د.راغب السرجاني

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ** رشاد كريم **
** رشاد كريم **
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 08-06-2015
  • المشاركات : 1,000
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • ** رشاد كريم ** is on a distinguished road
الصورة الرمزية ** رشاد كريم **
** رشاد كريم **
عضو متميز
رد: شبهة الزواج من عائشة صغيرة
20-06-2017, 06:26 PM

المشهور عـند أغـلب عـلماء الحديث والسيرة أن عُـمُـر السيدة عـائشة رضي الله عـنها ، كان تسع ( 09 ) سنوات ، حين تزوجها النبيّ صلى الله عـليه وسلّم ..
وفي هـذا المقطع الصوتي المُـتلفـز رأي للدكتورة رفيدة الحبش ، بخصوص هـذا الموضوع ، ومحاولة التحقيق في الأمر ، معـتمدة على أشهـر الروايات ، والاستنتاج والترجيح .



« رَبِّ اغْـفِـرْ لِي وَلأَِخِي وَأَدْخِلْـنَا فِي رَحْمَتِـكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ »

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية aziz87
aziz87
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-08-2015
  • المشاركات : 1,719
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • aziz87 will become famous soon enough
الصورة الرمزية aziz87
aziz87
شروقي
رد: شبهة الزواج من عائشة صغيرة
21-06-2017, 08:15 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ** رشاد كريم ** مشاهدة المشاركة

المشهور عـند أغـلب عـلماء الحديث والسيرة أن عُـمُـر السيدة عـائشة رضي الله عـنها ، كان تسع ( 09 ) سنوات ، حين تزوجها النبيّ صلى الله عـليه وسلّم ..
وفي هـذا المقطع الصوتي المُـتلفـز رأي للدكتورة رفيدة الحبش ، بخصوص هـذا الموضوع ، ومحاولة التحقيق في الأمر ، معـتمدة على أشهـر الروايات ، والاستنتاج والترجيح .




ال
سلام عليكم .
مسألة زواج عائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع سنوات مسألة ثابتة صحيحة لا مرية فيها باتفاق علماء الحديث - حفظة ونقلة هذا الدين من تخرصات المتخرصين- وأصحاب السير وإنما شكك فيها ضعاف القلوب من هذه الأمة لما رأوا الكفار يطعنون في النبي صلى الله عليه وسلم بسبب عمرها . ثم ما لنا وللكفار وقد طعنوا في نبينا صلى الله عليه بسبب تعدد الزوجات أيضا .أفكلما طعن الكفرة في نبينا يخرج فينا ناعق ينقض ثوابتنا إرضاء لهم .
ما كنا لنترك كلام فحول علم الحديث حفظة هذا الدين والمدافعين عن بيضته ونسمع لتخرصات فلانة وعلانة.


**********

ما رأي فضيلتكم في هذا المقال المنشور بجريدة المصري اليوم؟ وهل يجوز هذا الاجتهاد
باب مساحة رأي بتاريخ 13-8-2008 الأربعاء
صحفي شــاب يصحح للأئمــة الأعــلام خطـأ ألـف عـام
صحفي شــاب يصحح للأئمــة الأعــلام خطـأ ألـف عـام
بقلم جمال البنا ١٣/٨/٢٠٠٨
أريد من نشر هذا المقال تقديم مثال لما يمكن أن يصل إليه صحفي شاب لم يدخل الأزهر، أو يضع على رأسه عمامة أو يدعي أنه من أهل الذكر.. إلخ، إنه صحفي كبقية الصحفيين، ولكن هذا لم يمنعه من أن يعنى بقضية حاكت في نفسه، كما حاكت في نفوس آخرين فقبلوها صاغرين، ولكنه وطن نفسه على أن يدرسها ولم يثنه أنها مثبتة في البخاري وأن أعلام الأمة تقبلوها لأكثر من ألف عام، تلك هي قضية أن الرسول تزوج عائشة في سن السادسة وبني بها (أي دخل بها) في سن التاسعة بناءً علي ما جاء في البخاري (باب تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها ٣٨٩٤): حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «تزوجني النبي صلي الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة.. فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين».
وجد الباحث في نفسه حمية للدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلها لم توجد في غيره.
أعد نفسه لمقارعة تلك القضية، ولم يقنع بأن يفندها بمنطق الأرقام ومراجعة التواريخ، ولكنه أيضًا نقد سند الروايات التي روي بها أشهر الأحاديث الذي جاء في البخاري ومسلم، وأثبت في الحالتين ذكاءً، وأصاب نجاحًا. من ناحية التواريخ، عاد الصحفي الشاب إلي كتب السيرة (الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ تاريخ الطبري ــ تاريخ بغداد ــ وفيات الأعيات)، فوجد أن البعثة النبوية استمرت ١٣ عامًا في مكة و ١٠ أعوام بالمدينة، وكانت بدء البعثة بالتاريخ الميلادي عام ٦١٠، وكانت الهجرة للمدينة عام ٦٢٣م أي بعد ١٣ عامًا في مكة، وكانت وفاة النبي عام ٦٣٣م والمفروض بهذا الخط المتفق عليه أن الرسول (ص) تزوج (عائشة) قبل الهجرة للمدينة بثلاثة أعوام، أي في عام ٦٢٠م،
وهو ما يوافق العام العاشر من بدء الوحي، وكانت تبلغ من العمر ٦ سنوات، ودخل بها في نهاية العام الأول للهجرة أي في نهاية عام ٦٢٣م، وكانت تبلغ ٩ سنوات، وذلك ما يعني حسب التقويم الميلادي، أنها ولدت عام ٦١٤م، أي في السنة الرابعة من بدء الوحي حسب رواية البخاري، وهذا وهم كبير. ونقد الرواية تاريخيا بحساب عمر السيدة (عائشة) بالنسبة لعمر أختها (أسماء بنت أبي بكر ــ ذات النطاقين): تقول كل المصادر التاريخية السابق ذكرها إن (أسماء) كانت تكبر (عائشة) بـ ١٠ سنوات،
كما تروي ذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ ٢٧ عامًا ما يعني أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام ٦١٠م كان ١٤ سنة وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة ١٣ سنة وهي سنوات الدعوة النبوية في مكة، لأن ( ٢٧ ــ ١٣ = ١٤ سنة )، وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من (عائشة) بـ ١٠ سنوات، إذن يتأكد بذلك أن سن (عائشة) كان ٤ سنوات مع بدء البعثة النبوية في مكة، أي أنها ولدت قبل بدء الوحي بـ ٤ سنوات كاملات، وذلك عام ٦٠٦م،
ومؤدي ذلك بحسبة بسيطة أن الرسول عندما نكحها في مكة في العام العاشر من بدء البعثة النبوية كان عمرها ١٤ سنة، لأن (٤ + ١٠ = ١٤ سنة) أو بمعني آخر أن (عائشة) ولدت عام (٦٠٦م) وتزوجت النبي سنة (٦٢٠م) وهي في عمر (١٤) سنة، وأنه كما ذكر بنى بها ـ دخل بها ـ بعد (٣) سنوات وبضعة أشهر، أي في نهاية السنة الأولي من الهجرة وبداية الثانية عام (٦٢٤م) فيصبح عمرها آنذاك (١٤ + ٣ + ١ = ١٨ سنة كاملة) وهي السن الحقيقية التي تزوج فيها النبي الكريم (عائشة).
...الخ.



الاجابة






لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

كثيرا ما يفرح الإنسان، ويظن أنه أوتي علماًً، وأنه أتى بما لم يأت به الأولون، فيقع في هاوية، وكان قبلها في مأمن أن تنزلق أقدامه إرضاء لكبرياء نفسه، أو ظناًً منه أنه ينافح عما يلقيه أعداء الدين من شبهات حول الرسول صلى الله عليه وسلم.
وما توصل إليه من حسابات بأن عائشة يوم بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم كان عمرها (188) سنة، هو كلام باطل لا يصح، وذلك لما يلي:

(1) اتفاق الأحاديث في الصحيحين وغيرهما بأن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بها وهي بنت تسع سنوات، وكان حرياًً بهذا الباحث ـ هداه الله ـ أن ينقل لنا اتفاق العلماء على هذا الأمر، بدلاًً مما ادعاه على اتفاقهم أن أسماء تكبر عائشة بعشر سنوات، وليس فيه اتفاق كما سوف أبين إن شاء الله.
(2) أن عائشة نفسها ـ وهي صاحبة القصة ـ تروي وقائع زواجها منه صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما ذكرته كما في صحيح مسلم أنها زفت إليه وهي بنت تسع سنين ولعبتها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة، أفتصدق صاحبة القصة الصريحة أم الذي يتفلسف بحساباته ؟
(3) في الحديث السابق يتأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بها وهي بنت تسع سنين، لأن عائشة رضي الله عنها ضبطت أيضاًً عمرها يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم (18) سنة، فتكون في أول الهجرة لها (9) سنوات.
(4) زعم الباحث أن عائشة ولدت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو (4) سنوات، وهذا ما يكذبه الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء حيث قال: ( وعائشة ممن ولدت في الإسلام ) ويكذبه أيضاًً الحافظ ابن حجر في الإصابة قال: ولدت ـ يعني عائشة ـ بعد المبعث بأربع سنين أو خمس سنين فكيف يقول هذا الكاتب أنها ولدت قبل الإسلام ؟
(5) تروي لنا كتب السيرة أن عائشة ماتت وعمرها (63) سنة وأشهر سنة 57 هجريا، فيكون عمرها قبل الهجرة (63-57 =6) فإذا جبرت الكسور كما هي عادة العرب في حساب السنين أنهم يجبرون كسور السنة الأولى والأخيرة، فيزيدون سنتين فيكون الحساب (6+2=8) سنوات، وسنة بعد الهجرة- لأن النبي تزوجها بعد ثمانية أشهر- فيكون عمرها نحو (9) سنوات متوافقاًً مع الروايات السابقة.
(6) وأما قول الكاتب اتفاق كتب السيرة على أن أسماء أكبر من عائشة بعشر سنين، فهذا الاتفاق لا دليل عليه، قال الذهبي في السير (2/287): كانت ـ يعني أسماء أسن منعائشة ببضع عشرة سنة، فإذا قلنا إن عائشة كان لها تسع سنوات عند الهجرة أي أنها ولدت بعد البعثة (13-9) =(4) سنوات. هذا مولد عائشة في العام الرابع ( بعد البعثة )، فإذا أضفنا إلى ذلك قول أبي نعيم في " معرفة الصحابة " أن أسماء ولدت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، فيكون عمر أسماء على التحديد يوم ولدت عائشة(10+4=14) سنة وهو ما يتوافق مع قول الذهبي في السير كانت ـ أسماء ـ أسن منعائشة ببضع عشرة سنة.
وإني لأرجو من هؤلاء الكتاب أن يتقوا الله، ولا يتجرؤوا على السنة، ولا تزيغ بهم الأهواء، أو يحملهم حسن نواياهم ـ إن صدقوا ـ للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يسيئوا للسنة، أو إلى حملتها من العلماء المخلصين الربانيين فهم من حملوا الشريعة إليها ودافعوا عنها حق الدفاع، بذلوا في ذلك جهدهم وأموالهم فلا يفرحن أحد بدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان ذلك يقتضي الانتقاص من قدر هؤلاء الأئمة الأعلام والتقليل من جهدهم، وأما الشبهة التي حاول الكاتب الرد عليها فهو أخر من يتكلم فيها، وقد رد العلماء عليها أحسن رد. وانظر للفائدة الفتاوى التالية: 13991، 76062، 108347، والأحرى بهم أن يردوا على الشبهات، فإنه لا غرابة أن يبني من هو في مثل هذا العمر وقد أوتي قوة ثلاثين رجلاًً بفتاة عندها تسع سنوات، قد اكتمل بنيانها وصلحت للزواج دون أي ضرر عليها، وقد كانت أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وكانت أغير النساء عليه.
والله أعلم.

عن اسلام ويب
وَفِي الأَرْضِ مَنْأًى لِلكَرِيِم عَنِ الأَذَى*** وَفِيهَا لِمَـن خَافَ القِلَى مُتَعَزَّلُ.
التعديل الأخير تم بواسطة aziz87 ; 21-06-2017 الساعة 08:28 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:39 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى